تفاصيل الخبر
المنطلقات الفكرية والفقهية للحوار الإسلامي- علماء الشيعة أنموذجاً
2024-08-18
المنطلقات الفكرية والفقهية للحوار الإسلامي- علماء الشيعة أنموذجاً
أقام قسم الدراسات الإسلامية في بيت الحكمة بالتعاون مع الوقف الشيعي الورشة العلمية الموسومة بـ ((المنطلقات الفكرية والفقهية للحوار الإسلامي – علماء الشيعة نموذجاً)) وذلك يوم الاحد الموافق 18- 8-2024 في بيت الحكمة.
رئيس الجلسة: - أ. م. د. أحمد حسن صاحب – أستاذ في كلية الامام الكاظم(ع) للعلوم الإسلامية الجامعة.
الباحثين المشاركين: -
1- أ. م. د. علي محمد جراد ببحثه المعنون (الحوار وأثره التربوي والنفسي).
2- م. م. عزت عبد الله هادي الموسوي ببحثه المعنون (المنطلقات الفكرية والفقهية للحوار الإسلامي علماء الشيعة انموذجاً).
الباحث الأول: -
أ. م. د. علي محمد جراد ببحثه المعنون ((الحوار وأثره التربوي والنفسي)).
الحوار: هو أسلوب يجري بين طرفين يسوق كل منهما من الحديث ما يراه ويقتنع به سعياً الى معرفة الحقيقة من خلال ما يقدم من ادله وبراهين.
والحوار: هو أسلوب رباني الله سبحانه وتعالى حاور به أنبياءه وملائكته ليكون الحوار منهجاً لخلقه في تعاملهم مع بعضهم البعض.
إذا تأملنا حياة البشر منذ خلق الله ادم عليه السلام وعلمه الأسماء كلها الى وقتنا الحاضر نجدها معتمده في أساسها على الاتصال فما تم التوصل اليه من تطور وازدهار وما تحقق من أمن واستقرار أو ما حدث من حروب واختلافات وتفكك واضطرابات على جميع الأصعدة والمستويات يمكن ان تكون اختلاف في مستوى التفاهم والتواصل والحوار بين بني البشر في كل زمان ومكان
إن الحوار هو فنُّ التواصل بين الأشخاص وتبادل وجهات النظر حول مواضيع مختلفة بهدف التواصل معهم بشكلٍ أفضل. وهو يعتمد على إتقان مهارات التواصل وإدارة النقاش، وتكوين حوار هادفٍ ومفيد لجميع الأطراف. كما يرتبط بالعديد من المهارات الشخصية، كالاستماع والإنصات وفنون الرد والإقناع.
شروط الحوار
الاحترام من أفضل الصفات والأخلاق التي يمكن أن يتصف بها المرء، وهو أساس التعامل بين الناس. تحديد الموضوع الرئيس للحوار والهدف منه، مما يساعد في كسب الوقت من أجل الوصول إلى النتيجة المرادة من الحوار. الموضوعية في الحوار، حيث يتم الحوار على أساس الموضوع وليس بناءً على الشخص المحاور أو شخصيته، كما يجب عليه تجنب الكذب، والتوثيق العلمي والبعد عن الميول. استخدام لغة واضحة مفهومة وقوية. يجب أن يكون الحوار هادف، والغرض منه التوصل إلى الحقائق. مناقشة أصل الموضوع قبل الخوض في فروعه. الاتفاق على أصل المرجع والمصدر حسب الموضوع، كالقرآن والسنة النبوية، الأبحاث العلمية وغيرها. التزم الهدوء وضبط النفس. حسن الاستماع وعدم الاستعجال في الرد، فالمستمع الجيد محاور جيد. اختيار المكان والزمان والشخص المناسب.
الباحث الثاني: -
م. م. عزت عبد الله هادي الموسوي ببحثه المعنون ((المنطلقات الفكرية والفقهية للحوار الإسلامي علماء الشيعة انموذجاً)). الحوار عند الائمة الأثنى عشرية.
للحوار عند أهل البيت أهمية تأتي من كونهم خلفاء الرسول وحملة مشروعه في بناء الإنسان والدين والدولة، والذي يبحث في سيرهم يجد الحوار العقلائي الشرعي أحد أهم أركان دعوتهم وأوضح مناهج مدارسهم الفقهية، فهم بمجموعهم مارسوا الحوار بآلية جدهم نفسها لا مع حكام عصرهم فحسب بالرغم من كون الحكام كلهم ناصبوهم العداء وكادوا لهم، بل ومع معارضيهم العقائديين وأعدائهم المتطرفين، وأتباعهم أيضا، فهم استعملوا الحوار حتى في أحرج المواقف وأشدها إثارة بنمط حوار النبوة نفسه دون أن تخرجهم الإثارة عن طورهم وثقافتهم الحوارية.
المنهج الحواري عند الإمام علي بن أبي طالب (ع).
تم اختيار الإمام (علي بن أبي طالب) (ع)ليكون المحطة الأولى في دراسة النهج الحواري لآل البيت لعدة أسباب، منها:
- انه أمير المؤمنين علي؛أول الناس إسلاما وأشدهم إيمانا وأصدقهم يقينا وأقربهم إلى رسول الله(ص ).
- أنه ابن عم الرسول وزوج ابنته وأول من صدقه وآمن به، فكان التلميذ الأنجب لرسول الله؛ لم يفارقه في سلم أو حرب، وكان ينهل من مدرسته، وهو القائل عن ذلك في إحدى خطبه: "وضعني في حجره وأنا ولد، يضمني إلى صدره، ... وما وجد لي كذبة في قول، ولا خَطلةٌ في فعل. ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما، ويأمرني بالإقتداء به"
- أنه عاصر ثلاثة من خلفاء ما بعد عصر البعثة كان لكل واحد منهم مناهجه الحوارية، أنه دونا عن الخلفاء الثلاثة الأوائل تعرض إلى كثير من المواقف العدائية، وخرج عليه أقرب الناس له، وأجبر على خوض ثلاثة حروب خلال عدة سنوات، وتعرض إلى الكثير من المؤامرات السياسية والعدائية، وطولب بثأر الذين قتلهم دفاعا عن الإسلام ونبيه، وهي جميعها مواقف تستفز الإنسان وتثير حنقه وغضبه، لكن مع ذلك كله نراه يتبع خطى رسول الله ويقدم الحوار على السيف ويطبق القواعد الرسالية في الحوار حتى أتهم بأنه لا يعرف السياسة ولا يجيدها؛ لأن منهجه الحواري الرسالي لا يلتقي مع المنهج السياسي مطلقا.
الحوار عند الإمام الحسين بن علي (ع).
مثلما شكل المنهج الحواري دعامة اساسية في منظومة فكر وسلوك الامام علي (ع) كان كذلك عند الإمام الحسين(ع)إذ شكلت سيرة الإمام الحسين ونهضته ضد النظام الأموي وتعامله مع صفوته من جهة وأصحابه وأهل بيته من جهة اخرى إطاراً مفاهيمياً مهماً من أطر ترسيخ الحوار الإنساني البناء؛ الذي قدمه وفضله كأسلوب تربوي على الحرب والقتال على الرغم من كل التداعيات التي فرضت هذه الحرب وضرورة الخروج على نهج الحكم الإستبدادي، ولهذا سوف نعرض في هذا المطلب أهم الشواهد التي جسدت المنهج الحواري الإنساني والإسلامي عند الإمام الحسين (ع)، هنالك مراحل مهمة أخرى في حياة الحسين مُعتَّمٌ على كثير من جوانبها المهمة وهي حقبتان، الأولى منذ استشهاد والده الإمام علي (ع) لغاية خلافة أخيه الحسن (ع) والثانية: حقبة مغيبة أخبارها إلا ما ندر تمتد من استشهاد الإمام الحسن (ع) ولغاية موت معاوية والبيعة لابنه يزيد وهي حقبة في غاية الحساسية لم يسلط عليها الضوء إلا ما ندر من فلتات وردت في هذا النص أو ذاك بشكل عابر، واغلبها كانت سجالا حواريا مع من غصبوه حقه. وسواء فيما وصل عن هذه المدة ام ما تلاها نرى أن حواراته (ع)اتسمت بتنوع جاد، فهي تختلف تبعا للموقف وتداعياته، ففي المواقف التي تحتاج إلى الشدة نراه شديدا صلدا صارما بعقل وحكمة، وفي المواقف اللينة نراه لينا سمحا بسماحة الأئمة ونبلهم..
:الحوار عند الإمام جعفر الصادق(ع).
امتازت الحقبة التأريخية التي عاش بها الإمام جعفر الصادق (ع) بكونها مرحلة مضطربة جدا كانت تنذر بسقوط حكومة وقيام أخرى مخالفة لها وقد تسبب الإضطراب بظهور تيارات فكرية ودينية متعددة منها الحادية ومنها صوفية فضلا عن الفرق الدينية الضالة والمنحرفة ومدارس الرأي والقياس وتكاثر الزنادقة والملاحدة، وهو وضع يثير الحنق والغضب، ومع ذلك نرى الإمام الصادق (ع) الذي كان يرقب كل ذلك بعين الفطنة يفضل الركون إلى الهدوء والسلم واستعمال منهج الحوار الرامي للدفاع عن الإسلام في وجه الحركات المظللة وحكام الجور الأمويين والعباسيين الذين عاصرهم.
دراسة الحوار عند الامام جعفر الصادق (ع) واضحة من خلال سيرته وسلوكه في الحقبة التي عاشها ابان الدولة العباسية، في إطار المعارضة السياسية وفي إطار الحوارات الدينية والمذهبية ازاء انبثاق المذاهب الأربعة في تلك الحقبة.
الحوار عند السيد علي السيستاني.
قاربَ دور السيد علي السيستاني*أن يأتي استكمالا لمنهج من سبقه من المراجع الكبار من حيث الاهتمام بالمسائل الفقهية العبادية والمعاملاتية وبعض القضايا الاجتماعية العامة، لكن تبدل الأوضاع السياسية في العراق ودخول المحتل الأمريكي، واقتربت الاوضاع من نشوب الحرب الأهلية الطائفية المقيتة، وحدوث مذابح مروعة ذهب ضحيتها الأبرياء من أبناء الشعب العراقي، جعله ينبري للتصدي للتخريب والدعوة إلى نبذ العنف، وتهدئة الأمور، وزرع الألفة والمحبة والثقة بين أطياف الشعب، إلى درجة العمل المباشر لتطبيق محتوى هذه الدعوات، مع أنه يملك رأيا خاصا بولاية الفقيه، يتضح من خلال قوله: "أما تشكيل حكومة دينية على اساس فكرة ولاية الفقيه المطلقة فليس واردا، ولكن يفترض بالحكم الجديد ان يحترم الدين الاسلامي الذي هو دين أغلبية الشعب العراقي. ولا يقر ما يخالف تعاليم الإسلام".
فهو حتى مع اعتقاده الراسخ بصعوبة تطبيق ولاية الفقيه في العراق إلا أنه وجد من الضرورة بمكان أن يتصرف بشكل مباشر وفق ما تمليه عليه الأحداث والمستجدات. ولاسيما وأنه يُعدُمن أبرز فقهاء الشيعة المعاصرين من حيث الاجتهاد والتقليد، سواء على مستوى العراق ام على مستوى العالم، وحظي بمكانة سامية في نفوس مقلديه وغيرهم، بل امتدت مكانته ذات الأهمية إلى الأديان والمذاهب الأخرى في النطاق العالمي.
المزيد من الاخبار