Get Adobe Flash player

من مدرسة جنديسابور الى بيت الحكمة مترجمو وعلماء السريان صنّاع في حضارة العصر الذهبي الإسلامي ونهضة اوروبا

الهجرة واللجوء والتحديات الإنسانية بين المسؤولية الدولية والالتزامات الوطنية

احتفالية المنجز العلمي لأساتذة التاريخ

الاتجاهات الاسلامية في الفكر العراقي المعاصر

رؤية ورسالة بيت الحكمة

رؤية ورسالة بيت الحكمة

الخطة الاستراتيجية

الخطة الاستراتيجية

مجلات بيت الحكمة

اصدارات مجانية

اصدارات مجانية

الساعة الآن

معرض المرئيات


رئيس الوزراء : وصلنا الى مناطق منسية بالرغم انها مناطق مأهولة بالسكان لم تدخل فيها الخدمات .

خريطة زوار الموقع

صفحتنا على الفيس بوك

وزارة التخطيط /الجهاز المركزي للاحصاء

مؤتمر دعم الطاقة وتقليل الانبعاثات

تفاصيل الخبر

ملخصات الجلسة الثالثة لمؤتمر بناء الثقة وتعزيز الهوية الوطنية


2024-12-23

 ملخصات الجلسة الثالثة لمؤتمر بناء الثقة وتعزيز الهوية الوطنية

"التنمية البشرية كأَساس لتعزيز الهوية الوطنية"
كلمات مفتاحية: التنمية البشرية, الهوية الوطنية, التطوير, المجتمع, الفرد
المقدمة
تعتبر التنمية البشرية أحد الركائز الأساسية في بناء المجتمعات وتقدمها إذ لا يمكن لأي أمة تحقيق نهضة شاملة منذ أن خلق الله( الأرض وإلى أن يرث الله) الأرض ومن عليها دون الاستثمار في تطوير قدرات مواطنيها وتعزيز قيمهم المادية والمعنوية فعنوان "التنمية البشرية كأَساس لتعزيز الهوية الوطنية" يُسلط الضوء على الترابط الوثيق بين تنمية الأفراد وتعزيز الشعور بالانتماء الوطني عندهم في عالم يشهد تغيرات سريعة وتحديات متعددة يتطلب فيها الحفاظ على الهوية الوطنية وتقوية الأفراد علمياً وفكرياً ونفسياً ومهنياً ليكونوا قادرين على مواجهة تلك التحديات مع الحفاظ على هويتهم الوطنية.
فمع تقادم عمر العالم نرى ما أنجزه الإنسان على وجه البسيطة من التطور المستمر ومثال على ذلك التنمية البشرية في عصرنا الحالي والتي تعني الإنسان وما حوله من كون كبير ينبلج في لحظاته المتسارعة غرر المعارف ودرر الإبداع فنجده يحقق الانتقال بين عوالم فرض الخيارات إلى سعة بحر الاختيارات, فالتنمية البشرية والذاتية بها ومن خلالها ينتقل الفرد بشكل إيجابي وبتخطيط محكم لإدارة الوقت والأزمات, فهي تمكنه من أن يُكوّن صداقات متينة ويبني فريق قوي ومنسجم ويؤسس أسرة مثالية, وكل ذلك بمهارات وخبرات مكتسبة وفطرية, وتُفتح أمامه جميع أفاق التعليم والتعلم والتدريب في كل علوم العالم وكل الأنشطة ومن أهمها المرتبطة في انتقاله نحو الأفضل, فبتصميمه يكسر الحواجز من خلال دوائر الاتصال والاستماع, وبعد ذلك كله يخرج لنا الفرد منتجاً ونافعاً لنفسه والمجتمع, فالتنمية البشرية هي فكرة تسلسلت مع الأجيال وتطورت وأخذت صور متعددة ومتنوعة, في كل الحضارات لاسيما الحضارات القديمة الأشورية والبابلية ومصرية والصينية وغيرها, إلا أن العنوان الرئيس والمفهوم المستقل والمصطلح ظهر وترعرع في القرن التاسع عشر, حيث أخذت التنمية البشرية منحىً واقعياً في معادلات البقاء والأهمية بين العلوم والمعارف والفنون الكبيرة في حياة الناس بشكل عام.
لذا اخترت هذا الموضوع لكونه يبرز ألية استثمار إنسان كعنصر محوري في تقوية الشعور بالانتماء والهوية والتمكين الاجتماعي.
تكمن أهمية هذا الموضوع في تسليط الضوء على الدور المحوري للتنمية البشرية في الحفاظ على الهوية الوطنية في ظل التغيرات العالمية والتحديات التي قد تهدد الهوية الثقافية للمجتمعات وإظهار كيفية الاستفادة من التنمية البشرية كوسيلة لتعزيز الانتماء الوطني وتقوية الروابط.
فالمشكلة التي يحاول هذا البحث معالجتها هي ضعف الارتباط بين الهوية الوطنية والفرد في بعض المجتمعات في ظل التحديات مثل العولمة والتغيرات الثقافية فهو يؤسس لكيفية سد الفجوات بين تنمية المهارات الفردية والحفاظ على الهوية الوطنية.
أما أهداف هذا البحث هي:
1. توضيح العلاقة بين التنمية البشرية وتعزيز الهوية الوطنية.
2. استكشاف دور المؤسسات في تنمية الفرد كمــــــواطن فعال.
3. تحليل السياسات التنموية التي تعزز الانتماء الوطني وتدعم الهوية الثقافيـــــــــة.
4. تقديم حلول عملية لتحسين استراتيجيات التنمية البشرية لتعزيز الهوية الوطنية.
وعليه فوضعت خطة البحث من مقدمة ومبحثين وخاتمة وقائمة مصادر ومراجع, فعنوان المبحث الأول تنمية الهوية الوطنية في الحضارات الإنسانية, وأما المبحث الثاني فعنونته أدوات التنمية البشرية في تعزيز الهوية الوطنية, واستخدمت في هذا البحث لمنهج الوصفي التحليلــــــــــي.

***************************

اسم البحث/الثقافة والهوية الوطنية في العراق دراسة في المحتوى  والمضمون.
م.د.عبد الكريم جعفر الكشفي مدير عام تربية ديالى السابق
 
                                   الخلاصة
          ان الاحـتلال الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣م،أظهر حالة تبدو للآخر أن هناك عدم اندماج بين مكونات الشعب العراقي،فعمل الاحتلال على تكريسها قسراً،وإن التعددية التي يتمتع بها المجتمع العراقي،ليست حالة سلبية أو حالـة فريدة بين دول العالم، لذا يتطلب من النظام السياسي في العـراق أن يـؤمن بالتعدديـة، ويحفظ الحقوق والحريات العامة لكل أفراد الشعب من دون تمييز، ورفـع مصـلحة الوطن فوق الانتماءات الفرعية،في ظل هذه الظروف كانت هناك محاولـة لفـرض الهويــة  الثقافية الوطنيــة العراقية،الا ان هذه المحاولات اصطدمت بالتغيرات الحاصلة ما بعد ٢٠٠٣م،والتي اعتمدت المحاصصة الطائفية والمناطقية والقومية، مما عقد إشكالية بناء الهوية  الثقافية الوطنية.
             ولابد من القول ان للهوية الثقافية الوطنية لها جملة ايجابيات،حري بنا ابرازها منها المشتركات الـتي تجمعهـم،وتميـزهم عن دول الجـوار،وان مسألة بناء هوية  ثقافية وطنية لم يكن وليد الساعة،بل كانت هناك محاولات عديدة منذ قيام الدولة العراقية المعاصرة عام ١٩٢١م،الا انها لم تنجح في بناء هوية اسلامية ثقافية وطنية جامعة تجمـع مكونـات الشـعب المختلفـة،رغـم  جهود رفـع الشـعارات القوميـة في البدايات الاولى،وكـان التنوع المجتمعي معوقـاً في بناء وتعزيـز الهويـة  الثقافية الوطنية وترسـيخها.
                تنطلـق فرضـية البحث مـن محاولـة فـرض هويات وأيدولوجيات، كانـت عقبـة أمـام بناء الهويـة الثقافية الوطنيـة العراقيـة،وان التغيـيرالذي حصل بعـد ٢٠٠٣م قــد عقــد إشــكالية بناء الهوية الثقافية الوطنية،وان افتقــادها ألقــى بظلالهــا علــى الاســتقرار السياسـي والاجتمـاعي للـبلاد، وفي هذه الدراسة كانت للباحث محاولة لتحليـل الإشـكالية وتقديم مقترحات لإعادة بناء الهوية الثقافية  الوطنية علىأسس مناسبة وحسب المحاور الاتية:

********************************

ملخص الدراسة
انسجام المكونات الاجتماعية والثقافية للمجتمع العراقي واهميتها في تجسيد الهوية الوطنية
الباحثة الدكتورة : ربا عبدالوهاب الحجران / جامعة مؤته
هدفت الدراسة الى التعرف الى اهمية انسجام المكونات الاجتماعية والثقافية للمجتمع العراقي في تجسيد الهوية الوطنية, وقد تناولت الدراسة اهمية انسجام المكونات الاجتماعية والثقافية للمجتمع العراقي في تجسيد الهوية الوطنية , ومساهمة الهوية في تعزيز الانسجام الاجتماعي في المجتمع  العراقي الذي يتميز بتنوعه العرقي والديني. واهمية التعايش السلمي وترسيخ قيم الهوية الوطنية في العراق , وبيان ازمة شرعية الهوية الوطنية في العراق
اعتمدت الدراسة في الوصول إلى نتائجها على المنهجَ التاريخي باعتباره من  أكثرِ المناهج استخداماً في دراسة أخبار السابقين والدول والأيام، وكذلك هو الطريقة أو الأسلوب المستخدم في بلوغ المعارف والحقائق، وذلك عن طريق مُطالعة المعلومات أو البيانات التي دُوِّنت في الفترات الماضية، حيث يعد المنهج التاريخي أداة وطريقة لوصف انسجام المكونات الاجتماعية والثقافية للمجتمع العراقي واهميتها في تجسيد الهوية الوطنية
واكدت الدراسة ان العراق يتمتع بالتنوع الثقافي لاحتضانه مجموعة متنوعة من العرقيات والتي تتكون من العرب، الأكراد، التركمان، والآشوريين، حيث ساهم هذا التنوع  في غنى الثقافة العراقية. واوصت الدراسة بضرورة احترام التنوع الثقافي لتجسيد الهوية الوطنية , وهذا يتطلب  من العراقيين أن يحققوا هوية وطنية جامعة تضم جميع المكونات الاجتماعية  ، مما يعزز الانتماء الوطني.
الكلمات الدالة : المكونات الاجتماعية والثقافية , الهوية الوطنية, التعايش السلمي






Abstract
Harmony of the social and cultural components of Iraqi society and its importance in embodying the national identity
Researcher Dr.: Rakez Salem Al-Aroud / Mu'tah University
Researcher Dr.: Ruba Abdul-Wahhab Al-Hajran / Mu'tah University
The study aimed to identify the importance of harmony of the social and cultural components of Iraqi society in embodying the national identity. The study addressed the importance of harmony of the social and cultural components of Iraqi society in embodying the national identity, and the contribution of identity in enhancing social harmony in Iraqi society, which is characterized by its ethnic and religious diversity. The importance of peaceful coexistence and consolidating the values of national identity in Iraq, and explaining the crisis of legitimacy of national identity in Iraq
The study relied on the historical approach to reach its results as one of the most widely used approaches in studying the news of the predecessors, countries and days, as well as the method or style used to reach knowledge and facts, by reviewing information or data that were recorded in the past periods, as the historical approach is a tool and a way to describe the harmony of the social and cultural components of Iraqi society and its importance in embodying the national identity
The study confirmed that Iraq enjoys cultural diversity for embracing a diverse group of ethnicities consisting of Arabs, Kurds, Turkmen, and Assyrians, as this diversity contributed to the richness of Iraqi culture. The study recommended the necessity of respecting cultural diversity to embody the national identity, and this requires Iraqis to achieve a comprehensive national identity that includes all social components, which enhances national belonging.
Keywords: Social and cultural components, national identity, peaceful coexistence



المقدمة
يحتضن العراق (بلاد ما بين النهرين ) حضارات تعود الى القرن السادس قبل الميلاد وتتكون الهوية الوطنية في العراق من مكونات اجتماعية وثقافية متنوعة تشكل نواة الانسجام في المجتمع. حيث ورغم التنوع الثقافي للعراق لاحتضانه مجموعة متنوعة من العرقيات والتي تتكون من العرب، الأكراد، التركمان، والآشوريين، ولكن ساهم ذلك  في غنى الثقافة العراقية. بالإضافة الى وجود لغات اخرى , التركمانية والسريانية, بالإضافة الى التنوع الديني والطائفي حيث وجود المسلمون من الطائفتين السنية والشيعية، بالإضافة إلى المسيحيين والأيزيديين. ولكن رغم الاختلاق العرقي والطائفي الا ان ذلك عزز الهوية الوطنية من خلال شعور العراقيين الفخر بالماضي العريق.
إن أزمة الهوية الوطنية ظاهرة عالمية، تعني تفضيل وتوظيف الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية، سواء كانت هذه الهويات الفرعية دينية، أو قومية، أو طائفية. لذا، تعتبر هذه الأزمة من أبرز مشاكل التنمية، وقد تكون سبباً أو نتيجة لأزمات أخرى مرتبطة بها. هذه الأزمة تنشأ من تلقاء نفسها، بل لها أسباب داخلية تعاني منها الدولة، وتنتهي بوجود تحديات خارجية قد تكون إقليمية أو دولية تساهم في شق الهوية الوطنية في وقت أصبحت فيه التكنولوجيا هي الكلمة الأخيرة في هذه القضية، إذ من الممكن التدخل من على بعد أميال في شؤون الدول، حتى أن الفتنة المتمثلة بالطائفية أشعلت بكبسة زر.
إن أزمة الهوية الوطنية حاضرة منذ تأسيس الدولة العراقية، لأسباب داخلية وخارجية، لذا يتوجب على الدولة العراقية الاهتمام بحل الأزمة والالتفات إلى التحديين مع إعطاء الأولوية للتحدي الأخير بعدد من الحلول منها استثمار فرص إقامة علاقات ودية مع دول الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وإعطاء الأولوية لأمن الحدود وتعزيز التعاون الدولي مع التوازن الصارم في العلاقات الدولية ووضع مصالح العراق في المقام الأول وهذا يتطلب البحث عن كوادر دبلوماسية وطنية تتميز بالمهارة والذكاء تساهم في أخذ العراق للدور العالمي الذي يستحقه ومكانته التاريخية والجغرافية.
مشكلة الدراسة : تكمن مشكلة الدراسة في بحث موضوع انسجام المكونات الاجتماعية والثقافية للمجتمع العراقي واهميتها في تجسيد الهوية الوطنية, وتتجلى مشكلة الدراسة في كيفية تأثير المكونات الاجتماعية والثقافية على تشكيل الهوية الوطنية في العراق، وكيف يمكن أن تساهم هذه الهوية في تعزيز الانسجام الاجتماعي في مجتمع يتميز بتنوعه العرقي والديني. إذ يواجه العراق تحديات كبيرة نتيجة للصراعات التاريخية والسياسية، مما يؤثر على تماسك المجتمع ويعوق بناء هوية وطنية جامعة.
أهميّة الدّراسة:   تبرز أهميّة الدّراسة في موضوع انسجام المكونات الاجتماعية والثقافية للمجتمع العراقي واهميتها في تجسيد الهوية الوطنية ,وذلك من خلال مجموعة من المعطيات تتمثل بالأهميّة النظرية والتطبيقية.
الأهميّة النظرية: وتتمثل الأهميّة العلمية في مساهمة هذه الدّراسة في توفير دراسة علمية حديثة, قد تفيد الباحثين والمختصين في اهمية انسجام المكونات الاجتماعية والثقافية للمجتمع العراقي في تجسيد الهوية الوطنية ,
الأهميّة التطبيقية: حيث تبرز الدّراسة أهميّة انسجام المكونات الاجتماعية والثقافية للمجتمع العراقي في تجسيد الهوية الوطنية ومساهمة الهوية في تعزيز الانسجام الاجتماعي في المجتمع  العراقي الذي يتميز بتنوعه العرقي والديني. واهمية التعايش السلمي وترسيخ قيم الهوية الوطنية في العراق
أهداف الدّراسة: هدفت هذه الدّراسة إلى بيان انسجام المكونات الاجتماعية والثقافية للمجتمع العراقي واهميتها في تجسيد الهوية الوطنية ومن خلال الدّراسة تم التعرّف إلى الأهداف التالية:
1.    التعرف على اهمية الهوية الوطنية والتعايش السلمي في العراق
2.     بيان اهمية انسجام المكونات وترسيخ قيم الهوية الوطنية في العراق
3.    بيان ازمة شرعية الهوية الوطنية في العراق
أسئلة الدّراسة: من خلال الدّراسة؛ تم الإجابة عن السؤال الرئيس، والذي مفاده: ما اهمية انسجام المكونات الاجتماعية والثقافية للمجتمع العراقي في تجسيد الهوية الوطنية    ؟ ومن ثم الإجابة عن التساؤلات الفرعية التالية:
1.    ما اهمية الهوية الوطنية والتعايش السلمي في العراق؟
2.     ما اهمية انسجام المكونات وترسيخ قيم الهوية الوطنية في العراق؟
3.    ما ازمة شرعية الهوية الوطنية في العراق ؟
منهجية الدراسة : اعتمدت الدراسة في الوصول إلى نتائجها على المنهجَ التاريخي باعتباره من  أكثرِ المناهج استخداماً في دراسة أخبار السابقين والدول والأيام، وكذلك هو الطريقة أو الأسلوب المستخدم في بلوغ المعارف والحقائق، وذلك عن طريق مُطالعة المعلومات أو البيانات التي دُوِّنت في الفترات الماضية، حيث يعد المنهج التاريخي أداة وطريقة لوصف انسجام المكونات الاجتماعية والثقافية للمجتمع العراقي واهميتها في تجسيد الهوية الوطنية.

مصطلحات الدراسة :
المكونات الاجتماعية والثقافية : هي مجموعة من العناصر التي تشكل نسيج المجتمع وتحدد هويته. وتشمل هذه المكونات مجموعة من الجوانب التي تؤثر على كيفية تفاعل الأفراد والجماعات مع بعضهم البعض ومع بيئتهم.
الهوية الوطنية:  هي مجموعة من القيم والمعتقدات والتقاليد التي تميز شعبًا معينًا وتحدد انتماءه إلى دولة أو أمة معينة. تتضمن الهوية الوطنية جوانب متعددة، من ابرزها الأبعاد الثقافية, و الأبعاد التاريخية, و الأبعاد الاجتماعية والسياسية .
التعايش السلمي : يعني القدرة على العيش معًا بسلام في بيئة تتسم بتنوع المكونات الاجتماعية والثقافية، مثل الأعراق، والأديان، واللغات. ويتضمن التعايش السلمي مجموعة من المبادئ والقيم التي تعزز من التفاهم والاحترام المتبادل بين الأفراد والمجتمعات.
المبحث الاول: الهوية الوطنية والتعايش السلمي في العراق
ينظر الى الهوية الوطنية باعتبارها مجموعة من القيم والمعتقدات والرموز الثقافية التي تشكل شعور الأفراد بالانتماء إلى بلد معين. وتشمل الهوية الوطنية العوامل التاريخية، الثقافية، الاجتماعية والسياسية التي تؤثر في تشكيل هذا الانتماء. وتسهم الهوية الوطنية على توحيد المجتمع حول قيم ومبادئ مشتركة، مما يسهم في تقليل التوترات والانقسامات. وتعزز الهوية الوطنية الإحساس بالانتماء لدى الأفراد، مما يسهم في بناء مجتمع متماسك.
ويعد التعايش السلمي هو المفهوم الذي تعززه الهوية الوطنية  من خلال تعزيز  القدرة على العيش معاً بسلام واحترام، على الرغم من الاختلافات العرقية والدينية والثقافية , حيث  يتطلب التعايش السلمي قبول الآخر وتعزيز ثقافة الحوار والتفاهم. لذلك تعد الهوية الوطنية والتعايش السلمي وجهين لعملة واحدة؛ فتعزيز الهوية الوطنية بشكل إيجابي يسهم في بناء مجتمع يسوده السلام والتفاهم، مما يساهم في تجاوز التحديات وبناء مستقبل مشترك.
ويشير مصطلح "الأمة" إلى مجموعة اجتماعية تشكل مجتمعاً عن وعي وإرادتها؛ وتشترك في ذاكرة مشتركة وثقافة وأصول مشتركة؛ وترتبط ارتباطاً قوياً بإقليم محدد المعالم بوضوح؛ وتتمتع بحس التضامن؛ ولديها مشروع مشترك للمستقبل؛ وتطالب بالحق في الحكم الذاتي. وقد يكون هذا الحكم الذاتي مستقلاً أو مفهوماً في سياق اتحاد فيدرالي.  
وهنا يجب أن نميز بين مصطلح "الأمة" و"الدولة القومية". ففي الدول القومية، يتقاسم مواطنو الأمة عادة نفس الدولة ويتوقعون التمتع بحقوق المواطنة المتساوية والتكامل الاقتصادي الرأسي. ولكن مفهوم الأمة يشترك في معظم خصائص الدول القومية باستثناء أنه يفتقر عادة إلى السمتين الأخيرتين: حقوق المواطنة المتساوية والاقتصاد الرأسي. ومع ذلك، فإن الهوية الوطنية مفهوم سائل وديناميكي يشير عموماً إلى مجتمع يشترك في مجموعة معينة من الخصائص مع الاعتقاد بأن أعضاءه مرتبطون بأسلافهم ويمتلكون ثقافة وتاريخاً ورموزاً ولغة وإقليماً ولحظة تأسيس ومصيراً مشتركاً. إن القومية هي مصطلح يستخدم في كثير من الأحيان للإشارة إلى مواطني الدولة القومية. وفي بعض الأحيان قد يتقاسم أولئك الذين ينتمون إلى أمة ما ولكن ليس لديهم دولة خاصة بهم الشعور بالهوية القومية. ولعل تعريف القومية هو الأكثر توافقاً بين العلماء فيما يتصل بالمعنى: فهي أيديولوجية تهدف إلى تحرير أو التطلع إلى الاستقلال أو الحفاظ عليه، وتعمل على ترسيخ هوية مجموعة اجتماعية.  
في أي أزمة يضطر فيها الناس إلى الفرار، سواء عبر الحدود الدولية أو داخل أراضيهم، فإن حيازة وثائق أساسية لإثبات هوية المرء أمر أساسي للبقاء والتعافي. في العراق، حيث ينتشر النازحون داخليًا عبر محافظات مختلفة بدرجات متفاوتة من القيود الأمنية والوصول، فإن ضمان تحديد هوية الأشخاص الأكثر ضعفًا وحصولهم على الحماية القانونية التي يحتاجون إليها يشكل تحديًا هائلاً. في خضم الصراع المستمر وأزمة النزوح المتطورة باستمرار، أثبتت الهوية المتنقلة والمساعدة القانونية وبناء قدرات المجتمعات المحلية على تبادل المعلومات أنها حاسمة لضمان قدرة الناس على تلبية احتياجاتهم الأساسية وحماية أنفسهم وبعضهم البعض من المزيد من الأذى.
فالهوية الوطنية هي وعي متقدم بالانتماء الفرعي، وهو وعي مرتبط بنشوء الدولة، حيث تمثل الهوية من المنظور السياسي محوراً مركزياً في عملية بناء الدولة والأمة. فبعد كل دورة زمنية في التاريخ تنشأ الحاجة لدى المجتمعات إلى تأكيد ذاتها أو مراجعة انتمائها. وتتجسد هذه الحاجة في شكل انتماء، وتؤطرها سمات أو مشتركات إنسانية واجتماعية وثقافية، تنعكس على المستوى السياسي. ويطلق على هذا الانتماء (الهوية) كمضمون للمواطنة.
يعد مفهوم (الهوية) من المفاهيم السياسية المثيرة للجدل، والتي نشأت في إطار الروابط والمصالح المشتركة. نجد أن هناك هوية (قومية) وهوية (دينية) وهوية (عرقية) وهوية (طائفية) تمثل نماذج للهويات الفرعية الضيقة، ولكن هناك نموذج أوسع عندما تكون الهوية هوية جامعة لأكثر من قومية ودين ومذهب، وبذلك تتجاوز الهوية إطارها الفرعي لتعبر عن الجزء المشترك الأوسع من الانتماء وهو (الهوية الوطنية) التي تنتمي إلى الجغرافيا والتاريخ والروابط والاتصالات والمصالح المشتركة.  
شكل التنوع الاجتماعي والديني والوطني في العراق أهميته في بناء المواطنة والتعايش السلمي, وأن التسامح والشمول ليسا مجرد ضرورة أخلاقية وسياسية: بل إنهما مصدر ثمين للحيوية الوطنية والثروة الثقافية والاقتصادية. وإن المجتمع الذي تتعايش فيه مجموعات متنوعة بسلام ليس مجتمعًا آمنًا فحسب، بل إنه أيضًا مجتمع ديناميكي ومزدهر وواثق من نفسه. وإن العراق كان وما زال على الدوام فسيفساء غنية من الثقافات. فقد تم هنا إنشاء أو تطوير بعض أعظم الاختراعات في تاريخ البشرية: العجلة، والكلمة المكتوبة، والجبر، وغير ذلك الكثير. لذلك أن هذه الاختراعات لم تكن من ابتكارات مجتمع واحد يتحدث لغة واحدة ويتقاسم ثقافة واحدة. بل إنها نتاج التنوع وتبادل الأفكار ووجهات النظر. وقد احتضنت العراق المجتمعات التي منحت الإنسانية هذه الارث الانساني المستمر  , لذا فإن المصالحة داخل المجتمع مهمة بقدر أهمية العمل على مستوى المجتمعات.
إن أغلب الجماعات السياسية تلتزم بالإجراءات الدستورية، وتنجح في تهدئة التوترات السياسية والتوصل إلى قرارات بناءة، ولكن العملية طويلة. والصراع السياسي هو مظهر من مظاهر الديمقراطية الجديدة في البلاد. وان حصول الاقليات على حقوقها السياسية يساهم في عملية التنمية السياسية وتعزيز الانسجام الاجتماعي، ولكن الانسجام لا يمكن تحقيقه إلا إذا عكست التشريعات والسياسات المثل العليا ومعتقدات المواطنين واستجابت لاحتياجاتهم وتطلعاتهم.
ان الدين الرئيسي في العراق هو الإسلام، حيث ان 95 %من سكانه البالغ عددهم 35 مليون نسمة من الشيعة والسنة. والعراق موطن لمواقع دينية مهمة لكل من الشيعة والسنة، وخاص في المدن المقدسة مثل النجف وكربلاء وسامراء، فضلاً عن مواقع رئيسية للأقليات في الشمال، وخاصة في محافظة الموصل. ويتركز المسيحيون في الشمال، في محافظتي دهوك ونينوى، وينقسمون بشكل أساسي عبر الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، والكنيسة الآشورية الشرقية، والكنيسة السريانية الأرثوذكسية. ويعيش الإيزيديون، الذين يعود تاريخ ديانتهم إلى عصور ما قبل الإسلام، في محافظة الموصل في الشمال. وكان المندائيون موجودين في العراق منذ ما يقرب من ألفي عام، ويتركزون في محافظة ميسان الجنوبية، مع وجود كبير في البصرة. كما توجد أقليات دينية أخرى، مثل البوذيين والبهائيين والشبك واليارسانيين والزرادشتيين.
وتمثل الطوائف الإسلامية الصغيرة الأخرى أيضاً، مثل الطوائف الشيعية في البصرة وكربلاء. وتتبع أغلبية المجتمع الشيعي مراجع الدين العظام المختلفين في النجف وبغداد وكربلاء وسامراء أو قم ومشهد في إيران. وهذا التنوع في المصادر الدينية، داخل العراق، والإسلام والشيعة، يساهم في تعزيز سياسة التماسك الاجتماعي.
إن التناغم والقيادة لا يمكن أن ينسجم مع الركائز الثلاث الأساسية للدولة القومية إلا عندما تتكامل قيم وممارسات كل منها مع الأخرى بدلاً من أن تتناقض معها. وعندما تتناغم زعامة المجتمع مع كل الركائز فإن القادة وأولئك الذين يقودونهم سوف يتشاركون نفس الخطاب. ويمكن ان يكون العكس عندما يتم إدخال الدكتاتورية العسكرية من خلال سيطرة الدولة مما يؤدي الى صراع مصالح بين سياسات الدولة والقوانين والعادات الدينية والثقافية التي توحد مواطنيها.
إن الأنظمة الديمقراطية تسمح بقبول "الآخر"، سواء كان ذلك أقلية عرقية أو دينية أو ببساطة شخصًا لا يحمل المعتقدات (السياسية أو الثقافية أو الإيديولوجية أو الأخلاقية) لأغلبية المجتمع. إن التنوع يوفر مجموعة فريدة من الموارد البشرية التي يمكنها، في ظل الظروف المؤسسية والثقافية المناسبة، أن تعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للدولة. ولكن الديمقراطية وحدها لا تستطيع أن تعزز الانسجام؛ بل لابد أن تدعمها سيادة القانون وبنية مؤسسية تعزز الحوار بين الركائز الثلاث الأساسية والمؤسسات المرتبطة بها. والعكس من ذلك إن القمع المستمر من جانب دكتاتور يحكم من خلال الخوف والسيطرة يؤدي إلى الإحباط وثقافة انعدام الثقة. فالمواطنون ينأون بأنفسهم عاطفياً عن مؤسسات الدولة وينظرون إلى الداخل بحثاً عن البقاء الشخصي.
وعندما تزول أدوات القمع التي كان يستخدمها الدكتاتور، تحدث أعمال انتقامية ضد أولئك الذين سيطروا على أجهزة الدولة. ويستعيد الناس السلطة والنفوذ بمجرد إضعاف سيطرة الدولة، ويسعون إلى الحصول على الدعم من خلال الاعتماد المتزايد على المؤسسات الدينية و/أو الثقافية.
من الناحية النظرية، يتم وضع القوانين من قبل النظام القضائي؛ ومع ذلك، لا يثق كل عراقي بهذا النظام أو يتبعه. بدلاً من ذلك، يعتمدون على القوانين القبلية أو الدينية التقليدية. وبالتالي يؤدي ذلك الى انقسام المجتمع العراقي إلى فصائل اجتماعية وسياسية بدلاً من البقاء متحدًا حول النظام القانوني الوطني للدولة المركزية.
إن المجتمعات العراقية المختلفة لديها وجهات نظر مختلفة فيما يتصل بالعقد بين المواطنين والدولة. وقد أدى هذا إلى تمزق العلاقات بين المجتمعات وداخلها، الأمر الذي جعلها أكثر ارتباطاً بالمعاملات من كونها متناغمة. وما دامت هذه العلاقات داخل المجتمعات غير مستقرة، فإن فكرة وجود هوية عراقية واحدة على مستوى الأمة سوف تظل محل تحدٍ مستمر.
ويمكن تقسيم التنوع الاجتماعي في العراق إلى ثلاث فئات رئيسية: التنوع القومي، التنوع الديني، والتنوع المذهبي.
1.    التنوع القومي: يُعتبر العرب والأكراد من أبرز القوميات في العراق. يمثل العرب الأغلبية السكانية، في حين أن الأكراد يتركزون في إقليم كردستان في الشمال. هناك أيضًا مجموعات أصغر مثل التركمان، الشبك، والأرمن.
2.    التنوع الديني: من الناحية الدينية، يُعتبر الإسلام الدين الأكثر انتشارًا في العراق، إلا أن هناك أقليات دينية أخرى كالمسيحيين، الصابئة المندائيين، والايزيديين. هذه الأقليات تُعاني في الغالب من التهميش والمضايقات، خاصة بعد الصراعات الداخلية والحروب.
3.    التنوع المذهبي: يتشكل المجتمع المسلم في العراق بشكل رئيسي من المذهبين السني والشيعي. وقد أدى هذا التنوع المذهبي إلى الكثير من الصراعات الطائفية، لا سيما بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003 والذي كشف عن الهشاشة الطائفية داخل البلاد.
خلال المشروع الأميركي بعد عام 2003، احتل مفهوم بناء الأمة مركز الصدارة، في حين تم إهمال بناء الدولة. وقد طور العراقيون توقعات عالية لبناء الأمة، على أمل أن تكون النتيجة مماثلة لإعادة بناء ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية. ولكن المحتلين الأميركيين لم يكونوا واضحين بشأن المتطلبات والموارد اللازمة. وكان التخطيط غير كاف، وكانت الحلول القصيرة الأجل تُعطى الأولوية على الرؤية الطويلة الأجل.
المبحث الثاني : انسجام المكونات وترسيخ قيم الهوية الوطنية في العراق
لتحقيق انسجام المكونات الاجتماعية والثقافية  لا بد من ترسيخ قيم الهوية الوطنية في العراق , وهنا يتعين على قيادات البلاد (الدولة، والهيئات الدينية، والثقافية) أن تعترف بحجم الضرر الذي لحق بنسيج المجتمع، وأن تركز على إعادة رسم العقد الاجتماعي بين المواطنين والدولة. ولا بد من غرس روح الانتماء للتحديات الرئيسية والدولة الديمقراطية الناشئة في نفوس الشعب العراقي. ولا بد وأن يشعروا بالفخر، وليس بالخجل، عند تبني وتنفذ القوانين واللوائح لصالحهم ورفاهتهم. ولن يحدث هذا من دون تعاون القيادات الثقافية والدينية والمؤسسات القبلية ومؤسسات المجتمع المدني.  كذلك لابد من أن نبين للناس أن الديمقراطية والمؤسسات المرتبطة بالدولة لا تهدد الجوانب الدينية والثقافية للمجتمع، بل إنها قادرة على دعمها واستكمالها. وهذه مهمة صعبة نظراً للعناصر الدينية والثقافية المعقدة التي تشكل جزءاً من نسيج المجتمع العراقي.
إن السرديات القانونية والدينية والثقافية لابد وأن تتفق في التعامل مع قضايا مثل أدوار ومسؤوليات الدولة والمواطنين، وحقوق الإنسان، والمناهج التعليمية والدستور , وإن التحدي الرئيسي هو حجم التغيير المطلوب. وإن الاتفاق على رؤية بشأن حجم التغيير - وخارطة الطريق - هو شرط أساسي مهم للتنمية السياسية والاجتماعية., ولكي يحقق العراق الانسجام الاجتماعي، يجب على الدولة استعادة سلطتها كمصدر للمؤسسات الديمقراطية في البلاد، حيث يمكن لجميع المؤسسات الدينية والثقافية أن تسمع أصواتها وتحترمها.
كذلك يجب على الدولة أن تركز على الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية وتحسين الخدمات، وخلق مساحة للتنفس لمزيد من التنمية الاجتماعية. إن التقدم نحو استقرار الدولة يعتمد إلى حد كبير على مدى سرعة إعادة بناء الطبقة المتوسطة. والدعم من الشركاء الدوليين أمر بالغ الأهمية.
ان الاحتلال قد ساهم في تفتيت النسيج الاجتماعي في العراق , حيث فرض التحول السياسي بعد عام 2003 والصراعات الداخلية على السلطة ضغوطاً كبيرة على الهوية الوطنية العراقية القائمة مسبقاً حيث كان للعرق والطائفة تأثير أقل على المجتمع. انقسمت البلاد بين كيفية التعامل مع الحكومة العراقية الجديدة التي شكلتها الولايات المتحدة، والتي ساهمت في العديد من الانقسامات على أسس طائفية وإثنية في العراق. أدى حل القوات المسلحة وصعود القوى العرقية والطائفية إلى ظهور التمردات والميليشيات، وبالتالي الصراع المسلح. ومن ابرز  العوامل التي تقوض الهوية الوطنية العراقية ما يلي :  
1.    لقد أدت الانقسامات العرقية (الأكراد/ العرب) والدينية (السُنّة/ الشيعة) إلى تقويض الهوية الوطنية العراقية. ففي حين ناضل الأكراد بشدة من أجل الاستقلال أو على الأقل الحكم الذاتي عن بغداد، فإن الشيعة لديهم ما يدعوهم إلى الاستياء من تاريخ الحكم الاستبدادي الذي تمارسه الأقلية السُنّية.
2.    الخلافات الداخلية: لقد أدت هذه الخلافات الداخلية إلى نشوء تأثيرات خارجية تعمل أيضاً على تقويض الهوية والسيادة العراقية. فقد تدخلت كل من إيران وتركيا واحتفظتا بنفوذهما في العراق بسبب الوضع الكردي، والآن تتمتع إيران بنفوذ أكبر كثيراً في العراق منذ حصل الشيعة على تمثيل نسبي في الحكومة العراقية الجديدة.
3.    العوامل لاقتصادية : لقد لعب النفط دوراً رئيسياً في السياسة الداخلية العراقية حيث تناضل الجماعات من أجل السيطرة على المناطق الغنية بالنفط، مثل كركوك، التي يتنازع عليها كل من السنة والأكراد. وكان العراق يُنظَر إليه تقليدياً باعتباره أصلاً استراتيجياً للقوى الأجنبية بسبب احتياطياته النفطية، التي يُعتقد أنها تأتي في المرتبة الثانية بعد المملكة العربية السعودية. ونتيجة لهذا فإن العراق القوي المستقل الفكر ـ.
4.    الحروب والنزاعات : لقد أطاحت حرب الخليج الثانية في عام 2003 بالسلطة المركزية في بغداد دون أن تحل محلها بديل متماسك. وبسبب التوترات الكامنة العديدة، سرعان ما ظهرت الانقسامات الداخلية وأدت إلى اشتباكات عنيفة ومذابح بين العديد من المجموعات الاجتماعية والعرقية في العراق، وكادت أن تتحول إلى حرب أهلية كاملة بحلول عام 2006. واجهت المجتمعات الأقلية في المراكز الحضرية في جميع أنحاء العراق اضطهادًا رهيبًا، حتى أنه في عام 2008، نشأت مشكلة اللاجئين التي بلغ قوامها 4 ملايين شخص: 2 مليون نازح داخليًا و2 مليون نازح إلى البلدان المجاورة.
5.    ازمة الشرعية : لقد عانت  الدولة العراقية من عجز في الشرعية يتعين عليها أن تعالجه على وجه السرعة. والفشل في الاستجابة للمطالب المعتدلة من شأنه أن يؤدي إلى رفض كامل لشرعية الدولة، مع إمكانية توليد التطرف والصراع المسلح على طول خطوط الصدع العديدة.
6.    الطائفية :إن الهويات، مثل الطائفة والطبقة، من الممكن أن تؤثر على العلاقة بين المواطنين والدولة العراقية، ولكنها لا تحددها. والاعتماد على سياسات الهوية لإضفاء الشرعية على الدولة ليس مستداماً.
لذا على صناع السياسات في العراق أن يعملوا بشكل مثمر مع جميع المحتجين الذين يطالبون بمعالجة المظالم المماثلة. وسيكون هذا أكثر فعالية في تعزيز الشرعية الشاملة للدولة من محاولة تمثيل جميع المجتمعات بشكل صحيح من خلال النخب الطائفية. لذلك إن ظهور هوية جماعية جديدة غير طائفية بين العراقيين يبرز مستقبلًا واعدًا للدولة، خاليًا من التدخل الأجنبي والتعصب الطائفي. وبدافع من مشاعر "العراق أولاً"، يطالب العراقيون بإنهاء كل التدخلات الأجنبية.
ومن اجل تجسيد التكامل للمكونات التي تجسد وحدة الهوية الوطنية في العراق لا بد على الجميع ان يدرك  بأن قوة ووحدة العراق تتمثل بانسجام ووحدة مكوناته ومنحها حقوقها السياسية والثقافية والإدارية والمجتمعية والعمل على تجسير العلاقة بين هذه المكونات للوصول إلى قناعة مشتركة بأن العراق يسع جميع المكونات والطوائف وهذا يتطلب معالجات عامة وفي ميادين  وأبعاد متعددة منها :
1 – تحقيق العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات للجميع: حيث يعتبر الدستور هو القانون الأعلى والذي يجب أن يتضمن في بنوده ومواده كافة الحقوق لهذه المكونات بما يضمن العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات لجميع المواطنين بغض النظر عن الانتماء الديني والقومي والمذهبي مع تشريع القوانين المنظمة لحقوق المكونات في حماية هوياتها الفرعية وحريتها في ممارسة ثقافتها وطقوسها ضمن الاطار الوطني دون التعدي على حقوق الآخرين
2 – المشاركة السياسية في العملية السياسية  : يجب أن تمنح جميع المكونات الوطنية كافة الحقوق السياسية ومنها تشكيل الاحزاب السياسية والمشاركة في الانتخاب ترشيحا وانتخابا مع أتاحة الفرص المتساوية لهم في تولي المناصب والمواقع الحكومية حسب الكفاءة والخبرة والاختصاص  ، بأعتبار أن المشاركة في صنع القرار السياسي على المستوى الوطني يرفع من منسوب الروح والهوية الوطنية وعدم التخندق الصلب في الهوية الفرعية .
3 – تعزيز القيم الثقافية واحترام جميع المكونات الثقافية للمجتمع العراقي :  والمكونات الثقافية هي  البعد الأكثر أهمية والمغيب من معالجة الأزمة حيث أن التبادل المعرفي لثقافات ومعتقدات المكونات وانفتاحها على بعض يولد درجة عالية من الاطمئنان وأزاله الشكوك والهواجس المغروسة في أذهان الناس بسبب الاجراءات السلطوية السابقة التي زرعت الخوف من الاخر بسبب عدم المعرفة  ، لذا نجد من الضروري أقامة النشاطات الثقافية المشتركة والفعاليات الادبية والفنية والفكرية المشتركة التي تفتح نوافذ تبادل الأفكار والتصورات لأبراز المشتركات الثقافية بين هذه الهويات الفرعية لتتسع من خلالها مساحة تفعيل الهوية الوطنية.
4 - زيادة وعي الناس والتعريف بالحضارات والثقافات والامم الأخرى: حيث من  وسائل الإعلام يمكن ان تلعب دورا في زيادة وعي الناس والتعريف بالحضارات والثقافات والامم الأخرى ، واذا الأنظمة الديكتاتورية قيدت الإعلام الوطني فأننا اليوم نعيش جوا ديمقراطيا  مقبولا يتيح لوسائل الإعلام المتنوعة ممارسة دورا مهما في التعريف بهويات المكونات الوطنية من خلال الأفلام السينمائية والأعمال الدرامية والنشاطات الفنية والمعارض والمسارح التي تعرف بالهويات الفرعية بصورة حقيقية وتبرز تضحياتها ومواقفها الوطنية كجزء من المجتمع العراقي  
5 - تضمين مناهج المدرسية التعريف بالمكونات الاجتماعية العراقية  : حيث  تعمل المناهج التعليمية وخاصة في المراح ل الدراسية الاولية على ترسيخ الأفكار للأجيال الجديدة وجعلها من الثوابت العقلية ، وهذا يتطلب تضمين مناهجنا المدرسية التعريف بالمكونات الاجتماعية العراقية  وأصهار المشتركات لأنشاء أجيال وطنية بلا عقد الانتماءات الجامدة التي رسّختها الأنظمة السابقة حول الشركاء في الوطن
6 - تفعيل المؤسسات الفدرالية: في كل الدول وخاصة ذات الأنظمة اللامركزية هناك مؤسسات مركزية  يكون نطاق عملها على المستوى الوطني ومؤسسات محلية  تهتم بشؤون المحافظات والحكومات المحلية ، ولمعالجة ضعف الهوية الوطنية لابد من تفعيل المؤسسات الفدرالية والتي تستقطب وتجمع جميع الهويات والمكونات ضمن برامجها والتي تعمل بدورها على امتزاج الهويات مع بعضها وتوسيع مساحة اداء الهوية الوطنية ومنها الجيش الوطني والمؤسسات التعليمية  كالجامعات والمعاهد التي تستقبل الطلبة من كل المكونات وبكل الهويات والمنتجة لعلاقات وصداقات وشراكات عابرة للهوية الفرعية وتفتح مساحات للتفاهم وسعة في قاعدة المشتركات بعيدة عن أجواء الشحن الامني والسياسي .
7 – التوزيع العادل لمستحقات التنمية  : توزيع خارطة المشاريع الاقتصادية والاستثماريّة على الرقعة الجغرافية للوطن بعيدا عن حسابات الهوية الفرعية والمكوناتية تساهم في تنامي الوضع الاقتصادي لهذه المكونات وترفع من انتماءها الوطني لشعورها بالمساواة والعدالة وعدم التهميش وتثقل من التقوقع عن الهوية الفرعية بحجة المظلومية وعدم المساواة.
8 – الاعتدال في مضمون الخطاب الديني : من المعروف ان العقائد والاديان من أساسيات نشوء المكونات والهويات الفرعية  لكل التجمعات وهنا يلعب الخطاب الديني دورا في تهدئة الانفعالات وتخفيف حدة التوتر والتباعد بين المختلفين دينيا ضمن البلد الواحد أذاً أعتمد على لغة السلام والمحبة والوحدة والقيم السماوية الجامعة على الخير ونشر السلام ، وقد يتحول نفس الخطاب إلى فتنة شديدة المخاطر أذا وظف بصورة سلبية لزرع التفرقة والتناحر والتصارع ويهدد الامن الوطني والسلم المجتمعي وإدخال الوطن في منحدر التطرف والارهاب ، لذا يمكن للمؤسسية الدينية بكل عناوينها وألوانها أن تكون داعمة لجمع الناس تحت الهوية الوطنية الجامعة إذا ما تحكمت بانفعالات الهوية الدينية او المذهبية الفرعية.
الخاتمة ولنتائج والتوصيات
اولا : الخاتمة
    شكَّلت خاتمة الدِّراسة حصيلة النتائج التي تمثل الإجابة عن أسئلة الدِّراسة بالإضافة إلى تقديم مجموعة من التوصيات ,وقد تناولت الدراسة انسجام المكونات الاجتماعية والثقافية للمجتمع العراقي واهميتها في تجسيد الهوية الوطنية, وبينت الدراسة ان العراق يحتضن حضارات تعود الى القرن السادس قبل الميلاد وتتكون الهوية الوطنية في العراق من مكونات اجتماعية وثقافية متنوعة تشكل نواة الانسجام في المجتمع.
واكدت الدراسة انه ورغم التنوع الثقافي للعراق لاحتضانه مجموعة متنوعة من العرقيات والتي تتكون من العرب، الأكراد، التركمان، والآشوريين، ولكن ساهم ذلك  في غنى الثقافة العراقية. بالإضافة الى وجود لغات اخرى , التركمانية والسريانية, بالإضافة الى التنوع الديني والطائفي حيث وجود المسلمون من الطائفتين السنية والشيعية، بالإضافة إلى المسيحيين والأيزيديين. وبينت الدراسة بانه رغم الاختلاق العرقي والطائفي الا ان ذلك عزز الهوية الوطنية من خلال شعور العراقيين الفخر بالماضي العريق.
وخلصت الدراسة الى إن أزمة الهوية الوطنية ظاهرة عالمية، تعني تفضيل وتوظيف الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية، سواء كانت هذه الهويات الفرعية دينية، أو قومية، أو طائفية. لذا، تعتبر هذه الأزمة من أبرز مشاكل التنمية، وقد تكون سبباً أو نتيجة لأزمات أخرى مرتبطة بها. هذه الأزمة تنشأ من تلقاء نفسها، بل لها أسباب داخلية تعاني منها الدولة، وبينت الدراسة  بوجود تحديات خارجية قد تكون إقليمية أو دولية تساهم في شق الهوية الوطنية في وقت أصبحت فيه التكنولوجيا هي الكلمة الأخيرة في هذه القضية، إذ من الممكن التدخل من على بعد أميال في شؤون الدول، حتى أن الفتنة المتمثلة بالطائفية أشعلت بكبسة زر.
وبينت الدراسة إن أزمة الهوية الوطنية حاضرة منذ تأسيس الدولة العراقية، لأسباب داخلية وخارجية، لذا يتوجب على الدولة العراقية الاهتمام بحل الأزمة والالتفات إلى التحديين مع إعطاء الأولوية للتحدي الأخير بعدد من الحلول منها استثمار فرص إقامة علاقات ودية مع دول الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وإعطاء الأولوية لأمن الحدود وتعزيز التعاون الدولي مع التوازن الصارم في العلاقات الدولية ووضع مصالح العراق في المقام الأول وهذا يتطلب البحث عن كوادر دبلوماسية وطنية تتميز بالمهارة والذكاء تساهم في أخذ العراق للدور العالمي الذي يستحقه ومكانته التاريخية والجغرافية.
ثانيا : نتائج الدراسة
1.    بينت الدراسة ان العراق يحتضن حضارات تعود الى القرن السادس قبل الميلاد وتتشكل الهوية الوطنية في العراق من مكونات اجتماعية وثقافية متنوعة تشكل نواة الانسجام في المجتمع.
2.    اكدت الدراسة ان العراق يتمتع بالتنوع الثقافي لاحتضانه مجموعة متنوعة من العرقيات والتي تتكون من العرب، الأكراد، التركمان، والآشوريين، حيث ساهم هذا التنوع  في غنى الثقافة العراقية.
3.     بينت الدراسة بانه رغم الاختلاق العرقي والطائفي الا ان ذلك ساهم في تعزيز الهوية الوطنية من خلال شعور العراقيين الفخر بالماضي العريق.
4.    بينت الدراسة  ان هناك تحديات خارجية قد تكون إقليمية أو دولية تساهم في شق الهوية الوطنية في العراق مما يشعل فتيل الفتنة المتمثلة بالطائفية وطرح اشكالية الحقوق المنصوصة للأقليات
5.    بينت الدراسة إن أزمة الهوية الوطنية حاضرة منذ تأسيس الدولة العراقية، لأسباب داخلية وخارجية،  فمن الضروري استثمار فرص إقامة علاقات ودية مع دول الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وإعطاء الأولوية لأمن الحدود وتعزيز التعاون الدولي وأخذ العراق للدور العالمي الذي يستحقه ومكانته التاريخية والجغرافية.
ثالثا : التوصيات
1.    لا بد من تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال انسجام المكونات الاجتماعية  وقد يساعد ذلك على بناء مجتمع متماسك يضمن الاستقرار والأمن
2.    من الضروري احترام التنوع الثقافي لتجسيد الهوية الوطنية , وهذا يتطلب  من العراقيين أن يحققوا هوية وطنية جامعة تضم جميع المكونات الاجتماعية  ، مما يعزز الانتماء الوطني.
3.    يرى الباحثان من الضروري تعزيز التنوع الثقافي يمكن أن يسهم في تعزيز السياحة والثقافة، مما يدعم الاقتصاد الوطني.
4.    من الضروري تعزيز قيم الانسجام والذي يسهم في تعزيز الحوار بين المكونات الاجتماعية من خلال إقامة منابر حوارية تسهم في تبادل الآراء وتعزيز الفهم المتبادل.
5.    من الضروري دعم المشاريع التنموية المشتركة من خلال تشجيع المشاريع التي تشمل جميع المكونات لتعزيز التعاون الاقتصادي. واتخاذ خطوات لضمان تمثيل جميع المكونات في صنع القرار.




المراجع
اولا : المراجع العربية
أحمد , أنبيوه (2024). إعادة قراءة الدولة وفق مفهوم الأمة الديمقراطية, مركز اتون للدراسات , 18,ايار, مصر.
اسعد عبد الوهاب عبد الكريم(2021).  ورؤى خليل سعيد واخـرون، بناء دولة العراق تيارات متضاربة ورؤى مستقبلية، مؤسسة الرضوان الثقافية،) بيروت، لبنان، ط،1 .
إياد العنبر (2023). التنوّع الهويّاتي ومشكلة الأجندة السياسية في العراق, قناة الحرة , 19,شباط,واشنطن.
باسل , حسين (2020). الأزمة السياسية في العراق بين السياق الدستوري والمتغيرات الراهنة, مركز الجزيرة للدراسات, 24, اذار, قطر.
بوحبيلة، رابح. (2021). التنوع الثقافي ودوره في إحداث التنمية المستدامة وتقييمه. مجلة العلوم الإنسانية، مج ،32 ع ،1 .594-585
حارث,  حسن (2014). الأزمة الطائفية في العراق: إرث من الإقصاء, مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط, 23, نيسان, واشنطن.
حميد فاضل حسن(2007).  الهوية الوطنية العراقية: ازمات الماضي والحاضر، مجلة العلوم السياسية، العدد ،34 كلية العلوم السياسية، )جامعة بغداد .العراق.
الحيدري , إبراهيم (2009). المكونات الاجتماعية والثقافات الفرعية واشكالية الهوية في العراق, صحيفة ايلاف, 27, تشرين اول, العراق.
الدريدي، جلال. (2022)  التنوع الثقافي ونزاعات الكوني. عالم الفكر، ع ،185 .234-203
الربيعي , محمد (2024). التنوع الاجتماعي في المجتمع العراقي وتأثيراته على الصعيد السياسي, مركز البيان للدراسات والتخطيط, 16, ايلول, العراق.
رضا زيدان (2021). أعراق وديانات متنوعة في العراق.. كيف تتوزع؟ وما هي خصائصها؟, صحيفة الميادين ,24, ايلول, لبنان.
الريحان، وفاء. (2020). مناهج التنوع الثقافي: الاستيعاب الثقافي نموذجا. آفاق سياسية، ع ،59 ص.37-28
زهير حمودي قنبر(2024). ازمة الهوية في العراق, مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية,26, ايار, العراق.
زيات، فيصل. (2020). التحولات الهوائية والتنوع الثقافي: نحو تأسيس هوية عربية كونية ناهضة. أوراق فلسفية، ع ،62 .94-79
سلطان ,عبدالخالق (2022). الدين والعلمانية وتقاسم السلطة.. كيف يرى الشباب العراقي دولتهم؟ قناة الحرة ,2, تشرين ثاني, واشنطن.
السيد , عمر(2017). حول مفهوم الأمة في قرن: نقد تراكمي مقارن, مركز الحضارة للدراسات والبحوث,, 31,ايار, فلسطين.
عبد السلام إبراهيم البغدادي(2008). جدلية الوحدة والاستقطاب في عراق ما بعد الاحتلال، مراجعة آراء، العدد (46)، مركز الخليج للأبحاث، , تموز العراق، ص93.
عبد العظيم , جبر حافظ (2023).التغيير السٍّياسيّ والهويَّة الوطنيَّة العراقيَّة: بحث في التوجهات الدستورية قبل وبعد 2003م, مركز البيان للدراسات والتخطيط, 17, ايلول, العراق.
علي صباح صابر (2015). الاحتلال الأمريكي للعراق وإشكالية بناء الدولة (2014 -2003), رسالة ماجستير , جامعة الشرق الاوسط, الاردن.
علي عباس مراد(2010).  مشكلة الهوية الوطنية في العراق...الأصول والحلول، في ندوة "التعليم وتعزيز الهوية الوطنية في العراق"، جامعة بغداد، العراق، ص13.
علي محمد الصلابي (2020). الهوية الوطنية ركن من أركان الدولة الحديثة المسلمة, مركز الجزيرة للدراسات ,8, تشرين اول, قطر.
كـاظـم عـلـي مـهـدي(2018).  التنمية السياسية وازمــات الـنـظـام السياسي فـي الـعـراق بـعـد عـام ،2003 رسالة ماجستير غير منشورة، )جامعة النهرين، كلية العلوم السياسية : العراق
محمود أمين العالم(2000). المشهد الفكري والثقافي العربي عام ،2000 المستقبل العربي، السنة ،23 العدد257 تموز ،2000 ص ص.21-20
المختار عـمـر بـرطـشـة( 2020).  ازمــة الـهـويـة الـوطـنـيـة فـي لـيـبـيـا وانـعـكـاسـاتـهـا عـلـى الاستقرار السياسي، مجلة كلية الآداب، العدد ،29 ج2 حزيران . ليبيا .
هيفاء أحمد محمد(2012).  مشكلة الهوية الوطنية العراقية، مجلة الدراسات الدولية، بغداد، العراق، ص 11.
ثانيا : المراجع الاجنبية
Dillon Foster(2022)  More Friends than the Mountains, A Comparative Conjunctural Analysis of Kurdish Autonomy Movements in Rojava and Bakur, Thesis  master, Providence Rhode Island, , p31
Jason Brownlee, Andrew Reynolds, and Tarek E. Masoud, The Arab Spring: Pathways of Repression and Reform (New York: Oxford University Press, 2015), 194.


********************************

المقدمة
    تشكّل التقوى فعلاً خلاقاً في المجتمع، ولا ينكر أحدٌ أهميتها في الحياة العامة، وفي العلاقات الإجتماعيّة، حيث يرى العديد من المفكرين والباحثين أنّها تحتل أهميّة بالغة في مختلف مناحي الحياة، ويؤشر الواقع أنّ المشاكل الإقتصاديّة والإجتماعيّة والسياسيّة نابعة بالأساس من الإفتقار إلى التقوى، ذلك لأن الإعتقاد بشمولية العقل أفرز منظومة من العلاقات الماديّة القائمة على المنفعة والمال، ومن ثم صار معطى المادة غاية الغايات، ومقوماً في الفهم والنظر والسلوك وأداة لقياس الذوق ومعياراً للفن ومحدداً لا غنى عنه في تصنيف المجتمعات إلى متقدمة ومتخلفة، ولذلك يجب أن لا يعمينا هذا التقدم المادي عن خطورة فساد القيم والتصورات.   
    كما أنّ إنهيار إقتصاديات الدول وهشاشة بنياتها ليس نتيجة لضعف الموارد والعقلنة في تدبيرها، وإنّما مرده الاحتكام إلى المادة ومعاييرها، ولذا تتجلى حاجتنا اليوم إلى التقوى أشد ما تكون في أي وقت مضى، ولا نقول ان تحقق التقوى سيضع نهاية لوجود الشر، فنهاية التاريخ ليست متصلة بالتقوى، ولكن إذا ما أردنا تحقيق التنمية والإزدهار فلابد من إعتماد التقوى معياراً ومنهجاً يحكم قواعد سير العلاقات الإجتماعيّة والسياسيّة والإقتصاديّة، وهي بهذا المعنى أداة للتغيير المجتمعي( ).
    وتبعاً لما يتمتع به مفهوم التقوى من أهمية كبيرة فقد عدّ مفهوماً قرآنياً واسعاً وعميقاً، مفهوماً ذي أبعاد معرفيّة شرعيّة، ونفسية شعورية، وأخلاقيّة إجتماعيّة، ولذا تعددت قضاياه بتعدد موضوعاته ومجالاته، فإقترن بقيم وروابط أخلاقيّة تلازمه أو تستلزمه كالعفة والصبر والصدق والإحسان وتوسعت علاقته بقيم وروابط أخلاقيّة أخرى فاقترن بالبر والصلاح والعمل الصالح والعدل (حللي، 2021).
    وفي الجانب الآخر يجد المتتبع أن هناك كثافة متزايدة في دراسة مفهوم الثقة رغم حداثة الاهتمام الإجتماعي به، فقد زادت المخرجات العلميّة والبحثيّة حوله خلال السنوات الماضية، ويرجع هذا جزئياً إلى الزيادة في أعداد التخصصات التي سعت إلى معالجة مشكلة الثقة كما تتصورها، وإلى التغيير في القاعدة الإجتماعيّة للمعرفة التي تعزز الإهتمام بالثقة كظاهرة تتطلب التحقيق (Barbalet, 2019).
    وقد عرّف الباحثون الثقة بعدّة طرائق، حيث شملت أغلب التعريفات موضوعاً، أو فعلاً، أو سلوكاً، أو توقعاً لأفعال مستقبليّة، وتوافقوا على أهميتها في العلاقات الإجتماعيّة بسبب تأثيرها على العلاقة بين الأفراد والجماعات، وعلى مجالات الحياة الإجتماعيّة (Sasaki, 2019)، وذهب بعضهم إلى وصفها بأنّها "أساس جميع الأنظمة الأخلاقيّة البشريّة"، فهم يرون أن الثقة تلعب أدواراً مهمة وحاسمة في التفاعلات الإجتماعيّة وتتأثر في الوقت ذاته بالإختلافات الثقافيّة (Borum, 2010).
    وتمثل روابط الثقة الأخلاقيّة السلوك العملي الذي تتحقق به إنسانيّة الإنسان، وتتم به سعادة الناس في إطار التعاون والتآزر، وينعم فيه المجتمع بمزايا التضامن والتكافل، مما يحفز الأفراد إلى الإلتزام بها فهي أساس بناء المجتمعات الإنسانيّة( )، وهي الدعامة الأولى للمجتمع المتماسك، فصلاح أيّ مجتمع أو فساده مرتبط بصلاح الأخلاق أو فسادها(يوسف، 2004)، وبذلك تشكل هذه الروابط ضابطاً إجتماعيّاً له تأثيره القوي على سلوك الأفراد وتماسك المجتمعات وإستقرارها (الرفاعي، 2016).
    وتسمح - كذلك - روابط الثقة الأخلاقيّة للأفراد بالإنفتاح والإبتكار والإبداع بفضل الشعور بالأمن الوجودي، والهويّة الإجتماعيّة القويّة، والقدرة على التنبؤ بأفعال الآخرين، والقدرة على التخطيط، وتعود على المجتمع بالحيويّة والكفاية وآليّات التنمية، وتتيح فرص التكامل المجتمعي، وتشجع التعاون مع الآخرين، وتدعم تنسيق النشاطات المختلفة، وتُمكّن من إقامة علاقات متناغمة (Sztompka, 2019).
    وتتوافق مجموعة الروابط الأخلاقيّة فيما بينها في نوع من المتلازمة، وتلعب الثقة هنا دوراً محورياً في هذه المتلازمة، حيث يمكن التعامل معها بعدّها رابط فوقي، فوق غيرها، فهي الأصل الأكثر قيمة في الفضاء الأخلاقي، والقوة المحفزة للجهد البشري، والأساس الذي يقف عليه صرح المجتمع الصالح، فعندما يتقاسم الأفراد نوعاً من العلاقات الموضوعيّة والخارجيّة، المستندة على أساس متين من الثقة، في هذه اللحظة تصبح روابط الثقة الأخلاقيّة على وفق ما أسماها (Emile Durkheim) حقيقة إجتماعيّة بإمتياز، وبلغة أكثر حداثة إنّها تصبح جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الثقة المجتمعيّة، حيث تقدم الضغوط المعياريّة حوافز إيجابيّة لمن يلتزم بروابط الثقة الأخلاقيّة، وعقوبات سلبيّة لمن ينحرف عنها، فهي توافر الجودة الثقافيّة لتلك الروابط، ومع أن الثقافة تتسم عموماً بالجمود ومقاومة التغيير، ولكن بمجرد أن تصل روابط الثقة الأخلاقيّة إلى جودة ثقافيّة فإنّها تتحول إلى تقليد دائم يتكاثر وينتقل من جيل إلى جيل، وغني عن القول ان هذا هو الفضاء الأخلاقي في أقوى صوره (Sztompka, 2019).
    وإنطلاقاً مما سبق يسعى الباحث إلى تقديم مقاربة علميّة منهجيّة لقياس ومقارنة نتائج توظيف البُعد الأخلاقي للتقوى في روابط الثقة في الفضاء الأخلاقي لمجتمعات ثلاث محافظات عراقيّة هي بغداد ونينوى وميسان التي تمثل وسط وشمال وجنوب العراق، وذلك عبر تثبيت الفرضيات البحثيّة المناسبة وإختبارها تطبيقياً على وفق مقاييس معتمدة، في عينة عشوائية من مواطني المحافظات الثلاث، للتحقق من صحتها، وبيان التأثير المتوقع ومقارنة النتائج لإستكشاف الفوارق فيما بينها، وإستخلاص مجموعة من الإستنتاجات والمقترحات.     
    ويتكون هذا البحث من سبعة أقسام تمثل المقدمة القسم الأول، ويشمل القسم الثاني تحديداً للإشكالية المعرفية والتطبيقية للبحث والأهداف المتوقع تحقيقها، ويتضمن القسم الثالث تعريفاً للتقوى لغة واصطلاحا، ثم استعراضاً للعلاقة بين التقوى والاخلاق، ومن ثم السعي لتأصيل مفهوم التقوى كما ورد في القرآن الكريم، وينصرف القسم الرابع لبيان مفهوم وأهمية الثقة، وتوضيح علاقة الثقة بالثقافة الوطنية، ومن ثم التركيز على تحديد وتثبيت روابط الثقة الاخلاقية ضمن اطار الفضاء الاخلاقي للمجتمع، ويشمل القسم الخامس الإطار التطبيقي المتضمن فرضيات البحث، ومنهجه، والمقاييس المعتمدة فيه، والعينة المبحوثة، ويتضمن القسم السادس عرضاً للنتائج ومناقشتها، ويختص القسم السابع والأخير لتقديم أهم الاستنتاجات والمقترحات.

*******************************

دور الاقتصاد في بناء الثقة وتعزيز الهوية الوطنية
اعداد
أ.د. هدى عباس قنبر /كلية العلوم الاسلامية / جامعة بغداد
huda.abbas@ircoedu.uobaghdad.edu.iq
https://orcid.org/0000-0002-6118-1613

أ.د. م. مياس ضياء باقر / كلية التربية ابن رشد / جامعة بغداد
mayas.dhiaa@ircoedu.uobaghdad.edu.iq
https://orcid.org/0000-0002-9129-7326

المستخلص :
   يستعرض البحث كيف يسهم الاقتصاد الوطني في بناء الثقة المجتمعية وتعزيز الهوية الوطنية، موضحًا أن التنمية الاقتصادية المستدامة تؤدي إلى تحسين مستوى المعيشة وخلق فرص العمل، مما يعزز شعور المواطنين بالاستقرار والانتماء. ويشير البحث إلى أن استثمارات الدولة في البنية التحتية والخدمات العامة تسهم في تقوية الثقة بين الأفراد ومؤسسات الدولة. ويناقش البحث العلاقة التفاعلية بين الاستقرار الاقتصادي والهوية الوطنية، وكيف يمكن للسياسات الاقتصادية أن تعزز هذه العلاقة، مستفيدًا من أمثلة محلية ودولية لدعم الاستراتيجيات التنموية . في العراق، تُعد محاولات تطوير الزراعة والسياحة والاستثمار في التعليم والتدريب المهني خطوات رئيسة نحو تعزيز الهوية الوطنية وتقوية المجتمع على المدى الطويل.

**************************

دور التربية في تعزيز انتماء الفرد للوطن
الباحثة: عذراء كاظم جبر             أ.د حيدر تقي فضيل
قسم علوم القرآن والتربية الإسلامية/ جامعة واسط
الملخص
      في تنمية الهوية الوطنية والشعور بالانتماء والمسؤولية تجاه الوطن، فتعمل على تعزيز روابط قوية بين الأفراد عن طريق زرع القيم والمبادئ والأخلاق والأصول الوطنية العامة بواسطة المناهج التعليمية والأنشطة التربوية؛ ليتعرف الفرد على تاريخه وحضارته، وتعميق فهمه بثقافته، والتشجع على الالتزام تجاه وطنه ومجتمعه، إذ تشجع على احترام الرموز الوطنية والقوانين وتدعيم القيم المشتركة التي تربط افراد المجتمع فيما بينهم، كما تعمل على ترسيخ الشعور بالفخر الوطني من خلال غرس الوعي، وهذا ما يزرع في نفوس الأبناء مشاعر الانتماء الذي  يمثل عنصراً أساسياً؛ لاستقرار المجتمع و تقدمه، مع المحافظة على الموروث الثقافي والتاريخي إذ تتضح أهمية الأسرة والمؤسسات التعليمية في بناء القيم لأجل هوية وطنية؛ لبناء مواطنين يتمتعون بهوية راسخة قادرين على مواجهة التحديات الدخيلة على ثقافتهم؛  والعمل على صونها، فعن طريق التربية يمكن بناء جيل واعٍ وملتزم يساهم في بناء وتطوير المجتمع ويعمل على تعزيز استقراره، قادرٍ على مواجهة التحديات المختلفة ولاسيما الثقافية منها؛ إذ أن دخول التكنولوجيا وتنوع وسائل التواصل الاجتماعي سهل دخول الثقافات الأخرى إلى البلد محملة بهويات وطنية مختلفة فقد ادى تفاعل المجتمعات مع هذه الثقافات إلى تطورات ملحوظة مرافقة قيم وتقاليد وابتكارات ثقافية مختلفة ذات تأثيرات فعالة على الهوية الوطنية الاصلية فمع انشار العولمة وتوسعها عبر شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام أصبحت الهوية الوطنية أكثر عرضة للاندثار؛ لتحل الهويات الدخيلة محلها، وعلى هذا يتوجب على التربية القيام بدور فعال في مواجهة تحديات العولمة والتكنولوجيا وما تنتجه من مدخلات ثقافية غريبة على المجتمع، فإن تثبيت الأصول العامة للقيم يساهم في تعزيز الهوية الوطنية.

***************************

  دور الثقافة في تعزيز قيم الهوية الوطنية
التنوع الثقافي في العراق ..تحديات التعايش والسلم الاهلي
                 (المحور الخامس )
           ا.م .د علي شمخي جبر
    رئيس ابحاث اقدم في مركز الدراسات والبحوث
                     المستخلص
منذ عصور ماقبل التاريخ تشكلت في العراق وحدة اجتماعية ضمن حدوده الجغرافية اقتربت كثيرا من التشكيل الاممي بتنوعها الاثني ..وخلال عهود مختلفة تمكنت هذه الاثنيات من صنع حضارات متعاقبة منحت بلاد مابين النهرين هويتها الوطنية ..ومثلما كان هذا التنوع شاملا في متغيراته الاجتماعية والثقافية وذا مدلولات جمالية لهذه البلاد اضحى هذا التنوع عامل قوة لتاصيل الاطار الوطني والوحدة الوطنية واذا كان هذا التنوع الثقافي نقطة جذب للدول المتطورة فانه في نفس الوقت يحمل تحديات كبيرة تمثل في توفر القدرة والسياسات الناجحة لادارة هذا التنوع ويبرز التنوع الثقافي في العراق باعتباره من اقوى المقومات التي من شانها ان تجعل من العراق بلدا غنيا بالافكار والثقافات وقويا بالجامع الوطني والهوية الوطنية ووحدة النسيج الاجتماعي مهما كانت القوميات والاديان والمذاهب والمعتقدات التي تعيش تحت لواء دولة العراق وحاول الباحث الوقوف عند هذه التحديات من خلال الكشف وتحليل نقاط القوة والضعف في ادارة التنوع الثقافي وتتبع السبل التي من شانها الوصول الى تحقيق التعايش والسلم المجتمعي للشعب العراقي  
تنطلق هذه الدراسة من التاريخ المجيد للحضارات التي نشات في بلاد مابين النهرين وتستعرض اهم المحطات والمفاصل التاريخية التي واجهت الشعوب والامم التي عاشت في هذه البلاد وصولا الى المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ووالامنية التي شهدها العراق بعد 2003 وتناول هذه الدراسة  في مبحثين الاول يسلط الضوء على الهوية الوطنية وتعريف  التنوع الثقافي وماهيته واصوله التاريخية وايجابياته وسلبياته فيما يتناول المبحث الثاني   مظاهر التنوع الثقافي في العراق ومكنونات التعايش التي ساهمت في تعضيد السلم الاهلي خلال عقود من تاريخ الدولة العراقية والادارة السياسية لمقومات التنوع الثقافي عبر مؤسسات الدولة العراقية وتوظيفها لحفظ السلم الاهلي ومواجهة مخاطر التحديات الداخلية والخارجية التي تستهدف النسيج الاجتماعي لهذه البلاد بادوات سياسية وصلت الى مستوى التهديد الارهابي ومحاولات تسويق الخطاب المتطرف من قبل تنظيم داعش  واشاعة الكراهية محل خطاب التسامح والتعايش في الامة العراقية كما تتضمن اوراق البحث عرضا لاهم الاستنتاجات التي توصل اليها الباحث وعرضا لبعض المقترحات التي من شانها تعزيز قيم الهوية الوطنية في العراق وتوظيف التنوع الثقافي في سبيل تقوية الدولة وترصين سيادتها واستعادة قرتها على البناء والتنمية

**********************



دور المثقف العراقي في تعزيز الهوية الوطنية
أ.د. رائد جبار كاظم             م.د. ساره خزعل محمد
الجامعة المستنصرية ـ كلية الآداب- قسم الفلسفة

المقدمة:
شغل البحث في مسألة الهوية الوطنية، المفكر والمثقف والباحث في المجال السياسي والاجتماعي والثقافي والديني والاقتصادي، لما لهذا الموضوع من أهمية جوهرية وأساسية حيوية في حياة الفرد والمجتمع والدولة، وتعد الهوية الوطنية العمود الفقري لاستقرار الفرد في مجتمعه، والهوية الأم لاستقرار الهويات الفرعية الأخرى داخل أي مجتمع ودولة، وهذا ما دفع المفكرين والفلاسفة والباحثين لتكثيف البحث في هذا المجال وبيان العلاقة الجدلية والمشتركة بين كينونة الفرد وكينونة المجتمع والدولة، ولا حياة وروح ولا استقرار من دون ايجاد هذا التناسب وتحقيق هذه الهوية بأدق تفاصيلها وأسسها التكوينية التي أكد عليها رواد الفكر السياسي والاجتماعي والفلسفي في كتاباتهم ومشاريعهم الفكرية. فهي مصدر معرفي وعلمي أساس لهذا الانجاز والتأسيس، ولا غنى لأي مجتمع وشعب من اعتماد هذه الأسس والكتابات التنظيرية في بناء المنظومة السياسية والاجتماعية لأي بلد، فضلاً عما موجود من ثقافة وفكر وتراث داخل المجتمعات تساهم في خلق نسيج فكري ومجتمعي وثقافي يمد الفرد في تأسيس منظومته الفكرية والسياسية والدينية والاجتماعية، ويتصف المجتمع العراقي بنسيج متنوع من الهويات والثقافات والقوميات والأديان تدل على عمقه التاريخي والحضاري بين الشعوب والحضارات والأمم، ولا نتمنى أن تكون هذه الهويات المتعددة مصدر لعنة وانتقام وتناحر بين أبناء الشعب الواحد، وأمنيتنا تحقيق لحمة وطنية عالية المستوى تفوق كل شيء، وتكون قوتنا الحقيقية في قوة هويتنا الوطنية التي تحافظ على بقاء الهويات الفرعية الأخرى التي ننتمي لها، وهذا يتحقق في ظل دولة مدنية قوية يكون فيها المواطن سيداً، والمواطنة مبدأً، والديمقراطية نظاماً، وهذا كله يحتاج لتظافر الجهود لبناء دولة حقيقية تحترم القانون وتحمي الأمن وتوفر الاستقرار للناس وبناء المؤسسات وإصلاح كل مفاصل الدولة ومنظمات المجتمع وحياة الفرد وسلامته.
وفي هذا البحث الذي نضعه بين أيديكم نحاول تسليط الضوء على دور المثقف العراقي في تعزيز الهوية الوطنية، لما للمثقف من دور عضوي وحيوي ونخبوي في المجتمع، وعليه أن يقول كلمته الفصل في كل موقف وحدث، بفكره وقلمه ولسانه، ولن تتقدم الأمم وترتقي إلا باحترام مثقفيها وعلمائها ونخبها الفكرية والعلمية التي بدورها تقدم ما عليها من فكر ونصح وآراء لسلامة الفرد والمجتمع وبناء الدول وتحقيق الإصلاح المرجو للوصول الى بر الأمان.

وجاء بحثنا لمناقشة الأفكار والموضوعات الآتية:  
أولاً:  تعريف مفاهيم: المثقف، الهوية، الهوية الوطنية.
ثانياً: الهوية الوطنية العراقية : لحظة التأسيس وأزمة التكوين.
ثالثاً: أسس بناء الهوية الوطنية في العراق.
رابعاً: المثقف العراقي وأثره في ترسيخ الهوية الوطنية.
خامساً: اقتراحات المثقف العراقي لتعزيز الهوية الوطنية.
هذا وقد اعتمدنا في بناء وبنية بحثنا على مجموعة من المصادر والدراسات العلمية والثقافية التخصصية التي أغنت البحث بالكثير من الأفكار والرؤى والأطروحات الثقافية والفلسفية، وخاصة التي تساهم في خلق وعي سياسي وثقافي لدى المواطن العراقي، وما أنتجه المثقف العراقي من إطروحات ونظريات عديدة طوال قرن من الزمان في البحث السياسي والاجتماعي والانثربولوجي للارتقاء بالفرد والمجتمع الى مصاف الدول المستقرة والمتقدمة والمتطورة في المنطقة.
وقدم البحث قراءات وأفكار لمثقفين عراقيين أسهموا في بناء وتكوين وتعزيز الهوية الوطنية، منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921م الى يومنا هذا، كان لأفكارهم وإطروحاتهم الصدى الكبير في الإصلاح والتغيير والتحديث، أمثال عبد الفتاح إبراهيم وعلي الوردي وفالح عبد الجبار وعبد الحسين شعبان وسعد محمد رحيم وعبد الخالق حسين وسليم مطر وفارس كمال نظمي وآخرين ممن تناولهم بحثنا. عسى أن يساهم بحثنا في تقديم رؤية جديدة وجادة لعلاج أزمة مزمنة في تاريخنا وواقعنا الراهن، ونؤمن بحقيقة مطلقة ألا وهي لا وجود ولا حياة ولا استقرار من دون هوية وطنية يعيش في ظلها الجميع.  

دور المثقف العراقي في تعزيز الهوية الوطنية
أ.د. رائد جبار كاظم             م.د. ساره خزعل محمد
الجامعة المستنصرية ـ كلية الآداب- قسم الفلسفة

*********************************

دور تعليم اللغة العربية في تعزيز الهوية والوحدة العربية والإسلامية: دراسة ميدانية على طالبات جامعة فرهنكيان الإيرانية لإعداد المعلمين (نموذجا)
الملخص
الدكتور علي بنائيان الأصفهاني
الدكتورة فائزة بسندى "
تُعَدُّ اللغة العربية واحدة من أهم العوامل التي تربط بين أبناء العالم الإسلامي، حيث تُسهم في تعزيز الهوية الإسلامية وترسيخ الوحدة بين المسلمين. كما تلعب دورًا أساسيًا في تقوية كيان الأمة الإسلامية ودعم استقلالها.
لذلك، ينبغي أن يكون تعليم اللغة العربية موجهًا لتحقيق أهداف سامية، مثل تعزيز مكانتها كلغة استراتيجية. وتُعَدُّ جامعة فرهنكيان إحدى الجامعات الرائدة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال إعداد المعلمين. فقد جعلت تعليم اللغة العربية أولوية في خطتها التعليمية، واعتبرته جزءًا أساسيًا من عملية إعداد المعلمين، الذين يُعَدُّون صناع المستقبل أجيال الغد. ومربي
استعان هذا البحث بالمنهج التحليلي الإحصائي القائم على استبيان مُعدّ ذاتياً والدراسة الميدانية لتحليل البيانات استناداً إلى نموذج إريك إريكسون يهدف البحث إلى دراسة آراء ٥٠ طالبة على مستوى البكالوريوس في فرع تعليم اللغة العربية بجامعة فرهنكيان حول أهمية اللغة العربية ودورها في تعزيز الهوية والوحدة الإسلامية بين غير الناطقين بها. استناداً إلى نتائج الدراسة، اتفقت نسبة عالية من الطالبات على التأثير المباشر لتعليم اللغة العربية في حماية الهوية الإسلامية وتعزيز الوحدة بين المسلمين في مختلف أنحاء العالم. كما تم التركيز على بعض النقاط الهامة، مثل: دور الإعلام والتكنولوجيا الحديثة في تعليم اللغة العربية، أهمية المواضيع الثقافية والتاريخية في تعلم اللغة، سهولة الوصول إلى المصادر التعليمية تحفيز الدوافع لتعلم اللغة التغلب على الصعوبات اللغوية، تنظيم دورات تعليمية لتعلم اللغة، تطبيق اللغة في الحياة اليومية وتسهيل التواصل بين المسلمين.

**************************

 

المزيد من الاخبار

نافذة استلام البحوث العلمية

ابحث في موقعنا

جدول النشاطات الشهري

الشكاوى والمقترحات

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 17
عدد زوار اليوم : 189
عدد زوار أمس : 1614
عدد الزوار الكلي : 1851125

من معرض الصور

اشترك بالنشرة البريدية

أسمك  :
أيميلك :
 

بوابة الحوكمة الالكترونية