تفاصيل الخبر
الأمن الفكري والنفسي ... وآليات تفعليه
2024-06-05
الأمن الفكري والنفسي ... وآليات تفعليه
أقام قسم الدراسات الإسلامية في بيت الحكمة بالتعاون مع مركز مشورة للدراسات والتنمية الورشة العلمية الموسومة بـ ((الأمن الفكري والنفسي – وآليات تفعيله)) يوم الأربعاء الموافق
5/6 /2024 الساعة العاشرة صباحاً في بيت الحكمة.
رئيس الجلسة: - أ. د. شهرزاد عبد الكريم النعيمي / عضوة في الفريق الاستشاري لقسم دراسات الاديان سابقاً.
مقررة الجلسة: - أ. د. بان صالح مهدي / جامعة بغداد - كلية التربية للبنات.
الباحثون المشاركون: -
1- أ. د. غادة علي هادي / جامعة بغداد - كلية التربية ابن رشد للعلوم الإنسانية ببحثها المعنون (الأمن النفسي وآليات تفعيله).
2- أ. م. د جاسم السدر / جامعة بغداد - كلية العلوم الاسلامية ببحثه المعنون (الأمن الفكري والمسارات).
3- د. أيسر عبد الرحمن محمد / جامعة بغداد - كلية العلوم الاسلامية ببحثه المعنون (الأمن الفكري من منظور فلسفي).
استعرضت الورشة مفهوم الأمن الفكري وأهدافه، ومفهوم الأمن التفسير وما اشغل عليه من جوانب.
يقصد بالأمن الفكري هو الحفاظ على المكونات الثقافية الأصيلة في مواجهة التيارات الثقافية الوافدة والمشبوهة، فهو يصب في صالح الدعوة لتقوية أبعاد الأمن الوطني.
وهو بهذا يعنى حماية وصيانة الهوية الثقافية والفكرية من الاختراق أو الاحتواء من الخارج.
وهو أيضاً وسيلة اطمئنان لأفراد المجتمع على مكونات أصالتهم، وثقافتهم النوعية، ومنظومتهم الفكرية، واختفاء مشاعر الخوف على مستوى الفرد والجماعة في جميع المجالات النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
ومن مفاهيمه صيانة عقول أفراد المجتمع ضد الانحرافات الفكرية أو العقائدية المخالفة لتعاليم الإسلام الحنيف أو أنظمة المجتمع وتقاليده.
يعدّ الأمن الفكري موضوعاً مهماً كونه يلمس الأمن القومي، وأن الاهتمام به بعد من أفضل الطرق في توصيل الإستراتيجية ومحاورها في صورة سهلة ومبسطة للمنظومة التعليمية كافة، بدءاً من القيادات وانتهاءً بالطالب في مدرسته للحصول على فكر واع مستنير مبني على حب الوطن والانتماء الحقيقي.
إن البحث في خطة إستراتيجية الأمن الفكري ضرورة ملحة تفرضها علينا الظروف الراهنة، وذلك للعمل على حماية أولادنا وصيانة فكرهم من أنواع الغزو الثقافي الهدام، الذي قد يتعرضون له من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
أهداف الأمن الفكري:
يمكن القول إن الأمن الفكري لكل مجتمع يهدف إلى الحفاظ على هويته، إذ إن في حياة كل مجتمع ثوابت تمثل القاعدة التي تبنى عليها، وتعد الرباط الذي يربط بين أفراده وتحدد سلوكهم أفراده وتكيف ردود أفعالهم تجاه الأحداث، وتجعل للمجتمع استقلاله وتميزه، وتضمن بقاءهٌ في الأمم الأخرى.
وهو يهدف أيضا إلى حماية العقول من الغزو الفكري، والانحراف الثقافي، والتطرف الديني، بل يتعدى الأمن الفكري ذلك ليكون من الضروريات الأمنية لحماية المكتسبات، والوقوف بحزم ضد كل ما يؤدي إلى الإخلال بالأمن الوطني.
الأمن النفسي
يشتمل مفهوم الأمن النفسي على جوانب عديدة، إذ لم يقتصر على جانب واحد من الجوانب الحياتية، فهو يتضمن الأمن الصحي، والديني، والقانوني، والاقتصادي، والثقافي، والتربوي، والاجتماعي.
ويقصد بالأمن النفسي كمفهوم عام، حالة مجتمع تسوده الطمأنينة والتوافق والتوازن.
ويعني كذلك الثبات والاستقرار النفسي، ويتحقق هذا بأمور منها اليقين بالحق، وانتفاء الظن والشك من النفس، وان تكون آمنة لا يستفزها خوف ولا حزن، وان تنتهي بآمالها ورغباتها الى ربها.
لذلك يعد الأمن النفسي عاملاً مهماً من العوامل التي تؤدي بالفرد الى الصحة النفسية، ومن ثم الى شخصية ناضجة ايجابية ومنتجة. وتدل البحوث على أن القلق الذي يسبب للفرد اضطرابات نفسية متعددة سببه عدم الشعور بالأمن النفسي، وقد أشار (ما سلو) إلى أن الأمن النفسي والطمأنينة من المتطلبات الأساسية التي وضعها على سلّم هرمه.
يعنى الأمن النفسي بالتحرر من الخوف أياً كان مصدره، فيشعر الفرد انه محبوب من قبل الآخرين وله مكانة في الجماعة، وينذر شعوره بالخطر والتهديد والقلق. فالتربية في العائلة والمدرسة والصف تساعد الطفل بصورة كبيرة على إتمام وصيانة أمنه النفسي، وتؤكد قبوله الجوهري المتأهل في الحرية الشخصية والعاطفية
أما في مرحلتي المراهقة والرشد فأنهما يبحثون عن الطمأنينة الاقتصادية والرضا الاجتماعي، فبالرغم من ان المراهقة ينظر إليها بوصفها فترة مشاكل متلاحقة، فالمراهقون حساسون بالنسبة لأي تهديد وذلك لحاجتهم الى الطمأنينة والأمن النفسي. فالفرد يكون في حالة أمن متى ما كان مطمئناً على صحته وعمله ومستقبله واطفاله وحقوقه ومركزه الاجتماعي، ولإرضاء هذه الحاجة يعمل على اكساب رضا الناس وحبهم واهتمامهم ومساعدتهم العاطفية.
إن شعور الإنسان بالأمن النفسي عامل مؤثر في استقراره وبناء شخصيته السوية، ودافع محرك نحو إسهامه في نماء وازدهار المجتمع، والأفراد الذين يتمتعون بدرجة عالية من الأمن النفسي الداخلي، هم أكثر إيجابية وقدرة على العطاء والإنتاج من غيرهم.
إن الحاجة إلى الأمن النفسي ضرورة قصوى ومطلب ملح، لكي ينعم الأشخاص بالتصالح مع الذات، وإدارتها بطريقة ناجحة، تكفل تعاملهم مع محيطهم الأسري والوظيفي بفاعلية وتعاون يثمران انجازا في شتى المجالات.
والشباب هم الوقود المحرك، والثروة البشرية القيمة التي تقود عجلة البناء والتنمية، وتحقق الانجازات، والطموحات الكبرى، للتكيف مع القيم والآمال وتطلعات المجتمع.
فالأمن النفسي حاجة أساسية موجودة عند كل الناس بدرجات متفاوتة، وتعبّر عن شعور الفرد بانه قادر على البقاء. فهو الذي يحدد العلاقة بين الانسان وربه، والانسان والمجتمع، والانسان ونفسه، لذلك أصبح يشغل حيزاً كبيراً من حياتنا العلمية والفكرية والتربوية، بل أصبح أخطر قضايانا في المرحلة الراهنة.
ويعدُّ الدين من أهم المصادر التي تعمل على تصحيح الاعتقاد المنحرف، وتوجيهه في الطريق الصحيح، وهذا الاعتقاد له آثاراً على معتنقيه، واهم هذه الآثار اصلاح ظاهر الانسان وباطنه.
ويعدُّ الدين مؤسسة اجتماعية لا يمكن فصله عن واقع المجتمع، ابتداءً من الاقوام البدائية وحتى أرقى الأمم حاضراً، إذ يشكل علاقات متزنة مع الآخرين، ويشعر بالألفة والانتماء، ويدرك ان العالم من حوله سعيد وآمن.
فضلاً عن أن الدين بوصفه ظاهرة اجتماعية له جانبان هما الجانب النفسي والجانب الموضوعي، ويعني الجانب النفسي حالة ذاتية أي داخلية يشعر بها المتدين، وهي حالة الانقياد والاذعان للمعبود، أما الجانب الموضوعي فيتضمن العادات والشعائر ودور العبادة والمعتقدات والمبادئ التي تدين بها الأمة أو الشعب أو مجتمع ما
التوصيات
١- التركيز على الممكنات والعوامل التي من شأنها دعم دور الأسرة في تحقيق الأمن الفكري لدى الأبناء، كالارتقاء بالمستوى الثقافي للوالديْن بما يساعدهما على الإلمام بما يحتاجه الأبناء في مراحل نموهم المختلفة، وأيضا العمل على تحسين المستوى المعيشي والاقتصادي للأسر، من أجل توفير متطلبات الأبناء الأساسية، وحمايتهم من أن يكونوا عرضة للاستغلال الفكري والخُلقي، بسبب ضعف المستوى الاقتصادي للأسرة.
٢- تفعيل دور وسائل الإعلام في تعزيز الأمن الفكري والنفسي، وذلك عن طريق نشر ثقافة الوسطية والاعتدال، ونبذ التطرف والغلو والتحزب، والتحذير من الفكر المنحرف.
٣- تفعيل دور الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، عن طريق الخطب والدروس التي تعالج الانحراف الفكري والنفسي
٤- متابعة الكتب والدوريات والأقراص والمرئيات والمسموعات التي تدخل الدولة عن طريق وزارة الإعلام.
٥- تغذية مناهج التعليم بأسس الأمن القومي، وغربلة وتصفية شوائبها من اي شيء يؤثر على الأمن الفكري والنفسي.
٦- الحرص على توظيف الكوادر الوطنية الوسطية الفعالة، وخاصة في قطاعات التوجيه، كالجامعات والمدارس والأوقاف.
٧- ضبط مراكز التدريب والتطوير الحكومية والأهلية، عن طريق تحديد ضوابط الدورات، وصفات المدرب، بحيث تشكل درباً سالكاً وامناً، للوصول إلى مجتمع آمن فكرياً ونفسياً.
٨- إيجاد ضمانات وقائية للطلاب والطالبات المبتعثين للدراسة في الخارج، للحفاظ على دينهم وفكرهم وأخلاقهم.
٩- تفعيل دور النوادي ومراكز الشباب، عن طريق الدورات التوجيهية، وورش العمل التي تبني الأمن القومي.
١٠- تفعيل دور هيئة الاتصالات في حجب المواقع والمنتديات والمقاطع المشبوهة، وضبط شبكات الانترنت والتواصل الاجتماعي.
١١-عقد المنتديات الحوارية الهادفة مع فئات الشباب، والتي تسهم في بناء الحس الوطني والأمن القومي والفكري والنفسي.
١٢- إيجاد لجان التوجيه والمناصحة المختارة من علماء الدين والتربويين، والنفسيين، لمناقشة أصحاب الفكر الشاذ بشكل علمي، للوصل إلى مجتمع صالح لا تشوبه اي شوائب فكرية ونفسية تؤثر سلباً عليه.
١٣- تفعيل دور القوات المسلحة، ووزارة الداخلية عن طريق تعريفهم بكل مفردات الأمن الفكري القومي، لتكون رافداً ثراً في تحقيق دورهم الأمني.
المزيد من الاخبار