تفاصيل الخبر
اهل الكتاب في القران الكريم نماذج مختارة
2024-12-01
اهل الكتاب في القران الكريم نماذج مختارة
أقام قسم الدراسات الإسلامية في بيت الحكمة بالتعاون مع قسم علوم القرآن /كلية التربية ابن رشد للعلوم الإنسانية /جامعة بغداد بالمحاضرة العلمية الموسومة (أهل الكتاب في القرآن الكريم.. نماذج مختارة) وذلك يوم الاحد الموافق 1/12/2024 م في جامعة بغداد للمحاضر أ. م. د. وسام مجيد حسن البناء وبمعية المقررة أ. م. د. مياس ضياء باقر.
ابتدأ الباحث المحاضرة بالإشارة الى أهمية الخطاب مشيرا الى أنه لاشك أن خطاب الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم لأهل الكتاب من اليهود والنصارى قد ورد بأنواع متعددة وبأساليب مختلفة, حسب السياق والموضوع وما تقتضيه بلاغة القرآن الكريم وفصاحته وهدفه الرسالي الذي جاء من أجله ، فالقرآن الكريم خطاب عالمي شامل لجميع البشر مؤمنهم وكافرهم دون استثناء, مما يدل على أن القرآن الكريم هو الوحي الإلهي الحق الذي أنزله رب العالمين على رسوله الأمين ليكون للعالمين نذيراً, وهذا الكتاب الحق هو الذي سيجمع البشرية على دين واحد, ويردها إلى عبادة ربها الواحد الأحد, وإلى أمتها الواحدة بعد اختلافها وتفرقها ، وكان من ضمن من خاطبهم الله في القرآن الكريم أهل الكتاب, فكان يخاطبهم أحياناً بطريقة مباشرة, وأحياناً بطريقة غير مباشرة، وبيان ذلك على النحو التالي:
الفرع الأول: توجيه الخطاب إليهم من الله تعالى مباشرة وبدون واسطة.
مثل قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} (البقرة 40-41).
وقوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} (آل عمران 70).
الفرع الثاني: خطابهم بواسطة الرسول محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -.
وذلك أن يأمره الله بمخاطبتهم كقوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (آل عمران 64).
ومن ذلك الخطاب ما كان بواسطة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - أيضاً بأن يأمره الله أن يرد على مزاعمهم عندما قالوا أنهم أبناء الله وأحباؤه الذين لا يعذبهم الله, وذلك قوله تعالى: {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (المائدة 18) , فرد الله عليهم مزاعمهم الباطلة بأنه لا يعذب من يحبه, ومن ادعى أن الله يحبه أو انه يحب الله فعليه أن يلتزم بأوامره ويجتنب نواهيه
الفرع الثالث: خطابهم بواسطة موسى - عليه السلام -.
كقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة 54).
والشاهد في هذا أن موسى - عليه السلام - خاطبهم أن يعبدوا الله وحده وأن يتوبوا عن عبادة غيره.
وقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (الصف 5).
وكل هذه الآيات تبين لنا خطاب الله لأهل الكتاب بواسطة نبيه موسى - عليه السلام - يدعوهم فيه إلى الالتزام بأوامر الله تعالى, ويحذرهم من مخالفته.
الفرع الرابع: خطابهم بواسطة عيسى - عليه السلام -.
كقوله تعالى: {وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (المائدة 72).
وقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ} (الصف 6).
وهذه الآيات تبين لنا خطاب الله تعالى لأهل الكتاب على لسان نبيه عيسى - عليه السلام - يدعوهم فيها إلى توحيد الله ويحذرهم من الشرك به, ويأمرهم باتباع الرسل جميعاً, وخاصة الرسول الأكرم - صلى الله عليه وآله -.
الفرع الخامس: خطابهم بواسطة عباده المؤمنين.
وقد جاء هذا النوع من الخطاب في سياق أمر المؤمنين بمحاجتهم أو بدعوتهم إلى الله تعالى, كما قال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (العنكبوت 46).
وهذا الخطاب من الله بواسطة عباده المؤمنين يؤكد فيه دعوة جميع البشر إلى الإيمان بأصول الأديان من التوحيد, والإيمان بالكتب والرسل واتباع دين الإسلام خصوصاً لقوله تعالى: {فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (آل عمران 74).
الفرع السادس: خطابهم بالحكاية عمّا يعتقدونه, وما يعملونه, وما يتخلقون به من أخلاق بضمير الغائب.
وأغلب ما يأتي هذا الخطاب على سبيل الذم لأخلاقهم والنهي عنها وعن موافقتهم أو اتباعهم فيها, أو لأجل محاجتهم بها, ومنها على سبيل المثال قوله تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (آل عمران 72).
وكقوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة 109).
وهذا الخلق الذميم الذي تحدثت عنه هذه الآيات هو النفاق وإظهار خلاف ما يبطنون من الكفر بالقرآن وبالرسول, ووقوع الحسد منهم للمؤمنين, والحرص على إخراجهم من الدين الحق إلى الكفر والضلال.
هذه مجموعة من أنواع الخطاب القرآني لأهل الكتاب بالنظر إلى من خاطبهم.
القسم الثاني: الأساليب المتنوعة التي خوطب بها أهل الكتاب, وفيه ستة فروع:
ذكرنا في القسم الأول أساليب خطابهم في القرآن الكريم باعتبار من يخاطبهم, وفي هذا القسم نذكر فيه الألفاظ المتنوعة والأساليب المختلفة في خطابهم, وهي على النحو الآتي :
الفرع الأول: خطابهم بتوجيه النداء لهم.
وقد جاء نداؤهم في القرآن الكريم بأوصاف مختلفة, وهي على النحو التالي:
1 - (أهل الكتاب) كقوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (1).
والخطاب في هذه الآية يشمل اليهود والنصارى
2 - (بني إسرائيل) ,كقوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} (1).
3 - (الذين هادوا) ,كقوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (2).
4 - (الذين أوتوا الكتاب) ,كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} (3).
والخطاب بالذين أوتوا الكتاب في هذه الآية هو لليهود
5 - (أيها الناس) ,كقوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} (5).
6 - نداؤهم بـ (بهؤلاء) ,كقوله تعالى: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (2).
الفرع الثاني: مخاطبتهم بتوجيه الأوامر إليهم, وذلك على النحو التالي:
1 - الخطاب بفعل الأمر:
كما في قوله تعالى: {وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} (3).
2 - الخطاب باسم فعل الأمر:
ومنه خطابهم بـ (تعالوا) كقوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (4).
ومنه خطابهم باسم فعل الأمر (هَلُمَّ) كقوله تعالى: {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} (5).
الفرع الثالث: مخاطبتهم على سبيل الاستفهام, ويكون للإنكار أو للتعجب, ويأتي على النحو التالي:
1 - الاستفهام بالهمزة كما في الآيات التالية:
قوله تعالى: {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} (1).
الفرع الرابع: مخاطبتهم على سبيل النهي.
وقد جاء خطابهم في معرض النهي عن ممارسة بعض الأعمال في مواضع كثيرة, كقوله تعالى: { .. إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (6).
الفرع الخامس: الخطاب بأسلوب الشرط.
1 قال تعالى: {وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} (5).
وهذه الجملة الشرطية في الآية تتكون من خمسة شروط فالأول: هو إقامة الصلاة.
والثاني: إيتاء الزكاة.
والثالث: الإيمان برسل الله جميعاً دون تفريق بينهم.
والرابع: توقير الرسل.
والخامس: الإقراض الحسن للرسل بتعظيمهم وإعانتهم ونصر
ختاماً يتبين مما سبق في تعدد خطاب الله في القرآن لأهل الكتاب بالألفاظ المختلفة, والأساليب المتنوعة, أن القرآن الكريم قد حرص على حوار أهل الكتاب ودعوتهم إلى طريق الحق ودين الهدى, واتباع الرسول الخاتم الذي بشرهم به أنبياؤهم ووردت صفاته في كتبهم, وقد نوّع لهم الخطاب بأساليب مختلفة إمعاناً في إقامة الحجة وإزالة الشبهة.
المزيد من الاخبار