تفاصيل الخبر
الثقافة العربية بين وحدة الهوية وتشظيها
2017-09-28
الثقافة العربية بين وحدة الهوية وتشظيها
عقد قسم الدراسات الفلسفية في بيت الحكمة ندوة علمية تحت عنوان (( الثقافة العربية بين وحدة الهوية وتشظيها )) وذلك في يوم الخميس المصادف 28 \ 9 \ 2017 في الساعة العاشرة صباحا وعلى قاعة الندوات في بيت الحكمة .
تراس الجلسة : الدكتور مشرف قسم الدراسات الفلسفية محمد حسين النجم
مقرر الجلسة : الباحث مهند عبد الحسن
وشارك فيها كلا من الباحثين .
1- ا.م.د ولاء مهدي الجبوري (( ازمة المثقف العضوي في المجتمع العراقي ))
2- ا.م.د علي جبار عناد (( الاغتراب وتعدد الهوية الثقافية في العراق ))
3- ا.م.د اياد كريم الصلاحي (( اشكالية الهوية في الفكر العربي المعاصر .. علي حرب انموذجا ))
4- ا.م.د سدير طارق العاني ((الثقافة العربية بين المقومات والتحديات ))
5- الاستاذ عباس لطيف ((اشكالية المثقف والسلطة واثرها على وحدة الهوية وتشظيها ))
وجاءت افكار الباحثين كالتالي
• الدكتورة ولاء الجبوري: بينت في بحثها الازمات التي تمر بها شعوب المحيطة بالعراق فضلا عن العراق نفسه, والناجمة عن انسداد الافق وضبابية الرؤية المستقبلية , ولا سبيل للخلاص منها الا بتحليل ودراسة هذه الاوضاع للوقوف على مواطن الخلل والضعف , ومن المؤكد ان للمثقف دور بالغ الاهمية في تحليل ونقد الافكار وطرح الاسئلة المعرفية من اجل تصحيح الاخطاء واعادة بناء المفاهيم وقيادة المجتمع والراي العام بالاتجاه الصحيح والخيارات المثلى والتي تناسب المصلحة العامة . ان مفهوم المثقف العضوي هو مفهوم وضعه الفيلسوف الايطالي انطونيو غرامشي (1891 \ 1937 ) وان ما قدمه هذا الفيلسوف له صدا واسع وله الاثر في الواقع الاجتماعي العالمي ولا يختزل المثقف العضوي عند غرامشي مفهوما وتعريفا يقتصر على انه المثقف الذي يرتبط بالجماهير فحسب والراغب بالتعبير عن هموم العامة , بل يكون صاحب مشروع ثقافي يتمثل في الاصلاح الثقافي والاخلاقي سعيا وراء تحقيق الهيمنة الثقافية للطبقة العاملة بصفة خاصة , قد تتعاظم الحاجة الى المثقف العضوي في الواقع العراقي والعربي بل اشتدت هذه الحاجة مع تعاظم النكسات والهزائم التي شلت الكيان العراقي والعربي قيادة وشعبا , وما تجدر الاشارة الية ان غير مطلوب من المثقف ان يكون داعية ايديولوجي او ببغاء يردد شعار السياسي الحاكم , او يكون معارضا همه الوحيد الاطاحة بالسلطة , وغير مطلوب منه ردم الفجوة بين الحاكم والمحكوم , بل الاهم في قضية المثقف هو الالتزام بالقضايا الاجتماعية والسياسية . ونحن الان بامس الحاجة الى عودة المثقف الى الساحة الفكرية والثقافية من اجل النهوض بعراقنا من كبوته ومن اجل تاصيل قيم العدالة والحرية والوطن الواحد .
• قدم الدكتور علي جبار عناد ورقته التي تحمل عنوان ( الاغتراب وتعدد الهوية في العراق ) وجاء فيها , ان اهم عنصر ادى الى الاغتراب هو الثقافات التي دخلت بفعل سياسة العولمة الامريكية , وهناك اسباب ادت الى الاغتراب الثقافي , ومنها اسباب خارجية متمثلة بالاعلام الوافد الذي يمثل السلطة الغير مباشرة على العقول والذي هدفها توحيد الناس على نمط واحد من العيش.
ونجد ان الدكتور حسن حنفي يرى من الضروري الموازنة بين التراث والمعاصرة وبين الفكر والواقع .ونجد ان زكريا نجيب محمود ادرك اهمية هذا الموضوع وهو يعرف ان مسألة النهضة هي من مهام الفلسفة ولاسيما فلسفة التاريخ. اما محمد عابد الجابري اراد علاج المشكلة بالنقد العقلي.
ان تعدد الهويات في العراق قد كان واضحا بعد التحول الذي حدث في العراق بفعل انهيار النظام السياسي والاحتلال الامريكي للعراق سنة 2003 وهذا جلب معه مفاهيم جديدة على المجتمع العراقي (الديمقراطية ,المحاصصة ’التوافقية, الانتخابات السياسية ,الفيدرالية الدستور الاتحادي).وقد شهد الواقع العراقي نكوص وتراجع الهوية الوطنية الموحدة بتجاه هويات فرعية متصارعة وولاءات تقليدية تعكس حالة التشظي والاختلاف . اما العلاج لهذه المشكلة يكون كالاتي:
1- بث روح العلاقات المتينة بين مكونات المجتمع العراقي.
2- نشر وعي بين افراد المجتمع بانه مازال هنالك علاقات وطيدة رغم الخلافات .
3- ان الذي يتحمل الوزر هو مرتكب الجريمة وليس الطائفة.
4- دراسة التراث والموروث
5-صناعة تكنولوجيا مضادة للقنوات او المواقع التي لا تتناسب مع عاداتنا وسياساتنا واخلاقنا.
• وجاءت ورقة الدكتور اياد كريم الصلاحي بعنوان(اشكالية الهوية في الفكر العربي المعاصر علي حرب نموذجاً) اخذ الجدل يتصاعد بخصوص الهوية ويتفاقم في دوائر الثقافة والفكر العربي المعاصر وفي العقد الاخير ارتفعت مفاصل الجدال حول هذه المسألة الى هو اشكالية اي خضوع الهوية الى هواجس المساءلة النقدية لقد كرس عدد من مفكرينا العرب المعاصرين هاجس المساءلة هذا, ركزوا بصائرهم النقدية بما ادى الى رفع مسألة الهوية الى مصاف الوعي الاشكالي. وهو شرط ضروري من شروط تجديد العقل النقدي العربي. ويركز الدكتور اياد الصلاحي على جاهزية الهوية عند علي حرب وعوالم وهويات ويتبع ذلك رؤية نقدية يقدمها الدكتور اياد الصلاحي .مهما يكن مقدار المعطيات المعرضية التي اعتمدها علي حرب في الرؤية الوضعية للهوية الى ان الركون الى التطور الوضعي في بناء الهوية النقدية هو الاخر ما فرق بالنسبة الى التطور الوضعي في بناء الهوية النقدية .
• وقدم الدكتور سدير طارق العاني الورقة المعنونة (الثقافة العربية بين المقومات والتحديات) لكل امة ثقافة تعبر عن كينونتها وتعكس طبيعتها وتدون منجزاتها عبر تارخها الطويل.وليس الثقافة العربية بمعزل عن الثقافات الاخرى فهي ثقافة حية نابضة بالحياة ان معنى كلمة ثقافة في اللغة العربية تعني صقل النفس والمنطق والفطانة. واستعملت الثقافة في العصر الوسيط لتعبر عن الرقي الفكري والادبي والاجتماعي للفرد والجماعات وان الثقافة هي الكل المركب الذي يتضمن المعارف والعقائد والفنون والقيم والاخلاق ويمكن تلخيص خصائص الثقافة بما يلي:
1- انها ظاهرة انسانية اي التعبير عن انسانية الانسان .
2- انها عملية ابداعية متجددة مع تطور الحياة وتجددها.
3- انها تحديد الذات الانسانية
4- انها انجاز كمي ونوعي متجدد عبر التاريخ .
وان الثقافة العربية لها مقومات امتزجت مع الثقافات الاخرى التي كانت سائدة في عهود الاسلام الاولى.
وكذلك الانفتاح على الثقافات الشرقية والغربية. وقد اكتسبت الثقافة العربية من خلال الامتزاج والتلاقح مع الحضارات الاخرى الثراء والقوة. وكذلك اللغة العربية من اهم مقومات الثقافة العربية باعتبارها اداة فكر وحضارة. وكذلك الايمان بالامة والثقة فيها احد المقومات المهمة في الثقافة العربية. ولكن ان الثقافة العربية تواجه تحديات ومن اهمها التحدي الثقافي
1- التحدي الثقافي
2- التحدي المستقبلي
3- التخلف وعقلية واثارة التدميرية
4- اهمية الاعلام
5- الترويج لقوى عديمة الثقافة والتركيز على تمييز الثقافة الغربية
6- تذويب الثقافة العربية من خلال الاصرار على نقل الثقافة الغربية
7- فرض التبعية للثقافة الغربية على الثقافة العربية الاسلامية .
وقدم دكتور سدير حلول
1- تحديث ثقافتنا وتطويرها
2- ايجاد رؤية تصور العالم على انه مجموعة واحدة في تبادل المنافع
3- المزج بين الاصالة والمعاصرة
4- ايجاد مناهج تربوية وعلمية منفتحة ومعاصرة.
• وقدم الاستاذ عباس لطيف ورقة بعنوان (اشكالية المثقف والسلطة واثرها على وحدة الهوية وتشضيها.
توجد معانات من جراء التحديد العلمي والاصلاحي للمثقف بل هناك سؤال هل ان الثقافة تسحب من الفرد لتصل الى المجتمع او الطبقة وصل ان هناك امكانية لهذا . ويطرح سؤال ايضا ماهو دور المثقف وكذلك ماهي علاقة المثقف بالسلطة .ان اهم وظيفة يمارسها المثقف هو الدفاع عن روح الحرية للفرد وليس الدفاع عن المصالح الاقتصادية ,فالطبقات عن الثروة والنفوذ والسلطة والمثقف يبحث عن روح الحرية والتغيير .والمثقف بطبيعته يحمل روح النقد ومنتج للفكر .لذلك نجد ان المثقف في حالة صدام مع السلطة .فالمثقف الحقيقي يسعى الى القيم والعدالة والجمال والتغيير بينما السلطة حتى في الانظمة الديمقراطية الى التسلط وفرض القيم التي تؤمن بها السلطة وتحقق مصالحها.
وكانت هناك مداخلات :
1- د.محمود علي الداوود اكد الدكتور على اهمية عنوان الندوة ووضح الصلة بين الثقافة والهوية ودور الثقافة في وحدة الهوية وترسيخ قيم العدالة الديمقراطية الحقيقية.
2- وقد تداخل الاستاذ كاظم البديري من خلال طرحه لرؤية المثقف العضوي وامكان التخلي عن الهوية واندماجه مع الطبقة وحدد الفرق بين ما هو سلطوي ومثقف عضوي.
3- وقدمت السيدة غرام الربيعي موضحا ان تاريخ العرب هو تاريخ حكام وليس تاريخ شعوب ويجب على المثقف ان يكون معارضاً للسلطة التي تصادر اراء الناس وتسلب حقوقهم.
المزيد من الاخبار