ورشة عمل :العنف والارهاب – رؤية فلسفية
2015-05-03
بحضور عدد من الأساتذة والباحثين والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين عقد بيت الحكمة قسم الدراسات الفلسفية ورشة عمل بعنوان ((العنف والارهاب – رؤية فلسفية)) صبيحة يوم الاحد الموافق 3/5/2015 الساعة العاشرة صباحاً في قاعة الاجتماعات في بيت الحكمة.
برئاسة الدكتور محمد حسين النجم وبمقررية الدكتورة هديل سعدي موسى
علما ان الباحث الدكتور عفيف عثمان حضر ورشة العمل من خلال قناة اتصال فديوي مباشر
من لبنان.
البحوث المشاركة:
- في العنف والارهاب – تحديد دلالي
للباحث الاستاذ الدكتور حسين العبيدي
بيّن الباحث ان مفهوم الارهاب تم تناوله في أغلب العلوم الانسانية ومنها الفلسفة وهذه الظاهرة المرافقة للوجود الانساني كُلاً من زاويته. ومن خلال توظيفات متعددة. إلا انها في معظمها متفقة على ان العنف هو تهديد يلحق ضرراً بالمجتمع في بنياته الصغرى والكبرى. وقد سبق للفيلسوف توماس هوبز ان تناول هذا الموضوع عن طريق الرغبة منطلقاً يمكن ان تؤدي الى العنف, فالعنف يتحول من سلوك وفعل الى ظاهرة حينما يتسم بالعمومية والتوسع، فسمة تكرار السلوك المادي اساس في تبلور فكرة العنف. ويتسم العنف بسمة فعل يعمد فاعله الى اغتصاب شخصية الآخر، وذلك باقتحامها في عمق كيانها الوجودي، ويرغمها في افعالها ومصيرها منتزعاً حقوقها او ما تملك او كليهما.
- الفيلسوف الحق والعنف الاسلاموي الجذري
للباحث الدكتور رسول محمد رسول
وضح الباحث ان خطاب العنف التدميري الشامل في ثوبه الاسلاموي التكفيري الجذروي الذي يواجه الانسان العراقي والعربي والعالمي المعاصر يستند على عقل أداتي تدميري، وينطلق بدوره من رؤية فكرية تستند هي الاخرى على تأويلية لاهوتية اسلاموية مارقة هي اكثر مفارقة وتعالٍ على قيم الارض والسماء كما يتبدّى خطابها فعلاً وممارسة في الراهن اليومي الذي نعيشه، لقد كان الفيلسوف العراقي الحديث سبّاقاً الى تفكيك بينة هذا اللاهوت الاسلاموي الزائف، وكان ذلك في مطلع القرن العشرين، عندما اللذي تصدى فيه الشاعر الفيلسوف جميل صدقي الزهاوي وتحديداً في كتابه (الفجر الصادق) الصادر في اسطنبول تصدى الى تعرية التأويلية السلفية لدى محمد بن عبد الوهاب واتباعه السياسيين الذين بايعوه على ذلك بوصفها تأويلية تكفيرية لا تراعي جوهر الانسان كانسان.
- الدرس الفلسفي في مواجهة عنف الإرهاب
للباحث الدكتور عفيف عثمان / بيروت- لبنان
بيّن الباحث ان الفلسفة طالما درست مسألة الفكر والحرب، وعدت الارهاب حرباً غير معلنه تُشن ليس من قبل دولة , وبهذا لا يكون للارهاب شرعية , ولكل حرب لها قواعد لابد من الالتزام بها , لكن الارهاب يأتي ليكسر هذا القواعد، ولكننا اليوم نشهد نوعاً جديداً من العنف والارهاب يستخدم تصوير المشهد الرهيب للقتل والتعذيب وما يسببه هذا المشهد من رعب وترهيب للمشاهد،وبين ان الارهاب أياً كانت اصوله وهو ليس عربياً ولا ينحدر من اي تجربة عقل وان التعصب الناتج عنه هو عبارة عن تنصل من السلوكيات ويستخدم التسلطية , وكلما كان اكثر انغلاقاً كان اكثر تعصباً، وان للانسان حرية الاختيار اما من اجل العقل او من جل العنف وهنا يعد العنف ضد الحالة الطبيعية للسلم.
- عسكرة المجتمع ضد الإرهاب-أبناء العشائر أنموذجاً
للباحث الدكتور معتز عبد الحميد
وضح الباحث ان محاربة الارهاب من بين أول مهمات الدولة العراقية وهذه المهمة تحتاج الى المساندة والمواقف الوطنية التي تعبر عن الموقف العراقي الاصيل في دعم هذه القوات بعدّها تمثل مكونات الشعب العراقي كافة وتدافع عن كل العراق، ولذا فان مهمة العشائر تكمن في المساندة والتأييد والتعاون الاستخباري، وانه في الوقت الذي ترتفع فيه الاصوات التي تطالب بان يكون السلاح بيد الدولة حصراً وتطالب بايقاع العقوبات الصارمة لكل من يحمل او يحوز السلاح الناري من دون اجازة او أذن من السلطات المختصة، فان اصوات المطالبة بتسليح العشائر تدفع بشكل غير مباشر الى تهديم البناء الوطني والدفع باتجاه الحروب الاهلية والعشائرية البغيضة، وبالتالي تكريس لزمن هجين يكون فيه السلاح متوفر بيد الافراد والعشائر قبل ان تتوفر لقمة العيش والحاجات الاساسية الاخرى، أضافة الى خطورة حالات الدمج التي يطالب بها بعض السياسيين لافراد العشائر في القوات المسلحة.
- خطاب الفرقة الناجية وتأسيس العنف الطائفي
للباحث الدكتور رائد جبار كاظم
بيّن الباحث ان حديث الفرقة الناجية قد أسس علم فرقي تكفيري مبكر في الفكر والثقافة العربية والاسلامية، والى فلسفة متطرفة في الحكم والاعتقاد، فعليه بنى الكثير من الفقهاء والمتكلمين والمؤرخين أسسهم المعرفية والفكرية والكلامية والاجتماعية والسياسية، وبالتالي أدى الى تمزق وتفرق وتشظي الفكر الاسلامي والمسلمين فيما بينهم على مدى عصور مرت ولا تزال , وسيظل هذا الحال الى المستقبل ما لم يتم نقد تلك الأسس والمرجعيات والغائها بالكامل واستبدالها بأسس معرفية وفقهية وفكرية عقلانية انسانية قيمية جديدة تنسجم والعالم الجديد الذي نعيش فيه والذي كشف لنا بفضل العلوم والمناهج الفكرية والفلسفية الكثير من الاخطاء والزيف الممارس تاريخياً من قبل العلماء القادة والحكام تجاه الناس والمجتمعات والتاريخ والحياة.
- العنف في مساءلة فلسفية معاصرة
للباحث الدكتور علي عبود المحمداوي
وضح الباحث ان مفهوم العنف المتمثل اليوم بالارهاب "لا ينعزل عن حملة مقومات تتواجد في العمق الاجتماعي والسياسي، انه ما كان حصيلة وليس وسيلة فعل ما، وربما يكون وسيلة ولكن – هنا- لفعل معقود عليه امل معين، حيث الارهاب كمفهوم يرتبط بثقافة وهذه خاصة بجامعة او سلطة او فئة على اساس ما تفترضه او تتوقعه من حقائق تمارس العنف الذي لا يكون إلا من وجهة نظر المعارض، وفي الوقت نفسه يستدعي الارهاب المجال الحيوي للنيل منه عبر من يمثله او يهتم به. فثمة حرب على الارهاب في كل مكان وفي اللامكان، حيث ان الارهاب حدود محددة له لاحقاً او بناء على مواقف وتصورات تجيش وعياً ذا بعد عالمي وباشكال متعارضة.