تفاصيل الخبر
القيم الأخلاقية المشتركة في الأديان
2020-05-11
بيت الحكمة
قسم دراسات الأديان
بالتعاون مع كلية الامام الكاظم (ع) الجامعة
القيم الأخلاقية المشتركة في الأديان
اقام قسم دراسات الأديان في بيت الحكمة وبالتعاون مع جامعة الامام الكاظم (ع) قسم الشريعة الندوة العلمية المعنونة (القيم الأخلاقية المشتركة في الاديان )يوم الاثنين الموافق 11/5/2020 الكترونياً في تمام الساعة التاسعة مساءً
الاخلاق : قيمة عليا في أي مجتمع انساني ، وهي مظهر من مظاهر الوعي المجتمعي عليها يعول كثيراً في عملية التغيير وقيادة المجتمع ، تعدّ ضرورة من ضرورات البناء للفرد والأمة المثالية .
وقد برز اختلاف الآراء في مرّد الاخلاق : ان كانت هي الابن الشرعي للأديان أو علم الشرائع ، ومدى توافقها واختلافها عن أخلاق الفلسفة الغربية ... فهدف الندوة الكشف عن القيم الأخلاقية في الديانات : المسيحية – الصابئية – البوذية – والدين الإسلامي .
أشترك في هذه الندوة
1- أ.د. شهرزاد عبد الكريم توفيق برئاسة الجلسة
الضيوف الكرام ..
1- الشيخ ستار جبار الحلو ... رئيس طائفة الصابئة المندائيين
2- الاب فائز بشير جرجيس ... راعي الكنائس والطائفة الانكليكانية في العراق
3- أ.م.د. نصير كريم كاظم ... كلية الامام الكاظم (ع) / قسم الشريعة
• أ.م.د. نصير كريم كاظم تقدم ببحثه حول القيم الأخلاقية في الديانة البوذية بعد تعريفه ببوذا ، وبيان ان كانت البوذية فلسفة أم ديانة بمعنى ( إن بوذا كان مصلحاً إذ خرج عن ديانته الهندوسية ، أم هو إله كما زعم أتباعه لتتحول صفته إلى ديانة ) لأنها لم توفر أجوبة صحيحة عن الاله ، ولكنها أعطت الإجابات الكثيرة عن الروح وإصلاح النفس .
يشخص بوذا مصدر الألم والشقاء في المجتمع بأنه حب الشهوات وحب الإنسان لنفسه ، ويحدد لمربديه ، بل ولكل متدين سبل اصلاح النفس وذلك بسلوك طريق (ذي 8 شعب )، الشعبة الأولى المعرفة الحقيقية بأن طريقة الذي يسلكه هذا هو الطريق الصحيح ، ثم النية وهي الشعبة الثانية وهذه يجب ان تكون نيّة صادقة، اما الشعبة الثالثة فهي: قول الحق ومراقبة هذه الاقوال ومتابعتها فلا يدخلها كذب أو رياء، وبعدها الشبعة الرابعة : وهي السلوك الصحيح أي ان يمارس التعاون والأمانة والصدق والثقة فلا نفاق ولا ازدواجية في هذا السلوك ، والشعبة الخامسة في منع بعض الاعمال كالخمر أو بيع السلاح ، ثم الإرادة وهي الشعبة السادسة ومنها السيطرة على الغرائز والشهوات ، ثم الوعي (أو البصيرة ) ، ثم التأمل عبد البوذي (اليوغا ) وهذه عبادة عنده.
ويزيد بوذا على هذه الشعب الثمان للسلوك الوصايا الخمس وهي : الوصايا العامة التي أجمعت عليها الديانات السماوية (الإسلام والمسيحية واليهودية ) وهي :
( لا تقتل – لا تسرق – لا تقل كذباً – لا تتناول المسكرات – لا تزني ) إضافة إلى هذه الوصايا العامة هناك وصايا خمس خاصة لاتباعه وهي : لا تأكل طعاماً يابساً بعد الظهر – لا تذهب إلى حفلات الرقص – لا تقبل من احد ذهباً أو فضة – لا تنام على فراش وشبر – لا تلبس ثياباً كثيرة الألوان .
ومن مجمل ما عرضة الدكتور نصير يلمس المتلقي مكان الاخلاق في الديانة البوذية والسبل المتبعة لإصلاح الذات .
• وعن القيم الأخلاقية في الديانة المسيحية تحدث الاب فائز بعد ان هنأ الحضور بحلول شهر رمضان المبارك ودعواته بالأمن والأمان والسعادة للشعب العراقي .
استهل الاب فائز حديثة (( عن المسيحية هي الحياة )) قبل ان تكون ديانة ، ويقصد بالحياة التفاعل الذي يطرأ على حياة المؤمنين ويقودها الى الأفضل من خلال التعامل مع الاخرين ويؤكد الاب فائز ان مكانة الاخلاق في هذه الحياة (الديانة) ضرورية ، والمسيحية تؤكد على زرع الاخلاق في الفرد منذ الصغر . كما ان الالتزام بهذه الاخلاق والحرص على تطبيقها لا ينبع من كونها أوامر يجب ان تطبق ، وانما هي ( محبة الإنسان لخالقة) فالحرص على تطبيقها نابع من محبة الخالق ، والسعي إلى الكمال ، وان كان الكمال للخالق وحده ، والمؤمن يسعى للاتحلي بهذه الاخلاق ، لان تطبيقها يعني السعادة ، جاء في رسالة (متى) في الانجيل (العهد الجديد ) 5 – 48 فكونوا انتم كاملين كما إن أبوك السماوي كامل بمعنى انظر إلى ابوك (الله ) الخالق ماذا يريد ؟ وماذا يحب ؟ وما هي الأشياء المقربة إلى قلبه فافعلها و تمثلها لتستحق ان تكون فعلاً ابناً .
ثم يعين الاب فائز مفتاح هذه الخلاق أو منبعها فيقول :- لما كانت المسيحية تهتم بـ ( الايمان – والرجاء – والمحبة ) ، فالمحبة اعظم هذه الثلاث ، لان المحبة هي الباقية (على الأرض وفي السماء) وثمارها : العطاء – الغفران – التسامح – وقبول الآخر مهما دنيه أو مذهبه فقيراً كان أو غنياً ، لان الإنسان صنيعة (الله) وهو مقدس فهذا فالإنسان مقدس عندنا (( لنضع الإنسان على صورتنا )) . وينهي حديثه بـ الآية (( عاملوا الناس مثلما تريدون ان تعاملوا )) فمن أراد ان يحترم عليه هو ان يحترم الناس ، وان أراد ان يعطي عليه هو ان يعطي، المؤمن هو من يبادر ولا تنظر الآخر ، وعلى هذا فلأخلاق منبعها المحبة .
• وبعد انتهاء الاب فائز من عرض ورقته البحثية ، بدأ الشيخ ستار جبار الحلو ... رئيس طائفة الصابئة المندائيين حديثه بـ : ( باسم الحّي العظيم أبارك للمسلمين جلول شهر رمضان داعياً الحّي العظيم إن يحفظ العراق وان يعم السلام فيه وعلى الإنسانية جمعاء ) . كما وجه شكره لبيت الحكمة – قسم دراسات الأديان وكلية الامام الكاظم (ع) الجامعة لا قامتهما هذه الندوة .
عرّف الشيخ الاخلاق بأنها :- مجموعة من العادات والقواعد والسلوكية التي يعتنقها ويؤن بها أي مجتمع وتصبح ملزمة وحتمية لكل أبناء ذلك المجتمع .
كما ان الاخلاق تخضع لمنطق الحلال والحرام ، كونها صادرة من جهة عليا للإنسان بأن ( يفعل كذا ولا يفعل ) وعلى هذا فالأخلاق المؤمن تعني طاعته لجهة عليا ، كما ان للضمير تأثيراً على هذه الاخلاق .
تؤكد الديانة الصابئية على قيمة : احترام الإنسان – كما هو الامر في الديانة المسيحية – فالإنسان محترم – وان خالفوك في الدين ، فلا تجعله أقل رتبة منك – وان الحساب مرّده إلى الله وهو المسؤول عنا ، وما يحاسب الروح والنفس (وهي العقل والضمير ).
ثم يورد الشيخ نصاً من الكتاب المقدس فيه جملة من القيم الأخلاقية التي تأمر بها الديانة وهي (( يا أيها الكامنون يا أيها المؤمنون يا عبادي : لا تكنزوا الذهب والفضة ، الدنيا باطلة وفقيدتنا زائلة - لا تسجدوا للشيطان ولا تعبدوا الاصنام – احترموا اباءكم احترموا امهاتكم ... ))
والمتفحص لما تم طرحة من قيم أخلاقية في الديانة الصابئية يجدها متطابقة وما اقرته الديانة المسيحية ، وكذلك ما أوصت به الديانة البوذية ، وعلى هذا فقد أنهت أ .د. شهرزاد النعيمي هذه الندوة بحديث للنبي (ص) (( إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق )) والحديث رواه البخاري في الادب المفرد والزّار وجاء بلفظ (( إنما بعثت لأتمم صالح الاخلاق )) عند الالباني .
وفي الحديث كلمة (لأتمم ) وفيها اشادات ثلاث :-
أ- قمة الاخلاق إذ لم يقل ( عليه السلام ) : بعثت لأجتث مساؤى الاخلاق أ لأزيح عنكم مساؤي الاخلاق .
ب- لأتمم : توضيح بأنه لم يكن ( عليه السلام ) مبتدعاً لها ، فلم يقل ( ع) : إنما بعثت لانشأ مكارم الاخلاق ، لم يدع انه متفرد عمن سبقه من انبياء ورسل بكل ما دعوا إليه من توحيد واخلاق ، بل هو في رتلهم . يقول تعالى (( ما كنت بدعاً من الرسل )) بل كثيراً يقول : (( خير ما قلت وقال النبيون من قبلي )) وهذا مصداق لقوله تعالى (( اتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين )) . وقوله ( ع) (( مثلي مثل النبيين من قبلي ، كمثل من بني بيتاً شيده واحسنه الا موضع لبنة ، فكل من دخله ، قال : ما أروع هذا ؟ وما احسن هذا ؟ الا هذا الموضع ، وانا هذه اللبنة )) .
اذن الإسلام يتوافق تماماً مع الديانات ، فالاخلاق لم تكن حكراً على نبي من الأنبياء إنما هي مطلقة عبر التاريخ في كل عصر ومع كل نبي .
ت- لفظة ( إنما ) في الحديث تفيد القصر والحصر ، وكانه (ع) يقول السبب لبعثتي هو : أن أتمم مكارم الاخلاق ، لما للاخلاق من مكانة ومنزلة عليا في دنينا الإسلامي ، وحسن الخلق في الصفات الجليلة التي ينبغي ان يتصف بها المؤمن ودليل ذلك في نبيننا (( وانك لعلى خلق عظيم )) .
ومن مجمل ما قدمته الأوراق البحثية ، نخلص إلى رفعة مكانة الاخلاق وتوافق الأديان السماوية والوضيعة على أهميتها اصلاح الفرد والمجتمع ونشر روح المحبة والتسامح والتعاون وهي ( أي الاخلاق ) القاسم المشترك الذي يجب ان يعتمد للتقريب بين البشر والمجتمعات الإنسانية
- اختمت الندوة بشكر السادة الباحثين والحضور وكلية الامام الكاظم (ع) وبيت الحكمة / قسم الأديان على أول اللقاء في ندوات علمية قادمة .
المزيد من الاخبار