ندوة الأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري مؤرخاً ومفكراً الأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري مؤرخاً ومفكراً
2011-01-31
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري
مؤرخاً ومفكراً
الندوة التي عقدها قسم الدراسات التاريخية ـ بيت الحكمة
عقد قسم الدراسات التاريخية في بيت الحكمة بالتعاون مع قسم التاريخ في كلية الآداب / جامعة بغداد ندوةً علميةً بموضوع: (الأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري... مؤرخاً ومفكراً)، والتي كانت بواقع جلستين، ترأس الجلسة الأولى من هذه الندوة الأستاذ الدكتور صادق حسن السوداني وشارك فيها الأستاذ الدكتور فلاح حسن الأسدي والأستاذ الدكتور محمود عبد الواحد محمود والأستاذ الدكتور جميل موسى النجار من خلال بحوثهم ودراساتهم ومقررية المدرس المساعد محمد جبار الجمّال. أما الجلسة العلمية الثانية فترأسها الأستاذ الدكتور حسين داخل البهادلي وشارك فيها الأستاذ الدكتور مرتضى حسن النقيب والأستاذ الدكتور طارق نافع الحمداني والأستاذ الدكتور أسامة عبد الرحمن الدوري ومقررية السيد حيدر قاسم التميمي. وكان حضور الندوة متمثلاً بكوكبة من الأساتذة والباحثين وطلبة الدراسات العليا ممن أغنوا البحوث المطروحة خلال الندوة بملاحظاتهم وتعقيباتهم وإضافاتهم البنّاءة. وقد عُقدت الندوة على قاعة قسم التاريخ – كلية الآداب، يوم الأثنين المصادف 31/1/2011م.
ابتدأت الندوة بالتعريف بأهمية الندوة من قبل أ.د. صادق حسن السوداني رئيس الجلسة حيث تضمن حديثه تذكير الحضور بأعلام المؤرخين العراقيين الذين خدموا العملية الأكاديمية في العراق مثل طه باقر وزكي صالح .
كما طالب بيت الحكمة بالاستمرار بذلك التوجه بالاهتمام بهذه الكوكبة المضيئة من المؤرخين العراقيين .
أ.د. طارق نافع الحمداني:
عنوان بحثه الدكتور عبد العزيز الدوري والمؤرخون العراقيون.
حاول الباحث من خلال الورقة التي قدمها للحاضرين الكرام تحديد الإطار العام والخاص للمدرسة التاريخية محاولاً الإجابة عن التساؤل المركزي الآتي :
هل توجه مدرسة عراقية تاريخية؟!
ذكر الباحث في مضمون ورقته القيمة أن هنالك جملة من المعوقات التي لا تسمح بقيام مدرسة تاريخية عراقية أبرزها إن معظم المؤرخين العراقيين يعكسون مناهج وإيديولوجيات مختلفة .
مع ذلك فقد ذكر الباحث أن هنالك بعض المحاولات الرائدة في هذا المجال وهنا وصل الباحث في ورقته إلى الفكرة الأساسية لبحثه ألا وهي: مدى تأثر المؤرخ عبد العزيز الدوري بالمدرسة الفرنسية؟
استعان الباحث ببعض الأعمال التاريخية للمؤرخ عبد العزيز الدوري متوصلاً إلى نتيجة أن المؤرخ المذكور هو نفسه لم يؤيد قيام أو وجود مدرسة تاريخية قائمة بذاتها .
بعد ذلك قسم الباحث المؤرخين العراقيين إلى ثلاثة أجيال مثل المؤرخ عبد العزيز الدوري الجيل الأول منها .
يعتقد الباحث أن عدم قيام مدرسة تاريخية عراقية يرجع لعدم وجود دعم حكومي أو غيره للباحثين وكذلك مغادرة العديد منهم إلى بلدان أخرى . ناهيك عن عدم وجود نشاط مشترك بين المؤرخين لتكوين مدرسة تاريخية .
أ.د. أسامة الدوري:-
عنوان بحثه : " مفهوم الأمة العربية في كتابات عبد العزيز الدوري "
يمكن تلخيص ابرز النقاط التي أثارها الباحث بالنقاط التالية :
1. موقف عبد العزيز الدوري من موضوع الهوية العربية التي يرى الباحث أن الدوري كان يثق بتماسك وقوة الهوية العربية بسبب قوة واستمرار روافدها أبرزها القرآن واللغة العربية .
2. صنف الباحث كتابات الدوري بأنه كتب في الحقول الاقتصادية والاجتماعية لكنه أخذ يهتم بالإيديولوجيات والفكر العربي .
3. مصطلح " الأمة " في رؤية عبد العزيز الدوري كينونه عضوية أما " الدولة " فهي مفردة قابلة للتغير والتطور بخلاف الأمة .
4. إقتران مصطلح " الأمة " بمصطلح " الهوية " في كتابات المؤرخ عبد العزيز الدوري في معنى واحد .
5. يعتقد الباحث أن عبد العزيز الدوري من المؤمنين بنظرية التحدي والاستجابة لتيونبي.
6. أكد الباحث أن هنالك جملة من التحديات الفكرية التي آمن عبد العزيز الدوري بخطواتها على المضامين الفكرية للنهضة العربية وهي نتيجة إفرازات العولمة التي أكدت الأحداث التاريخية صدق رؤيته في ذلك .
7. كما يعتقد الباحث أن فلسفة عبد العزيز الدوري لم تتركز بالجوانب السياسية والفكرية فقط بل أهتم بالجوانب العلمية والتقنية من خلال اهتمام عبد العزيز الدوري بهجرة العقول العربية إلى الخارج .
خلاصة بحث الباحث أن الاهتمام التاريخي للمؤرخ عبد العزيز الدوري تضمنت جوانب غنية ومتنوعة .
كما ركز الباحث على تبيان أهمية احد كتب عبد العزيز الدوري المهمة وهو :- تكوين الأمة مستعرضاً جوانبه المهمة مركزاً على أهمية ما عرضه المؤرخ عبد العزيز فيه لاسيما الخاصة بالتكوين الإيديولوجي والفكري للأمة العربية . كما أكد الدوري في رأي الباحث على موضوع التحدي والتصادم الثقافي .
وأخيرا ابرز الباحث الاستنتاج الذي توصل إليه المؤرخ عبد العزيز في كتابه المذكور ولا وهو عدم وجود عنصرية في المضامين الفكرية للعرب ؟
أ.د. فلاح الاسدي:
عنوان بحثه :- دراسة في كتاب الدوري " التاريخ الاقتصادي للعراق في القرن الرابع الهجري "
بين الباحث أن الكتاب موضوع البحث هو في الأصل إطروحة دكتوراه .
بعد ذلك تناول الباحث المنهجية التاريخية والعلمية التي اعتمدها المؤرخ في كتابه المذكور.
حيث بدأ الدوري دراسته المذكورة بتحديد البيئة الجغرافية والاجتماعية للسكان في العراق للفترة المذكوره .
يمكن تلخيص ابرز النقاط التي أثارها الباحث عن الكتاب المذكور هي الآتي :-
1. حاول الباحث إعطاء صورة دقيقة لطبيعة الضرائب التي كانت تستحصل في العراق خلال العهد المذكور من خلال إعطاء مقارنة بسيطة بينها والضرائب التي كانت تستحصل في أوربا في العصور الوسطى .
2. أبرز الباحث الثنائية التي اعتمدها المؤرخ في كتابه المذكور وهي البيئة والإنسان مذكراً الحضور بأسبقية المؤرخ ابن خلدون في ذلك مؤكداً على أهمية هذه الثنائية من خلال إعطائه شواهد تاريخية للشرائع والقوانين العراقية القديمة التي جاءت كتعبير عن بيئتها الجغرافية.
وفي الوقت نفسه عزز الباحث شواهدهِ تلك بصورة مقارنة لما كان يحدث في أوربا حيث أكد على أهمية ربط الجغرافية والطبيعة في تكوين الأمم كما تحدث الباحث عن رجوع المؤرخ في كتاب آخر عن أثر الطبيعة في تكوين العرب من خلال كتابه " تكوين الأمة العربية " كذلك ابرز الباحث ثنائية أخرى آمن بها المؤرخ الدوري هي البداوة والحضارة.
استغرب الباحث من اعتبار المؤرخ الدوري للحمدانيين وبني عقيل بدواً ؟!
كذلك أكد الباحث على أهمية موضوع الإقطاع العسكري الذي عالجه المؤرخ الدوري في كتابه المذكور حيث فتح الدوري أبوابا جديدة في هذا المجال مع ذلك يعتقد الباحث أن الكتاب كان بحاجة إلى تنقيحات مهمة فهو لم يوافق المؤرخ على ربط ظهور حركة أخوان الصفا وحركة الزنج بالعامل الاقتصادي حيث يعتقد الباحث أن هنالك عوامل أخرى مهمة لها الدور في ذلك اجتماعية وفكرية.
بعد ذلك رأى الباحث أن المؤرخ الدوري من المتأثرين بالحوليات أو المدرسة الفرنسية مثل ( هنري بيريه ) وكلودكاهن .
أ.د. جميل النجار :
موضوع بحثه :- الأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري كما عرفته.
ابتدأ الباحث ورقته التي اعتمدت على مشاهداته له واحتكاكه الأكاديمي به حيث يمكن تلخيص ورقته بالنقاط التالية :
شاهدات الدوري بحق النجار التي عكست الإنسانية والعواطف الجياشة التي تمتع بها الدوري .
أ.د. محمود عبد الواحد
عنوان بحثه :- هل تأثر عبد العزيز الدوري ( بالحوليات الفرنسية ) ؟
يمكن تلخيص بحثه بالنقاط التالية :-
1. تساءل الباحث عن إمكانية تأثر مؤرخي آخرين بالمدرسة الفرنسية مثل صالح احمد العلي وغيره من الباحثين .
2. بين الباحثين أن فترة الثلاثينات هي فترة ظهور مدرسة الحوليات الفرنسية جازماً بتأثر عبد العزيز الدوري بهذه المدرسة الكبيرة .
3. بين الباحث المضامين الفكرية التي اعتمدتها المدرسة الفرنسية .
4. قارن الباحث بين ما قدمه المؤرخ عبد العزيز الدوري ومدرسة الحوليات الفرنسية.
بعد ذلك تساءل الباحث عن أسباب وعوامل تأثر الدوري بهذه المدرسة ؟!
مؤكداً في ذلك على عاملين أساسين:-
· دراسة الدوري الأكاديمية التي تمت في أوربا.
· الأوضاع غير الطبيعية التي عاصرها المؤرخ عبد العزيز في العالم العربي.
· تأثر المؤرخ الدوري بالمؤرخ منيورسكي على الرغم من إن الأخير يعكس المدرسة الماركسية لكنه في الوقت نفسه كانت طروحات هذا المؤرخ لا تخلو من تأثيرات فرنسية كما أن طروحات المؤرخ عبد العزيز الدوري خالية من أية تأثيرات ماركسية .
· انشغال الدوري بعلاقة الماضي بالحاضر.
تساءل الباحث عن عدم تطرق المؤرخ عبد العزيز لمدرسة الحوليات الفرنسية في كتبه ومدى تأثره بها ؟!
المداخلات والتساؤلات:
1. أ.د. محمود علي الداود.
2. أ.د. جميل النجار.
3. أ.د. فلاح الاسدي.
4. د. حسين البهادلي .
5. د. محمود القيسي .
د. محمود علي الداود:
بين الباحث عن عمق علاقته بالدوري وطول الفترة الزمنية التي بلغتها والتي من خلالها تحدث بشيء من الإسهاب عن الخلفيات التي تمتع بها الدوري مبرزاً دور الخير في تطور العملية الأكاديمية في العراق حيث نشأت وتطورت كلية الآداب على يديه من خلال إهتمامه بالكفاءات العلمية العراقية كذلك تحدث عن موسوعية الدوري التاريخية والتي كانت السبب في بلوغه هذا الشأو العظيم .
د. جميل النجار:
عقب الدكتور جميل على ما تحدث به الباحث الدكتور طارق الحمداني حيث خالفه في موضوع المعوق بعدم قيام مدرسة تاريخية حيث اكدد على إن المؤرخ الدوري قد بين عدم وجود دراسات تاريخية واسعة وشاملة ثم تساءل الباحث موجهاً سؤاله للباحث أسامة الدوري وهو ما هي أهم معالم الفكر القومي عن الدوري .
د. فلاح الاسدي :
أشار الدكتور فلاح إلى أن المؤرخ الدوري قد أكد على خصوصية التاريخ العربي الإسلامي بين الباحث أن الظروف السياسية والفكرية المعاصرة لمؤرخي الجيل الثاني كانت لاتسمح بأي تحرك في مجال إنشاء مدرسة تاريخية عراقية ناهيك عن عدم قيام جمعية تاريخية عراقية تحتضن المؤرخين العراقيين وتسمح بقيام مدرسة تاريخية .
مؤكداً على ضرورة إحياء الجمعية التاريخية العراقية لكي تأخذ دورها الأكاديمي والتاريخي .
د. محمود:
· عدم تكتل المؤرخين العراقيين في اتجاهات تاريخية واضحة .
· عدم اعتماد المنهجية العراقية على وضع فرضية في كتاباتهم .
د. طارق الحمداني:
وضح الباحث الدكتور طارق انه لم يقصد بالدعم للمؤرخين بالدعم الحكومي.
كما وضح أن ما قصده بالجيل الثالث من المؤرخين العراقيين هم خريجي الكليات العراقية .
د. أسامة الدوري :
وضح الباحث أن صدمة أزمة عام 1929 هي السبب المباشر لظهور المدرسة الفرنسية .
كما أجاب على تساؤل الباحث النجار عن القومية والعروبيه من خلال الأعمال القيمة للدوري التي ركزت على الأفكار القومية العربية مما يعّد امتداداً تاريخياً لفكر ابن خلدون .
كلمة عمر عوض الدوري ابن أخ عبد العزيز الدوري :
شكر الحاضرين وبيت الحكمة وقسم التاريخ في كلية الآداب .
محمد جبار إبراهيم الجمال حيدر قاسم التميمي
مقرر الجلسة العلمية الأولى مقرر الجلسة العلمية الثانية