حضور الفلسفة والدين عند الفلاسفة المسلمين (نماذج منتخبة

2024-10-29

 حضور الفلسفة والدين عند الفلاسفة المسلمين:نماذج مختارة

عقد بيت الحكمة قسم الدراسات الفلسفية بالتعاون مع جامعة بغداد كلية العلوم الاسلامية قسم العقيدة  والفكر الاسلامي المحاضرة العلمية المعنونة (( حضور الفلسفة و الدين عند الفلاسفة المسلمين نماذج منتخبة )) يوم الثلاثاء الموافق 29/10/2024 في رحاب كلية العلوم الاسلامية ترأس الجلسة الاستاذ الدكتور حسن مجيد العبيدي ومقرر الجلسة الاستاذ الدكتور مروان عطا مجيد .
ضمن برنامج قسم الدراسات الفلسفية والهدف من أقامة النشاط هو تسليط الاضواء والاطلاع بسياحة فكرية في مباحث الفلسفة الاسلامية ولاسيما علاقة الفلسفة بالدين تطرقت الاوراق الى شخصيات منتخبة الفارابي وابن سينا وابن رشد وكيف وقف هولاء الفلاسفة عند مشكلة مهمة وجوهرية هي علاقة الفلسفة بالدين اذ تعد من أبرز الموضوعات التي بحثت في الفلسفة للعصور المتتالية ولا سيما ان قسم الدراسات الفلسفية ارتى ان يكون نشاطا متنوعا  للربط بين الدرس الفلسفي الاكاديمي والدرس الديني الاكاديمي في رحاب جامعة بغداد .
جاءت البحوث حسب  برنامج المحاضرة :
اولا : الاستاذ الدكتور احمد صالح شهاب بعنوان بحثه (( دور الامام الغزالي و أثره في الفلسفة الاسلامية )) تطرق الباحث الى الامام الغزالي الذي هاجم الفلسفة وتناولها بالفحص والنقد وهجم عليها هجوما مبنيا على الدراسة  والبحث العلمي وحجة مثل حجة الفلسفة وعقل مثل عقل الفلاسفة الكبار ومدوني الفلسفة والجأ الفلسفة ان تقف موقف المتهم والجأ ممثليها وحماتها الى ان يقفوا موقف المدافعين فكان تطورا عظيما في موقف الدين والفلسفة وكان انتصارا  عظيما للعقيدة الاسلامية عادت به الثقة الى نفوس أتباعها والمؤمنين بها وزالت عنهم مهابة الفلسفة وسيطرتها العلمية  ولكن الغزالي لم يتهور في الهجوم على االفلسفة ولم يكن فيه مقلدا لغيره ولا ضيق التفكير انه درس الفلسفة اولا  ويرى ان المباحث الفلسفية لا تزال غامضة معقدة ليست في متناول الاوساط من الناس وان الكتب الفلسفية قد ألفت في لغة رمزية وفي أسلوب غير واضح وكان مؤلفيها قد تعمدوا  ذلك ليقيموا سياجا حول الفلسفة يحوطها من تناول العامة او لم يكونوا يحسنون التأليف فرأى ان يؤلف كتابا يذكر فيه المباحث الفلسفية ونظريات الفلسفة ومسائلها في لغة سهلة واضحة وفي أسلوب مشرق وقد رزق الغزالي قدرة عجيبة في تبسيط المسائل العلمية وايضاحها فكسر ذلك السياج ورفع الاحتكار العلمي والف كتاب (مقاصد الفلاسفة  )ذكر فيه المصطلحات الفلسفية والمباحث الفلسفية من غير تعليق ونقد وعرض الفلسفة كأحسن ما يعوضها رجال الفلسفة وكان يعده مقدمة لازمة لما تكفله من تزييف الفلسفة واسقاط قيمتها العلمية .
البحث الثاني : الاستاذ المساعد الدكتور عمر سعدي عباس من كلية العلوم الاسلامية / قسم الفلسفة بعنوان ورقته البحثية (( مفهوم الاله في الفلسفة الاسلامية نماذج منتخبة  )) تطرق الباحث الى مفهوم الاله  في الفلسفة الاسلامية اذ يشير الى ان مفهوم الاله هو الله بالتحديد في الاسلام وكيف تمت معالجة هذا المفهوم من قبل الفلاسفة الاسلاميين عبر التاريخ فالفلسفة الاسلامية تأثرت بشكل كبير بالقران والسنة وكذلك بالفلسفات اليونانية مثل أفلاطون و أرسطو وبمحاور رئيسيية ( التوحيد وصفات الله والعلاقة بين الله والعالم و العقل والايمان و الله والعالم ) ثم تطرق الى مفهوم الاله عند ابن سينا و مفهوم الاله عند ابن رشد اذ يعتمد على فكرة العلة الاولى و واجب الوجود حيث ان الله هو السبب الاول والمصدر لكل ما في الكون فالله متعالي عن العالم المادي ولا يشبه مخلوقاته وهو الذي يضع القوانيين الطبيبعية التي تدير الكون اذ ان ابن رشد سعى للتوفيق بين العقل والفلسفة والدين واعتبر ان  الفلسفة يمكن ان تكون وسيلة لفهم أعمق لله بينما يخاطب عامة الناس ويرشدهم نحو الفضائل كما يؤمن بأزلية العالم لكنه يرى ان الله هو السبب وراء وجوده واستمراريته .
البحث الثالث المدرس الدكتور عبد الملك سعدي نايف مقرر قسم العقيدة والفكر الاسلامي / كلية العلوم الاسلامية بعنوان  (العلاقة بين الدين والفلسفة ) تطرقت الورقة البحثية الى معنى الدين والفلسفة و ماهي عوامل التلاقي بين الدين والفلسفة و ماهو دور الفلسفة في العملية التنويرية وعلاقة العلم بين الدين والفلسفة توصلت الورقة الى ان الدين والفلسفة كلاهما يحث الانسان على التفكر واستعمال العقل وكما قال الرضا عليه السلام ( لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وهي الانبياء والرسل وحجة باطنة هي العقل ) لكن اختلفا في امور منها ان الدين لا يحث على اعمال  العقل على ماوراء الطبيعة لان هذا الامر قاصر على عقل الانسان اما الفلسفة فقد حثت على التفكر في كل امور الموجودات .
خرجت المحاضرة بعدة توصيات منها : 
1-الوقوف عند فلاسفة المسلمين وكبف تطرقوا الى علاقة الفلسفة بالدين الاسلامي 
2-تعريف الطلبة على علاقة الفلسفة والدين في الدرس الفلسفي 
3-توطيد العلاقة بين الدراسات الفلسفية والدراسات الاسلامية 
4-فتح الافاق للدراسات العليا بالتطرق لموضوعات الفلسفة والدين على مر العصور التاريخية عند اليونان والدراسات العصور الوسطى والاسلامية والحديثة وموضوعات تجديد الفكر الفلسفي والكلامي .
 

المزيد من الاخبار