تقرير ندوة: الفكر الإسلامي .. الواقع والآفاق
2014-06-25
((الفكر الإسلامي .. الواقع والآفاق))
تحقيقاً لأهداف بيت الحكمة في إرساء منهج الحوار بين الثقافات والأديان بما يسهم في ثقافة السلام وقيم التسامح الديني والتعايش بين الأفراد والمجتمعات والحضارات الأنسانية ، عقد قسم دراسات الأديان في بيت الحكمة وبالتعاون مع العتبة الحسينية المقدسة ندوته العلمية الموسومة (الفكر الإسلامي .. الواقع والأفاق) في قاعة خاتم الأنبياء في الصحن الحسيني الشريف ، صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 24/6/2014 ، وقد ترأس الجلسة أ.م.د. أياد كريم الصلاحي وتولى مقرريتها الباحث ماجد حميد ناصر بحضور عدد من المختصين بالفقه والفكر الإسلامي والباحثين والمثقفين.
في خضم الأحداث التي يمر بها بلدنا العزيز والمشاكل التي نواجهها مع أصحاب الأفكار السوداوية جاء الهدف العلمي لانعقاد هذه الندوة من أجل تعميق الحكمة وتصحيح المسارات الفكرية من خلال طرح الأفكار في مجال التقريب بين المذاهب الإسلامية وبين الأديان الأخرى بغية معالجة بعض المشاكل المطروحة على الساحة الإسلامية .ان المعالجةالحياتية لا تنطلق من التاريخ فحسب بل تتعرض إلى الواقع فكل ما نعانيه اليوم من فكر لا إنساني ومن سلوك إرهابي هو نتاج لتاريخ من الانحراف والجهل الآن ندفع ثمنها .
وقد تم من خلال الندوة شرح المفاهيم الإسلامية بطريقة علمية بعيدة عن التطرف والأخذ بمبدأ التقريب والتسامح الإنساني ومناقشة كل ما يدور في مجال العقائد والأفكار الإنسانية التي كان يتخذها النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) في حياته والأئمة الأطهار (عليهم السلام) ، وانعقادها في العتبة الحسينية المقدسة ما هي إلا رسالة لإستذكار الأمام الحسين (عليه السلام) وثورة انتصار الدم على السيف حيث كان سيد الشهداء (عليه السلام) يستهدف إنقاذ الدين من الضياع، وفضح أصحاب الأفكار الضالة إذن فهو قد انتصر حتّى وإن كان الثمن استشهاده.
ويمكن تلخيص أوراق الباحثين الثلاث بالنقاط الآتية :
1. أكد الباحث الدكتور محمد فهد القيسي ببحثه (( المنهج التقريبي الإسلامي المتحقق والتحديات)) بأن أهم المشاكل التي تواجه العالم الإسلامي قديماً وحديثاً هي مشكلة الصراعات والتباعد بين المذاهب الإسلامية، ولاننا نعيش وسط هذا الجو المأزوم، لذا جاءت الحاجة ملحة لتوضيح ماذا يواجه المنهج التقريبي الإسلامي من تحديات واهم الأمور التي تحققت في هذا المجال.
جاءت الورقة البحثية تمهيداً حول توضيح المصطلحات الواردة فيها من قبيل التقريب والمذاهب الإسلامية والوحدة الإسلامية ، ثم لمحة تأريخية عن التقريب الإسلامي وختمت بأبرز التحديات التي يواجهها مشروع التقريب الإسلامي ولعل أهمها كان التحدي السياسي.
2- قدم الباحث الثاني الدكتور علي جاسم الموسوي ببحثه المعنون ((الفكر السياسي في الإسلام)) نبذة عن ورود كلمة الفكر أو التفكّر في القرآن الكريم والسنة الشريفة وأحاديث أهل البيت عليهم السلام ، وتطرق الباحث الى موضوع السياسة في الإسلام حيث أكدّ على انه من غير الممكن الفصل بين الدين والسياسة، فالسياسة بالمفهوم الإسلامي هي: النظام المتكامل المتكفل لتنظيم وإدارة شؤون الأمة بالقانون الكامل والإمام العادل وتهدف الى تحقيق الكمال للخلق وإسعادهم.
3- أما البحث الثالث فكان للدكتور خضير جاسم حالوب تحت عنوان (الفكر الإسلامي بين الواقع والافاق) الذي تطرق فيه إلى أهم التعريفات المتعلقة بمصطلح الفكر الإسلامي لدى علماء المسلمين حيث خلص إلى أنه نتاج ما عن الفكر الإسلامي في كل مؤلفات علماء المسلمين في شتى العلوم الإسلامية .
أمافيما يخص وسائل المعرفة في الفكر الاسلامي فقد أكدّ الباحث على وجوب التمييز بين متبنيات الشهادة بالنسبة للفكر الاسلامي ومثيلتها بالنسبة للفكر الغربي ، إذ يؤكد الأول على أن الشهادة متبنياتها غيبية مرتبطة بالله سبحانه وتعالى منطلقاً من قوله تعالى (وما تدري نفسُ بأي أرضٍ تموت) ، في حين إن الفكر الغربي يرى إن الشهادة مسألة طبيعية معتمدة على العامل النسبي الذي يقرن كل شيء في الكون بالطبيعة وليس للإرادة الإلهية.
التوصيات :
1- إشاعة روح التسامح ليكون التعايش السلمي حقيقي بين العقائد على أسس من التفاهم .
2- وجود نظرية تقوم على أساس الاختلاف كمبنى وليس التوحد في الأفكار
3- الإعداد لمشروع فكري يهدف إلى الوحدة الانسانية .
4- استخدام المنظومة السياسية كعامل معزز للوحدة الدينية وليس العكس.
واختتمت الجلسة بتوزيع شهادات تقديرية على الباحثين والحاضرين
;كتابة :ماجد حميد
تصحيح لغوي : رواء
اخراج فني : حسام خليل