تفاصيل الخبر
اليوم العالمي للمنطق
2024-01-14
اليوم العالمي للمنطق
عقد بيت الحكمة قسم الدراسات الفلسفية ندوة علمية بمناسبة ( اليوم العالمي للمنطق) بعنوان ( اليوم العالمي للمنطق) يوم الاحد الموافق 14/1/2024 وعقد على منصة بيت الحكمة الافتراضية ترأس الجلسة الأستاذ المساعد الدكتور ليث اثير يوسف تدريسي من الجامعة المستنصرية قدم رئيس الجلسة تهنئة ومباركة بمناسبة اليوم العالمي للمنطق وتطرق الى نبذة تاريخية عن المنطق وما يحيط بالمجتمع من يقينيات ومسلمات والاحكام فكان دور المنطق دوراً متميزاً لبيان الصح من الخطأ والحق عن الباطل .
جاءت المشاركات :
الأستاذ الدكتور نضال ذاكر عذاب أستاذة المنطق في الجامعة المستنصرية بعنوان" المنطق وتحديده لصناعة المغالطة" تناولت الباحثة دور المنطق في التفكير الصحيح ووضعت محددات الحوار والجدل والحجاج للعودة الى أصول الحوار المنتج المثمر لقواعد الجدل الصحيح الذي يغطى المناقشات العقيمة والغير مجدية ترى الباحثة اراء الفارابي في اليقين فهو الكمال في علم الشيء الذي يلتمس الانسان ومعرفته .
وعندما تتابع اليقينيات ومصادرها واصولها عند الفلاسفة أمثال الرازي والغزالي وابن سينا وغيرهم نجدها تقع في خمس مصادر هي ( المتواترة, الحدسيات, الأوليات, المحسوسات, المجربات)
طرحت الباحثة عدة تساؤلات منها: ما الغرض من المغالطة وكيف يتم تحديدها ؟
وبعدها جرت عدة تساؤلات ومناقشات اغنت الندوة.
البحث الثاني للأستاذ الدكتور طالب حسين كطافه بعنوان " علم المنطق تنوع ماهوي" من كلية الامام الكاظم للعلوم الإنسانية وضح الباحث تاريخ الفلسفة يعد جزءا من حاضرها ، ودراسة نظرية علم المنطق جزء من جزئها وهو الابتسمولوجيا ، تناول الباحث دراسة نقدية لموقف تبناه قبل حوالي خمسين سنة رائد من رواد المنطق الرياضي في الوطن العربي ، الاستاذ الدكتور محمد ثابت الفندي رحمه الله ، وهو تخطئته تخطيئا صارما لموقف عمانوئيل كانت المشهور من كون المنطق الارسطي ولد كاملا ، الذي عرضه في النص الآتي :
" انه منذ زمن ارسطو لم يكن بحاجة الى ان يتراجع خطوة الى الوراء ... ايضا ان هذا المنطق لم يستطع أن يتقدم الى اليوم خطوة واحدة الى الامام ، وبذلك يبدو انه علم مغلق مكتمل " ( اصول المنطق الرياضي 1976 ؛ ص 18).
وقد علق عليه قائلا : " حرصنا على اثبات نص كانت ... لبيان ان موقفه في انكار تطور المنطق أمر لا يمكن السكوت عليه" ( م ن ، ص 19) .
وهذا اللغة في التعبير ( لا يمكن السكوت عليه) تكشف عن رفض و استنكار لهذا الموقف ، فهي لها دلالة تداولية على ان موقف كانت يعد بمنزلة خطيئة معرفية وانكار لواقع الملموس لواقعة ( تطور) المنطق في القرن العشرين ، وهو ما يبينه ؛ بعد ان ذكر أن منطق الرياضيين هو تطور لعلم المنطق ، اذ يقول : " لقد كذب قيام هذه الواقعة وحدها حكم كانت بان المنطق اغلق ابوابه لكماله " ( م ن ، ص ن ) .
من هنا سنقف عند هذين الموقفين انطلاقا من مقاربة مفهوم (التطور) مقاربة ماهوية ، ثم نرتب على النتيجة موقفنا من العلاقة بين المنطق الارسطي او التقليدي ، ( بتعبير الدكتور الفندي منطق الفلاسفة ) ، وبين المنطق الرياضي ( بتعبيره ايضا ؛ منطق الرياضيين) اذن يمكن القول ان الاختلاف في الموقف من تطور المنطق وعدمه ، ولا سيما المنطق التقليدي الارسطي ، يتوقف على التمييز الدقيق في مفهوم التطور وماهيته النوعية ، ومن ثم يكون تقييم موقف كانت مع ظهور منطق الرياضيين . في الحقيقة اننا اما رؤيتين للمنطق التقليدي في هذا السياق ، اما الرؤية الاولى فهي ما قدمها المنطقي البولندي لوكاشيفتش في كتابه نظرية القياس المنطقية التي اعاد صياغة القياس صياغة نسقية رمزية التي هي جوهر المنطق الرياضي وماهيته ، ومن ثمة وفق هذه الرؤية لسنا امام تطور في علم المنطق للوحدة الماهوية بين منطق الفلاسفة ومنطق الرياضيين ، اما الرؤية الثانية التي تبناها الدكتور الفندي رحمه الله ، فهي الرؤية التي ترى بالتنوع الماهوي بينهما مما يعني امام انفصال تام بين المنطقين ، فبعد ان وافق اشتراكهما في مفهوم الصورية ، بين تباينهما في كل من الموضوع والمنهج والغاية اما التباين في الموضوع ، فقد بينه في كون الاستنباط في الوجستقا يتضمن انواع اخرى من الاستنباط لا تمت بصلة الى الاستنباط في منطق الفلاسفة ، فلا يؤثر اشتراكهما في الاستنباط بوصفه موضوعا في كل منها في رفع التباين النوعي بينهما .
واما التباين في المنهج ، فان وجود التعبير الرمزي في منطق الفلاسفة ، لا قيمة له في نقله الى حساب منطقي رياضي ، فانها مجرد تعبير عن الحدود ، واما الروابط والعلاقات فلم يتم تحويلها الى رموز لها قواعدها الخاصة والتي تكون احيانا مخالفة لاطار التفكير في منطق الفلاسفة .
واخيرا التباين في الهدف ، فمنطق الرياضيين ليس وظيفته عصمة الفكر عن الخطأ أو تكوين احكام ومعايير ، انما هو " نظرية علمية لا تحتاج حتى الى مجرد افتراض وجود فكر.
وفي ختام الندوة قدمت العديد من التوصيات التي اتفق المشاركون ان تكون ضمن برنامج تطوير الدرس الفلسفي في العراق وهي:
1- تأكيد الباحثين المشاركين والحضور في اليوم العالمي للمنطق على أهمية الدرس المنطقي في اقسام الفلسفة في العراق.
2- فتح الافاق للدراسات العليا للبحث حول مفاهيم المنطق منذ القدم ولحد وقتنا المعاصر .
3- يعد هذا النشاط نشاطاً متميزاُ للدور المهم وللتفاعل مع شخصيات فلسفية في خارج العراق بمشاركاتهم التي اغنت النشاط فكان التفاعل والتناقح الفكري العراقي الأوربي على منصة بيت الحكمة دور مهم وصدى اعلامياً وعلمي على الأوساط الجامعية ووسائل التفاعل الاجتماعي .
المزيد من الاخبار