Get Adobe Flash player

من مدرسة جنديسابور الى بيت الحكمة مترجمو وعلماء السريان صنّاع في حضارة العصر الذهبي الإسلامي ونهضة اوروبا

الهجرة واللجوء والتحديات الإنسانية بين المسؤولية الدولية والالتزامات الوطنية

احتفالية المنجز العلمي لأساتذة التاريخ

الاتجاهات الاسلامية في الفكر العراقي المعاصر

رؤية ورسالة بيت الحكمة

رؤية ورسالة بيت الحكمة

الخطة الاستراتيجية

الخطة الاستراتيجية

مجلات بيت الحكمة

اصدارات مجانية

اصدارات مجانية

الساعة الآن

معرض المرئيات


رئيس الوزراء : وصلنا الى مناطق منسية بالرغم انها مناطق مأهولة بالسكان لم تدخل فيها الخدمات .

خريطة زوار الموقع

صفحتنا على الفيس بوك

وزارة التخطيط /الجهاز المركزي للاحصاء

مؤتمر دعم الطاقة وتقليل الانبعاثات

تفاصيل الخبر

الترجمة وتحديات العولمة


2016-11-28

الترجمة وتحديات العولمة

 وعلى قاعة فؤاد البياتي في كلية اللغات في جامعة بغداد اقيمت الندوة الموسومة (الترجمة وتحديات العولمة) لقسم الدراسات اللغوية والترجمية وبرئاسة أ.م.د. رضا كامل الموسوي ومقررية المترجم اقدم ميساء فلاح حسين وبحضور عدد من الباحثين والأكاديميين.
الباحثون المشاركون :
- د.مؤيد جمعة نصر الله / بحثه بعنوان ( تأثير العولمة على الترجمة – اشارة الى الترجمة من الانكليزية الى العربية ومن العربية الى الانكليزية).
- م.د. علي عارف فاضل/ بحثه بعنوان ( العولمة والالفية : مفردات دخيلة على المجتمع العراقي).
- التدريسي بهاء محمود علوان / بحثه بعنوان (عولمة المصطلح ظاهرة لغوية أم ضرورة ترجمية).
- م. رقية محمود جاسم/ بحثها بعنوان (اللغة واللهجة في ظل العولمة).
- الباحث حسام عبد الحسن ( الترجمة نفع بلا ضرر والعولمة خطر).
 
وشارك ايضا باحثين باوراق بحثية مقتضبه اثناء ندوتنا هذه حرصا منهم على اهمية الموضوع واعتزازا منهم ببيت الحكمة 
- م.د. بايش جبار زيارة بعنوان(العولمة والترجمة وأثرهما على الجانب الاقتصادي والثقافي والاجتماعي).
- ورقة التدريسية ميسون علي ارزوقي  (تعدد اللغات والموقف من الترجمة في ظل العولمة)
- أ.م. راویة مولود عبد الغني (عولمة أم تبادل ثقافى ؟رحلة الایطالي سیستیني من قسطنطینیة إلى البصرة عام ١٧٨١).
 
رحب رئيس الجلسة في بداية حديثه بالحضور وخاصة عميد كلية اللغات السابق وعميدة كلية اللغات الحالية . وسلط الضوء على موضوع الترجمة والعولمة حيث يرتبط بثلاث صراعات 1. صراع اللغة والعولمة 2. صراع الترجمة والعولمة 3. الصراع الايديولوجي.
 
ثم بدأت الندوة ببحث للدكتور مؤيد جمعة نصر الله ( تأثير العولمة على الترجمة – اشارة الى الترجمة من الانكليزية الى العربية ومن العربية الى الانكليزية) جاء فيه تعريف العولمة لغويا واقتصاديا وسياسياً واشار الى ان العالم قد اصبح متشابه في الوقت الحالي اكثر من اي وقت مضى في كل النواحي من ملبس وتصرفات وعادات ايضاً، اما فيما يتعلق باللغة فأن العولمة قربت بين اللغات الاجنبية حيث اصبحت المصطلحات اللغوية متشابهة وبسبب العولمة اصبح عدد هائل من الكلمات الانكليزية يتم استخدامها باللغة العربية بنفس النطق واللفظ للغة الانكليزية يبقى هناك تساؤل هل هذا يساعد المترجم ؟!!.
واوضح الباحث ان المسافة بين اللغات ممكن ان يتم تقريبها من خلال العلاقة بين اللغات وذلك بالاعتماد على العلاقة التاريخية والاقتصادية بين الدول ( بعض الكلمات الفرنسية يتم استخدامها في لبنان دول المغرب العربي)واشار ايضا ان سبب اهمية ومكانة اللغة الانكليزية وسيطرتها على اللغات الاخرى يعود الى اسباب سياسية وثقافية.
ومن المشاكل والتحديات التي تواجه المترجم وجود كلماتمماثلة ومقاربة للكلمات الانكليزية وبعض الكلمات التي فرضت بالقوة مثل كلمة الحاسوب فنحن نستخدم كمبيوتر وكلمة الارشيف والتي هي في العربية دائرة المحفوظات. وفشلت كل المحاولات لتعريب الكلمات الاجنبية الوافدة وذلك بسبب عولمة اللغة اي تأثير العولمة على اللغة وليس فقط على اللغة العربية وانما على اللغات الاخرى .
 
وعقب رئيس الجلسة الدكتور رضا كامل الموسوي مشيراً الى ان اللغة العربية تواجه نوعا من التهميش في ظل العولمة وثورة المعلومات بفعل الضغوط الهائلة الناجة من طغيان اللغات الاخرى خاصة الانكليزية والفرنسية وليست اللغة العربية هي الهدف الوحيد لمروجي اللغة الانكليزية بل لمروجي كل اللغات. وتحاول الترجمة من خلال جراكها وضع روابط بين اللغة الهدف واللغة المصدر من خلال خطابها الثقافي.
 
ثم تناول م. د. علي عارف فاضل في بحثه (العولمة والالفية: مفردات دخيلة على المجتمع العراقي) تعريف العولمة فهي كلمة حديثة في اللغة العربية وتعود في أصلها الاشتقاقي العربي إلى كلمة عالم وتعني تعميم الشيء ليصبح عالميا. أو نقله من حيز الخصوصية إلى مجال العمومية في مستواها الكوني .
فالعولمة تجسد عطاء ثورة معلوماتية فائقة . إنها تدفق اٍمكانات لا حدود لها في مجال الإتصال والتبادل والتنظيم والعمل والتخزين والسيطرة في مختلف مجالات الإبداع والعطاء والإختراع . إنها صيرورة تاريخية تجتاح العالم وتعيد بناءه وتشكيله في صورة جديدة وفي دائرة خارطة جديدة وتضاريس أكثر جدة. العولمة في أبسط تعريفاتها وأكثرها إجرائية " سهولة حركة الناس والمعلومات والسلع والأموال والأفكار بين مختلف الدول على نطاق الكرة الأرضية ". تتعرض كافة اللغات الحية ومنها اللغة الانكليزية الى عمليات تشكيل المفردة word formation مثل الاستعارة والتركيب وغيرها لأجل تقبل او ايجاد مفردات جديده تساعد في اغناء خزين المفردات في تلك اللغة .وفي هذه الحالة يتم تقبل المفردات الجيدة الى جانب السيئة منها .ان كل هذه العمليات تحصل من اجل اعطاء مستخدمي اللغة حرية اكثر ومرونة في التواصل فيما بينهم .وعليه غالبا ما تحتاج المفردات الجديدة والغير مألوفة الى عمليات الابتكار او التحديث لمواكبة التطور العلمي والحاجات الاجتماعية وحتى الى الضرورات السياسية .
واشار الباحث الى ان علم  ابتكار مفردات او كلمات او تعابير جديدة يسمى ب Neologism اي عملية ايجاد اللفظات الجديدة . فعلى سبيل المثال استخدم شكسبير الى في مسرحية عطيل الى استخدام اللفظة lip لتعطي معنى قبله kiss في التعبير:"To lip a wanton in a secure couch " وعليه يمكن اعتبار الكلمة اعلاه هو ادخال جزء جديد من الكلام .
بعد اجراء مسح لتلك التعابير والمصطلحات الجديدة تبين انها تقسم الى فئتين :
أ- مصطلحات جديده تستخدم من قبل جميع افراد المجتمع : وتقسم الى 
-تعابير قديمة وتم تنشيطها من الناس عامة مثل ( دكتاتور – النزيه – الطاغية – انتحاري .. الخ )
- مصطلحات جديدة مثل ( تكنوقراط – مهجر – داعش – حزام ناسف الخ..)
- تعابير أسيء فهمها وضاعت قيمتها مثل ( جهاد – حلال – مسؤولية – امانة الخ...)
   ب- تعابير ومصطلحات جديده يقتصر استخدامها على فئة المراهقين والشباب مثل ( تهكير – فرمته – ميموري – سوفت وير ).
واشار الباحث الى امتلاك اللغة لعناصر حيوية تتأثر بمجريات الأحداث في المجتمع وتتفاعل معها حيث ان ىأي التغيير الذي شهده العراق بعد 2003 كان له دورا كبيرا في تغيير جوهري لبعض المفردات وتعابير اللغة. وللدلالة على ان اللغة هي احد مكنونات الحياة اليوميه لأي مجتمع ,استخدم افراد المجتمع العراقي هذه المفردات للتنفيس وللتقليل من هول المصائب والصعوبات التي يواجهوها في الحياة .وبمعنى آخر حيث ان طبيعة المجتمع العراقي تلفها الصعوبات والمحن جراء الحروب والحصار وكان آخرها الاحتلال الأمريكي عام 2003 حيث جاءت هذه المفردات لتعبر عن الواقع المرير الذي عاشه ويعيشه الفرد العراقي حيث اتسمت اغلب هذه المفردات ذات تأثير سلبي على المجتمع ويتم استخدامها من قبل فئة الشباب حيث انها سريعة الأنتشار بين هذه الفئة وخصوصا على مواقع التواصل الأجتماعي حيث تعكس واقعنا غير السوي .وعلى النقيض, نجد ان معظم المجتمعات الأخرى تستقبل ماهو جديد وجميل من المفردات ليتم توضيفها في تحديث لغة المجتمع المستقبل لتلك المفردات لتلبي حاجة مستخدميها. بأختصار فأن اللغه عبارة عن مكون لا يوجد من فراغ بل هو نتاج معاناة والآم المجتمع الذي تسوده تلك اللغة .
وجاء بحث التدريسي بهاء محمود علوان (عولمة المصطلح ظاهرة لغوية أم ضرورة ترجمية) والقاه نيابةً عنه الدكتور موفق مصلح ليصف الترجمة بانها علماً من العلوم الأنسانية التي حظيت باهتمام واسع عبر مراحل متعددة وحقب زمنية مختلفة واحدة من أهم تلك العلوم لما لها من تأثير مباشر على نقل العلوم الإنسانية بكافة اشكاها ومنابعها.
وقد تطورت الترجمة واشكالها وانماطها والغاية منها بمرور الزمن حتى اصبح لها أنماط وأصناف ومسميات يتعلق قسماً منها بآليتها المعتمدة خلال الترجمة كالترجمة الفورية والترجمة التحريرية او حسب الماد المترجمة فنقول بأن الترجمة علمية او أدبية او سياسية او رياضية او طبية او غيرها.
والترجمة بوصفها القاموسي والمعجمي هي:
(تغيير من حال أو صيغة معينة Form إلى أخرى , تلك الحال او اللغة إلى لغةٍ أخرى)  أذن يمكن القول هنا بأن الترجمة هي التحول من صيغة  أو هيئة أو شكلٍ معين أو لغة معينة إلى أخرى. والترجمة هو أنتقال في المعنى من اللغة الأصل او المصدر إلى اللغة الهدف ((Bedeutung,  وكذلك يمكننا القول بأن اللغة المنقول عنها هي اللغة المصدر وأن اللغة المنقول اليها هي اللغة المستقبِل, والمرحلة الأولى في عملية الترجمة هي الدراسة المستفيضة للمفردات القاموسية للغة المصدر قبل الشروع بنقلها إلى اللغة الهدف أو اللغة المستقبلة للنص المراد تحويله أو ترجمته. ويسمى هذا  علم القواميس (Lexikologie). للترجمة أهمية كبيرة شأنها شأن العلوم الأخرى التي لها تأثير مباشر في الحياة الإنسانية والمجتمعية وكذلك في حياة الفرد بصورة مباشرة. كان للعولمة تاثيراً كبيراً ومباشراً على المصطلح بصورة عامة والسياسي منها على وجه التحديد بصورة خاصة, فنلاحظ أنه وبمرور الوقت أستحدثت مصطلحات جديدة وانتشرت بسرعة مذهلة كانتشار النار في الهشيم وهذا الانتشار نابعا في الأصل للحاجة الملحة لهذا المصطلح او ذاك وكذلك التاثير المباشر لسياسة العولمة حيث يكون المصطلح الذي وقع عليه تاثير العولمة مفهوماً بصورة دقيقة في جميع انحاء العالم ومتداول بشكل كبير. فلو قمنا بدراسة المصطلحات المستخدمة حاليا في لغة السياسة لوجدنا بأن اغلب هذه  المصطلحات لم تكن موجودة فقبل عدة أعوام بل لم تكن مفهومة اصلاً, والأمثلة على ذلك كثيرٌ جدا قد لا يسعنا تناولها بالبحث والتحليل في سياق هذا البحث, ولكننا سوف نكتفي ببعض الأمثلة للدلالة على ما ذهبنا اليه.
وجاء في البحث الرابع للمدرسة رقية محمود جاسم (اللغة واللهجة في ظل العولمة) تعريف ماهية العولمة كمصطلح ومن اين جاء هذا المصلطح فالعولمة تعرف بانها عملية جعل الشئ عالميا وقد جائت هذه الكلمة من ترجمة المصطلح الانكليزي Globalisation  امامعنى العولمة لغة واصطلاحا فقد ذكره عبد الصبور شاهين "العضو في مجمع اللغة العربية :" فأما العولمة مصدراً فقد جاءت توليداً من كلمة عالم ونفترض لها فعلاً هو عولم يعولم عولمة بطريقة التوليد القياسي ... وأما صيغة الفعللة التي تأتي منها العولمة فإنما تستعمل للتعبير عن مفهوم الأحداث والإضافة ، وهي مماثلة في هذه الوظيفة لصيغة التفعيل"
واوضحت الباحثة الى عدم وجود تعريف واحد يتفق عليه الجميع على كلمة عولمة ولكن نستطيع القول بان العولمة تعني تحويل الشئ الى امر معروف مشهور ويصطبغ بالصبغة العالمية.ان العولمة بدأت اولا بالمجال الاقتصادي ثم السياسي والاجتماعي  ثم اتسع نطاقها حتى شمل الثقافة واللغة. فما يهمنا الان هو اللغة وتأثرها بالعولمة.
اما تعريف العولمة في اللغة الالمانية:(DieGlobalisierung) بدأ هذا المصطلح بالظهور في ستينيات القرن الماضي وتم تداوله في الكتب الالمانية كمصطلح بحدودعام 1986 ميلادي. ويعني تزايد الارتباط العالمي العابر للحدود بالتجارة (البظائع والخدمات) والعلم والتكنولوجيا والتقنيات وكذلك الادب والثقافة والبيئة. وقد بدأ اتجاه العولمة باستعمار الدول بعد اكتشاف طرق بحرية جديدة للتجارة وكذلك اكتشاف دول جديدة.تعرف اللغة على انها:"اللسن, وحدها انها اصوات يعبر بها كل قوم عن اغراضهم" (لسان العرب لابن منظور). بعد ان تعرفنا على معنى العولمة واللغة نأتي على اثار العولمة على اللغة العربية والالمانية.
واوضحت الباحثة بأن اللغات الحية تتأثر بمحيطها واللغة العربية باعتبارها لغة حية ومعرضة للتأثر بسبب التطورات والتغيرات المتسارعة لاسباب اقتصادية وتجارية وثقافية وقبلها كانت لاسباب استعمارية بسبب ما تعرضت له الدول العربية من استعمار من قبل عدة دول فترك الاستعمار اثره على اللغة والثقافة والادب.فنرى هناك الكثير من الكلمات الانجليزية والفرنسية والايطالية في لهجات الدول العربية كل حسب الدولة المستعمرة فمثلا نلاحظ كلمة (بايسكل بدل الدراجة الهوائية والماطور بدل الدراجة النارية هذا في اللهجة العراقية وكذلك كلمة شوفير في اللهجة السورية واللبنانية) برغم وجود فرق في اللفظ فقد يكون احد مؤثرات العولمة ان الاهتمام بالطابع المحلي للثقافات انحسر بسبب متطلبات العولمة للاهتمام بشؤون دولية وذلك لان الكتابة بالشأن المحلي لن يوصل بالكاتب الى العالمية. كما ان العولمة بدأت باخذ منحى الهيمنة والسيطرة على العالم.اصبحت المفردات الانجليزية في تزايد مستمر ومخيف فحتى شعار بعض المصانع اصبح بالانجليزية اما في اللغة الدارجة او لغة الحياة اليومية فهناك عدد هائل من الكلمات الانجليزية مثل (Party) و(cool)و (Events) وغيرها الكثير من الكلمات والتي يوجد ما يقابلها بالالمانية وبنفس المعنى ولكن اصبح الاستخدام الانجليزي الاكثر شيوعا وفيما يلي نذكر جملة ونرى ان اغلب عناصر الجملة بالانجليزية:((Wenn wir airborne sind und das landing-gear hoch is (Rüschkamp (Simon  فنرى هنا ضمن جملة متكونه من عشر كلمات فان نصفها اي خمس كلمات باللغة الانجليزية.
هناك كلمات انجليزية ولكن يختلف استخدامها فمثلا كلمة (dress) تعني بالالمانية لباس فريق كرة القدم ولكن معناها الحرفي بالانكليزية فستان رسمي للسيدات وكذلك كلمة (bodybag) تعني بالاستخدام الالماني حقيبة عصرية ذات حمالات عريضة وتحمل بشكل افقي على الجزء العلوي من الجسم اما المعنى الانجليزي الحرفي لها هو كيس الجثث.
وتحدث الباحث حسام عبد الحسن في بحثه المعنون( الترجمة نفع بلا ضرر والعولمة خطر)  عن الترجمة بكونها من اهم الروابط بین بني الانسان ، فلکل شعب هویة مزینة بزینة الاعتقاد الديني والخصوصیة الوطنیة والعرقية والانتماء اللغوي والعادات والتقالید، فکلما کانت الترجمة ضاربة باطناب المعمورة کلما ازداد شوق الانسان للتعرف علی القیم السامیة لدی اخیه في البلد الآخر وهکذا فهي تمثل رافدا مهما یقرّب بني الانسان الی بعضهم البعض الآخر لاشاعة روح المحبة والتعاون بین تلک الشعوب عن طریق التنوع الثقافي على جميع المستويات الذي يخدم التقدم الحضاري والتكنلوجي اذ انها تقوي الآصرة الانسانية فالانسان اخ الانسان او نظیر له في الخلق علی تعبیر الامام علي علیه السلام. وذكر نقطة مهمة يجب الالتفات الیها؛ ان الترجمة رسالة يحملها المترجم تدعو الى الاثر والتأثر بحضارة الشعوب التي لها جذور عميقة وذات بنیان رصین لیأخذ بعضهم من بعض ما یجعله سعید ومطمئن بالعیش الرغید . وقسم الباحث بحثه الی ثلاثة مباحث :
المبحث الاول : الترجمة والعولمة لغة واصطلاح .
المبحث الثاني : ثنائیة التضاد بین الترجمة والعولمة .
المبحث الثالث : العولمة الغربیة ام العالمیة المهدویة .
   و توخی الباحث المنهج الوصفي في ابراز بحثه ، معتمدا علی المصادر التالیة : (العولمة أیة عولمة لمؤلفه یحیی الیحیاوي ) واشار الباحث بانه لو نهل الجمیع القیم الانسانیة من معین خلیفتي رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) ؛ القرآن الکریم والعترة الطاهرة اللذان لم یفترقا الی قیام الساعة علی حد تعبیر الترمذي في سننه، لیأخذوا ما یعطیانهم من الموعظة والحکمة ما یجعلهم متفانین في طلب الخیر علی کافة الاصعدة والمیادین التي یُراد منها تفعیل السعادة لخلیفة الله في ارضه. وهذا المنهال العظیم یُراد له قناة یسیر بها الا وهي الترجمة التي تعد من اهم جسور الاتصال بین بني الانسان لذلك فالعولمة لفظ حدیث لیس له جذور عمیقة تقوي ساعده ، فما کان عاریا من الاصل مسلما یکون هشا مهما کانت نوع الأجندة المنظرة والداعمة له، فهي ترید ان تجعل العالم قریة صغیره  تتحکم به ساسیا واقتصادیا وفکریا واعلامیا وثقافیا مثلما یحلو لها اذ تجرد الانسان من معتقداته وانتمائه الوطني وکلما یؤدي تفعیل ارادته اتجاه الآخر اذ تحرص العولمة الی فک الآصرة الانسانیة اللحمة الوطنیة فالعولمة ظاهرها انیق وباطنها حریق فهي کالحیة لین ملمسها والسم ناقع في جوفها.
اما الاوراق البحثية الاخرى المقدمة كانت كالتالي :-
- ورقة م.د. بايش جبار زيارة بعنوان(العولمة والترجمة وأثرهما على الجانب الاقتصادي والثقافي والاجتماعي) جاء فيها مما لا شك فيه ان العولمة هي اساس تزايد التفاعل فيما بين شعوب العالم وثقافتهم مما ادى الى تعاظم الحاجة للمترجمين التحريريين والمترجمين الفوريين وهو أمر شكل نذير خير لصناعة الترجمة من سائر أوجهها هذا هو اذن الجانب الايجابي الذي تركته العولمة فيما يخص المترجمين وقد ارتبطت العولمة منذ بدايتها بالمجال الاقتصادي والثقافي والاجتماعي ان عولمة الاقتصاد تعني نشر القيم الغربية في مجال الاقتصاد والحرية الاقتصادية وفتح الاسواق وترك الاسعار للعرض والطلب، لقد تأثرت التفاعلات الثقافية فيما بينها والذي حفزته العولمة الى ترك آثار جلية على التغيرات التي طرأت على المفردات اللغوية في اللغات المتفاعلة مع بعضها الامر الذي أدى الى زيادة الاقتراض اللغوي أي تبني مفردة ما في اللغة المترجم اليها دون أي تغيير او تعديل عليها او في صيغة أخرى وفق استخدام اللغة الاصلية. ومثل هذة العملية يطلق عليها في بعض الاحيان (التغريب وهي عملية متواصلة منذ زمن بعيد وربما جعلت عمل المترجمين أكثر سلاسة.ان ما تحوية العولمة يتجه في معظمه صوب مجال الاعمال فان هناك جوانب اخرى للعولمة من خلال علاقتها بصناعة الترجمة فانتشار اللغة الانكليزية على سبيل المثال مرتبط على نحو وثيق بنمو العولمة رغم أن لغات اخرى وجدت آداب مكتوبة بلغات غير معروفة جمهورا اوسع لقرأتها من خلال العولمة كما ان دخول الانترنيت أضاف حافز جديدا لهذة العملية. ان ما تمثله الترجمة هو سلاح تستطيع به العولمة تحقيق اهدافها ضمن التواصل بين الترجمة والعولمة ذلك ان عملية التواصل عبر النص المترجم، وفي ظروف صراع مصالح هذه القوى، تصْطفي مصطلحات ومفاهيم بعينها، وتصوغ تصورات ذات أغراض وأهداف موجهة، قد تكسب صورة الواقع دلالات مخاتلة، ما يشي بأننا قبالة فعلين متنافيين: العولمة كهيكلة ناجزة للعالم في سعيها الى تثبيت الوحدة والتنميط، والترجمة كمحاولة لأنسنة هذا العالم بإحلالها للتواصل وتعدد اللغات والمعاني والدلالات. 
ورقة التدريسية ميسون علي ارزوقي  (تعدد اللغات والموقف من الترجمة في ظل العولمة) جاء فيها موضوع العولمة حيث اصبح عالمنا المعاصريشهد الكثير من التغيرات,  وجاء هذا المصطلح ليكون هو الأبرز والأكبر حدثاً في نهاية القرن العشرين, وقد أدى دخول هذا المصطلح إلى بلدان العالم الثالث ومنها البلاد العربية إلى الكثير من الاضطراب لعدم معرفة مفهوم هذا المصطلح ومدى التأثير الذي سوف يقوم به في جميع المجالات التي ذكرناها وما يهمنا هنا تناول هذا المصطلح وتبيان تاثيره على اللغة.
حيث ان اللغة كغيرها تتاثر تاثرا مباشر بالمتغيرات التي تجتاح المجتمع ان لم تكن اول المتاثرين بها. من هذا ننطلق في بحثنا هذا الى ان العولمة كان لها تاثيرات كبيرة على اللغة وكغيرها من التاثيرات فلها ايجابياتها وسلبياتها. وسنتناول هنا بعض هذه الايجابيات والسلبيات. اللغة هي وعاء الثقافة, وأداة الاتصال بين الماضي والحاضر ولا يستطيع الإنسان مهما كان أن يقف على كنوز الفكر الإنساني من تاريخ وشعر ونثر, فاللغة لها وظائف للفرد ووظائف للمجتمع  .
 
اما وظائف اللغة للفرد فكثيرة منها :
1-أنها وسيلة اتصاله بغيره لقضاء حاجاته .
2-هي وسيلة للتعبير عن آلامه وآماله .
3-هي وسيلة للإقناع في مجال المناقشة .
4-هي وسيلة للانتفاع بأوقات الفراغ, والاستفادة من تجارب الآخرين بالقراءة والاستتماع .
5-مهمة جداً في مجال التفكير .
أما وظيفة اللغة للمجتمع فهناك العديد من الوظائف مثل :
1-تحفظ التراث الثقافي والتقاليد الاجتماعية جيلاً بعد جيل .
2-تجعل للمعارف والأفكار البشرية قيماً اجتماعية بسبب استخدام المجتمع للغة للدلالة على معارفه وأفكاره من ذلك نرى أهمية اللغة الكبرى لكل من الفرد والمجتمع  .
ان عملية دخول مفردات لغة ما الى لغة اخرى يعد امرا طبيعيايحدث نتيجة الاحتكاك المتبادل بين الحضارات والشعوب من خلال افرادها
ويمكن ان نرى هذا الامر جليا في لغتنا العربية وغيرها من اللغات الاخرى. 
ولو نظرنا إلى القرآن الكريم لوجدنا الكثير من الألفاظ المعربة والتي أخذت من لغات أخرى مثـــــل :
1-القسطاس أي الميزان من الرومية .
2-الصراط من اليونانية .
3-ياقوت من الفارسية .
4-ملائكة من الحبشية .
5-طوبى أي الجنة من الهندية .
6-هلم أي تعال من القبطية .
7-قطنا أي كتابنا من النبطية .
8-غساق أي الماء البارد المنتن من التركية .
ويمكن ان نؤشر هنا بان الترجمة واللغات الأجنبية يأتي تطورها كنتيجة لتطور الصناعة والحياة التجارية والى جانب كل الفوائد التي ذكرناها عن العولمة والتي اضهرت نتائجها الايجابية خاصة في عملية تسهيل وتمكين الافراد من تعلم لغة او اكثر إذا كان تطور اللغة العربية يزداد سرعة بازدياد انتشارها خارج المنطقة التي نشأت فيها, وبازدياد عدد الناس  الذين يتكلمون بها, وإذا كان احتكاكها بلغات أخرى يعرضها لأن تفقد خصائصها الذاتية, أو تتأثر بغيرها فإن هذا التغير والتطور يمس طريقة التعبير, والأداء عن المعنى والأفكار, واقتباس الصور والأساليب ولكنه لا يمس تغييراً في قواعد اللغة, وضوابطها يؤثر على فهم التراث العربي, وعلى فهم مقدسات العقيدة الدينية نفسها, واللغة تكون مقبولة على أنها لغة جيدة, إذا كانت ملائمة لأهداف المتكلم, ومريحة لكل من المتكلم والسامع. وخلاصة القول هو ان التعدد اللغوي له من الإيجابيات التي تفوق كثيرا مما يمكن حصره في نقاط محددة, فالتعدد اللغوي على الصعيد الشخص يعني إضافة خبرات كثيرة الى الفرد تساعده في التطور وإيجاد الفرص التي تمكنه من الحصول على فرص اكثر من اقرانه الذين لا يمتلكون ذات اللغات, اما على الصعيد المجتمعي فانها لا تقل أهمية من الصعيد الشخصي وكما نوهنا في سياق بحثنا هذا.
 
واشار رئيس الجلسة الى ان في ظل العولمة فان المعطيات الراهنة تؤشر الى ان الوضع بات يتجه اكثر نحو ثقافة الهيمنة والاختراق في الوقت الذي كان فيه الوضع سابقا متجها الى ثقافة المثاقفة والتعايش واصبحت الترجمة تنتقل هي الاخرى من التعريف بالثقافات المتنوعة والمتعددة الى الاقتصار على تعميم ثقافة القطب الواحد ولغته.
 
ورقة أ.م. راویة مولود عبد الغني بعنوان(عولمة أم تبادل ثقافى؟ رحلة الایطالي سیستیني من قسطنطینیة إلى البصرة عام ١٧٨١) جاء فيها اذا كانت العولمة بالمعني الایجابي اكساب الشيء طابع العالمیة و ما یشترك فیه كل الناس باعتباره شكل من اشكال توحد العالم المؤدي الى سعادة البشر: اذا المعلومات التي قدمھا العالم سیستیني عام 1781 تدرج فى ھذا الإطار. قدم سیستیني لعالمین مختلفین معلومات تاریخیة ، جغرافیة ، علمیة بحته في النبات ، فى الارض وفى الاثار فى الربع الأخیر من القرن الثامن عشر، ولأول مرة تترجم ھذه الرحلة الى العربیة لنضعها بین یدي القارئ العربي لیقیم ھذه المعلومات،و یاحبذا لو تنتشر عالمیاً. 
فمادخل الترجمة و المترجم بالعولمة؟ وھل ھو حقیقي تداخل و تاثیر مصطلحات العولمة في الترجمة و المجتمع ،أم أن ھذا التأثیر مختلق ، بل مجرد كلام لا أصل له ینقاد الناس له بلاتفكیر؟ بعد ان ترجمت الباحثة كتاب "رحلة سیستیني من قسطنطینیة الى البصرة" الى اللغة العربیة أستطیع أن أقول انه كتاب غایة فى الأھمیة لبلادنا، لأنه ینقل ثقافة وحضارة وتقالید وعادات سكان المنطقة التى زارھا إلى ایطالیا بمصطلحات لغات الشعوب التي مر عليها ، وإن كان قد دونها بحروف لاتینیة الا أنه كتبها حسب ما تنطق سواءا باللغة العربیة او التركیة او الكردیة ، وأحیاناً الفارسیة والأرمنیة.
لازلت أجد في معجم اللغة الإیطالیة كلمات استوعبتها اللغة من المصطلحات التى استعملھا الرحالة الایطالي أثناء زیارته لمنطقة الشرق الاوسط، نذكر منها: ذكر سیستیني كلمة الموسیلین: والكلمة تعبر عن أحد أنواع الاقمشة الهندیة المشهورة التى كانت ترسل الى البصرة ومنها الى الموصل، حیث كان یتم شحنها الى أوروبا وإلى بلاد المشرق والمغرب، فاخذت اسم المكان الذي شحنت منه لأول مرة الى أوربا وھو الموصل ، وزیادة فى التأكید یذكر نینوى القدیمة. ولا تزال الكلمة موثقة في المعجم التاریخي للغة الإیطالیة بمعناھا وأصلها العربي وأول استخدام لها واستعمالها فى اللغات الأووبیة الأخرى، مثل الانكلیزیة والفرنسیة.
المترجم مسؤول عن كل كلمة تدرج في ترجمته فیتبني الكلمات و یضیف اليها مع سبق الدراسة والبحث في مجال ترجمته، ولا وجود للعولمة في الترجمة بل تبادل ثقافي لمفردات لا بد منها وھي مسؤولیة المترجم.
 
واوضح رئيس الجلسة ان الجانب الايدولوجي للترجمة فأن مؤسسات العولمة تسعى اثارة خطاب ثقافي وتسوقه عبر اعلامياتها كنص مترجم فهي تتخذ في مسعاها هذا مسارين متكاملين اولهما يمثل واقعاًثقافيا سهل الاختراق وقابل للتغير في مركزه او هامش بنيته الفكرية والدينية فيأتي النص المترجم نفسه امام اذعان وتراخي.
 
 
وتخللت الجلسة تعقيبات جاءت على لسان الباحثين والحاضرين وكانت كالتالي:-
1. اشار الدكتور صادق الموسوي الى العولمة بأنها موجودة في كل حياتنا ولكن هل معنى ذلك بأننا نذوب في العولمة ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً لذا نحن نحتاج الى الترجمة المعاكسة ويعني بها ترجمة حضارتنا وواقعنا الحقيقي الى الغرب وباللغات الاجنبية الاخرى.
 
2. اكد د. عبد الواحد مسلط على نطاق ذات جدوى وهو الجانب العملي والممارسة العملية ونطمح ان يكون لدينا مترجمون اكفاء وماهرين واهمية التراكيب الجملية في الترجمة وعلى المترجم ان يفرض كلماته وتعابيره اللغوية فالترجمة رافد للغة العربية وعملية اخذ وعطاء والمشكلة تكمن في الكلمات العلمية ولكن العبرة باجتهاد المترجم
 
 
3. اشارت الدكتورة فوزية العطية الى اهمية الموضوع فالعولمة لها ايجابيات وسلبيات لذا يجب ان تتمسك بالايجابيات ونبذ السلبيات والتبادل الثقافي والاستفادة من التجارب.
 
4.واوضح الدكتور رياض بان ترجمة النص يجب ان تتم بصورة لغوية متماسكة وان ظهور العولمة منذ العصر العباسي حيث ترجمت الكثير الى اللغات الحية .واكد على ضرورة الاكاديمية للترجمة.
 
5. وشجع د. سامي الربيعي على العولمة من خلال اخذ الجيد منها ومجابهة السيء حيث ان كل لغة لها خصائص معينة وتراكيب ممكن ان تتفوق على غيرها ولكنها تعتمد على المترجم وثقافته ودرايته.
 
 
التوصيات:
1- الاهتمام بترجمة الفكر الانساني العربي المشبع بالفلكلور والارث الثقافي لكل بلد من بلداننا العربية. 
2- انشاء مجمع علمي عربي يقوم بمهمة ترجمة المصطلحات ترجمة علمية من والى اللغات العالمية بهدف الحفاظ عليها من الاندثار بفعل تداعيات العولمة .
3- قيام بيت الحكمة بانشاء شعبة تابعة لقسم الدراسات اللغوية والترجمية هدفها تقويم وتقييم الترجمات ذات البعد الايديولوجي والبت في صلاحية نشرها من عدمه.
4- التأكيد على الترجمة المعاكسة لمواجهة خطر العولمة ويقصد بالترجمة المعاكسة (نقل واقعنا الحقيقي بكلمات سهلة وتراكيب جملية لغوية مبسطة بلغات اجنبية مختلفة). 
 

المزيد من الاخبار

نافذة استلام البحوث العلمية

ابحث في موقعنا

جدول النشاطات الشهري

الشكاوى والمقترحات

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 19
عدد زوار اليوم : 952
عدد زوار أمس : 843
عدد الزوار الكلي : 1850275

من معرض الصور

اشترك بالنشرة البريدية

أسمك  :
أيميلك :
 

بوابة الحوكمة الالكترونية