الهجرة غير الشرعية.. قراءات في الأسباب وسبل المعالجة

2024-09-23

الهجرة غير الشرعية.. قراءات في الأسباب وسبل المعالجة

   عقد بيت الحكمة قسم الدراسات الفلسفية وبالتعاون مع قسم الدراسات الإسلامية ومركز مشورة للدراسات والتنمية الندوة الموسومة ((الهجرة غير الشرعية قراءات في الأسباب وسبل المعالجة)) يوم الاثنين 23/9/2024 م في رحاب منبر بيت الحكمة. الهدف من أقامه النشاط هو تسليط الضوء على مشكلة يعاني منها المجتمع العراقي لا سيما بعد سلسلة الحروب والمشكلات السياسية وصفحة داعش الإرهابي فكانت مشكلة الهجرة من نتائج الأوضاع السابقة ولكي نحدد الأسباب والمعالجات وبتوجيه من رئاسة مجلس أمناء بيت الحكمة ووزارة الهجرة جاء الاعداد لهذا النشاط.
ترأس الجلسة العلمية للندوة الأستاذ الدكتور بان صالح مهدي من جامعة بغداد/ كلية التربية للبنات بدل عن د.حيدر عبد الزهرة (تعذر الحضور لأسباب صحية) ومقررة الجلسة السيدة سجى عماد عريبي
جاءت المشاركات بمحورين:
المحور الأول: المحور الإسلامي
المشاركة الأولى للشيخ الدكتور عباس طاهر العقيلي أستاذ في الحوزة العلمية دكتوراه في التاريخ والفكر الإسلامي عنوان ورقته العلمية ((الهجرة غيرة الشرعية قراءة في الأسباب والمعالجات)).
أكد الباحث ان الهجرة مصطلح يشير الى انتقال الناس افراداً أو جماعات من موطنهم الاصلي الى مكان اخر يتوفر فيه الاستقرار والأمان والهجرة في الإسلام هي الخروج من ارض الكفر الى ارض الإسلام مشهدا بقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم اولاً هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية وإذا استغفرتم فأنفروا الهجرة كظاهرة مرت بها المجتمعات منذ بداية التاريخ وذكر القرآن الكريم في معاني متعددة كقوله تعالى: ((ان الذين امنوا والذين هاجروا وجهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم)) (البقرة: 218). تناولت الورقة جوانب خطيرة لمشكلة الهجرة منها:
 1 – هجرة العقول والكفاءات العلمية.
2 – خلق مشاكل أخرى اجتماعية وسياسية واقتصادية وفكرية.
المشاركة الثانية للأستاذ المساعد الدكتورة نور مهدي كاظم الساعدي – جامعة وارث الأنبياء / كلية العلوم الإسلامية عنوان المشاركة ((الامن الفكري والنفسي وأثره في الحد من الهجرة غير الشرعية)).
أكدت الباحث على واحدة من المشكلات التي تواجه المجتمعات هي مسألة الهجرة الغير القانونية، اذ تتضمن هذه الظاهرة مخاطر كبيرة تؤدي احياناً الى فقدان الحياة.   ناقشت الباحثة مفهومين مهمين في الامن الفكري والامن النفسي مؤكده ان الامن الفكري يحتل أهمية قصوى من خلال قدرة الدولة في التصدي للاتجاهات الفكرية السلبية والتي تنشر من خلال البث الإعلامي وشبكة المعلومات ((الانترنيت)) التي لا تزال تمارس دوراً في الغزو الفكري، وقدرة الدولة على تحقيق الامن الوطني من خلال تعزيز الامن الفكري ومقارنة اشكال الانحراف الفكري.
فالأمن الفكري مفهوم يشير الى حماية الأفكار والمعتقدات من التطرف والتشويه وتعزيز الوعي الثقافي والديني، اذ يهدف الى بناء قدرة الافراد على التفكير النقدي والتحليلي مما يساعدهم على مقارنة الأفكار المتطرفة والهدامة.
ثم الى مفهوم الامن النفسي فهو الاطمئنان والاستقرار وتضع الباحثة مجموعة من الحلول والمعالجات منها:
1 – ان تحقيق الامن الفكري للفرد يعزز الهوية والانتماء.
2 – التوعية والتثقيف.
 3 – تعزيز الهوية الوطنية.
4 – توفير الدعم النفسي.
5 – فرص العمل والتنمية.
6 – خلق بيئة اجتماعية داعمه.
7 – الاستقرار الاجتماعي.

المحور الثاني: المحور الفلسفي
 شارك في هذا المحور ثلاث بحوث وهي:
اولاً: الأستاذ الدكتور عامر عبد زيد من جامعة الكوفة قسم الفلسفة بعنوان ((الهجرة، المستقبل، جدليات الوحدة والانقسام)).
يؤكد الباحث ان هذه الورقة تسعى الى وضع تصور شامل حول كيفية مواجهة الشباب للتحديات المستقبلية في العراق، من خلال تعزيز دورهم في المجتمع، وتحقيق التنمية الشاملة التي تستند الى قيم العدالة والمساواة تطرق الى مستقبل الشباب العراقي في جدلية الوحدة والانقسام متطرقاً الى الشباب لغة والشباب والمستقبل ومتناول تقرير التنمية الانسانية العربي لعام 2016 بعنوان ((الشباب وأفاق التنمية الانسانية في واقع متغير)). أكد هذا التقرير على ضرورة ابراز دور الشباب كقوة وضرورة الاعتراف بهم وتأكيد على حريتهم وأكد التقرير ان البطالة بين الشباب العربي هي الأعلى في العالم تشكل نسبة 29% في عام 2013 ناقشت الورقة البحثية مفهوم العمل من الناحية الاجتماعية أما المبحث الثاني اخذ الشباب العراقي والهجرة كنموذج للدراسة في معاني الهجرة الكثيرة فهي الانتقال، المقارنة والقطع وهي عكس الوصل وضح الباحث أسباب واشكال الهجرة في العراق معرجاً من عام 1980 – 1988 ومرحلة عام 1991 وبعد عام 2003 وما جاء بعدها من صراعات وحروب      وإرهاب. ثم تناول أبرز ملامح الهجرة واثارها المدمرة .
ثانياُ: الأستاذ الدكتور علي عبود المحمداوي أستاذ الفلسفة المعاصرة في جامعة بغداد- كلية الآداب.
عنوان المشاركة" الهجرة وابعادها الفلسفية" تطرقت الباحث الى اول فيلسوف في تاريخ الفلسفة قصد الهجرة هو سقراط الذي رفض الهجرة لانها تفقدك المواطنة حسب المفهوم اليوناني ووضع لنا الباحث أنواع الهجرة:
1-    الهجرة الطوعية
2-    الهجرة القسرية
وأكد ان مراحل الهجرة ثلاث وهي:
اولاً: مرحلة التفكير
-    لماذا أهاجر؟
-    والى اين اهاجر ؟
-    وهل هناك خطة؟

ثانياً : مرحلة الترحيل: هل استطيع تحقيق ذاتي واهدافي وخطتي.
ثالثاً: مرحلة الاستقبال( الوصول) تغادر هويتك صراعات, ترحيل وادراك ثقافة جديدة يحدث صدمة او ازمة ناقشت الورقة البحثية أعلاه مصطلحات التفكير الفلسفي بالدهشة والشك والاصطدام بالثقافة الجديدة ثم حددت الازمة التي من خلالها أبدأ بالتفكير والتقييد والاغتراق الفكري والابداع والحنين للوطن وو....الخ.
ثالثاً: الأستاذة الم درب المعتمد اثمار مرتضى ( وزارة الصحة) بعنوان" الامن الفكري والنفسي للحد من الهجرة غير الشرعية" تسمى الهجرة غير الشرعية غير النظامية او الهجرة السرية فهي خارج المعايير والقوانين وضعت الباحثة ان أسباب الهجرة غير الشرعية هي :
1-    الفقر  2- الانفجار السكاني  3- لم شمل الاسرة  4- اللجوء   5- التعليم
تطرقت الى مرحلة التهجير وطريقة الهجرة وما هي المشكلات التي تواجه من تمييز واستغلال وتجارة بالبشر وصعوبة الاندماج تطرقت الى حكم الدين في الهجرة غير الشرعية وما هي سبل معالجة الهجرة تطرقت الورقة البحثية الى مفهوم الامن النفسي الذي يتضمن الامن الصحي والامن الديني والقانوني والاقتصادي والتربوي والاجتماعي وأكدت على ضرورة الامن النفسي الذي من متطلباته:
1-    القدرة على تحمل المسؤولية والصمود بوجه الازمات
2-    تقبل الذات
3-    تقبل الاخرين
4-    القدرة على العمل
5-    اتخاذ اهداف واقعية
ربط الامن النفسي بالأمن الفكري لسلامة الفكر من الأفكار السلبية والخاطئة والانحرافات وشعوره بالانتماء والوطنية من اعلى مفاهيم القيم الإنسانية كتقبل الاخر وعدم الشعور بالتهديد والاقصاء.

التوصيات:
1-    الاهتمام بدور الشباب العراقي ولاسيما الخريجين من الجامعات والاهتمام بدور الشباب العاطل عن العمل من خلال خلق فرص العمل.
2-    على الحكومة المركزية وضع برنامج حكومي واسع النطاق لاستقطاب الشباب العراقي وفتح الافاق والحوار مع الجيل القادم.
3-    وضع قوانين صارمة للحد من هجرة العقول والكفاءات فهي كطاقة بشرية غنية لبناء العراق الجديد بعد صفحة الإرهاب والحروب ....الخ.
4-    ضرورة التأكيد على الامن الفكري والنفسي فمتى ما كان الفكر واضح وخالي من السلبيات كان الامن نفسياً ومحلياً متحقق.
5-    التأكيد على دور وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتربية على ضرورة توسيع القاعدة الإعلامية والنشاطات الثقافية التي تحارب التطرف لتحقيق هدف مهم جوهري واساسي الا وهو الامن الفكري الذي بوجوده يتحقق بناء العراق.
 

المزيد من الاخبار