تفاصيل الخبر
الدبلوماسية والدفاع وإدارة المستقبل
2021-01-04
بسم الله الرحمن الرحيم
قسم الدراسات السياسية والاستراتيجية في بيت الحكمة بالتعاون
مع مركز الدراسات والبحوث في جامعة الدفاع للدراسات العسكرية
موجز بحث الأستاذ الدكتور محمود علي الداود
مشرف قسم الدراسات السياسية والاستراتيجية
في الاحتفال بذكرى تأسيس الجيش العراقي في 6 كانون الثاني 2021
(الدبلوماسية والدفاع وإدارة المستقبل )
سعادة رئيس جامعة الدفاع للدراسات العسكرية المحترم
سعادة مدير مركز الدراسات والبحوث في الجامعة المحترم
سعادة القادة والكوادر المحترمون
في البداية يسعدني ويشرفني ان أتقدم بالشكر الجزيل والامتنان الفائق لرئاسة جامعة الدفاع للدراسات العسكرية والى مدير مركز الدراسات والبحوث في الجامعة عن الدعوة الكريمة للمساهمة في احياء هذه الذكرى العطرة لتأسيس الجيش العراقي الباسل. وهذه هي السنة الثالثة التي اتشرف بالمساهمة في هذه المناسبة السعيدة التي تمثل عيداً وطنياً وقومياً وتذكرنا دوماً بالدور المشرف الذي لعبته القوات المسلحة العراقية في الدفاع عن الامن القومي العربي وبناء الجيوش العربية في العديد من الأقطار العربية وتشكيل الكليات العسكرية وكليات الاركان فيها . وقد احتضنت معاهدنا العسكرية عبر تاريخ العراق المعاصر اعداداً مهمة من الكوادر العسكرية العربية في اطار ترصين التعاون العسكري العربي المشترك . وانتهز هذه الفرصة السعيدة لتقديم التهاني الحارة لجيشنا الباسل ودوره في بناء الدوله العراقية الحديثة .
وانا في حياتي الدبلوماسية والأكاديمية لم اكن بعيداً عن الاهتمام بالشأن العسكري العراقي وتطور بناء القوات المسلحة ودورها الوطني القومي وفي اثناء دراستي العليا في جامعة لندن – وقبل أكثر من ستة عقود وتخصصي في التاريخ الدولي كان التاريخ العسكري من جملة التزامات دراستي وكنت احرص على حضور المحاضرات في معهد التاريخ العسكري في جامعة لندن على يد البروفسور مايكل هوارد احد قادة الجبهة الإيطالية في الحرب العالمية الثانية .
وبعد عودتي الى الوطن عام 1957 استضافتني كلية الأركان العراقية ولفترة طويلة كنت اتلقى الدعوة الكريمة لالقاء المحاضرات واحياناً حضور المناقشات حول برامج الكلية من الناحية الاكاديمية إضافة الى مساهمات علمية مع كليات الحرب والدفاع في جامعة البكر للدراسات العسكرية العليا وقد أشرفت على العديد من الدراسات الاستراتيجية الهامة بما في ذلك دراسات حول التعاون العسكري العربي والعلاقات مع دول الجوار .
وفي خلال الفترة 1958-1977 توليت مناصب قيادية في وزارة الخارجية وكنت على تماس مع الدراسات العسكرية لبحث المواضيع ذات الاهتمام المشترك ومن خلال حضوري مؤتمرات القمة ومؤتمرات رؤساء الحكومات العربية ومؤتمرات وزراء الخارجية كنت مطلعاً على اهتمامات الامن القومي .
وفي عام 1964 وكنت مديراً عاماً للدائرة العربية في وزارة الخارجية اقترحت تأسيس قوة بحرية عربية في منطقة الخليج العربي مع قرب انسحاب بريطانيا من الخليج وقد نقل هذا الاقتراح الى الجامعة العربية وتم توثيقه في العدد الرابع من الموسوعة العسكرية بعد التداول مع المرحوم اللواء الركن عبد القادر حسين معاون رئيس اركان الجيش. وفي نفس ذلك العام تقدمت الحكومة العراقية باقتراح رسمي بتأسيس مشروع عربي مشترك لتنمية الامارات الفقيرة يومئذ في الخليج العربي وقد وافق مؤتمر القمة العربية الذي انعقد بالإسكندرية على المشروع الذي تبنت تنفيذه كل من العراق والسعودية والكويت وتشرفت بتمثيل العراق في هذا المشروع وقد نشرت صحيفة الخليج الإماراتية في تموز 2004 في 15 عدد ولصفحة كاملة في كل عدد نشر الوثائق السرية البريطانية حول هذا المشروع القومي الذي كان العراق المحرك الرئيسي فيه وقد تضمنت هذه المذكرات تقارير السفراء والوكلاء السياسيون البريطانيون في الخليج ووثائق دار الاعتماد البريطاني في البحرين والتي كانت تراقب النشاط العراقي في المنطقة والتي أجمعت ان دخول العراق الى المنطقة من باب التنمية والجامعة العربية سيؤثر ايجاباً على الوعي الوطني للامارات وسيسرع بالانسحاب البريطاني كما سيقرب حصول الأقطار العربية في الخليج على حريتها واستقلالها ومن خلال عملي في الأمم المتحدة والجامعة العربية وفي السفارات العراقية الى تشرفت بالخدمة فيها سفيراً او قائماً بالاعمال بمتابعة الشؤون الدبلوماسية والأمنية على السواء والتعاون الوثيق مع دائرة الملحق العسكري العراقي والتشاور المستمر في كل ما من شأنه ترصين مركز العراق الإقليمي والدولي وسلامة أمنه الخارجي .
أنقل تحيات وتمنيات الأستاذ الدكتور احسان الأمين رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة لكم بهذه المناسبة السعيده كما نذكر بامتنان دور القوات المسلحة البطلة وبالتعاون مع الحشد الشعبي في تحرير الموصل في ملحمة تاريخية لابد ان تدرس تفاصيلها بكل فخر في المعاهد العسكرية العراقية ولايمكن ان ننسى الشهداء الابرار ودورهم في صيانه سيادة العراق وأمنه الوطني وتحية خالصة الى القادة والضباط المتقاعدون ولااشك مطلقاً ان القيادة السياسية والعسكرية لاتنسى عطاؤهم الرائع لدورهم المشرف في الدفاع عن الوطن العزيز .
ان الشعب العراقي الذي يتطلع الى حياة حرة كريمة مزدهرة وتعويضاً عن الفرص الضائعة الكثيرة التي لم تحسن الحكومات المتعاقبة الاستفادة منها فانه يتطلع الى دور جديد للمؤسسة العسكرية في الاسهام الجاد بترصين الوحدة الوطنية وتعزيز الهوية الوطنية وقيم التضحية والفداء التي تربى عليها الجيش العراقي الباسل منذ تأسيسه قبل مئة عام . ومثل بقية الجيوش في البلدان المتقدمة في العالم فان وظيفته تتعدى كونه سور للوطن الى دعم مشاريع التنمية والاستفادة من العوامل الإيجابية في الإرث العسكري بالمساهمة الجادة في بناء العراق الجديد على أساس العدالة وتكافؤ الفرص والاخذ بعوامل التقدم العلمي والتكنلوجي .
المزيد من الاخبار