Get Adobe Flash player

مفهوم التطرف وسبل المواجهة والاستئصال

التصوف والمجتمع

حوار الأديان، المنهجية وقضية الاسرة

مغامرة ترجمة الشعر.. علامات الاستحالة وصور الممكن بين الماضي والحاضر

مؤتمر دعم الطاقة وتقليل الانبعاثات

مجلات بيت الحكمة

اصدارات مجانية

اصدارات مجانية

الساعة الآن

معرض المرئيات


رئيس الوزراء : وصلنا الى مناطق منسية بالرغم انها مناطق مأهولة بالسكان لم تدخل فيها الخدمات .

خريطة زوار الموقع

صفحتنا على الفيس بوك

وزارة التخطيط /الجهاز المركزي للاحصاء

تفاصيل الخبر

تقرير محاضرة :مفهوم التسامح وجذوره في القران الكريم


2014-05-21

 تقرير محاضرة :مفهوم التسامح وجذوره في القران الكريم

مفهوم التسامح وجذوره في القران الكريم
 
ضمن نشاطات قسم دراسات الأديان في بيت الحكمة لعام 2014 ، عقدت محاضرة بعنوان {مفهوم التسامح وجذوره في القران الكريم }  للباحثة الأستاذ المساعد الدكتور نضال حنش شبار وكان في رئاسة الجلسة الدكتورة مياس ضياء باقر ، وبحضور عدداً من الباحثين والأكاديميين والمختصين وعدد من الطلبة ، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 20 /5/2014 في تمام الساعة العاشرة صباحا على قاعة الدراسات العليا في كلية التربية جامعة بغداد .
 جاء في المحاضرة بأنه لا يخفى على كل ذي علم في المجتمع الإسلامي اهتمام القرآن الكريم بالمنظومة القيمية في مواجهة العالم المادي ,والذي فصل فيه تفصيلاً كثيراً , مما لا نجده في الأنظمة الأخرى ؛إذ أن للقرآن الكريم المنهج الروحي والتربوي في تهذيب النفس الإنسانية ,وتغذيتها  للعقل والقلب بالقيم الروحية النبيلة فقال تعالى:( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ),وهو الدين الذي يتحقق بمنهجه المجتمع الإسلامي المثالي ,وقال تعالى:( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
وهنا لا ينحصر تفكير الفرد في مصالحه ومنافعه الشخصية ؛وإنما الشعور بالمسؤولية إزاء سائر الأفراد في الالتزام بالنظام ألقيمي والسلوكي لهذا الدين المقدس , سواء أكان ذلك في مجال الأخلاق أم في مجال الحقوق ,وهو كثيراً ما تحث عليه التربية وتسعى إلى غرس وإكساب الفرد مجموعة من القيم منها على سبيل المثال القيم الإنسانية ( حب الناس ,والتعاطف ,والرحمة ,والشجاعة ,والعلم والعمل ,والتسامح والإيثار ,والحكمة والتضحية والأمانة ) ,وغيرها من القيم الروحية التي وردت في القرآن الكريم بقوله تعالى :( فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) تسعى من خلالها التربية الإسلامية إلى بلوغ الكمال الإنساني ,والكمال لله تعالى ؛إلا أن الإنسان لابد له أن يتصف بالكمال الروحي  بغية تحقيق التوازن في الدين والدنيا قال تعالى:( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)
  وهنا صار لِزاماً علينا أن نفصل القول في القيم الروحية وسبل تعزيزها في مواجهة العلم المادي ,وبما أن  منظومة القيم الروحية  لا يمكن حصرها ؛لذا سنقتصر في ورقتنا هذه بـ (قيم العلم ,والتسامح ,والإيثار والتضحية ,والعفة والأمانة) .
تشير بعض الدراسات المعاصرة  لمعنى التسامح.. بأنّه مفهوم يستخدم للإشارة إلى الممارسات الجماعية أو الفردية تقضي بنبذ التطرف أو ملاحقة كل من يعتقد أو يتصرف بطريقة مخالفة لا يوافق عليها المرء , وهذا يعني أنّ التسامح هو نقيض التعصب أو التطرف المذهبي ؛وهو ما ألزمنا البحث في جذر التسامح من خلال كتب اللغة والاصطلاح إلى جانب البحث في جزئياته القرآنية , وما يحمله معنى التسامح في المأثور من الحديث النبوي , وروايات أهل البيت (عليهم السلام).
   وجاء لفظ التسامح في كتب اللغة من جذر: سَمح سماحةُ, وسمح ككرم ؛معناه صار من أهل السماحة, والمراد من المسامحة في الاصطلاح هي ترك بعض ما يجب عند الحاجة إلى ذلك وهي المساهلة والسماحة التي تشتمل معنى الجود
 وعرّفها السيد الطبأطبائي بسماحة الوجه ,وعدم صعره وميله عن العنف وجاء في حديث للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:(رحم الله عبداً سمحاً ,إذا باع سمحاً , إذا اشترى سمحاً ,إذا اقتضى ) وفي الحديث دعوة صريحة إلى التسامح ,ونبذ العنف ودعوة للتحلي بالتواضع والمحبة والموآخاة اتجاه الآخرين ,لأن المجتمعات تتسم بالتعددية الدينية والمذهبية ,والقومية وهذا الاختلاف والتفاوت بين الناس أكد عليه القرآن الكريم في أكثر من موضع  كما في قوله تعالى:(وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ), وقوله تعالى:( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ,إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )
  وفي رواية عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:(إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل ويؤتى على أيديهم العمد والخطأ فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تُحب أن يعطيك الله عفوه)
   ويتضح مما تقدم أن مفهوم التسامح ضد العنف , وعدم رد الإساءة بمثلها كما جاء في قوله تعالى:( وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى),فالتسامح قيمة تربوية  أهتم علماء المسلمين بدراستها في باب الأدب الأخلاق والفضائل بحيث لم تخلو كتب التفسير عن آية أو حديث أو فقه من الإشارة اليه ؛بل كًتبت مؤلفات كثيرة منها: اللاعنف في الإسلام للسيد محمد الحسيني الشيرازي ,والتسامح ومنافع اللاتسامح لماجد الغرباوي ,والمدرسة الإسلامية للسيد محمد باقر الصدر (قدس سره) وغيرها.
  والملاحظ من خلال دراستنا لمفهوم التسامح لم نجد لهذا المفهوم بهذا اللفظ في القرآن الكريم؛بل في لفظ الصفح والعفو في أكثر من موضع  سنشير إليها في مواضع البحث إن شاء الله
   فالإسلام دين رحمة وعفو, ومسامحة ,ومؤاخاة , كما أنه دين للتآلف ,والوئام ,والتعاون والسلام ودين طمأنينة وأمان ,وهي من الأسس الثابتة التي يتعامل بها مع غيره من العقائد,والطوائف,ومختلف الأجناس ,إذاً فهو دينٌ مسّير للحياة ,ونظام كامل وشامل لإدارتها بأحسن وجه  فهو كامل لسعادة البشر في الدنيا ,كما هو كامل لسعادته في الآخرة .
    كما أنه منظومة اجتماعية أساسها العدل الإلهي , وقوامها إفشاء خُلق العفو والتسامح,ونبذ العنف المتطرف بين الناس بمختلف أجناسهم وطوائفهم والتواضع في التعامل مع الآخرين القائم على أساس التعايش السلمي , وقبول الآخر والتعامل معه بكل محبة وإخوة  ,وهذا لا يعني تنازلاً عن ثوابتنا الإسلامية , بل هو فلسفة راقية في التعامل مع الآخر , وصورة حية للمنظومة القرآنية وشموليتها الربانية في التعايش مع الآخر ,والاحترام المتبادل مع طوائف المجتمع في إفشاء الأمن, والسلام, ومضمون ذلك في قول  سيد الشهداء أبي عبد الله (عليه السلام) قال:( من تعصب عصبهُ الله عصبة الله بعصابة من نار),فكانت العصبية من الفتن التي ,جرت المجتمعات الى التقاتل,الطائفي والقومي اختلفت أبعادها, الاجتماعية ,والاقتصادية ,والسياسية ,إذ تسببت في قتل الأبرياء ,وتهجير الآمنين , مما تسبب في تغيير البناء الديمغرافي للمجتمع بمختلف فئاته تنفيذاً لأجندات سياسية ذات توجهات استعمارية ,كان لها الأثر السلبي على بلدنا الجريح الذي عانى الكثير من الفتن الطارئة والغريبة على مجتمعنا العراقي ,وما يؤسفنا أن آثارها مازلت مستمرة إلى وقتنا الحاضر بسبب التجاذبات  والمصالح السياسية .
  وللأسف لو كان هذا التعصب  للدين لا للطائفة ,ولوحدة الوطن لا لتمزيقه وتشريد أبنائه لما آل إليه حال بلدنا الحبيب ,ولو أنا تمسكنا بالقرآن , وحثه على  ثقافة العفو والصفح:( وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) ,وبسّنة رسولنا الكريم ومن اهتدى بهديه ,وبهذا قال :(صلى الله عليه وآله وسلم) ( المسلم اخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ,ولا يخذله , كل المسلم على المسلم حرام ,عرضه وماله ودمه , التقوى ها هنا بحسب امرئ من الشر أن يحتقر أخاه المسلم).
  وبمنهج آل بيته الأطهار (عليهم الصلاة والسلام) ,الذين عُرف عنهم العفو والصفح عن المسيء,والذي تميزوا به حتى مع أعدائهم ,وبهذا السلوك علّموا الأمة كيف تحيا متآلفةً متحابةً كأنها الجسد الواحد ,وكسبوا بسيرتهم الطيبة الأعداء قبل الأصدقاء مجسدين قوله تعالى:( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ,وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) إلى واقع عملي فقد عفا أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد انتصاره في معركة الجمل عن مروان بن الحكم,وعن عبد الله بن الزبير ,وعن عمرو بن العاص وغيرهم فمن خرج لقتاله ونكث بيعته ,وقد قال :(عليه السلام) (إذا ظفرت بعدوك فليكن العفو أحلى الظفرين )
فالقرآن يؤكد على تعميق مفاهيم وقيم العفو والصفح ,والثبات على القيم الإنسانية , واستلهام روح المحبة والسلام ,والمودة والوئام في التعاؤلبفقببيش السلمي بين فئات المجتمع باختلاف أجناسها , وأطيافها على وفق القاعدة العلوية :الرعية صنفان فإنهم ,إما أخ ٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق ,يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل ,ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذين تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه .
فما أحوجنا اليوم إلى هذا النهج الرباني في نبذ العنف المتطرف بجميع أشكاله ,واستبداله بالحوار الموضوعي بما يحمله من قيم الديمقراطية ,والتعددية , والتعبير بحرية الرأي, واحترام الرأي الآخر بعيداً عن التعصب,والعدوانية بمجرد الاختلاف مع الآخر ؛وإنما يكون بفسح المجال الى الحوار المفتوح ,والاستماع إلى الآخر بكل هدوء وموضوعية بدون طعن , أو تجريح اتجاه من يخالفنا الرأي في الدين أو الدنيا.
وختمت المحاضرة باستعراض أهم النتائج التي خرجت بها الباحثة وهي :-
(1)             التسامح هو ضرب من ضروب الصفح والعفو ,وهو مصداق من مصادقيه البارزة في الابتعاد عن العنف بشتى أنواعه.
(2)             صور الصفح والعفو في القرآن الكريم متفاوتة في دلالتها ؛إلا أنها لا تبتعد كثيراً عن مفهوم التسامح , وتحمل أذى الآخرين.
(3)             يؤكد القرآن على وجود التفاوت بين الناس من حيث أديانهم ,وأجناسهم ,وهو ما يؤكد حتمية التسامح والتعايش السلمي.
(4)             ترسيخ قيم التسامح ,ونبذ العنف المتطرف ابتداً من الأسرة ثم المنظومة التعليمية ثم بقية مؤسسات الدولة.
(5)             الإيمان بتعددية الأديان ,والطوائف والقوميات ,وترسيخ روح الولاء للدين والوطن.
(6)             استلهام المفاهيم والقيم العليا من القرآن الكريم والسّنة النبوية ,وآثار السلف الصالح.
(7)             بناء العلاقات الاجتماعية على أساس الإخوة الإيمانية والمحبة الإنسانية بين المسلمين , وبقية الأديان  وغيرهم .
(8)             الانطلاق في بناء المجتمع على أساس قاعدة العدل والمساواة والتآلف والتعايش السلمي .
(9)             احترام الرأي الآخر بكل شفافية وموضوعية .
(10)        التأكيد على قيم الصفح والعفو في أكثر من موضع في القرآن الكريم ما هو إلا دلالة على أهمية قيمة التسامح , وما تحمله من معاني الإخوة الإيمانية والإنسانية.
(11)        تجاوز أخطاء  الآخرين , وعدم ردّ الإساءة بمثلها أو بأعنف منها.
(12)        إتباع أفضل السبل في كسب الآخر,وامتصاص عدوانيته فيما يخدم الإسلام والمسلمين.
 
 
 
 
                    كتابة التقرير /  اصيل علاء الدين
                   الصياغة الخبرية / ماجد ساجد
                   التصحيح اللغوي / علي حسين شهاب
 
 
                   الاخراج الفني / حسام خليل خضير 

المزيد من الاخبار

نافذة استلام البحوث العلمية

ابحث في موقعنا

جدول النشاطات الشهري

الشكاوى والمقترحات

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 16
عدد زوار اليوم : 1055
عدد زوار أمس : 1011
عدد الزوار الكلي : 1547983

من معرض الصور

اشترك بالنشرة البريدية

أسمك  :
أيميلك :
 

بوابة الحوكمة الالكترونية