هذه الندوة برئاسة الدكتورة هديل سعدي موسى، ومقرر الندوة م.م. محمد عبدالحسن ناصر

توزعت وتنوعت المحاور بالشكل الاتي:

1. المحور الفكري: نظرية المعرفة في فكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر: للباحث أ.د. صالح العلوي.

2. المحور الاخلاقي والروحي: البناءات والمعالجات الفكرية والاخلاقية في فكر السيد محمد باقر الصدر: للباحث الاسلامي السيد عماد الموسوي.

3. المحور الاجتماعي: خلافة الإنسان بين الإسلام الايديولوجي والاسلام المعرفي: للباحث أ.م.د. جعفر نجم.

4. المحور العقلي: الانماء الفكري عند السيد محمد باقر الصدر: للباحث فؤاد الشويلي.

وقد استهلت الندوة بقراءة مباركة لاية من الذكر الحكيم للقارئ (الشيخ علي عبدالسلام).. ومن ثم قراءة سورة الفاتحة ترحماً على روح فقيد الوطن والامة صاحب الذكرى، وكذلك على اروح شهداء العراق..

بعد ذلك طلبت رئيس الجلسة من السيد رئيس أمناء بيت الحكمة الدكتور إحسان الامين، لالقاء كلمته وكلمة هيأة الامناء بهذه المناسبة، ولقد كانت كلمة السيد رئيس الامناء تتمحور حول الاتي:

1. ابراز الجوانب العلمية والمعرفية والاخلاقية، في شخصية السيد الشهيد محمد باقر الصدر، مع استعرض لمنهجيته، وتفرده في تلك الاطروحات.

2. ان المنطق النظري الذي توكأ عليه الشهيد محمد باقر الصدر، يؤمن بفكرة الحريات والحقوق في المجالات السياسية والعقائدية والتعبيرية، وقبول الدولة المدنية، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، واحترام الحقوق والحريات.

3. التاكيد على أن شخصية الشهيد محمد باقر الصدر، يتجسد فيها الايمان والاخلاق كثابتان محوريان، فالاخلاق في حياته سلسلة من التضحيات والمواقف الانسانية والايثار والصفح والتسامي والعفاف..كما قد اهتم بتجسيد اقواله بافعال، فلم ينفصل سلوكه عن قناعاته...

4. كما أن الجانب الانساني والعاطفي كان له حيز من كلمة السيد رئيس الامناء، والذي ذكر العديد من الشواهد والمواقف التي توثق البعد الانساني والعاطفي لصاحب الذكرى.

5. الاشارة الى فكرة مكانة العاطفة الدينية وعدم انفصالها عن الدين، اذ يؤكد السيد الشهدي على أن اي نفصال يؤدي الى تشويه الدين وتفريغه من مضمونه الانساني..

بعد نهاية كلمة رئيس امناء بيت الحكمة، دعت رئيس الجلسة: الباحث الدكتور أ.د. صالح العلوي لاعتلاء المنصة لالقاء بحثه المنضوي في اطار المحور الفكري: اذ تناول البحث نظرية المعرفة في فكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر، وقد عرض الباحث البحثه عبر فصول ومباحث وبالشكل الآتي:

1. الفصل الاول: التطور الفلسفي عند السيد الصدر، والتمهيد لصياغة نظرية المعرفة الإسلامية، والذي تفرع الى المباحث الاتية:

أ‌. المبحث الاول: المعارف الانسانية في فكر السيد الشهيد الصدر. وقد تضمن هذا المبحث التداخل بين العلم والمعرفة وتشكيل النظرية. والمعرفة المنطقية وتشكيل النظرية

ب‌. المبحث الثاني: نظرية المعرفة...المفهوم والدلالات والمناهج. وقد تضمن هذا المبحث نظرية المعرفة المفهوم والدلالات. ونظرية المعرفة بداية المصطلح وتطوره، والمعرفة بين الفلسفة الماركسية والوضعية وموقف الصدر منها.

ت‌. المبحث الثالث: مكانة الدليل الاستقرائي، في نظرية المعرفة عند الصدر، ولدليل الاستقرائي ونظرية المعرفة، (الامكان ... والاحتمال)

2. الفصل الثاني: فلسفة الصدر ومصدر المعرفة وقيمتها:

أ‌. المبحث الاول: مصدر المعرفة الاساس في فلسفة الصدر.

ب‌. المبحث الثاني: الادراك التصويري ومصدره الاساس.

ت‌. المبحث الثالث: المعرفة بين الفلسفتين المارسكية والوضعية وموقف الصدر منها.

3. الفصل الثالث: نظرية المعرفة بين فلسفة التاريخ، وفلسفة الاخلاق..

وبعد ذلك جاء دور المحور الاخلاقي والروحي: والبحث الموسوم البناءات والمعالجات الفكرية والاخلاقية في فكر السيد محمد باقر الصدر: للباحث الاسلامي السيد عماد الموسوي.  وقد تطرق الباحث الى أن السيد الشهيد الصدر، كان متوغل حد الجذور في الماحث العقلية والفلسفية والمنطقية وهذه العلوم في طبيعتها تكون علوماً جافة، ولكن السيد الشهيد عندما كان يتناول القضايا الاخلاقية كما في كتابه (بحب اللله وحب الدنيا) نجده يرفرف بجناحيه عالياً في سماحة العبد والرب والبحث عن درجاتها والما كان القلب ذلك المكان الوحيد في كل الوجود الذي يتسع لله سبحانه (لا تسعنى سماواتي وارضي بل تسعني قلب عبدي المؤمن). نجد الصدر يتسال باسئلة مفتاحية لما يريد أن يطرح (لمن ولاء هذه القلوب) وقد استطرد الباحث في عرض موضوعه بالشكل الاتي:

أ‌. اولاً: أن قلب الإنسان يتخذ احدى طبيعتين واحدى درجتين، الاولى أن يشكل هذا الحب محوراً وقاعدة لمشاعره وعواطف الإنسان قد ينصرف في قضاء حاجة ف يحدود خاصة ولكن سرعان ما يعود الى القاعدة لانها هي المركز.

ب‌. الثانية: الحب المحور أن يستقطب هذا الحب كل وجدان الإنسان بحيث لا يشغله شيء عنه على الاطلاق هذه الدرجة هي الدرجة اتي يصل اليها اولياء الله كما قال الامام علي ع (ما رايت شيئاً الا رايت الله معه وقبله وفيه).

ومن ثم كان المحور الاجتماعي: والموسوم بخلافة الإنسان بين الإسلام الايديولوجي والاسلام المعرفي: للباحث أ.م.د. جعفر نجم. وقد تناول البحث الاتي:

1. خلافة الإنسان بين الإسلام الإيديولوجي والإسلام المعرفي، قراءة معاصرة لاطروحات السيد الصدر.

2. اعادة موضعة معاصرة لاطروحات السيد محمد باقر الصدر ضمن سياقات الإسلام الإيديولوجي و الإسلام المعرفي..

3. خلافة الإنسان في اطروحات السيد الصدر حول خلافة الإنسان باعتبارها اطاراً موضوعياً اول.

4. الخلافة والاستخلاف في فكر السيد الشهيد.

5. العناصر المتوازية في فكر السيد الشهيد الإنسان، والارض أو الطبيعة، و الاستخلاف..

6. اطروحات الصدر وموضوعية خلافة الإنسان..

اما المحور الاخير من هذه الندوة فقد كان يتناول الجانب العقلي في فكر السيد الشهيد: والبحث الموسوم الانماء الفكري عند السيد محمد باقر الصدر: للباحث فؤاد الشويلي.

اذ سلط الباحث الضوء في بحثه على النقاط الاتية:

1. توسيع دائرة المعرفة... والتي تنطلق باتجاه امرين هما:

أ‌. أن الحوزة ليست بهذا المعنى المتعارف المبنى على ركيزة الفقه والاصول ولا ترسي سفينة المعرفة عند شاطئ هذين العلمين..

ب‌. أن ثمة شخصيات من داخل المؤسسة الدينية تحمل هماً أو سع من فضاءها التي تتحرك فيه لذا تجدها تبرع في مجالات واختصاصات خارج البعد التخصصي عندهم..

2. التخطيط المرحلي: عبر تناوله اهم المدراس الاقتصادية في العالم وهما المدرسة الماركسية والراسمالية  من غير اقصاء أو تغيب، وهذا يعني أن الصدر يتحرك وفق رؤية وتخطيط مرحلي لمعالجة اشكاليات الواقع المعاش في تلك المرحلة.

3. البعد الاستراتيجي: فتح الباب اما مفكري الإسلام المهتمين بالاقتصاد أن هناك مرجعية اقتصادية وضعتها المؤسسة الدينية تملك من مرونة الاداء والحوار المنصف مع الاخر المختلف..

4. مواطن الابداع الفكري عند السيد الشهيد والتي يمكن تلخيصها بالاتي:

أ‌. ادخال موضوعات للنقاش الفلسفي لم يتعرض لها الفلاسفة الاسلاميين سابقاً.

ب‌. عدم تغيب المدارس الفلسفية الاخرى وعلى راسها الراسمالية والاشتراكية.

ت‌. واقعية الطرح الفلسفي من خلال ملامسة الفكر الفلسفي للواقع المعاش.

ث‌. إيقاظ الفلسفة من سبابتها الكفري ومساحتها التنظيرية الى البعد العملاني.

وبعد هذه الجولة والسياحة في جوانب الفكر والفلسفة والاخلاق..تم فتح باب التعقيبات والتساؤلات من جانب الضيوف والحضور، وقد كانت بالشكل الاتي:

• اول المعقبين والمتسائلين هو الدكتور متعب مناف رئيس قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة الذي ايد اطروحات الاستاذ فؤاد الشويلي واثنى على ما قدمه السيد عماد الموسوي.. وقال نحن اليوم نتكلم عن علم من اعلام  المفكر وهو محمد باقر الصدر وقامة وقمة، يجب أن تدرس ضمن المعطيات وانا لا اتفق مع الدكتور جعفر ، اتفق مع الاستاذ فؤاد الشويلي، الماضي الماضي.

 وقد نبهني الدكتور جعفر الى قضية مهم وهي هل الصدر هو سياسي ام رجل؟ هل يمكن خلط السياسة بالدين؟ عملية الدخول بالسياسة ؟ هل نحن في ازمة دينية ام فكرية؟ نحن نعيش في ازمة الدينية، الدين تفسد الدين والسياسة تفسد الدين

• المداخلة الثانية كانت لسماحة الشيخ محمد النجار، عضو هيأة تدريس القران الكريم في الحشد الشعبي: 

تحدث الشيخ قائلاً ومعرفاً عن نفسه: استاذ حوزة علمية ممثل الهيأة الدينية عن الحشد الشعبي ، محمد باقر الصدر في بيت الحكمة فكلاهما هرم معرفي، وقد استفدت كثيراً من هذه الندوة المعرفية، ومداخلتي مع الدكتور جفعر نجم وانا لدي دراسة نقدية عن كتاب السد محمد باقر اصدر، واذا ما اردنا مراجعة كتب السيد فانه كان موفق في اطروحاته التي تناولت موضوعات غاية في التعقيد والحاجة لها، اذ يمكن مراجعة كتاب السيد الموسوم بـ خلاف الإنسان وشهادة الانبياء، فالسيد صنف بشكل واضح أن شكل الحكومة اللاسلامية في قسمين القسم الاول الخلفاء والثاني الشوري وامرهم شوى بينهم، مما يعني أن السيد كان من اكبر الداعمين للديمقراطية يكسب شرعية ومشروعية، يتم اختيار ممثلين عن الشعب ، لانهم جاءوا بالمشروعية، في اطار التجربة الدينية، ويكون الدستور مؤيد من المرجعية، فارق الجوهري في عصر الغيبة ليس بقوانين اسلامية ولكن بقوانين غير مخالفة للتشريع الاسلامي..

• احمد العنزي، الباحث والاعلامي

  قال: في التبادل المعرفي اثني على جيمع الباحثين ، واشكل على اطروحة الدكتور متعب مناف، اذ اتصورها أن ازمة الامة هي ازمة فكرية، وليست ازمة دينية؟

• قاسم الدباغ باحث في قسم الدراسات الاجتماعية:

خلافة الإنسان من الناحية الفكر العام هل الإنسان هو يتصرف مع الواقع كاداة ام كفاعل.. 

• علاء حميد تدريسي وباحث انثروبولوجي في الجامعة المستنصرية

اذا حاولنا قراءة  السيد الشهيد محمد باقر الصدر.. ما لا حظته اننا كنا مترددين ما بين الجانب المعرفي والاخلاقي.. واغفلنا الجانب السياسي، ويحيلنا هذا السؤال الى الفلسفة، يجب أن نصنف  مشروع السيد الفكري حتى يتم الاستفادة منه..

• احمد المبرقع تدريسي وباحث انثروبولوجي في الجامعة المستنصرية

الطريقة جيدة في طرح افكار السيد الصدر..... الدكتور جعفر الانتقال من المعرفة الى الايدولوجيا كنت اتمنى أن يعطي نص اخر للدولة المؤدلجة كما أن قضية التكفير لم نعهدها في فكر السيد الشيهد الصدر...قضية التكفير قضية صعبة كيف يمكن أن تكون في خطاب السيد محمد الصدر...قد تكون في كتابات  السيد قطب مثلاً...

رد الباحث الدكتور جعفر على المداخلات والتساؤلات وكالاتي: 

أ‌. ....هناك ثلاث انظمة النظام الراسمالي، وقال بكفره، والاشتراكي وقال بكفره بضرورة محاربته والدولة الدينية يجب تطبيقه.. تكفير الانظمة... وليس الشعوب.

ب‌. الاجابة على استاذ علاء كيف يقراء معرفينا ام تاريخياً، قطعاً السيد الشهدي قراء معرفياً ..

ت‌. واجابة على ما طرحه الشيخ النجار ...كان السيد الشهيد مستغرق في الإسلام الحركي اكثر من السلام المعرفي..و مشروعه رد فعل على الواقع في تلك المرحلة، جماليته في علم الاصول، وتطوير والمدرسة القرانية

اجاب الباحث فؤاد الشويلي على التعقيبات والتساؤلات بالاتي:

أ‌. السيد كان موضوعي ... كان السيد يحمل مرجعية معرفية قرانية فعندما ياتي نص من الشرق أو الغرب، يستنطق هذا النص..استخدم القران للاستشهاد..

في ختام اعمال الندوة كان هناك جملة من التوصيات اهمها:

1. عقد مؤتمر موسع يتناول الابعاد الفكرية والمعرفية والاخلاقية والانسانية، للسيد الشهيد محمد باقر الصدر.

2. تسليط الضوء على البعد السياسي والحركي في شخصية الشهيد الصدر..

3. دعوة الباحثين الى التوسع في بحث ودراسة الموضوعات سالفة الذكرة، بغية اغنائها بمزيد من العلمية والموضوعية والرصانة..

4. العمل على تدريس فكر السيد الشهيد الصدر في الكليات والمعاهد، وفي اقسام الفلسفة وعلم الاجتماعية، بغية الاستفادة من هذه التجربية العلمية والمعرفية الرائد.

 

 

  

 

الرجوع الى الصفحة السابقة    طباعة الخبر    ارسل الخبر لصديق