تفاصيل الخبر
محضر اجتماع الفريق الاستشاري
2018-07-26
محضر اجتماع الفريق الاستشاري
لقسم دراسات الأديان
عقد السادة أعضاء الفريق الاستشاري لقسم دراسات الأديان اجتماعهم الثاني في يوم الخميس المصادف 26/7/ 2018 برئاسة الدكتور احسان الأمين رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة /مشرف قسم دراسات الأديان وبحضور كلاً من :-
1- أ.د. محمد الطريحي عضواً
2- أ.د. شهرزاد عبد الكريم النعيمي عضواً
3- أ.د. حيدر عبد الزهرة عضواً
4- أ.م.د. عادل عبد الستار عضواً
5- د. محمد الواضح عضوا
6- أ.م.د.مياس ضياء باقر عضواً ومقرراً
• تداول السادة الأعضاء في جدول أعمالهم مناقشة موضوع (مناهج التجديد في الفكر الديني )
أفتتح الورشة أ.د. محمد الطريحي بكلمة رحب فيها السادة الحضور ،ثم بورقة وضح فيها : معنى التجديد لغةً : وهو ماصيّر الشيء جديداً ، وفيه (التجديد ) معنى الطلب والاستدعاء ،وكذلك معنى السعي والتوصل إلى ما يجعله جديداً .
إما التجديد في القرآن والسنة فقد جاء بمعنى الاحياء والبعث والاعادة ،وهي معانٍ تتفق والمعنى اللغوي ففي الحديث الشريف انه (ص)قال { ان الله يبعث لهذه الامة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دنيها}فمعنى التجديد هنا تجديد فهم الناس للدين وتمسكهم به والتزامهم به (كتاباً وسنة) .
والحديث الشريف دستور كامل لحركية الشريعة في مجال صيرورة الزمن فهي في تجدد دائم ينأى بها عن التوقف والتحجر الذي يؤول بها لحتمية التخلف ، وفي هذا المعنى يفهم قول الامام علي (ع) (لا تقسروا على اولادكم على آدابكم فأنهم مخلوقون لزمان غير زمنكم )}.
وعلى هذا فالمراد بالتجديد في مجال الفكر :السماح للمنظومة الفكرية ان تستعيد فاعليتها وقدرتها على الانتاج المبدع للمعاني الجديدة بعد ان تزيح عنه ما تراكمت عليه من سمات ومظاهر طمست جوهرة ،والفكر لا يتجدد بعيداً عن تجددات المجتمع ،والعكس صحيح .
والتجديد لابد ان يبقى سائراً على إيقاع يرسمه الاجتهاد، ويبلور حدوده وحركته في الجزئيات والكليات حتى لا ينحرف عن الجادة القويمة للشرع والدين وعن كلياته الثابتة.
ويلخص الدكتور الطريحي في ورقته إلى ان التجديد نزعة فطرية تقوم على الانتقال من حال إلى حال أحسن ،وهذه النزعة هي سر الحركة والنزوع إلى الكمال المادي والادبي ، والاديان بوجه عام تقر هذه النزعة لأنها أمر حتمي ، ومهمة الاديان هي التوجيه والارشاد.
التجديد لا يعني ابداً تجديد الدين كنص مقدس الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،انما يعني اعادة النظر في رؤيتنا وفهمنا للدين والعودة إلى الاسلام الحقيقي ، وهذا مصداق لما اكده العلماء منهم الدكتور حسن الترابي في كتابه الفكر الإسلامي هل يتجدد ؟ والدكتور علي شريعتي في الامة والامامة .
• وجاء في ورقة الدكتورة شهرزاد النعيمي ما يعزز ما طرحته ورقة الدكتور الطريحي ،إذ بينت ان تحديد (مفهوم ) التجديد يعني :الوحدة الاساسية لكل نظام معرفي ،ومنظومة فكرية التي من شأنها التعبير عن نظرية أو موقف أو جوانب الفكر السليم ،وينشأ هذا المفهوم نتيجة مقتضيات وحاجيات أو ظروف البيئة الخارجية أو نتيجة لدوافع نفسية وآليات التفكير.
• أن التجديد هو أحد المفاهيم التي تتردد بكثرة في الفكر المعاصر بعد بروز العديد من المفاهيم كالإصلاح والنهضة والتغيير .
• والملاحظ ان المجتمعات شديدة التعلق بعاداتها وتقاليدها فالمجتمعات الزراعية يكون مذموماً ،ويكون محموداً في المجتمعات التي تقرر الابتكار والاختراع كالمجتمعات الصناعية .
• اما عن فهمنا للتجديد في الفكر الديني : فهو تنقيته مما علق به من ترسبات التأثير بالفلسفات والافكار والمفاهيم البعيدة من جوهره وحقيقته منها مفهوم الجهاد ،وموقفنا من الآخر وبالتأكيد فان لهذ التجديد شروطه وضوابطه الشرعية وكذلك لمن يتصدى له.
• وجاءت كلمة الدكتور إحسان الامين لتؤكد ان : التجديد لا يعفي تغيير النص القرآني ولكن فهمنا ومقاربتنا لهذا النص من زمان إلى آخر، ومن شخص إلى آخر .ولا شك أن جزءاً من القرآن الكريم تأريخي ، فلو اننا اليوم مثلاً لدينا معركة أو حرب ان نأتي إلى القرآن ونقول لقد تحدث القرآن بهذا ونطبق ما ذكر، فبعض النصوص لها جانب تأريخي والتطبيق له أمد تطبيقي ،وهناك آيات الناسخ والمنسوخ ،وكل ذلك يعطينا فكرة ان بعض الآيات كان لها زمن وظروف انتهت بانتهاء هذه الظروف، مع بقاء القيمة القيمية والمفاهيم الكلية وخلودها للاعتبار بها .
• ما طرحه الدكتور احسان أثار الكثير من المداخلات والنقاشات من قبل الحضور ومنها :- ما يخص إقامة الحدود وقتل الكافر وتفسير العلماء للآية الكريمة (لا اكراه في الدين).
• أما الدكتور حيدر عبد الزهرة فقد اسهم في هذه الورشة بطرح محاور جديدة وهي كيف يتم توظيف النظريات الحديثة في القراءات الاسلامية وتجديد الخطاب الديني على الرغم من عدم وجود جاذبية فيه وهناك نفور منه – وضوابط التجديد – والتجديد ومواكبه الحضارة ووسائل التجديد – واسهام التجديد في حل الاشكاليات المعاصرة – والتجديد في هيكلية المؤسسة الدينية .
وربما استدعى الموضوع الشروع بإقامة مؤتمر دولي إقليمي والشروع بإعداد مؤلف فيه .
• أما ورقة الدكتور عادل عبد الستار :فقد أضفت على مفهوم التجديد معنى :تكوين ظروف الاستمرارية ، والتجديد يعني استمرارية الايمان بصلاحية ذلك الفكر فمتى ما توقفت عوامل التواصل بين الإنسان والفكر جمد الفكر وتراجع دوره .
فالتجديد يعطي للفترة بعدها الزمني ويمنحها القدرة على الاستمرار والصمود في وجه التطورات المستحدثة .ولما كانت حتمية التجديد وقضاياه ومجالاته من اهم القضايا البحثية في عالمنا الإسلامي ،كان لابد للتجديد من ضوابط تعطي له الشرعية ، وتصونه من الانحراف ، ومن هذه الضوابط عدم الاخلال بالنصوص والثوابت، والانطلاق من احكام النصوص التي تحتمل التعدد (المرونة) .
ومن هذا المنطلق بدأ (الاجتهاد )لتطوير الفكر وتحريكه ،واتخاذه، الركيزة الاساسية لانطلاق العقل السليم وتشخيص اوضاع العالم الإسلامي بهدف تقديم العلاج الصحيح لازمتها الحضارية الخانقة ،ويضرب مثال لذلك ، الاضوية الكاشفة (كما عبر عنها محمد باقر الصدر، ،ووضع ايران مجلساً استشارياً وهو مجمع تشخيص المصلحة ) ولابد للاجتهاد من ضوابط ومعايير صحيحة تنطلق من النص ولا تخرج عنه...
ثم يعرج الدكتور عادل لعرض خصائص التجديد من الموضوعية والنظرة المتكاملة كونه برنامج عمل ينبغي ان يحقق اثاره الايجابية في حياة الناس وثقتهم بدينهم .
وكل هذا لن يكون الا بفرض عقيدة الاسلام الصحيحة في النفوس من خلال المناهج التعليمية ووسائل الاعلام والثقافة العامة .
• أما الدكتور محمد الواضح :فقد أستهل ورقته بالإجابة على سؤال مفترض يتهم الدين بالقصور والعجز عن مواكبة مستجدات العصر حتى باتت قراءات وطروحات تقارن : أأصبح الدين حاجة للبشرية أم عبء عليها ؟
ومن خلال الاجابة كانت ثمة مناهج كثيرة أبرزها :-
1- المنهج التاريخي واهمية المدونة التاريخية في تقديم وظيفة تفسيرية نقدية بدلاً من ان تكون وظيفة سردية روائية واسقاط ذلك في
- مراجعات تاريخية في احاديث الفرقة الناجية
- مراجعات تاريخية في موضوعة التفاضل بين الاديان .
- مراجعات تاريخية تبعاً لمصادر التشريع .
2- هناك معالجة صوفية في اللامعقول الديني ومعالجة ظواهر بعض النصوص مثاله ((خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ)) سورة الحاقة / الآية 29-30 و((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا)) سورة النساء / الآية 55
3- توظيف المناهج التقابلية والجغرافية واللغوية .
اما عن دور المؤسسات الدينية في تشكيل ذهنية إسلامية تتجاوز الافكار المسبقة والصور النمطية والتقليد والجمود وما تأتي عنه من سلبيات ... كانت وورقة الدكتورة مياس إذ بينت أهمية التفاعل بين جهود المجتهدين والعلماء في عمل مؤسساتي بعيداً عن الفردية ،لمواكبة التطور الحاصل في المجتمع ،والاعتراف بحقوق الإنسان ،والمواطنة ،وحرية المعتقد ،والتعددية ،وحق الاختلاف ، ونسبية الحقيقة وتاريخية المعرفة.
ان نتائج هذه الجهود سينصب في نهج سلوك ديني واجتماعي يؤلف بين الافراد ويجعلهم يحسون بوحدة الهموم والمصير ،بدلاً من تلك الانقسامية وهشاشة نسيجها الاجتماعي .
ولعل من نتائجها الاخرى جعل المسلم المعاصر يتخلص من الشعور الذي ينتابه من ضياع إيمانه وخاصة بعد ظهور حركات لا اسلامية تدعي الاسلام (كداعش )وغيرها .
اما عن الوسائل التي على هذه المؤسسات اعتمادها فهي :-
اصلاح المناهج التعليمية ، وشراكة الحوار الإسلامي مع الاديان الاخرى ،ونشر ثقافة التسامح ، ومعالجة الاشكاليات في البنى والمكونات وتشكل الهوية والايمان بالمصير الواحد ، وفتح آفاق الاجتهاد الجماعي والابتعاد عن النظرة الاحادية .
ما طرحته اوراق الورشة أثار لدى الدكتورة رشا تساؤلاً طرحته وهو : ترى كيف يمكن لهذه الافكار ان تصل إلى الشباب ؟وما هي الوسائل ؟ وما هي النتائج ؟ومن هم المؤهلون لهذه المهمة .
وفي نهاية الورشة ولأهمية الموضوع تم اقتراح عقد ندوة ثانية مكملة لما بدأناه ليتم من خلالها الاجابة على ما طرح من تساؤلات في هذه الورشة .
المزيد من الاخبار