تفاصيل الخبر
مصطلح التناص من علم اللغة الى فن العمارة
2019-10-28
مصطلح التناص من علم اللغة الى فن العمارة
عقد قسم الدراسات اللغوية والترجمية نشاطه العلمي على شكل حلقة نقاشية عنوانها ( مصطلح التناص من علم اللغة الى العمارة ) صباح هذا اليوم الاثنين 28 تشريتن الاول 2019 شارك فيها الباحثتان الدكتورة كميلة عبدالستار احمد رئيس قسم العمارة كلية الهندسة والتدريسية الاء طالب كريم في قسم العمارة كلية الهندسة الجامعة المستنصرية وتراس الجلسة الاستاذ المساعد رضا كامل الموسوي مشرف قسم الدراسات اللغوية والترجمية في بيت الحكمة وكتبت تقريرها مترجم اقدم بثينة هاشم ياسين
في بداية الجلسة قدم رئيس الجلسة مقاربة تعريفية للنص اللغوي وبقية النصوص الاخرى اذعرف النص في المادة المعجميّة بانه مستمد من الفعل نصص، وهي تعني كل شيءٍ ظاهر وواضح، وهذا ما يجعلها تعريف كثيرمن النصوص بهذا التعريف فهناك نص تشكيلي ونص معماري مع ان المتعارف عليه أنّ النحاة والبلغاء لم يستخدموا مفهوم النص كاستخدامنا له هذه الايام ، ولكنهم أخرجوه عندما رأوا أنّ هنالك حاجة لتوثيق ثقافاتهم، ومعارفهم، وعلومهم. ثم قدم مقاربة اخرى لعناصر النص واسقاطها على النص المعماري فالالفاظ التي تعد أصغر وحدات النص ومكوّناته،يمكن ان نجده في النص المعماري فالتفاصيل فيه الصغيرة فيه تعادلها اما الأفكارالتي تعد تفاصيل معنويّة تربط بقية العناصر، فشبهها بالفكرة والدافع الأساسي لقيام النص المعماري. والمعاني التي تعد من اوسع العناصر في النص والتي من خلالها يمكننا الحكم على النص بالقوة أو الضعف، وبالجمال أو القبح، وهذه المعاني موجودة في النص المعماري وهي تظهر لنا مدى إبداع المصمم وما قيمته، ومستواه التعليمي. وغيرها من العناصر الاخرى كالصور البيانيّة والعاطفة والاساليب والايقاع الموسيقي
ثم عرج على التناص الذي اسست له (جوليا كريستيفا) (joulea crestefea) شبهته تعالقات مأخوذة من نصوص اخرى.مؤكدة على العلاقة والتعديل المتبادل فهي ترى ان أن كل نص هو تشرب وتحويل لنص آخر.. وهو احد معايير النص السبعة كالمقامية والموقفية الاعلامية والقصدية والاتساق والتماسك. فيما قدمت الدكتورة كميلة والتدريسية الاء تعريفا للغة كمدخل ومقاربة لموضوعهما بنها من أهم المعطيات الفكرية التي خص بها الله سبحانه وتعالى الانسان، إذ ميزه عن باقي المخلوقات بالتفكير بالموجودات وبالتالي فهو يحتاج الى تصنيفها وتعريفها لغوياً ليتسنى له التواصل معها ومع بني جنسه.
وتعد اللغات: أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، وكل وسيلة لتبادل المشاعر والأفكار كالإشارات والاصوات والالفاظ. وبذلك يتكون النص اللغوي من مجموعة من الألفاظ والكلمات والرموز والتجريدات والتعبيرات التي تسمي وترمز الاشياء والافكار والقيم التي تتصل بالثقافة كونها نتاج ثقافة معينة. وفي مقاربة للعمارة بعدها نظاماً لغوياً قالت يفهم المكان بالعلاقة مع الذاكرة بانه " ذلك الحيز المحدد الذي يمتلك صفات تعبيرية ورمزية معينة تحدد شخصيته وهويته ، والتي تحفز الشعور بالحيوية والمتعة والوضوح لدى الحركة والتنقل او الاستمتاع بفعالية معينة ضمنه وبالتالي تحقق بقاءه في الذاكرة وتشجع على معاودة زيارة المكان نتيجة لتحسسه وادراكه ، ولما يثيره من استجابات متعددة وما يمتلكه من رموز ومعاني " .وتعد العمارة كظاهرة إبداعية مستقلة بذاتها لا تعكس شيئا" خارجا" عنها، و إنما هي لغة تعبر عن ذاتها … فمرجعها الأساسي هو (العمارة) … حيث يعتمد هذا التفسير على اعتبار لغة الأشكال السابقة تمثل عوالم قائمة بحد ذاتها، عبر من خلالها الإنسان عن عالمه، وبالتالي فان إعادة تشكيل هذه اللغات السابقة بطريقة محاكاة إبداعية متجددة يمكّن من توليد لغات جديدة ( لغة تتوالد من لغة سابقة ) … فالعمارة المبدعة تخاطب الإنسان بلغة بليغة معبرة تحقق الانتماء والتواصل الحضاري، تتفاعل مع تقاليدها لتجادل وتناقش مع حاضرها لتثبت وجودها، تستند على المقارنة والمناظرة واستثمار الستراتيجيات النقدية (Critical strategies ) في التعامل وخاصة الاستعارة والاقتباس و إعادة التعريف (Redefinition ) ومن الجدل والمناظرة . فالعمارة هي طريقة يكمن من خلالها ترجمة الحقيقة المتغيرة للبنيات الاجتماعية والثقافية في متصل الزمان والمكان … وبناءا" على ذلك فهي ( منظومة لغوية حضرية ) تتكون مورفولوجيتها كما هو متفق علية " لدى ( المنظوماتيين ) من المكونات آلاتية :-
العناصر (معمارية، انشائية والعلاقات (الهندسية، التكوينية، والمفاصل
واخيراً القوانين (التفاصيل المعمارية، الحضرية، ... وقد تم مشاكلة قواعد التركيب اللغوي مع تركيبة العمارة بعد أن تم مشاكلتها وتطبيقها في أجزائها المتمثلة بالبنيات المعمارية ( بنية العمارة = }مواد ، قواعد تركيب ، تفاصيل { + الخبرة المعمارية ) وتتضمن ما يأتي : العبارة اللغوية = الدلالة (Semantic ) + التركيب (Syntactic ) = ) الشفرة Code ) + ( القناة Channel ) + الخبرة المعرفة Experience
= ( الشفرة Code ) +} الكلمات Word )) +القواعد (Grammar) + الإملاء + {(Spellings) لخبرة المعرفة (Experience) وعند مشاكلة هذه الصيغة في بنية العمارة حيث يكمن الحصول على الصيغة البنيوية الآتية :
البنية المعمارية = ( رسالة Message ) + قناة (وجود فيزيائي ) Channel + الخبرة في التصميم و ( الانتخاب) = ( رسالة Message) + قناة }العناصر المعمارية ( الكتلة والفضاء) + الروابط المعمارية + التفاصيل المعمارية { + الخبرة في الانتخاب بعد ذلك قدمتا تعريفً للتناص المعماري بانه فهو فسيفساء من نصوص أخرى ، او دمجت فيه تقنيات مختلفة… " فهو تعالق (الدخول بعلاقة) نصوص مع نص (حدث) بكيفيات وأساليب مختلفة وبقصد معين "(د. مفتاح،1985،ص121). اذ يعد التناص استراتيجية لتحليل ونقد النص الأدبي بشكل عام والنصالمعماري بشكل خاص … "وتنص هذه الستراتيجية على ان المصمم يخلق نصه المعماري بالتناص (التعالق) مع نصوص أخرى سبقته ويعبر من خلال تناصه معها عن مقاصده وغاياته ويحقق أهدافا" مهمة كالتواصل والتخاطب مع أفراد المجتمع. ثم عددت أنواع التناص وهما أ – التداعي (Association ):
آلية تستعمل في التعبير والإيصال اللغوي حيث يقوم المصمم هنا بتركيب أشكالا من أشكال سابقة ليستحضر معانيها المألوفة لدى المتلقي ومن ثم يستند إلى قدرة الذاكرة في ربط هذه المعاني بمعان أخرى خارجة عنها ( التداعي الفكري والإيحاء) لغرض إيصال المعنى المقصود "… وينقسم هذا الأسلوب إلى نوعين :
التداعي التراكمي : والذي يحصل بتداعي المعاني الخاصة مع العامة والجزئية مع الكلية والمسببة مع المسببة لها.والتداعي التقابلي : يعتمد المصمم هنا في التعبير عن معانيه المقصودة إلى نواة معنوية موجودة في إعمال سابقة ( معاني متأصلة في تلك الأشكال السابقة ) والتي تمثل شفرة مشتركة (Code ) ما بين المرسل والمتلقي … "حيث يعتمد المصمم على هذه النواة المعنوية ( التي تمثل الفهم المشترك ) لبلورة وتنمية معانيه المقصودة باعتماد عمليتين هما :
انتقاء جوانب من أشكال سابقة تستحضر المعاني المتأصلة فيها.
معالجة او تغيير خصائص تلك الأشكال السابقة وتحويل معانيها لتوليد معان جديدة"(البستاني،1996،ص86).
ثم قسمت العمليات التفصيلية للتناص الى قسمين هما :
1 – آلية الانتخاب : ( Selection )
يمكن توضيح هذه الآلية بالتعرف على : أ – نوع المراجع التي تنتخب منها . وهناك أنواع مختلفة من المراجع التي تم تبنيها لانتخاب مناجاتها لغرض التعبير ، فمنها مراجع من خارج حقل التخطيط والعمارة ( مثل الطبيعة والتكنولوجيا .... الخ ) ومراجع تخص التخطيط والعمارة.
و( ب) – نوع الحقب الزمنية التي تنتخب منها : تبرز الحقب التاريخية لتشكل حقلا مرّمزا"( Encoded Field ) للمراجع بصورة عامة وهذه الحقب تعرف مراجعها بأنتماؤها الزماني والمكاني ، فالتسلسل الزمني يشمل الفترات الزمنية ( قديم ، وسيط ، حديث ) والتسلسل المكاني يشمل (الإقليم ، المدينة ، الموقع المحدد في المدينة ).
و(ج )– نوع المعالم المنتخبة التي تتراوح ما بين معالم جزئية ( عناصر محددة من الأعمال السابقة ) او كلية ( تشمل بنية الأعمال السابقة ).
2 – آليـة المعـالجة : يستمد تعريف هذه العملية من فقرتين هما :
أ – نوع المعالجة التي يجريها المصمم على معالمه المنتخبة من التقاليد .... وتتضمن عمليتين :
عملية تغيير لخصائص المعالم المنتخبة. وعملية تثبيت لخصائص المعالم المنتخبة.
ب – نوع الخصائص التي تتعرض للمعالجة .... وتتضمن ما يلي :
الخصائص الظاهرية ( الشكل ، الحجم .... الخ ) للمعالم المنتخبة.
الخصائص الجوهرية ( علاقات التركيب ، علاقة مواقع الأجزاء ، اتجاهاتها .... الخ ) للمعالم المنتخبة.
بعد ذلك قدمتا ناماذج لمشاريع عالمية وعربية وبينتا موقع التناص فيها كبناية الجامعة المستنصرية التي اخد اجزاء كثيرة من مقرصاتها وزواياها من تصاميم المدرسة المستنصرية الموجة اثارها قرب تمثال الرصافي اما المشروع الثاني فكان مدينة الوافي Wafi city في مصر
فهذا الطابعُ المصريً ياخذ جزءًا كبيرا من مول الوافي. فالمبنى المميز يحتوي على ثلاثة أهرامات لتشكل الاهرام جزءًا من السقف المزجج والملون ، الذي تظهر ملامحه في الزجاج المعشق ، والموزاييك ، وقطع الحفر الفنية والمنحوتات والتماثيل الفرعونية .
ويقع سوق خان مرجان في المنطقة المركزية لقلب مركز الوافي ، كتحفة معمارية ومعلم بارز ، بشبكة من الممرات تحت الارض مع باحة ساحرة مفتوحة على السماء ، اذ تم استعادة اسلوب الحياة في ذلك العصر التقليدي بدقة تبرز جو الاحياء القديمة والباعة التقييديين حيث تختلط روائح التوابل والعطور بالموسيقى التراثية المنبعثة في ارجاء المكان لخلق جو لاينسى بالاضافة الى استضافة مطاعم وحانات مميزة في فناء خان مرجان اما المشروع الثالث فكان مول ابن بـطوطـة Ibn battuta mall وفيه استلهمت التصاميم الهندسية للمركز من رحلات المستكشف العربي ابن بطوطة ، اذ يتبع التصميم الفريد للمركز الذي ينقسم إلى ست قاعات لكل منها نمطا معماريا مختلفا مستمدا من حضارات مناطق زارها الرحالة وتشمل الأندلس وتونس ومصر وبلاد فارس والهند والصين عبر التصاميم والرسوم الفنية التي تغطي أقسام مركز التسوق. وتضم العقد الرئيسية والثانوية مجموعة من الشواخص البارزة مثل سفينة ابن بطوطة وساعة الفيل المائية التي تدق كل نصف ساعة ، ونافورة السباع ، وعدد كبير من الوسائل الايضاحية والتعليمية في محاور وعقد المول المسقفة باشكال مختلفة من التسقيف تمتاز جميعا بكونها من نظم التسقيف المغلقة وشارك الحاضرون في نهاية الحلقة النقاشية بمداخلات بناءة واسئلة في مجال موضوع الحلقة فاجاب المشاركون عن الاسئلة التي وجهت لهم .وفي نهاية الجلسة شدد رئيسها على ايدي المتظاهرين املاً بانتصتار حقوق الشعب والقضاء على المفسدين متمنيا ان تحافظ هذه المظاهرات الرائعة على زخمها وسلميتها.
المزيد من الاخبار