تفاصيل الخبر
جهود العراقيين في تحقيق المخطوطات
2015-10-28
جهود العراقيين في تحقيق المخطوطات
عقد بيت الحكمة قسم الدراسات التاريخية بالتعاون مع مركز إحياء التراث العلمي العربي – جامعة بغداد؛ وكلِّية الآداب – الجامعة العراقية؛ ندوة علمية بعنوان : (جهود العراقيين في تحقيق المخطوطات)، يوم الأحد الموافق 18/10/2015م، في قاعة الأستاذ الدكتور رشيد العبيدي في كلِّية الآداب / الجامعة العراقية.
رئيس الجلسة الأستاذ المساعد الدكتور عبد الجبار ستار البياتي /كلِّية الآداب – الجامعة العراقية وبمقررية الدكتور حيدر قاسم التميمي
البحوث المشاركة :
1- المخطوطات.. بين الأصالةِ والتغريب
للباحث الأستاذ الدكتور خليف عبود الطائي/ كلِّية الآداب – الجامعة العراقية
بيّن الباحث خلال بحثهِ إلى جَمْع كلِّ ما يتَّصل بالمخطوط العربي مِن علومٍ وقضايا في علم واحد، هو: "علم المخطوط العربي"، مُحاوِلاً رَسْمَ صورةٍ مُتكامِلة مُتناسِقة لهذا العلم، تُحَدِّد معالِمَه، وتضبط حُدُودَه، وتُجَلِّي مجالات دراستِهِ، وقضايا اهتمامه، بما يُعد مُحاولةً رائدةً في التأصيل والتقعيد لهذا العِلْم الناشِئ. وقد أبان الباحث عن هذهِ الغاية في تَمْهيدهِ الذي ألقاه، بتَصْرِيحه أنَّ علْم المخطوط العربي ما زال يَبْحَثُ عن هُويَّة، وأنَّه يحتاج إلى تأصيلٍ وتحديدٍ دقيق، يُوَضِّحُ صُورتَه في أذْهان الباحثين، ويُقيم حوله الأسْوار التي تَمْنع مباحثه مِنْ أن تَتَشَتَّت بين العُلُوم، هذا برغم من كثْرة ما صدر عن المخطوطات العربيَّة وقضاياها من مؤلَّفات.
ووضح الباحث إنَّه يرجو من هذهِ الدراسة "أن ترْسم لعِلْم المخطوطات العربي صورةً واضحة المعالِم، دقيقة الأبعاد، نستجلي منها محاورَه الأساسية، والقضايا التي يُناقشها، أو التي ينبغي أن يتناولها بالدِّراسة، صورةً تقتصر على هذا العلم دون سواه، وتخلو من أيِّ تزيُّدٍ لا لزوم له". كما عَمَد الباحث إلى تعريف المخطوط لغةً واصطلاحاً، ونبَّه إلى أنَّ وصف المخطوط بالعربي يعني: عروبةَ اللسان، لا عروبة الجنس أو المكان، ثُمَّ تحدَّث عن أهمية التُراث المخطوط للأُمم عامة، ولأمَّتنا خاصة، وأنَّ تراثنا امتازَ بأنَّه أطول عُمراً، وأضخم عدداً، وأشد تنوعاً، وأقوى انتشاراً، وأكثر أصالةً مِنَ التراث المخطوط لأيَّة أمَّة أخرى؛ وذلك نتيجةً للبُعد الزماني والمكاني والحضاري.
2- حقيقة المدرسة التأريخية العراقية
للباحث الأستاذ المساعد الدكتور عبد الله حميد العتابي /رئيس مركز إحياء التراث العلمي العربي
وضح الباحث أنَّ تطور الكتابة التأريخية يُعد مكوناً لجزء حيوي من التطور الثقافي.. فالروايات المُبعثرة في الأخبار والحديث والأنساب صارت تُجمع من قبل المُحدِّثين بصورةٍ شفوية، إلاَّ أنَّ التاريخ لم يظهر بصورةٍ ثابتة إلاَّ حين بدأ استعمال الكتابة لحفظ الأخبار والروايات. وقد كانت المرحلة الأولى في نشأة التاريخ محلِّية بالدرجة الأولى ومحدودة تقريباً في نطاقها، ففي المدينة - مهد الإسلام- انصبَّ الاهتمام على السيرة وعصر الخلفاء الراشدين وفي الكوفة والبصرة اتجه الاهتمام إلى الفعاليات القبلية والفتوحات، ولكن إطَّراد أثر المبادئ والأفكار الإسلامية وتغلغلها في المجتمع على حساب الآراء القبلية والإجتماعية المحليَّة، يوضِّح حصول تطورات ثقافية جديدة، مثل ازدياد أهمية الإسناد وانتشار استعمالهِ في الرواية وتركيز الشعور بوحدة الأمَّة وأهمية خبراتها المتصلة، وعندئذٍ بدأ الجمع المُنظَّم للأخبار والروايات التأريخية، وكذلك للحديث من الأمصار المختلفة والاتجاه نحو كتابة تواريخ عامة بعضها ينطوي على نظرةٍ عالمية للتاريخ قبل الإسلام.
3- بشَّار عوَّاد معروف.. ومنهجه في تحقيق المخطوطات
للباحث الأستاذ المساعد الدكتور عبد المجيد ناصر محمود الخطيب/ كلِّية الآداب – الجامعة العراقية
وضح الباحث منهج الأستاذ الدكتور معروف في تحقيق المخطوطات العربية والإسلامية طوال مسيرة حياتهِ العلمية. مشيراً إلى أنَّ الكتابة عن هؤلاء الأعلام ليست مفيدة من الناحية العلمية فحسب، بل هي عبارة عن دافع لطلبة العلم ليحذوا حذوهم ويتحملوا الصعاب الجسام من أجل تحصيل العلوم، ويتحملوا ما تحملته هذهِ النُخبة المباركة من العلماء. كما أشار إلى أنَّ الدكتور معروف قد بيَّن أنَّ علم تحقيق النصوص يهدف إلى تقديم نصٍّ صحيح مطابق لما كتبه مؤلِّفه وارتضاه في آخر حياتهِ، وتوثيقه نسبةً ومادةً، والعناية بضبطهِ وتوضيح دلالاتهِ التي قصدها مؤلِّفه.
كما نقل الباحث قول الدكتور معروف بأنَّ "هناك اختلاف بين المُحقِّقين في نشر التراث العربي، حيث يرى القسم الأول منهم الاقتصار على إخراج النص مصححاً مجرداً من كلِّ تعليق؛ ويرى القسم الثاني أنَّ الواجب يقضي توضيح النص بالتعليق على كلِّ صغيرة وكبيرة حتى يكون كالشرح لذلك النص". وبيَّن أنَّ كتباً كثيرة أخرجها كِلا القسمين مليئة بالأخطاء، لذلك كان منهجه كما يصفه بقولهِ: "لقد بيَّنتُ في غير موضع أنَّ التعليق الذي لا بدَّ منه هو ذاك الذي يتوصل بهِ المُحقِّق إلى ضبط النص من حيث تنظيم مادة النص بما يُظهر معانيه ويوضِّح دلالاتهِ، وتقييده بالحركات الضرورية التي تؤدِّي إلى قراءةٍ صحيحةٍ وما يستلزمه كلَّ ذلك من الرجوع إلى الكتب المعنية بهذا الفن، وتثبيت الاختلافات المهمة بين النَّسخ والترجيح بينها وما يحتاجه من تعليق يُعلِّل بهِ ذلك الترجيح، بالرجوع إلى موارد مؤلِّف النص سواء صرَّح بها أم لم يُصرِّح وتأكَّد للمُحقِّق أنَّه رجع إليها، والعناية بإثبات الاختلافات الجوهرية بين تلك الموارد وبين نصِّ المؤلِّف، وكذلك الرجوع إلى المؤلَّفات التي نقلت عن النص المُراد تحقيقه ومقابلتها مع النص المُراد تحقيقه وخصوصاً فيما يتصل بالناقلين المتقنين، وكلَّ هذا العمل من أجل خدمة النص وتوثيقهِ وتصحيح نسبته".
4- من أعلام المدرسة العراقية.. حاتم صالح الضامن (1938-2013).. سيرةً وعطاء
للباحثة الدكتورة إيمان صالح مهدي/ كلِّية الآداب – الجامعة العراقية
بيَّنت الباحثة أنَّ لهذا العلم من أعلام المدرسة العراقية في تحقيق المخطوطات كتاب "المنهج الأمثل في تحقيق المخطوطات" أو "المدرسة العراقية في تحقيق المخطوطات"؛ وتوجد له نسختان خطية ومطبوعة؛ ويُعد "المنهج الأمثل" الأسلوب الأنسب الذي ارتآه العلامة الأستاذ الدكتور حاتم الضامن رحمه الله تعالى، وهو عبارة عن كرَّاس صغير وضَّح فيه أبرز وأهم الخطوات في تحقيق المخطوطات. واسم المؤلَّف الأصلي في البداية كان "المدرسة العراقية في تحقيق المخطوطات" لكنه رحمه الله تعالى ارتأى أن يُسمِّيه "المنهج الأمثل في تحقيق المخطوطات" لاعتباراتٍ عدَّة وتواضعاً منه.
وقد تتلمذ على يديهِ وتعلَّم أصول هذهِ المدرسة طلبة كثر ومن بلدانٍ عدَّة، وكان آخرهم في ماليزيا، حيث عُقدت له يرحمه الله تعالى دورة تدريبية حاضر من خلالها منهجه في تحقيق المخطوطات على نُخبة من الطلبة والباحثين والأساتذة على هامش مؤتمر مخطوطات علوم القرآن والتفسير الذي عقده مركز بحوث القرآن بجامعة ملايا – ماليزيا بالتعاون مع بيت الحكمة – العراق، وذلك في العاصمة الماليزية كوالالمبور في أغسطس 2012م، والتي أجاز بعدها يرحمهُ الله تلميذه الدكتور صالح محمد زكي اللهيبي بالمنهج الأمثل في تحقيق المخطوطات، وكانت قد عُقدت له يرحمه الله قبلها دورة تدريبية مشتركة في العام نفسه مع المُحقِّق الأستاذ الدكتور بشَّار عواد معروف في المنتدى الإسلامي في الشارقة. كما تناولت الباحثة خلال إلقاء ورقتها البحثية أبرز ملامح المنهج العلمي الذي اتبعه الدكتور الضامن خلال عمله على تحقيق المخطوطات العربية والإسلامية.
5- الموازنة بين طبعتين علمية وتجارية لكتاب "نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة" للتنوخي (ت384هـ).
للباحثة الدكتورة آلاء نافع جاسم/ مركز إحياء التراث العلمي العربي – جامعة بغداد –
وضحت الباحثة في البدء أنَّ من أهمِّ أسباب إعادة تحقيق المخطوطات لأكثر من مرة إنَّما يصدر مراعاةً لأصول وقواعد هذا العلم؛ كما هو الحال مع إغفال المُحقِّق عن مقابلة نسختهِ بالنُسخ الأخرى إن وجدت لها نُسخ متعددة لأجل ضبط النص وإستكمالهِ من السقط؛ وإن وجد في النُسخة المُحقَّقة تصحيف وتحريف بمتن الكتاب قد أثَّر عليه أو إن أخطأ المُحقِّق في تحقيق عنوان الكتاب أو نسبتهِ إلى غير مؤلِّفهِ؛ كذلك فإنَّ من الممكن إعادة التحقيق في حالةِ عدم وجود تخريجات في النُسخة المُحقَّقة الأولى، كتخريج الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية أو الأماكن أو الأعلام أو الأبيات الشعرية... إلخ؛ وفي بعض الأحيان لأهمية الكتاب يكون من الممكن إعادة تحقيقهِ مع إضافة بعض الشروحات من قبل المُحقِّق؛ أو عدم وجود دراسة علمية تخدم الكتاب، كالفهارس والمصادر والمراجع لكي يخرج العمل بالشكل الصحيح والمتكامل.
وبيَّنت الباحثة أنَّ كلَّ كتاب لم يستكمل شروط التحقيق العلمية يُعد غير مُحقَّق، لذا فمن الممكن إعادة تحقيقهِ ونشرة مع مراعاة شروط التحقيق التي تقوم على الدراسة العلمية للكتاب؛ دراسة حياة المؤلِّف وعصرهِ؛ ضبط النص بالطرائق الحديثة في الكتابة؛ تخريج النصوص؛ التعريف بالأعلام والأماكن والمواضع؛ المقابلة بين النُسخ وتدوين الاختلافات؛ وضع الفهارس التفصيلية؛ إدراج مصادر الدراسة والتحقيق...
6- دراسة في تحقيق كتاب التكملة لوفيات النقلة لزكي الدين المُنذري
للباحثة الدكتورة زينب كامل كريم/ كلِّية الآداب – الجامعة العراقية
بيّنت الباحثة المسيرة العلمية لمُحقِّق هذا الكتاب، وهو الأستاذ الدكتور بشَّار عواد معروف، ذاكرةً أنَّه "بَشَّار بن عَوَّاد بن معروف بن عبد الرزاق بن مُحمَّد بن بكر العُبَيْديُّ البَغْداديُّ الأعظميُّ. ولد في غرة شعبان سنة 1359هـ الموافق 4/9/1940م، في بلدة الأعظمية. نشأ أستاذنا نشأةً إسلامية منذ نعومة أظفارهِ، إذ اعتنى بهِ والده المحامي عوَّاد معروف فأقرأه القُرآن في صغرهِ، ودخل المدرسة الابتدائية سنة 1947، والثانوية سنة 1954، وتخرج فيها بتفوق سنة 1960، والتحق بقسم التاريخ في كلِّية الآداب بجامعة بغداد وتخرج فيها سنة 1964. وفي تلك المدة تعلَّم على عددٍ من علماء العراق البارزين منهم: عَمَّه الدكتور ناجي معروف الذي كان من رجالات العهد الهاشمي البارزين في العراق؛ والدكتور عبد العزيز الدوري؛ والدكتور صالح أحمد العلي؛ وأولوه عناية خاصة. ثمَّ التحق سنة 1964 طالباً في دراسة الماجستير في دائرة التاريخ والآثار بجامعة بغداد، واختار كتاب "التكملة لوفيات النقلة" للحافظ زكي الدين المُنذري (دراسةً وتحقيقاً) موضوعاً لهذهِ الدراسة بإشراف الأستاذ الدكتور جعفر حسين خصباك. واتصل آنذاك اتصالاً قوياً بالعلاَّمة المُحقِّق الدكتور مصطفى جواد، فلازمه ودرس عليهِ علم تحقيق النصوص، وترك بصماتٍ واضحة في شخصية أستاذنا، ظهرت بجلاء في تحقيقهِ لكتاب "التكملة" سنة 1967م، ومُنح مرتبة الامتياز. وفي أثناء ذلك حصل على منحةٍ من جامعة هامبورغ الألمانية لتعلُّم اللغة الألمانية ليُعيَّن معلماً للغة العربية في الجامعة المذكورة، وتعلمها سنة 1965م. وفي سنة 1976م نال مرتبة الدكتوراه من كلِّية الآداب بجامعة بغداد عن رسالتهِ الموسومة بـ: "الذهبي ومنهجه في كتابه تأريخ الإسلام". أمَّا بالنسبة لأبرز مؤلَّفاتهِ: "أثر الحديث في نشأة التأريخ عند المسلمين"؛ "المُنذري وكتابه التكملة"؛ "الذهبي ومنهجه في كتابهِ تأريخ الإسلام"؛ "ضبط النص والتعليق عليه"؛ "تحقيق النصوص.. بين أخطاء المؤلِّفين وإصلاح الرواة والنُسَّاخ والمُحقِّقين"؛ وغيرها.
المزيد من الاخبار