فلسفة الحوار أساسياته ، ستراتيجياته ، قضاياه الفكرية والجدوى النهائية
2014-09-30
الكثير يدعون للحوار والنقاش في مواضيع مختلفة دينية سياسيّة، اجتماعيّة أو في أيّ مجال آخر، وبالمقابل كم منّا يعرف حقّاً معنى الحوار والنقاش وأًسسه؟ ولكن يبقى الأهم هو حريّة التعبير عن الرأي واحترام الرأي الآخر بغضّ النظر عمّا إذا كنت مع أو ضدّ ما يقوله الشخص.
وفد من بيت الحكمة توجه الى محافظة النجف الاشرف وتحديداً الى مركز دراسات الكوفة ، لمناقشة ودراسة سبل إشاعة ثقافة الحوار وروح التفاهم بين الطوائف الدينية والعرقية و لاشاعة روح التسامح والتعايش السلمي وماهي المقومات التي يجب ان نستند اليها لتحقيق ذلك وماهي الاستراتيجيات التي يجب ان يتبعها المفكرون والاكاديميون والفلاسفة للوصول الى الهدف المطلوب كل هذه التساؤولات اخذها بيت الحكمة بالحسبان ، فعد في ضوئها قسم الدراسات الفلسفية ندوة علمية بالتعاون مع مركز دراسات الكوفة بعنوان (( فلسفة الحوار : اساسياته ، ستراتيجياته ، قضاياه الفكرية والجدوى النهائية)) في قاعة المركز بمحافظة النجف الاشرف يوم الثلاثاء المواافق 2014/9/30 ، بحضور شخصيات اكاديمية وبحثية ومفكرين ورجال الدين وبحضور العديد من الوكالات الخبرية والقنوات الفضائية التي اخذت على عاتقها التغطية الاعلامية .
افتتحت الجلسة عند الساعة العاشرة صباحاً برئاسة الدكتورة هديل سعدي موسى مشرفة قسم الدراسات الفلسفية وكان بمعيتها مقررة الجلسة السيدة اسراء ادهم توفيق مديرة شعبة التنسيق والمتابعة العلمية في بيت الحكمة .
اشارت رئيسة الجلسة الى أهمية عقد الندوة في هذا الوقت إذ عدت فلسفة الحوار والنقاش إحدى الركائز الأساسيّة في حياتنا اليوميّة القائمة على الحوار مع الآخر والنقاش معه ، وبينت حاجة البلاد الى مناقشة هذه الافكار وبشكل جدي وجريء وكيفية اتباع افضل السبل لتحقيق ذلك ، كما بينت ان على الرغم من وجود الديمقراطيّة وحريّة الرأي والتعبير والعولمة التي من شأنهم المساهمة في تطوير طريقة الحوار وتوسيع حدود النقاش، فما زال البعض يجهل طبيعة الحوار وأهميّة تقبّل الرأي الآخر. ولا يقتصر ذلك على بلد واحد أو مجتمع واحد أو شخص واحد، وإنمّا يطال الجميع مع اختلاف أحياناً بطبيعة المجتمع والبيئة التي ننتمي إليها ، وحمّلت المفكرين مسؤولية معالجة ذلك وكذلك وسائل الإعلام المختلفة.
واكدت رئيسة الجلسة على اهمية دور الاسرة ودور الابوين وخاصة الام في اشاعة ثقافة الحوار والتسامح ، واكدت انه يبقى على الإنسان أن يبدأ بذاته أولاً ويقتنع أنّ رأيه قد يكون صائباً تارةً وعلى خطأ تارةً أخرى ، وتركت للباحثين عرض افكارهم ودراساتهم ليستعرضوها من خلال بحوثهم .
وفي طليعة الباحثين الذين استدعتهم رئيسة الجلسة الدكتورة هديل كان البروفسور عبد الامير كاظم زاهد مدير مركز دراسات الكوفة
بين الدكتور زاهد في بحثه الموسوم (( حوار الاديان والثقافات اشكالية الجدوى )) سبل معالجة الحوار ومقوماته وناقش التطرف الديني عند شيخ المنظرين ( برتران لويس ) وتطرق ايضاً الى حوار الحضارات بين المسلمين والمسيحيين وكذلك ناقش جدوى الحوار وكيفية وضع قاعدة للنقاش تحقيقاً للسلام من خلال احياء المشتركات بين الاديان والمذاهب والطوائف والاقليات .
الشيخ صلاح العبيدي ،شارك ببحث عنوانه (( الحوار مع الاخر بين القبول والتحدي والامتناع )) بين ان الحوار له ثلاثة محاور من خلال ( القبول والرفض وتحدي الشروط ) وتساءل " هل ان الحوار المطلوب من قبل اهل الحق واقطاب السياسيين هو لقبول الحوار من اجل الحوار ام من اجل نتائج الحوار " واكد الشيخ العبيدي على اهمية وجود مبادئ واطر الحوار للوصول الى نتائج ايجابية " .
وكان اخر المتحدثين الدكتور محمد القريشي ببحثه الموسوم (( الحوار الديني في العراق : مفاهيم ، استراتيجيات ، افاق )) الذي ناقش ادارة التنوع وهي المسؤولة عن فتح جوانب الحوار ، والحوار يتم التواصل واكد ان الدولة هي المسؤولة عن ادارة التنوع ، ويفشل الحوار اذ ما فشلت الدولة بالتنوع وبين لابد ان يكون التنوع مؤثرات رقمية شاملة قابلة للقياس أي لابد من وجود معطيات رقمية .
وبعد انتهاء الباحثين من طرح بحوثهم وافكارهم فتح باب المناقشات امام الحاضرين وتبادل الافكار والاراء وفي ختام الجلسة خرجت الندوة بتوصيات عدة اهمها :-
- ادخال مهمة الدولة في ادارة التنوع في الدستور العراقي
- تحريم التحريض على الهويات الفرعية وتجريم الافكار التي تدعو على الكراهية والعنف .
- وضع مبادئ للحوار وكذلك اطر للوصول الى نتائج ايجابية لتفضيل الاخر .
- اغناء التجربة الدينية من خلال فتح الحوار عن طريق مخرجات للحوار مثل عقد اتفاقات اكاديمية واسعة وفتح علاقات مع الازهر .