تفاصيل الخبر
التحليل البيئي في ضوء التخطيط اللغوي
2019-07-30
(التحليل البيئي في ضوء التخطيط اللغوي)
محاضرة علمية اقامها قسم الدراسات اللغوية والترجمية
يوم الثلاثاء الموافق 30/ تموز/ 2019 على قاعة الندوات في بيت الحكمة
ترأس الجلسة الاستاذ عقيل جبر علي من كلية الآداب / جامعة بغداد
القاها الاستاذ الدكتور احمد جواد العتابي/ استاذ مادة التخطيط اللغوي في كلية التربية/ الجامعة المستنصرية
تناولت المحاضرة في هيكلها مجموعة من المقولات حملت توضيحاً لكل منها وهي متداخلة ويؤثر بعضها على بعض وهي نتيجة دراسات في وضعية اللغة بشكل عام والتجارب التي خاضتها المجتمعات في سبيل الحفاظ على لغتها وسلامتها وترقيتها وما تمر به لغتنا العربية في زمن تتسابق فيه اللغات في سوق اللغات والتكنولوجيا والمعلومات، وحاجة لغتنا العربية الى المراجعة الجادة وتبني سياسة لغوية ملزمة وتخطيط لغوي جاد اذ لم تظهر الى الان اي نية لأي نظام سياسي في تبني سياسة لغوية ولا يوجد في أي بلد عربي أي تخطيط لغوي.
ان اتقان اي لغة تمكن المتلقي من اكتساب المعارف في هذه اللغة وبعدها يستطيع ان يمثل هذه المعارف ويعيد انتاجها من ثم تبدأ مرحلة الابداع واخيرا التوثيق الذي يذهب بدوره الى الخزين المعرفي لتلك اللغة التي اتقنها.
ومن خلال هذه المحاضرة القيمة يسلط الباحث الضوء على ما يحدث في لغتنا في المجتمعات العربية في الشرق والغرب وعدد البحوث التي تكتب وتقدم باللغات الاجنبية الانكليزية والفرنسية وضعف حضور اللغة العربية خصوصاً في دول المغرب العربي وسيطرة اللغة الفرنسية على لغتهم الام وهذا ما يعتبر خسارة تواصلية للغة.
قدم الباحث في محاضرته نماذج وأمثل لدول عربية واجنبية ومدى اهتمامهم بلغتهم الوطنية ومن هذه الامثلة احصائية عربية- يابانية في عدد الباحثين حيث بلغت في الدول العربية (373) باحث لكل (1000) مواطن عربي، قابلها في الاحصائية اليابانية (4627) باحث لكل مليون مواطن ياباني ويعود السبب في هذه المفارقة الى اهتمامهم بتقديم الدراسات وتدريسها بلغتهم الام والذي يتيح لهم فهم الدراسات بصورة اكبر واعمق من تدريسها بلغات اجنبية.
ويسترسل الباحث في محاضرته عن الجوانب المختلفة لكل لغة بشرية ووضح ان لكل لغة جانبان: (داخلي يشمل نقاط القوة والضعف) و (خارجي يشمل الفرص والتهديدات لكل لغة) وان العلاقة بين هذه المحاور هي التي تحدد مستوى اللغة فاذا زادت نقاط القوة زادت الفرص امام اللغة واذا زادت نقاط الضعف قلت الفرص وكثرت التهديدات، وفي ضوء هذه العلاقة الجدلية يأتي دور (التخطيط اللغوي) لأن اللغة العربية اليوم فيها العديد من نقاط الضعف والتهديدات، ولوضع هذا التخطيط يجب ان تكون هناك اجابة على اربعة اسئلة رئيسية هي: من يخطط؟ لمن يخطط؟ لماذا يخطط؟ كيف يخطط؟
اشاد الدكتور العتابي بدور المؤسسات التي تقوم بالتخطيط ودورها المهم في اصدار التعليمات والانظمة التي تكون ملزمة للتطبيق ووضع الاهداف والمدة الزمنية، يكون التخطيط على ثلاث انواع:
1- (متن) يخص بنية اللغة وصيغها وقواعدها ويتولى مهمته المختصون فقط.
2- (منزلة) يعنى بالاستعمال اللغوي ويختص به مختلف العلماء لانه يمس استعمال اللغة اليومي.
3- (اكتساب) يخص طرائق تدريس وتعلم اللغة ومواكبتها بما يتناسب مع تغيير مناهج التدريس ويخدمها.
ختم الباحث محاضرته بالضرورة على: تطوير التعريب ونقل العلوم من اللغات الاخرى الى اللغة العربية للنهوض بها، كذلك تحديد الجهات المسؤولة عنه وخلق رأي عام للضغط على المؤسسات التي تصنع القرار كذلك تغيير الانظمة لتفكيرها في تشجيع اللغة العربية رغم صعوبته.
المزيد من الاخبار