تفاصيل الخبر
اثر أساتذة الجامعات في تنمية الشعور بالمسؤولية بين الطلبة من منظور الفكر الإسلامي
2025-04-20
أثر الجامعات في تنمية الشعور بالمسؤولية بين الطلبة من منظور الفكر الاسلامي
برعاية السيد رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة الأستاذ الدكتور قحطان نعمة الخفاجي أقام قسم الدراسات الإسلامية في بيت الحكمة بالتعاون مع كلية العلوم الإسلامية الندوة العلمية الموسومة بــ(أثر أساتذة الجامعات في تنمية الشعور بالمسؤولية بين الطلبة من منظور الفكر الاسلامي) بتاريخ 20/4/2025 على قاعة جامعة الإمام الصادق (ع).
إدارة المحاضرة:
- رئيس الجلسة: أ.د. ميثم سعد مطر العلاق/ عميد كلية التربية في جامعة الامام الصادق (ع)
- مقرر الجلسة : د. رائد عكلة الزيدي /عضو الفريق الاستشاري لقسم الدراسات الإسلامية
الباحثون المشاركون :
1- م . د . خزعل غازي/ كلية التربية – جامعة الامام الصادق (ع) / نموذج القدوة في القرآن الكريم وتأثيره في دور اساتذة الجامعات في تنمية الشعور بالمسؤولية لدى الطلبة .
2- د . مرتضى عبد الأمير محمد / كلية التربية للبنات – جامعة الشطرة / توظيف النص الديني في ترسيخ الشعور بالمسؤولية لدى الطالب الجامعي
3- د. حيدر لؤي جبار / كلية التربية – الجامعة المستنصرية / المسؤولية في الإسلام، وأهميتها، وسبل تنميتها بين طلبة الجامعات .
هدف الندوة
سلطت الندوة الضوء على سبل تعزيز البيئة التعليمية في الجامعات في ضوء الفكر الإسلامي، اذ يعدّ القرآن الكريم مصدرًا غنيًا لنماذج يجب استلهامها في العملية التربوية والتعليمية؛ كذلك بحثت الندوة دراسة أثر الأستاذ الجامعي في ترسيخ المبادئ الأخلاقية والقيم في نفوس الطلبة، والدعوة الى تضافر جهود الجامعات وأعضاء هيئات التدريس والاسرة والمجتمع في بناء جيل من الشباب يتحلى بالقيم النبيلة والالتزام الفكري.
وقائع المحاضرة:
المشاركة الأولى للمدرس الدكتور خزعل غازي
استهل الباحث في بداية ورقته البحثية بالحديث عن نموذج القدوة الذي يشكل نموذج القدوة أحد الأساليب التربوية العميقة التي أكد عليها القرآن الكريم في تربية الأفراد وبناء المجتمعات، إذ عرض صورًا متعددة للقدوة الصالحة من الأنبياء والصالحين، وبين أثرهم في هداية الناس وتنمية القيم العليا لديهم.
ومن ثم تناول الباحث مفهوم القدوة في القرآن الكريم الذي يشير إلى الشخص الذي يُحتذى به في القول والعمل، وقد وردت العديد من النماذج التي عرضها القران الكريم بوصفها قدوة للناس، ومن أبرزها :
1- نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) الأحزاب: 21 .
2- الأنبياء عليهم السلام: مثل إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه...) الممتحنة: 4.
ثم بعد ذلك تطرق الباحث الى خصائص نموذج القدوة في القرآن الكريم ولعل ابرزها تطبيق القول والعمل إذ قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" [الصف: 2-3]. والالتزام بالقيم العليا كالصدق والامانة والاخلاص والعدل والصبر.
تلى ذلك تناول الباحث موضوع أثر القدوة الجامعية في تنمية الشعور بالمسؤولية
فالطالب الذي يرى أستاذه ملتزمًا يصبح أكثر وعيًا بمسؤولياته تجاه دراسته ومجتمعه لان القدوة تُحدث تغييرًا عميقًا في الاتجاهات النفسية والسلوكية للطلبة. فان نموذج الأستاذ القدوة يُحفز الطلبة على التحصيل العلمي والتفكير النقدي والإبداعي. فالقدوة الإيجابية تلهم الطالب وتدفعه ليؤمن بقدراته، خاصة عندما يُشجّعه أستاذه أو يشاركه قصة نجاحه أو فشله وتغلبه عليه، فيدرك أن التميز ممكن للجميع حتى يصبح لدية مسؤولية كاملة تجاه نفسه ومجتمعه من خلال توظيف ما يتعلمونه في خدمة وطنهم ومجتمعهم، مما يُنمي فيهم المسؤولية الاجتماعية.
وفي الختام أشار الباحث الى إنّ استحضار النموذج القرآني في أداء الأستاذ الجامعي من شأنه أن يُعيد إلى المؤسسات التعليمية بُعدها الأخلاقي والتربوي، ويُعزز من دورها في صناعة أجيال واعية بقيمها ومسؤولياتها تجاه نفسها ومجتمعها. ومن أجل تحقيق ذلك، لا بد من تفعيل برامج تطوير مهني وتربوي تستلهم من القرآن الكريم مبادئ القدوة، وتترجمها في الواقع الجامعي.
المشاركة الثانية للدكتور مرتضى عبد الأمير محمد
تناول الباحث في بداية ورقته البحثية مفهوم الشعور بالمسؤولية الا وهو (( الالتزام الذي يشعر به الافراد تجاه محيطهم المجتمعي)) وتحمل المسؤولية يتطلب امور عدة لعل ابرزها :
- قناعة راسخة لدى الفرد بأنَّ ما يقوم به من أعمال وتحركات له الأثر على نفسه ومجتمعه .
- الالتزام بما يوكل الى الفرد من مهام واعتبارها عقداً اجتماعيا مع المحيط الذي يعيش فيه .
- الانطلاق الذاتي والمبادرة بصرف النظر عن التوجيهات ، إذ لا ينبغي أن يكون الفرد اسير الاوامر فقط دون مبادرة .
- التخطيط السليم وتحديد الاهداف، وإدارة الوقت بحسب متطلبات العمل الموكل له.
ثم تطرق الباحث الى أبرز أدوات تحقيق الشعور بالمسؤولية وهي كلا من :
- تشريعات وقوانين تؤكد اهميته ، تنفيذ ميداني من قبل التشكيل الجامعي .
- الدور الذي تضطلع به المؤسسة التعليمية في ترسيخ هذه القيمة الاخلاقية العليا .
ومن ثم تناول الباحث الآلية التي تعمل عليها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال حث كوادرها التدريسية على ضرورة التفاعل مع الطلبة خارج نطاق الدرس العلمي ، وذلك من خلال إقامة الورش والندوات والأصبوحات الجامعية، وقد اكدت ذلك بكتب رسمية متعددة، ومما تجدر الاشارة إليه أن الوزارة لم تقيد الكوادر التدريسية بموضوعات محددة، بل وضعت محددات كلية غير تفصيلية ، وتركت للتدريسي حرية اختيار ما يراه مناسباً وأهلاً للطرح بين طلبته .
وفي الختام تناول الباحث دور الأستاذ الجامعي والذي يتجلى في مضمار تنمية الشعور بالمسؤولية لدى طلبته في جهتين :
الجهة الاولى: الممارسة العملية : إن نجاح الاستاذ الجامعي في هذا المجال يستلزم أن يكون هو نفسه مثالاً حياً للفرد المتفاني في خدمة مجتمعه الذي يعيش فيه، أما إذا كان الاستاذ متقاعساً ينأى بنفسه عن الممارسات الجماعية والفعاليات التشاركية، كأنه يعيش في عزلة عن محيطه، فلا يمكن والحال هذه ان يكون له أثر يذكر في ترسيخ هذا الشعور لدى الطلبة.
الجهة الثانية : التوجيه النظري : ويتطلب هذا الاجراء ثقافة موسوعية لدى الاستاذ الجامعي تحاكي ما تتطلبه المهمة.
المشاركة الثالثة للدكتور حيدر لؤي جبار
استهل الباحث في بداية ورقته البحثية مفهوم المسؤولية في الفكر الإسلامي والتي تعني التزام الفرد بما كُلِّف به من أوامر ونواهٍ، وهي تشمل جميع جوانب الحياة. قال النبي محمد ﷺ: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”. وتتجلى المسؤولية في الإسلام في عدة أبعاد:
- المسؤولية الفردية: تشمل التزام الفرد بأداء العبادات والواجبات الشخصية، والابتعاد عن المحرمات.
- المسؤولية الاجتماعية: تتضمن التعاون مع الآخرين، والمساهمة في خدمة المجتمع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- المسؤولية الأخلاقية: تتعلق بالتحلي بالأخلاق الحميدة، والصدق، والأمانة، والعدل.
ومن ثم تطرق الباحث الى سبل تنمية الشعور بالمسؤولية لدى طلبة الجامعات في ضوء الفكر الإسلامي ولعل أبرزها :
1.البرامج الإرشادية: تنفيذ برامج توعوية تستند إلى مبادئ التربية الإسلامية، لتعزيز مفهوم المسؤولية لدى الطلبة.
2.المناهج الدراسية: تضمين مفاهيم المسؤولية في المقررات الدراسية، خاصة في المواد الدينية والأخلاقية.
3.الأنشطة الطلابية: تشجيع الطلبة على المشاركة في الأنشطة التي تُعزز من روح التعاون والمسؤولية.
4.القدوة الحسنة: توفير نماذج يُحتذى بها من أعضاء هيئة التدريس والإداريين، لتعزيز السلوك المسؤول.
5.التعاون مع الأسرة والمجتمع: إشراك الأسرة والمجتمع في تنمية هذا الشعور لدى الطلبة، من خلال الندوات والبرامج المشتركة.
وفي الختام تناول الباحث أبرز التحديات التي تواجه تنمية الشعور بالمسؤولية لدى طلبة الجامعات وهي :
1. ضعف الوعي الديني: قلة المعرفة بالمبادئ الإسلامية قد تؤدي إلى ضعف الشعور بالمسؤولية.
2. التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام: قد تُسهم بعض الوسائل في نشر قيم تتعارض مع المسؤولية.
3. قلة البرامج التوعوية: نقص البرامج التي تُعزز من هذا الشعور بين الطلبة.
4. البيئة الجامعية غير المحفزة: قد تُؤثر سلبًا على تنمية المسؤولية لدى الطلبة.
التوصيات
1- تعزيز البعد القيمي في تأهيل أساتذة الجامعات، من خلال دورات تدريبية تركز على مفهوم القدوة في الإسلام وأثرها في التربية.
2- تشجيع الأساتذة على تجسيد القيم القرآنية عمليًا داخل الحرم الجامعي، ليكونوا قدوة حقيقية في الانضباط، الأمانة، العدل، والاحترام وغيرها من القيم .
3- دمج موضوع "القدوة" ضمن المناهج التربوية الجامعية، خاصة في كليات التربية والعلوم الإنسانية والإسلامية.
4- إجراء بحوث ميدانية دورية لقياس أثر الأستاذ القدوة في تعزيز الشعور بالمسؤولية لدى الطلبة، وتوظيف نتائجها في تطوير السياسات الجامعية.
5- تحفيز نماذج الأساتذة الملهمين عن طريق تقديم جوائز تقديرية أو تسليط الضوء على تجاربهم في منصات الجامعات لتعزيز ثقافة القدوة.
6- التأكيد على ضرورة التكامل بين الأسرة والجامعة في تعزيز نموذج القدوة لدى الطلبة، وبناء وعي مشترك حول أهمية السلوك الأخلاقي.
المزيد من الاخبار