تفاصيل الخبر
ندوة الريادة الفلسفية في العراق
2015-10-06
الريادة الفلسفية في العراق
بحضور الدكتورة سوسن السامر عميدة كلية اللغات/ جامعة بغداد والدكتور صلاح الجابري عميد كلية الاداب/ جامعة بغداد وبحضور عدد من الأساتذة والباحثين والأكاديميين والمثقفين عقد بيت الحكمة قسم الدراسات الفلسفية ندوة بعنوان ((الريادة الفلسفية في العراق)) صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 6/10/2015 الساعة العاشرة صباحاً في قاعة الادريسي في كلية الآداب/ جامعة بغداد.
تدور الندوة على فتح باب المنطق المسكوت عنه واللامُفكَر فيه في تأريخ سيّر فلاسفة العراق، خاصة لاولئك الذين اجتمعت في ممارساتهم الفلسفية والتعليمية، الجانب الحواريّ والجانب التواصليّ في عملية إنتاج وإرسال المعلومة الفلسفية، لاعترافهم بوجود ثمة متلقٍ حقيقي متجسد في العالم، قادر على التواصل والمشاركة في فهم وتأويل الدرس الفلسفي، ولم تتناوله بالنقد والتحليل، وذلك ربما لعدم وصولهم إلى مرحلة الاعتراف الكامل بوجود متلقٍ حقيقي وليس ميتافورياً أو مفترضاً أو وهمياً. بعبارة أخرى، إن نصوصهم إما أن توجه إلى أربابهم من كهنة وسدنة النشر الصحفي الميتافيزيقي، أو توجه إلى العدم والخواء، فيستوي بذلك وجودها من عدمه.
رئيس الجلسة الاستاذ المساعد الدكتور علي عبود المحمداوي وبمقررية باحث أقدم مهند عبد الحسن
الرواد :-
1- ياسين خليل
الاستاذ الدكتور حسن مجيد العبيدي/ رئيس الفريق الاستشاري في بيت الحكمة
تطرق الباحث الى الفيلسوف ياسين خليل (1934-1968) ودوره في الفلسفة العراقية المعاصرة واسهاماته المعرفية في هذا المجال وما أسسه من اطروحات فلسفية في مجالات فلسفة العلم والمنطق ونظرية المعرفة والتراث العلمي العربي وما توصل له من طروحات فلسفية مميزة كان لها دورها الكبير في فتح باب قيمة الدرس الفلسفي العراقي المعاصر. كما كان للدكتور ياسين فلسفته الخاصة به تسمى بالفلسفة الوضعية المنطقية الاصطلاحية واوضح الباحث ان المرحوم ياسين خليل قد ترك تراثاً فلسفياً كبيراً يتجاوز 18 مجلد.
2- محمد باقر الصدر
الاستاذ الدكتور صلاح فليفل الجابري/ عميد كلية الآداب/ جامعة بغداد
بيّن الباحث ان التعليم في العراق لا يسلط الضوء على الفلسفة في المراحل المتقدمة من التعليم وعدم تداول المفردة الفلسفية في مراحل مبكرة ومقتصرة على من يتداول الفلسفة فقط، وان المفردة الفلسفية تحتاج الى تعمق لسبر غورها ومن اين انبثقت وكيف تبلورت، وهذه الصعوبة اشبه بالصعوبة الموجودة في علم الرياضيات، بعدّه مادة معقدة وليس لها مستقبل في العراق وانطوى الرياضيات في العراق كما انطوت الفلسفة. وان من المغالطات المنتشرة هي الاعتقاد ان الفلسفة هي بحث في مجردات لا تعني الانسان ولا تعني الحياة، وتخص دراسة الفضاء، وبيّن الباحث ان مجموعة الافكار هي السبب الحقيقي لاي نهضة في العالم وجذورها بدأت بالتغيير وتحول المفهوم الفلسفي والفكر الفلسفي هو اساس الثورات وان الثورات الذهنية ذات النمط الفلسفي هي التي تسبق الثورة على ارض الواقع.
وان الشهيد محمد باقر الصدر حاول تغيير هذا الفكر عن الفلسفة وحاول ايصال فكرة ان الفلسفة هي عملية تغيير ذهني قبل عملية التغيير الاجتماعي، ونشهد له التحول في نظرية المعرفة التي يرى انها تنسجم مع الواقع الفكري واخرجه الذهن العربي الاسلامي الفلسفي من هيمنة ارسطو وطرح نظرية جديدة هي نظرية المعرفة النابعة من معالجات الفلاسفة الغربيين للمنطق الاستقرائي .
3- عرفان عبد الحميد
الاستاذ الدكتور عارف عبد فهد
بيّن الباحث ان المرحوم عرفان عبد الحميد ولد في كركوك سنة 1933 واكمل دراسته الابتدائية والثانوية في كركوك وانتقل الى بغداد لاكمال دراسته الجامعية وحاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة الاسلامية من جامعة كمبردج سنة 1965 ، ومن ابرز المهام التي تسنمها استاذ الفلسفة في جامعة بغداد، وتدريسي في جامعة الكويت سنتي 1976 و1977 برفقة المرحوم الاستاذ الدكتور حسام الالوسي. وتدريسي في قسم الفلسفة بجامعة آل البيت في الاردن، وتدريسي في قسم اصول الدين والاديان المقارنة بكلية معارف الوحي والتراث في جامعة المعارف الاسلامية في ماليزيا حتى توفي في عام 2007، وقد خسرت الفلسفة العراقية بفقدانه احد اعمدة الفكر الفلسفي العراقي المعاصر المتطلع نحو حياة سامية وكريمة وشريفة. ويرى عرفان عبد الحميد ان ثنائية (النص – العقل) حتمية يقضى بها التوازن والتكامل والتفاعل، بمعنى ان التكافؤ في القيمة المعرفية، فتشكل وسطية عادلة في النظر والعمل وهو الذي ميز الموقف الاسلامي من قضايا الدنيا والدين.. وتلك محاولة اكتشاف ما بين الحكمة والشريعة من صلات.
4- حسام محي الدين الالوسي
الاستاذ الدكتور حسين الشيخ
بيّن الباحث ان الدكتور حسام الالوسي ولد عام 1934 في تكريت واكمل دراسته الابتدائية والثانوية في تكريت وانتقل بعدها عام 1952 الى بغداد لاكمال دراسته الجامعية، واوضح ان للالوسي اسهامات متعددة في مجال الفلسفة والفكر وله دور ريادي بارز وقد اعطى الالوسي اهمية بالغة للفلسفة في البناء الحضاري فيقول ان المدنية ليست سلسلة من التقدم المادي والتقدم في الوسائل المادية والتقنية، ولم تبدأ بالفأس الحجري ووصلت الى آخر الاختراعات اليوم، بل هي سلسلة من الانظمة الفكرية والمذاهب والنظريات والقيم.
وحاول الالوسي من خلال نقده لمناهج دراسة الفلسفة ان يقدم منهجاً جديداً يرى انه من الممكن ان يفي بمتطلبات البحث الفلسفي ويعتقد انه المنهج الامثل في دراسة الفلسفة وقد اطلق عليه اسم (المنهج التكاملي).
وحاول الالوسي ان يطبق هذا المنهج في بحوثه وكتبه وتوصل من خلاله الى نتائج جيدة ومن اهم الكتب التي طبق الالوسي منهجه فيها كتابه "دراسات في الفكر الفلسفي الاسلامي" كذلك في كتابه "الزمان في الفكر الديني والفلسفي القديم" وكتابه من المثلوجيا الى الفلسفة وغيرها من الكتب والبحوث.
5- كامل مصطفى الشيبي
الاستاذ المساعد الدكتور رائد جبار كاظم
يعد الاستاذ الراحل الدكتور كامل مصطفى الشيبي انموذجاً للمفكر العراقي في ريادته وابداعه وشاخصاً حياً على تجليات العقل العراقي حينما يرتقي آفاق الفكر والمعرفة في وقفات تخط سفر الراحل وتسطر صفحات الابداع العقلي العراقي في التفلسف والتصوف والشعر والنثر والتحقيق والتدقيق والشكل والمضمون ففاض وجوده المشهود في تخصصه الاكاديمي من خلال مساهماته الفكرية المعمقة للبحث الصوفي على المستوى الاكاديمي وعلى مستوى الدرس الصوفي الجامعي وهذه نافلة له سبق الفضل في توكيدها وارساء ملامحها حتى عدّ معلماً فكرياً مهماً ومرحلة بدء وتأسيس في تطور الدرس الصوفي الاكاديمي وخط حضوره المشهود في ريادة الفكر الصوفي عراقياً وعربياً فريادته العراقية تتأتى من توطيد وتوجيه مساهماته الفكرية.
6- جعفر آل ياسين
الاستاذ المساعد الدكتور اياد كريم الصلاحي
يعدّ المرحوم الدكتور جعفر بن مرتضى آل ياسين المولود في الكاظمية المقدسة عام 1932 والمتوفي في النجف الاشرف عام 2008 علامة فلسفية بارزة في الدرس الفلسفي العراقي المعاصر فضلاً عن العربي والاسلامي، وذلك لما قدمه من دراسات فلسفية معمقة في الفلسفة اليونانية والاسلامية والتراث العربي الاسلامي، وتحقيقات نصوص فلسفية لكبار الفلاسفة المسلمين من امثال الفيلسوف أبي نصر الفارابي والفيلسوف أبي علي بن سينا، إذ توج الدكتور جعفر آل ياسين عمله الفلسفي مبكراً عندما كان طالباً للفلسفة في كلية الآداب في خمسينيات القرن العشرين ببحثه للتخرج عن الفيلسوف الاسلامي الكبير صدر الدين الشيرازي لينتقل بعدها للدراسة في اكسفورد، المملكة المتحدة، للحصول على الدكتوراه في الفلسفة، وذلك عن تحقيقه لكتاب ابن سينا في السماع الطبيعي من كتاب الشفاء مع مقدمة عن الفلسفة الطبيعية عند ابن سينا. لقد أسهم المرحوم الدكتور جعفر آل ياسين بفاعلية مشهود لها بالدقة والمنهجية المحكمة والتعمق في الدرس الفلسفي، وقد تمثل ذلك بنتاجه الفلسفي المتنوع في المنطق والفلسفة العلمية الاسلامية والفلسفة اليونانية وكيفية دراسة التراث الفلسفي الاسلامي، والمعجمية الفلسفية.
المزيد من الاخبار