تفاصيل الخبر
ظاهرة التسول ..الجذور والمعالجات
2018-11-22
عقد بيت الحكمة قسم الدراسات الاجتماعية ورشة عمل وبالتعاون مع قيادة شرطة بغداد بعنوان
(( ظاهرة التسول ...الجذور والمعالجات))
في مقر قيادة شرطة بغداد يوم الخميس 22/11/2018.
وبحضور اللواء علي جاسم الغريري / قائد شرطة بغداد وبمشاركة متميزة لرئيس الجلسة العلمية الاستاذ الدكتور خليل ابراهيم رسول /مشرف قسم الدراسات الاجتماعية ومقرريه الدكتورة هديل سعدي موسى ومشاركة السادة الاساتذة ادناه:
- اللواء الدكتور سعد معن مدير العلاقات والاعلام والمتحدث الرسمي لوزارة الداخلية بعنوان ((الاساليب الامنية للقضاء على ظاهرة التسول)).
- العميد الدكتور عدنان حمود سلمان مدير شرطة احداث بغدادبعنوان((مكافحة ظاهرة جنوح الاحداث والحد منها)).
- الاستاذ المساعد الدكتور رسول مطلق / استاذ في جامعة بغداد كلية الآداب بعنوان(( التسول وحواضنه البيئية دراسة ميدانية)).
- الاستاذ الباحث قاسم الدباغ/ رئيس باحثين اقدم في بيت الحكمة ، بعنوان (( التسول ليس فقراً)).
وبحضور متميز لكوكبة من القيادات الامنية ونخبة طيبة من السادة الأساتذة الأكاديميين في كلية الآداب/ جامعة بغداد / قسم علم الاجتماع ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية وباحثين من وزارة التخطيط.
ضمن منهاج اعمال ورشة العمل العلمية بدأت بالسلام الجمهوري ثم بقراءة آية من الذكر الحكيم للشيخ حسن العبودي وبعدها الوقوف لقراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء العراق ، ثم جاءت كلمة قائد شرطة بغداد اللواء علي جاسم الغريري مباركاً للحاضرين مولد النبي محمد ( صلى الله عليه وال وسلم) تزامناً مع يوم بغداد.
ان ظاهرة التسول قد تفشت في بغداد ويعد السبب الجوهري هو الفقر والبطالة من اهم الاسباب التي ادت الى انتشار هذه الظاهرة، واليوم يجتمع محوران مهمان الا وهما المحور الأمني مع المحور الاجتماعي والنفسي وهذا ما نأمل من السادة الباحثين بالخروج بمعالجات وتوصيات نضعها موضع التنفيذ ستخرج بها الورشة العلمية.
بعدها جاءت كلمة الاستاذ الدكتور خليل ابراهيم رسول مشرف قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة ، نحن اليوم امام ظاهرة اجتماعية مدانة استفحلت مع مرور الزمن في العراق ولم تعد ظاهرة فردية بل استخدمت من اشخاص اخرين ظهروا على شكل مافيات ترعى المتسولين وبمختلف الاعمار ،ومع ان التسول ظاهرة عالمية لا تكاد دولة تخلوا منها، لا تختلف في جوهرها عن غيرها من دول العالم، الانها مختلفة الاساليب ففي المجتمعات الأوربية يلجأ المتسولون الى العزف على الآلات الموسيقية، او أساليب أخرى لكسب عطف الناس.
ان سيكولوجية المتسول لا تختلف عن سيكولوجية المتخلف نفسياً ، والتخلف النفسي نمط من الوجود ، وأسلوب في الحياة ينبت في كل حركة او تصرف وفي كل ميل او توجه وفي كل معيار او قيمة .وسوف اترك الحديث للأساتذة والمحاضرين الأفاضل لعرض الجذور والمعالجات لهذه الظاهرة.
- اللواء الدكتور سعد معن / الجانب الامني((الاساليب الامنية للقضاء على ظاهرة التسول)) كان ولا زال لقيادة شرطة بغداد دورها المتميز في القضاء على ظاهرة التسول في بغداد وهذا التعاون العلمي ثمرة من ثمار الحملة ضد التسول في بغداد، وألان نعتقد ان الظرف مؤاتي لإيصال صوتنا الى الحكومة والبرلمان العراقي نحن بحاجة الى حزمة من القوانين الجديدة.عن ظاهرة التسول . وارتباطها بالأمن الوطني .
تساءل السيد اللواء هل نحن بحاجة الى مادة قانونية جديدة ؟ ام الى الاليات المحددات للدراسات الموضوعية ، ان خيبة الامل بأن هنالك منظومة قانونية قضائية تتعهد بالردع الا أنها غير محدثة ؟ فما هو العلاج ؟وهل المؤسسات كافية لتأهيل المتسول؟
البحث الثاني: عنوان ((مكافحة ظاهرة جنوح الاحداث والحد منها)) العميد الدكتور عدنان حمود سلمان ، فقد تطرق الباحث الى قضية جنوح الاحداث فهي ظاهرة اجتماعية حديثة نوعا ما من حيث نطاق اتساعها ، واخذها صفات الظاهرة وما لها من خصائص وعوامل واسعة الانتشار في مجتمعاتنا الحديثة والتي أسهمت بشكل كبير في نمو هذه الظاهرة التي كانت نتاج التغيرات الاجتماعية التي صاحبت تغير تلك المجتمعات.وبالتالي فان معالجه هذه الظاهرة والحد منها هو
جزء من صورة كاملة يجب ان تتظافر فيها كل الجهود على نطاق المجتمع المدني الذي تستلزم سياسة جنائية واجتماعية هادفة تقع امامها كل التحديات في سبيل القضاء على تلك الظاهرة الخطيرة.بدءاً من الاسرة والمدرسة ووسائل الاعلام وصولا الى سياسة الدولة العامة وهذا لن يكون في معزل عن الدراسات والأفكار العلمية التي يتصدرها المهتمون بهذه الظاهرة من مختلف الاختصاصات الانسانية والقانونية.
ويعرف الباحث الجنوح هو صدور فعل عن الحدث في سن يحدده القانون لا تقل عن سن التمييز ولا تتجاوز سن الرشد ، وان يقر هذا الفعل من قبل الجرائم التي نص عليها القانون وان يثبت ارتكاب الفعل امام القضاء، كما يعرف الجنوح على انه ارتكاب الإحداث لإعمال تتنافى مع العرف والتقاليد والسلوك الاجتماعي والاخلاقي السوي نتيجة اضطراب البيئة الاجتماعية المحيطة به التي تسبب لهم عدم اطمئنان او اضطراب اجتماعي يدفعهم الى ارتكاب الفعل الجانح.
وبعدها تطرق الباحث الى ظاهرة التسول التي تعد ظاهرة اجتماعية خطيرة تهدد المجتمع وتنشر البطالة وقد عانت منها الدول الفقيرة التي تعرضت الى الحروب والازمات .وقد يدفع المتسول الى ارتكاب الجرائم لان التسول انحراف يجر إلى انحراف اكبر.ولذلك من أهم أسباب انتشار التسول هي: انتشار آفة الفقر الشديد في المجتمع وانشار البطالة وضعف الثقة برزق الله تعالى وغياب التكافل الاجتماعي بين الافراد وغياب العدالة الاجتماعية وأيضاً التقاعس والكسل عند البعض وعدم سعي البعض بإيجاد فرصة عمل حقيقية .
ولعلاج ظاهرة التسول لابد ان تتوفر عدة نقاط منها:
1- تطبيق قوانين صارمة تجرم المتسولين المحتالين وفرض غرامات على كل من يتكفلهم وتكون الغرامات تصاعدية لتجنب التكرار.
2- ترغيب الناس بالعمل الشريف والرزق الحلال .
3- تحقيق التكافل الاجتماعي.
ومن وسائل التكافل الاجتماعي الزكاة المفروضة والصدقات الواجبة والصدقات التطوعية .
تناول عمالة الإحداث في العراق فقد مر بلدنا بظروف قاهرة من حروب ونزاعات وتهجير ونزوح مما اثر سلبا على المجتمع العراقي عموما وعلى الأسرة العراقية وخصوصا الاحداث فقد تعرضت شريحة الاحداث لظروف قاسية جدا ابتداء من التهجير والنزوح مرورا بتحمل هؤلاء الاحداث مسؤولية عوائل كاملة نتيجة لفقدان المعيل الوحيد للأسرة مما اضطر الحدث الى النزول الى الشارع.
وبين الباحث دور الوزارات في احتواء الاحداث ومنع جنوحهم بتوصيات تضع امام الوزارات:
1- وزارة الصحة : حيث ينبغي لوزارة الصحة تشكيل لجان وفرق جوالة تزور فيها مخيمات المجتمع والاماكن التي تكثر فيها الفقراء والأماكن العشوائية لإبداء المساعدات الطبية.
2- وزارة التربية: وذلك بقيام الحملات التوعية في المدارس المتوسطة والاعدادية والقاء المحاضرات حول ظاهرة التسرب بين المدارس.وتنبيه اولياء امور الطلبة بضرورة متابعة اولادهم خصوصا في هذا السن الحرج.واعادة العمل بالمشرف الاجتماعي في المدرسة وتفعيل دورة وتخصصه.
3- وزارة العمل والشؤون الاجتماعية: ان هذه الوزارة تضطلع بدور مهم وكبير في اصلاح شريحة الاحداث من خلال تدريبهم وإعدادهم رجالاً نافعين ومواطنين مدربين .من خلال انشاء دور رعاية جديدة وحديثة وفق التصاميم العالمية لايواء الإحداث من الإناث والذكور في دور المشردين، والسعي لتزويج البعض بعد توفير العمل المناسب وتأمين بيوت واطئة الكلفة بالتعاون مع وزارة الاعمار والاسكان وانشاء مصانع عملاقة تمتص الايادي العاطلة .
4- وزارة الداخلية: ان دور وزارة الداخلية في الحفاظ على امن المجتمع يتم من خلال الحفاظ على ارواح وممتلكات المواطنين والممتلكات العامة.ويتمثل دور وزارة الداخلية من خلال :
- دور قيادة شرطة بغداد.
- دور مديرية شرطة احداث بغداد في مكافحة جنوح الاحداث.
البحث الثالث: للباحث قاسم الدباغ ((التسول ليس فقراً))
فالتسول هو طلب مساعدة مالية نقدية أو عينية من الآخرين، من خلال استجداء عطفهم وكرمهم أما بسوء الحال أو العاهات أو بالأطفال وبغض النظر في صدق المتسولين أو كذبهم.
من المظاهر التي تعد الأكثر انتشاراً بين المجتمعات المختلفة بإشكالها ومستوياتها الثقافية والمادية هي ظاهرة التسول وذلك لقدرتها في إمكانية التخفي والتمحور بشتى الإشكال والطرائق تبعاً للوضع البيئي لذلك المجتمع.
تطرق الباحث الى أنماط التسول: هناك نوعان من أنماط التسول قد يصعب التفريق بينها بسهولة وهما:
- التسول الظاهر : وهو ما تمت الإشارة إليه في تعريفينا السابق وما هو شائع بين مختلف الناس.
- التسول المقنع: هو التسول المنسق وراء أنشطة أخرى مثل بيع السلع الصغيرة أو أداء بعض الخدمات البسيطة لقاء تعويض مادي.
كما هناك أنواع أخرى من التسول تحصل في أوقات متفاوتة مثل التسول الموسمي في مناسبات دينية أو جماهيرية وهناك تسول عرضي كان يدعي المتسول انه فقد فلوسه في حادث أو أصيب بحادث وغيرها.
اسباب التسول:
يمكن التأكيد على إن الدافع الأساسي للتسول على الغالب مصدره الفقر بصورة عامة، دون التطرق للمسببات الأخرى والتي تصب في نفس المجرى لمسببات التسول ألا وهو الفقر ، ويشمل ذلك كل إشكال الفقر الفرعية الأخرى كالبطالة أو درجة الحرمان أو التشرد وغيرها.
وقد تحدث الباحث عن التشرد حيث ان كثيرا ما يتم الخلط مابين مفهوم التشرد ومفهوم التسول واعتبارهما وجهان لعملة واحدة ، دون الانتباه ألي الفروق الجوهرية بينهما في الشكل والأسلوب مما سبب المزيد من المعاناة للمتشردين على كونهم متسولين.
وخرج الباحث ببعض المقترحات والتوصيات حول الموضوع وهي:
1- الامتناع عن تقديم أي مساعدة مالية لأي متسول مهما كانت مظاهره التي تثير على الشفقة .
2- مشاركة وزارة الداخلية في متابعة وملاحقة المتسولين سواء من كان بشكل ظاهري أو متخفي، وضمن إجراءات قانونية صارمة ومستمرة .
3- للأعلام الدور الفاعل في توعية الناس في خطورة ظاهرة التسول، والتأكيد على عدم التعاطف مع المتسولين مع ما يبدون من مظاهر تدعو للإشفاق عليهم.
البحث الرابع: للدكتور رسول مطلق بعنوان (( التسول وحواضنه البيئية دراسة ميدانية)).
يمكن القول بان الحالات المنحرفة كالتسول او الجريمة لها مفاهيم وواقع ايجابي مثلما لها وظيفة ووقع سلبي. فوظيفتها الايجابية تتمثل في انها تُشعر المجتمع بانه يعاني من مرض او خلل ما في احد وظائف او اعضاء الجسم وليس ثمة انسان لا يشعر بالالم او المرض وبالنتيجة ليس ثمة مجتمع بلا حالات منحرفة. وقد نبه الى تلك الحقيقة واشار اليها في كتاباته عالم الاجتماع الفرنسي (اميل دور كهايم) في كتابه ( قواعد المنهج في علم الاجتماع)وان علاقة الفقر بالامن الانساني تبدو اكثر وضوحا في المجتمعات المأزومة حيث تتعطل او تدمر المقومات الذاتية للتنمية ، بما في ذلك راس المال البشري وراس المال المادي، او تدهور الاوضاع الصحية والتربوية وتراجع دور السلطة المركزية وتفاقم المشكلات الاجتماعية وانتشار الفقر.واليوم هناك من يرى في الفقر والتسول ثقافة يعيد انتاج ذاته عن طريق التنشئة الاجتماعية من جيل لاخر كما يرى اوسكار لويس.
ان قانون العقوبات حريص على التعامل مع المتسول بانصاف بالرغم من العقاب الرادع الوارد في المادة (1/390) حيث جاء فيها ( يعاقب بالحبس مدة لاتزيد عن شهر كل شخص اتم الثامنة عشر من عمره وكان له مورد مشروع يعيش منه او كان يستطيع بعمله الحصول على هذا المورد وجد متسولا في الطريق العام او في المحلات العامة او دخل بدون اذن منزلا او محلا ملحقا به لغرض التسول وتكون العقوبه بالحبس مدة لا تزيد عن ثلاثة اشهر اذا تصنع المتسول الاصابة بجرح او عاهه)) اما بالنسبة للمتسول الذي لم يتم الثامنة عشرة من عمره فقد نصت الفقرة الثانية من المادة نفسها( اذا كان مرتكب هذه الافعال لم يتم الثامنة عشرة من عمرة تطبق بشأنه احكام مسؤولية الاحداث في حاله ارتكاب مخالفة ) ويعني ذلك ان التسول حاله حال الجرائم الاخرى.
المزيد من الاخبار