في اللغة والمعرفة اللغوية

2014-09-26

 هذا الكتاب : يزخر عالم اليوم بالآف اللغات ، لكل واحدة منها أساليبها ومفرداتها وقواعد نطقها ، وما من حقل من حقول المعرفة ، إلا وله صلة باللغة ، فضلاً عن أنها ، أي اللغة ، قد أصبحت واحدة من بين أشد الأسلحة الأيديولوجية ضراوةً وتأثيراً ، وقد اتخذتها القوى المتنافسة " عصا سحرية "  تنجز من خلالها خطابها ، بهدف تطويع عقول الناس والتحكم في اتجاهاتهم ومشاعرهم . وهي تسري بنا مسار الهواء الذي نتنفسه ، وتحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم ، واللغة وسيلتنا المثلى لإدراك العالم ، والإدارة التي تحدد لنا المسافة بين الواقع ، وأفضل طرائقنا للتعامل معه ، وبها وليس بغيرها ، نحيل المحسوس الى مجرد ، أو نجسد المجرد بهيئة المحسوس . ونحن نجسر باللغة كلما يحتمل من الفجوات بين خصوصية الذات وعمومية الموضوع ، وعلى رأي ابن خلدون ، فنحن نترجم بها ما في ضمائرنا من المعاني ، لتستحيل الى أدوات تتشكل بها الحياة ، ويتوجه أداء المجتمع وسلوك أفراده وجماعاته ومؤسساته .

المزيد من الاخبار