تفاصيل الخبر
الدرس الفلسفي العراقي: معوقاته وافاقه
2023-03-15
(الدرس الفلسفي العراقي.. معوقاته وآفاقه)
عقد قسم الدراسات الفلسفية في بيت الحكمة يوم الاربعاء الموافق , 15/ اذار/ 2023, الندوة العلمية الموسومة (الدرس الفلسفي العراقي معوقاته وافاقه) .
تراس الجلسة الاستاذ الدكتور باقر ابراهيم الزيدي / جامعة واسط
قررها: م. مهند عبد الحسن جلاب / قسم الدراسات الفلسفية / بيت الحكمة
تضمنت الندوة العلمية ثلاثة بحوث متخصصة, شارك فيها كل من الاساتذة.
1 – أ. د علي عبد الهادي المرهج / الجامعة المستنصرية
2 – أ. د علي عبود المحمداوي / جامعة بغداد
3 – م. د صباح مفتن / جامعة بغداد
فيما تعذر حضور الدكتور علاء الحلبوسي / وكيل في وزارة التربية ,لظرف خاص .
استهل رئيس الجلسة اعمال الندوة من خلال تقديم نبذة عن اهمية الدرس الفلسفي, ودور الفلسفة في ترصين مسيرة التعليم, وامكانية الدرس الفلسفي في تنمية التفكير العقلي والنقدي البناء, موضحا الواقع الفعلي للفلسفة في الوسط المعرفي كونها لم تحظ بالفرصة الملائمة لاعتبارها مادة اساسية بين المواد التربوية والتعليمية, وقد اشار الدكتور باقر الى اهمية هذه الندوة التي اتاحت فرصة امام نخبة متخصصة ومتميزة ومطلعة على الدرس الفلسفي ولهم الحضور المتميز في هذا المجال, وكذلك لديهم معرفة بالمعوقات والمصاعب التي تواجه الدرس الفلسفي وما هي السبل التي من خلالها نستطيع ان نمرر الدرس الفلسفي ليتمكن من تأدية دوره التنويري في المفاصل التعليمية في المجتمع.
قدم الاستاذ الدكتور علي عبد الهادي المرهج ورقته البحثية التي تضمنت سرد تاريخي عن المسار الفلسفي في المجتمع العربي الاسلامي والذي تمثلت بواكيره الاولى في مدرسة بغداد الفلسفية, ولكن ما يهمنا في هذه الندوة هو الدرس الفلسفي في العراق المعاصر اي في بداية تأسيس قسم الفلسفة في جامعة بغداد الذي درس فيه رواد الدرس الفلسفي امثال صالح الشماع ومدني صالح وكامل الشيبي وحسام الالوسي وعرفان عبد الحميد وناجي التكريتي وعبد الامير الأعسم وياسين خليل ونمير العاني وعبد الستار الراوي وعلي حسين الجابري واخرون, وقد لا يقتصر الدرس الفلسفي بالعراق في المؤسسة التعليمية الرسمية, بل يتعداها الى المؤسسات الدينية المتمثلة بالحوزة العلمية, وقد برزت شخصيات يعتد بها في الدرس الفلسفي, امثال النائيني, وهبة الدين الشهرستاني, وصولا للشيخ المظفر, ومحمد باقر الصدر, وكان لقسم الفلسفة في جامعة بغداد الريادة في الدرس الفلسفي العراقي, فهو البذرة الاولى التي تفرعت منها باقي اقسام الفلسفة في العراق وخرج منهم اساتذة لهم حضور وتأثير ملفت في فضاء الثقافة العراقية الحديثة .
وقد تطرق الدكتور علي المرهج الى المعوقات التي تواجه الدرس الفلسفي حيث قسمها الى معوقات داخلية ومعوقات خارجية .
اما الداخلية, فهي تتعلق بطبيعة الخطاب الفلسفي التقليدي الذي يشتغل على موضوعات نظرية وتأملية مجردة, وكذلك اللغة المستخدمة في الخطاب الفلسفي وهي في الاعم الاغلب لغة مفاهيمية تحتاج معرفتها معرفة بالمنهج الفلسفي, وكذلك نخبوية الخطاب الفلسفي.
اما المعوقات الخارجية, هي خشية السلطة من القوة الكامنة في الفكر الفلسفي فنقدها الذي يتضمن رؤية استدلالية برهانية تفكك الخطاب الشعبوي السائد من قبل السلطة والمجتمع على حد سواء, وايضا محاربة الفقهاء وعلماء الكلام للخطاب الفلسفي الذي يهدد سلطتهم المجتمعية.
وقدم الاستاذ الدكتور علي عبود المحمداوي ورقته البحثية التي تحمل عنوان ( الفلسفة , التطرف وتحديات التعليم في المستقبل) تناول فيها مواضيع متعددة اولها التطرف والعنف, ودور التربية في التنشئة السليمة, ودور التعليم في مناهضة التطرف العنفي, وذكر في بحثه المعارف السبعة التي يحددها ( ادغار موران) التي تؤسس لبنية معرفية تعليمية ويعدها ضرورة مستقبلية للتعليم وهي المعرفة الاولى: انواع العمى المعرفي, الخطأ والوهم, المعرفة الثانية: مبادئ المعرفة الملائمة. المعرفة الثالثة: تعليم الوضع الانساني, المعرفة الرابعة: تعليم الهوية العالمية الكوكبية. المعرفة الخامسة: مواجهة اللايقينيات, المعرفة السادسة: تعليم الفهم. المعرفة السابعة: اخلاق الجنس البشري. اختتم بحثه بموجز قال فيه( الارهاب تعليم والارهاب تنشئة, ومواجهته لا تتم الا بتنشئة مضادة, هادمة لقيمه, والارهاب ليس واحد بل هو متعدد بزمانه ورجاله, ولذلك لا يمكن ان نركن لنموذج تربوي او تعليمي واحد ودائم, لأنه سيتحول بدوره الى ارهاب من نوع جديد, ومما تقدم فالبشرية بحاجة اليوم لديمومة المقاومة للإرهاب عبر ديمومة التعليم وتطويره, ونفث الروح الانسانية في جنباته, وهنا تظهر اهمية العلوم الانسانية , وعلى راسها الفلسفة , وقدرتها على استعادة مركزية الانسان امام علوم الطبيعة من جهة, وعلوم الاستهلاك من جهة اخرى)
وقدم الدكتور صباح مفتن ورقته البحثية التي تحدث فيها عن افاق الدرس الفلسفي في العراق, اذ عرض اهمية الدرس الفلسفي كونه ممارسة حوار وحرية , وهو تمرين على التفلسف, ينتقي موضوعاته بما يتلائم مع مستوى المتلقي, ويسمح لطالب الفلسفة بأريحية من ان يقدم اسهاماته فيها بغض النظر عن صحتها وعدم صحتها, حتى تجعل منه طالبا مشاركا محاورا ومفكرا, فخطا المعلومة من السهولة ان يصحح, ولكن الفكر لو الجمته واصمته فمن الصعب بعد ذلك تصحيحه, ذكر الدكتور صباح مجموعة معوقات للدرس الفلسفي اولها العامل اللغوي, والثاني العامل الاجتماعي والديني, والثالث العامل: السياسي والايديولوجي والرابع العامل المعرفي, والخامس: العامل الرقمي.
وقد توصل المنتدون الى جملة من التوصيات :
1 – الدعوة لاشاعة المناخ الفلسفي القائم على التفكير النقدي اجتماعيا لتحصينه من التلقي الساذج للاشاعات والدعايات المغرضة , من خلال المؤسسات الثقافية ومنظمات المجتمع المدني .
2 – دعوة وزارة التربية لادخال الدرس الفلسفي الى المناهج الدراسية في وقت مبكر من اعمار التلاميذ ليتسنى تحقيق الهدف في ( 1 ) .
3 – دعوة وزارة التربية لتوسيع المنهج الفلسفي في المدارس الى ما لا يقل عن اربع مراحل بمنهج مستقل ومبسط يضعه مختصون من اساتذة الفلسفة واساتذة التربية معا .
4 – دعوة وزارة التعليم العالي بالتنسيق مع وزارة التربية الى فتح اقسام فلسفة في كليات التربية يمكنهم ان يكونوا مدرسين للمراحل الدراسية .
5 – دعوة وزارة التربية للاستفادة من خريجي اقسام الفلسفة في كليات الاداب للانخراط بالتدريس في مدارسها من خلال اقامة دورات مركزة ورصينة لطرائق التدريس تؤهلهم للوظيفة .
6 – دعوة وزارة التعليم العالي ووزارة التربية لتشجيع الدراسات المتعلقة بالدرس الفلسفي للمراحل العمرية المختلفة منذ رياض الاطفال صعودا الى الاعدادية لتكون ادلة عمل لمدرسي ومعلمي الفلسفة في المدارس .
7 – دعوة وزارتي التعليم العالي والتربية على تشجيع الدراسات المتعلقة بتطوير المناهج الدراسية ووضع مناهج قادرة على تحقيق هدف خلق اجيال عقلانية متنورة تكون عمادا لبناء مستقبل رصين لوطننا .
ختمت الندوة في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف من يوم الاربعاء المصادف 15/ 3/ 2023
المزيد من الاخبار