تفاصيل الخبر
دور القطاع الزراعي في تحقيق الأمن الغذائي في العراق
2023-11-13
دور القطاع الزراعي في تحقيق الامن الغذائي في العراق
أقام قسم الدراسات الاقتصادية في بيت الحكمة ندوته الموسومة ( دور القطاع الزراعي في تحقيق الأمن الغذائي في العراق). وذلك يوم الاثنين المصادف13 /11 /2023. لكل من الدكتور أياد كاظم البولاني/ مدير عام دائرة الاستثمارات الزراعية – وزارة الزراعة، والاستاذ فيصل كاظم الساعدي / م. مدير عام دائرة الارشاد الزراعي – وزارة الزراعة وبرئاسة الدكتور فلاح حسن ثويني مشرف قسم الدراسات الاقتصادية في بيت الحكمة و مقررية م.م حسين غازي رشيد / مقرر قسم الدراسات الاقتصادية.
وقد أبتدأ الدكتور البولاني ورقته بالجانب المفاهيمي لموضوع الامن الغذائي مستعيناً بالتعريفات التي وضعتها منظمة الفاو والذي ينص على: حصول جميع الأفراد وفي جميع الأوقات على الغذاء الكافي كماً ونوعا لحياة ملؤها الصحة والنشاط. ومن هنا علينا ان نعرف نحن أين؟ في هذا المجال.
وتنقسم البلدان الى مستويات في هذا الجانب فبعضها من يستطيع تحقيق أمنه الغذائي بالاعتماد على قدراته الذاتية بشكل مطلق والبعض الآخر لا يتمكن من ذلك إلا من خلال الاستعانة بالاستيراد من الخارج.
وأشار الدكتور الباحث الى أهم العوامل التي تؤثر على الأمن الغذائي بصورة عامة ومنها مساحة الأرض الصالحة للزراعة والمناخ ووفرة المياه وعدد السكان ونسبة العاملين والفن الانتاجي والتكنلوجيا المستخدمة في الزراعة ، فضلا عن الدعم الحكومي و التشريعات الملائمة و البنية التحتية المتوفرة للقطاع الزراعي كالأنهار والمبازل ومستودعات التخزين ومعامل التعليب وغيرها.
وفي استعراض سريع للإجراءات الحكومية لتوفير هذه العوامل ذكر الدكتور البولاني أن هناك مشاريع عديدة بدأ تنفيذها للتغلب على المشاكل التي تقف عائقا في توفير هذه العوامل منها زيادة اسعار المنتجات الزراعية الأساسية التي تسوق الى وزارة التجارة وزيادة التخصيصات المقدمة الى المزارعين الذين يستخدمون الري بالتنقيط ،واللجوء الى القرى العصرية من خلال تخصيص 40 دونم لكل متفرغ زراعي مع توفير المتطلبات الاخرى كالتمويل وايصال مياه السقي وغيرها من احتياجات البنية التحتية ، وقد وصل عدد المستفيدين من القرى العصرية الى 720 مهندس زراعي متفرغ مع توفير منظومات الري الحديث.
ثم انتقل الدكتور الى ذكر بعض المؤشرات الخاصة بإنتاجية الارض الزراعية مشيرا الى ان ذلك يعود الى عدة عوامل منها نوعية الارض وطرق الري والبذور المستخدمة وكمية السماد.
واخيراً انتقل الدكتور الى أهم التوصيات التي تضمنتها ورقته وهي كالآتي:
1- ضرورة العمل على زيادة التخصيصات المالية للقطاع الزراعي من أجل النهوض بواقع هذا القطاع الحيوي.
2- ضرورة العمل على سن قوانين استثمار خاصة بالقطاع الزراعي تتماشى مع حجم الخطورة والمنافسة التي يتصف بها.
3- العمل على اكمال وتطوير مشاريع البنية التحتية الخاصة بالقطاع الزراعي ، كجداول الري والبزول والسدود والمخازن المكيفة والصناعات التي تتكامل مع القطاع.
4- توسيع الاعتماد على منظومات الري الحديثة بشكل ينسجم مع شح المياه الناجمة عن التغير المناخي.
بعد ذلك جاء دور الاستاذ فيصل الذي ابتدأ ورقته بإعطاء المفهوم الأكثر شيوعاً للإرشاد الزراعي معرفا إياه بأنه:
(عملية تعليمية مستمرة، غير رسمية، تهدف إلى مساعدة الزراع على تلقي المعرفة واكتساب المهارات وتعديل الاتجاهات بما يتفق مع اهتماماتهم واحتياجاتهم الحالية والمستقبلية لغرض تحسين إنتاجيتهم الزراعية ورفع مستواهم الاقتصادي والاجتماعي).
وحسب رأيه يساهم الإرشاد الزراعي في تحقيق الأمن الغذائي من خلال تزويد المزارعين بالمعرفة ومهارة المطلوبة وبناء قدراتهم وهذا يساهم في زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية وتحسين جودتها وتنويع الإنتاج والحفاظ على البيئة وتمكين المجتمعات المحلية من خلال الاتصال المباشر مع المزارعين. ويكون الاتصال أكثر فعالية عندما يتم تنفيذه بوسائل علمية حديثة وكوادر متدربة تتبناها مؤسسات ذات رصانة علمية وعملية متخصصة. ودائرة الارشاد والتدريب الزراعي (أحد تشكيلات وزارة الزراعة) هي المؤسسة الراعية لجميع فعاليات الاتصال الفعال.
ثم أشار الاستاذ الساعدي الى المهام الرئيسية لدائرة الإرشاد والتدريب الزراعي:
1-التخطيط وإعداد وتقييم ومتابعة البرامج الإرشادية في مجموعة مختلفة من الاختصاصات، مثل برامج الإنتاج النباتي للمحاصيل الحقلية والبستنية ووقاية المزروعات وترشيد استخدام المياه والتسويق الزراعي والإنتاج الحيواني.
2-تطوير برامج خاصة تهدف إلى تمكين المرأة الريفية، وتأهيل الشباب والنشئ الريفي في اعتماد التقنيات والممارسات الزراعية الجيدة.
3-بناء قدرات العاملين في القطاع الزراعي (موظفي دوائر الوزارة والمديريات والمزارعين والقادة المحليين).
4-إنتاج البرنامج التلفزيوني (غذاؤنا من أرضنا) والأفلام التعليمية والبرامج الإذاعية وطبع المنشورات والكتيبات التوعوية.
ثم اشار الاستاذ فيصل الى البيئة التمكينية للإرشاد الزراعي المتمثلة في التشريعات والقوانين والسياسات الزراعية. وتعمل الدائرة في هذا الخصوص على التوجه نحو الإرشاد الرقمي وتحسين الخدمات الإرشادية من خلال تكنلوجيا المعلومات والاتصال وإطلاق تطبيق الرافدين للإرشاد الزراعي بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (فاو). وتقديم برامج إرشادية ساندة لحملات دائرة الوقاية والبيطرية (وآخرها البرنامج الإرشادي عن أهم الإجراءات الوقائية للسيطرة على مرض الحمى النزفية).و كذلك التعاون مع الجهات البحثية والجامعات ومديريات الزراعة والاتحادات الفرعية للجمعيات الفلاحية والنقابات الزراعية والبيطرية من أجل تحقيق الأهداف الموضوعة.
وقد أشار الاستاذ الباحث الى البرامج الارشادية التي تم تنفيذها من قبل دائرة الارشاد الزراعي لعام 2023.ومن أهمها البرنامج الإرشادي التوعوي الساند للخطة الزراعية الشتوية لمحصول الحنطة للموسم الزراعي 2023-2024 والذي يهدف الى تحسين الممارسات الزراعية لمزراعي الحنطة، اذ يعد هذا المحصول من المحاصيل الاستراتيجية المهمة والتي تساهم في توفير الغذاء الأساسي للمجتمع، وان تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول يؤدي الى استقرار الأسعار وتقليل الاعتماد على الاستيراد، بالإضافة الى توفير فرص العمل في الزراعة والصناعة والتجارة.
وقد كانت آلية التنفيذ كالآتي:
أ- زراعة 150 حقل إيضاحي بمعدل بذار 40 كغم / دونم وبمساحة( 5) دونم للحقل الإيضاحي الواحد، موزعة على جميع المحافظات.
ب-استخدام نظم زراعية حديثة تتناسب مع الظروف البيئية والجغرافية. مثل الزراعة الحافظة وزراعة الحنطة على المساطب واستخدام الري بالتنقيط في بعض الحقول.
ج-تطبيق نظام الحزمة المتكاملة (مجموعة من الممارسات الزراعية التي يتم تنفيذها بشكل متكامل بهدف زيادة الإنتاجية، وتحسين جودة المحصول، مع الحفاظ على البيئة والصحة العامة).
د-التنسيق مع دائرة البحوث الزراعية ومديريات الزراعة وكليات الزراعة لترشيح عدد من الباحثين للإشراف والمتابعة على جميع الحقول الايضاحية والأصناف المزروعة فيها. ويجري تنفيذ الخطة الإرشادية الخاصة بالبرنامج وفق مراحل نمو المحصول أثناء موسم الزراعة من خلال الاتصال المباشر وغير المباشر مع المزارعين.
وفي الختام تقدمت ورقة الأستاذ فيصل بالتوصيات الآتية:
1-التوسع في استخدام تقنيات الاتصال والمعلومات الحديثة وتطوير التطبيقات الزراعية والمواقع الإلكترونية لتوفير الخدمات الإرشادية.
2-تطوير ورفع كفاءة العاملين في الإرشاد الزراعي من خلال تدريبهم وتهيئة المناخ الملائم الذي يدفع العاملين إلى بذل جهود مستمرة لتحقيق أهداف الدائرة والحرص على استخدام طرائق وأساليب وأدوات متنوعة في عملية التدريب وتهيئة بيئة عمل مناسبة لتطبيق نتائج التدريب وزيادة كفاءة العاملين.
3-توفير ملاكات متخصصة في الإرشاد التخصصي على مستوى المزارع الإرشادية والشعب الزراعية تؤدي وظيفتها بشكل فعال من خلال العمل جنباً إلى جنب بين المرشد والمزارع وتعزيز مفهوم حماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية.
4-التخطيط من الأسفل إلى الأعلى والتوسع في دعم قدرات المزارعين وفق الحاجة الإرشادية والتدريبية وتقديم الدعم المالي لصغار المزارعين والشركات الناشئة.
5-الحاجة إلى التعاون الوثيق والتكامل في تقديم الخدمات الإرشادية بشكل فعال بين جميع الجهات المعنية في تقديم الخدمات الإرشادية (دائرة الإرشاد وإرشاد مديريات الزراعية والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية والجمعيات الفلاحية والقطاع الخاص الزراعي وغيرها).
6-زيادة التخصيصات المالية للبرامج الإرشادية والتدريبية.
مقرر القسم: حسين غازي رشيد
المزيد من الاخبار