تفاصيل الخبر
دور المرأة في مواجهة التغيرات المناخية
2023-11-06
دور المرأة في مواجهة التغيرات المناخية
ضمن المبادرة الوطنية لدعم الطاقة وتقليل الانبعاثات اقام قسم تمكين المرأة ورشة عمل بعنوان (دور المرأة في مواجهة التغيرات المناخية) يوم الاثنين الموافق 6 تشرين الثاني 2023 على قاعة الدكتور محمود علي الداود .
ترأس الجلسة : أ.د. محسن عبد علي الفريجي / مستشار جامعة المستقبل محافظة بابل
وقررتها الانسة ياسمين عبد الرزاق بيجان/ رئيسة قسم تمكين المرأة في بيت الحكمة.
بداية رحب أ.د. محسن بالسيدات والسادة الحضور مع حفظ الالقاب والمناصب شاكرأً قسم تمكين المراة متمثلاً برئيسة القسم على تبنيها النشاط المنعقد لما له من اهمية بالوضع الراهن لبلدنا .
كما سلطت الورشة الضوء على اخر التقارير والدراسات التي تحذر من تأثيرات بيئية ومناخية تصفها بالكارثية مع تزايد نسب الاحتباس الحراري والتنبؤات بزوال مدن بأكملها وهلاك مئات الآلاف بل ملايين من البشر وانقراض أنواع من الكائنات الحية.
تضمنت الورشة ورفتين تقدمت الورقة البحثية الاولى قدمتها أ.م.د.حنان حسين دريول/الجامعة المستنصرية كلية التربية الاساسية – قسم الحغرافية عنوان ورقتها البحثية (التغيرات المناخية وتأثيراتها المناخية)، بينت ان التغير المناخي يودي الى اختلال الظروف المناخية المعتادة التي تميز كل منطقة على الارض وبالتالي سينعكس على انماط المعيشة واقتصاديات الدول ،كما انه سيحفز الجهود الدولية في سبيل التصدي لها ،والقدرة على تجاوز الاثار السلبية المقترنة بالظاهرة .
وان حالة الربط التي يمكن اقامتها بين التغير المناخي كظاهرة طبيعية ،والانعكاسات السلبية لها على نمط الحياة وامن الافراد،لا يمكن ان تقتصر على الحاضر فقط في تداعياتها وانما يجدر ان تمتد الى المستقبل ايضا.
ويعرف تغير المناخ التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس. قد تكون هذه التحولات طبيعية فتحدث، على سبيل المثال، من خلال التغيرات في الدورة الشمسية و منذ القرن التاسع عشر أصبحت الأنشطة البشرية المسبب الرئيسي لتغير المناخ ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز،وينتج عن حرق الوقود الأحفوري انبعاثات غازات الدفيئة التي تعمل مثل غطاء يلتف حول الكرة الأرضية، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة.
كما يحص بانبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب تغير المناخ ثاني أكسيد الكربون والميثان. تنتج هذه الغازات، على سبيل المثال، عن استخدام البنزين لقيادة السيارات أو الفحم لتدفئة المباني. يمكن أيضا أن يؤدي تطهير الأراضي من الأعشاب والشجيرات وقطع الغابات إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون. وتعتبر مدافن القمامة مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات غاز الميثان. ويعد إنتاج واستهلاك الطاقة والصناعة والنقل والمباني والزراعة واستخدام الأراضي من بين مصادر الانبعاث الرئيسية. فقد أدت العديد من الأنشطة البشرية، مثل: قطع الأشجار، وحرق الغابات، واستخدام الأسمدة خاصة في بداية الثورة الصناعية بإحداث اختلال في توازن مناخ الأرض،ونتيجة لذلك ازدادت نسبة الكوارث التي ضربت العالم، ويرجع العلماء هذه الزيادة للتغيرات المناخية التي تشهدها الأرض هي المسؤولة عن دمار البيئة،بسبب حرق الإنسان الفحم والخشب والنفط والغاز وغيرها، وإطلاق كميات هائلة من المركبات الكيميائية السامة إلى الجو مثل ثاني أكسيد الكربون، وأول أكسيد الكربون، وأكاسيد النيتروجين، وأكاسيد الكبريت، وهذه الغازات تعتبر غازات ثقيلة، فتبقى في النطاق السفلي للغلاف الغازي للأرض. وان أي اختلاف في تركيبة هذا الغلاف يضر بالحياة ويسبب خللا، فقد وصلت نسبة ثاني أكسيد الكربون إلى نحو 385 جزءا في المليون، بينما الوضع الطبيعي هو 250 جزءا في المليون، أي زيادة بنسبة 52% عن الحد الطبيعي، وبالتالي يتحول في الجو إلى سموم.
يكمن خطر ثاني أكسيد الكربون بسميته للكائنات الحية، وبقائه قريبا من سطح الأرض ويغلفها تغليفا، ويمنع انتشار الحرارة حيث يمتص الأشعة تحت الحمراء ويمنع تشتتها من سطح الأرض، مما يؤدي إلى رفع درجة الحرارة في ظاهرة تسمى الاحتباس الحراري، وثقب طبقة الأوزون.
أدت هذه الظاهرة إلى ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة حول العالم، وارتفعت درجة حرارة الغلاف الغازي بمعدل يتراوح بين درجة وثلاث درجات في الخمس سنوات الماضية، وأدى الاحتباس الحراري إلى انصهار الجليد.
ونشرت وكالة الفضاء الأوروبية تقريرا في 16 سبتمبر/أيلول 2019 قالت فيه إن الممر الشمالي الغربي من القطب الشمالي قد فتح تماما من جراء ذوبان مياه البحر، وقد ذاب الجليد بواقع مليون كيلومتر مربع.
ويؤدي انصهار الجليد إلى ارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات الذي يتسبب بدوره في إغراق أغلب الجزر، ودالات الأنهار، والمناطق الشاطئية والقريبة من الشاطئية التي تضم أراضي زراعية ومناطق آهلة بالسكان.
وتوقع العلماء أن يخلو القطب الشمالي من الثلج مع حلول العام 2040،وإن 20% من مساحة الثلوج في المحيط المتجمد الشمالي قد اختفت تماما خلال العامين الماضيين، وإن هذا يمكن أن يؤدي إلى اختفاء المحيط المتجمد في العام 2030.
وقالت سيشهد العالم في الفترة القادمة تغيرات مناخية ستهز العالم على الصعيدين الاقتصادي والسياسي ،حيث ستؤدي ظاهرة الاحتباس الحراري إلى اختلال بيني كبير، فالمدن الساحلية والدول الساحلية ذات الأراضي المنخفضة عن سطح البحر، وأراضي الدلتات وكثير من الجزر بالمحيط الهادي والأطلسي والهندي سوف تتعرض لغرق مساحات شاسعة مع ارتفاع مستويات البحار، أما المناطق القريبة من خط الاستواء فقد تصبح صحارى يستحيل الحياة فيها.
ومن مخاطر الاحتباس الحراري أيضا إحداث العواصف والأعاصير المدمرة، بزيادة درجة حرارة سطح البحر إلى درجات تزيد من قوة وعنف العواصف والأعاصير، إضافة إلى ضربها أماكن لم تكن تضربها من قبل، وتكونها في أماكن لم تتكون فيها قبلا، وهي تقضي على كثير من أنواع الحياة في الشواطئ التي تضربها، إضافة إلى الدمار الذي تخلفه.
وختمت الدكتورة بحثها بأهم التوصيات وكالاتي:-
- تخطيط استخدام الارض
- تسعير الكربون
- إنهاء دعم الوقود الأحفوري
- بناء المدن المرنة منخفضة الانبعاثات الكربونية
- زيادة كفاءة استخدام الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة
- تطبيق ممارسات الزراعة المراعية للمناخ والتوسع في الغابات
- تغطية كل شخص بالعالم بانظمة الانذار المبكر في غضون السنوات الخمس المقبل
اما الورقة البحثية الثانية قدمتها أ.م.د.بانياس عدنان جلوب/ الجامعة المستنصرية - قسم الانثروبولوجيا والاجتماع عنوان ورقتها البحثية (تكيف المرأة مع التغيرات المناخية).
تحدثت الباحثة عن كوكب الارض منذ الثورة الصناعية الاولى وارتفاع في درجات الحرارة نتيجة الاعتماد على الوقود الاحفوري واتباع النمط الاقتصادي الراسمالي, وشكل عام 2015 منعطف دولي حاسم بالنسبة الى البشرية عندما صادقت الدول على اهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وتحت شعار(حتى لا يبقى احد خارج الكوكب) كماوافقت اغلب الدول على اتفاقية باريس وهي الاتفاقية التي تعني بقضايا المناخ من خلال اهتمام الدول بقضايا التغيرات المناخية والعمل على بقاء متوسط الزيادة في درجات الحرارة دون الدرجتين مئوية دون تجاوز 15 درجة مئوية مع نهاية القرن,لكن التقارير الصادرة من الهيئات الحكومية الدولية لعام 2021 جاءت نتائجها مخيبة للامال وتنذر البشرية بكارثة اذا لم تتخذ الدول الاجراءات الفورية للحد من هذة المشاكل, كما اثرت هذة التغيرات على جميع الدول وبنسب متفاوتة ,وتعد الدول النامية من اكثر المناطق تأثرا بهذة التغيرات.
والعراق بصفته بلد نامي كان من ابرز الدول تاثيرا لكنة يؤمن بأن حلول مشكلة تغير المناخ لا تأتي نتائجها إلاَّ بمساهمة فاعلة من كل البلدان وضمن مبادئ إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ, بدأ العراق ومنذ وقت مبكر لإنضمامه للإتفاقية بالعمل على تنفيذ العديد من المشاريع والدراسات التي تهدف إلى التكيف مع آثار تغير المناخ والتخفيف من الإنبعاثات، إلاّ إن معظم هذه المشاريع قد توقف تماما وذلك نتيجة الخروقات الامنية , كان تأثير التغيرات المناخية واضحاً على العراق في التناقص الكبير للموارد المائية فيه وإرتفاع متزايد في معدلات درجات الحرارة بما يفوق المعدلات العالمية، ومع ذلك فإن العراق يقدم هذه الخطة الطموحة التي تم فيها إعتماد كافة الخطط والإستراتيجيات الوطنية ذات العلاقة بتغير المناخ لتكون متوافقة مع الإحتياجات والتوجهات الوطنية التنموية لكافة القطاعات لضمان تحقيق الأهداف المرجوة وطنيا ودولياً في إجراء تحولات نوعية وجذرية تدريجية وحسب الإمكانيات الوطنية المتاحة في حال تم تحقيق الأمن والسلام وتوفير الموارد الإقتصادية لضمان تحقيق العيش الكريم لشعب العراق.
واشارت لى تأثيرات تغير المناخ على مختلف القطاعات العراقية أمراً معروفاً للجميع وقد القت بظلالها على عموم الحياة في العراق خصوصا في ظل الأوضاع الهشة للبلد والبنى التحتية المتهالكة وكانت نتائج هذه التأثيرات واضحة على القطاعات ذات المساس المباشر بحياة المواطن وأمنه الإقتصادي والمائي والغذائي فكانت آثارها جلية على الجوانب الإقتصادية والصحية والحياتية بشكل عام حيث تشير التوقعات المبنية على النماذج المناخية العددية الوطنية إلى زيادة مضطردة في درجة الحرارة تتراوح بين (0,9م°) منذ عام 2007 قد تصل إلى (3,5م°) عند عام 2010, ويعمل العراق على اعداد خطة التكيف الوطنية (NAP) وبتمويل من صندوق المناخ الأخضر (GCF) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) والتي ستكون من ضمن الخطط الأساسية التي سيعتمد عليها البلد في تنفيذ هذه السياسة لضمان تحقيق المرونة لكافة القطاعات الوطنية الهشة ذات الأولوية خلال السنوات القادمة لتقليل المخاطر المحتملة وإيجاد وسائل ناجعة لإستدامة مصادر المياه ومعالجة الشحة المائية الحادة وتردي نوعيتها. ونتيجة للظروف الإقتصادية الصعبة التي يمر بها العراق، خاصة بعد الازمات السياسية والامنية والاقتصادية سيحتاج إلى تعاون اقليمي ودعم دولي لتمكينه من تأسيس انظمة صحية قوية صامدة ومقاومة للظروف الصعبة لحماية صحة الانسان ولحماية النظم الطبيعية والتنوع البيولوجي وتعزيز المرونة تجاه الآثار ومخاطر الكوارث المرتبطة بالسيناريوهات المحلية لتغير المناخ وتعزيز التكيف في القطاعات الهشة.
كما نشرت الجمعية الكيميائية الامريكية عام 2022 ان التلوث الكيميائي قد تجاوز الحد الامن للبشرية وان التغيرات المناخية قد اثرت على الجميع وبخاصة النساء وبالاخص الريفيات ,الا انها استطاعت ان تلعب دور محوري في التغلب على هذة التغيرات من خلال تكيفها مع الظروف التي تمليها التغيرات المناخية ,فهي بذلك قد ساعدت في استدامة الموارد الطبيعية وترشيد المياة والمحافظة على البذور وزراعه الاشجار فهي بذلك قد طورت المهارات والمعارف وسلطت الضوء على الحلول الذكية لاجل التكيف مع التغيرات المناخية.
وجاءت الباحثة باهم التوصيات المقدمه بورقتها وكالاتي:-
- تلتزم الحكومة والسلطات العامة بضرورة التدخل للحد من اثار التغير البيئي واتخاذ الاجراءات اللازمة لزيادة الغلاف الاخضر في اراضيها.
- ضرورة تحسين وتشديد التشريعات القانونية الخاصة بحماية البيئة والتصدي للتغير المناخي وفرض العقوبات على المخالفين الذين يسببون ضرر في البيئة.
- لقد ساهمت الحروب وأثارها الكارثية في زيادة تدمير النظام البيئي لذا وجب وجود منظمات بيئية تعمل على طرح عقد اجتماعي بيئي بين الحكومات وبين منظمات الميجتمع المدني.
- إطلاق المنظور الشامل للمرأة والبيئة وتغير المناخ : يتضمن 7 محاور قابلة للتنفيذ وهى تعزيز وجهات النظر الخاصة بالمساواة بين الجنسين ضمن التكيف والتخفيف والاستجابات، وتعزيز صوت المرأة ومشاركتها الفعالة في الحوكمة البيئية، وتعزيز فرص النساء في المشاركة في الانتقال البيئي العادل إلى الاقتصاد الأخضر وعادات الاستهلاك الأخضر وفي الاقتصاد الأزرق في سياق تحقيق التنمية المستدامة.
- تبني العديد من المبادرات: وذلك بهدف تعريف النساء بأساليب الحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري، وتوعيتهم بالأساليب الزراعية الصديقة للبيئة وممارسات التكيف ومن بينها انتقاء المحاصيل وتقنيات الزراعة وإدارة الموارد المائية، وكيفية المشاركة في الصناعات الصديقة للبيئة.
ونهاية الجلسة وزعت شهادات تقديرية على رئيس الجلسة والباحثات المشاركات ببحوثهن
وقد حضر النشاط نخبة من الأساتذة المتخصصين والأكاديميين والباحثين في الشأن البيئي الذين اغنوا الورشة بمداخلاتهم وتعقيباتهم .
المزيد من الاخبار