تفاصيل الخبر
التعداد العام للسكان-إضاءة مرتقبة على طريق التنمية في العراق
2021-02-15
التعداد العام للسكان-إضاءة مرتقبة على طريق التنمية في العراق
أقام بيت الحكمة/ قسم الدراسات الاقتصادية ندوة بعنوان: (التعداد العام للسكان-إضاءة مرتقبة على طريق التنمية في العراق)، للدكتور مهدي محسن العلاق / رئيس الجمعية العراقية للعلوم الإحصائية ومستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان وذلك في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم الإثنين الموافق 15/2/2021 على منصة Zoom الإلكترونية.
الجلسة برئاسة: د. بلال كاظم الجوادي - رئيس قسم الدراسات الاقتصادية.
ومقررية: م. م حسين غازي رشيد – مقرر قسم الدراسات الاقتصادية.
في بداية الندوة تحدث رئيس الجلسة عن أهمية التعداد العام للسكان في وضع الخطط الاستراتيجية ورسم وتنفيذ السياسات الاقتصادية للدول.
مشيراً إلى أنه في الوقت الحاضر لم تعد أهمية التعداد مقتصرة على الحكومات فحسب، بل تعدى ذلك إلى الأفراد والمؤسسات والشركات، لأن معطياته تعد مرتكزات مهمة تعتمدها هذه الجهات في اتخاذ القرارات الاستثمارية وغيرها.
ثم بين أن أهمية هذه الندوة تأتي لإلقاء الضوء على التعداد العام للسكان المرتقب في العراق ومدى قدرته على تحقيق الأهداف التنموية، وما مدى إمكانية إجرائه في ظل ظروف جائحة كورونا، وما هي الاستعدادات لإجراء العد الإلكتروني ومدى دقته وموثوقيته.
بعد ذلك بدأ الدكتور العلاق حديثه بالإشارة الى ان آخر تعداد للسكان في العراق كان قد نفذ في العام 1997 وهذا التعداد كان ناقصاً إذ أنه لم يشمل إقليم كردستان، وأن جميع التعدادات التي حدثت قبل تعداد العام 1977 كانت وزارة الداخلية هي المسؤولة عن إجرائها إذ كان الهدف منها اثبات القيد فقط. أما تعداد عام 1977 وما بعده فقد اضطلع الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط بتنفيذها لأغراض تنموية وتخطيطية.
إن الهدف الأساسي من الترويج للتعداد هو توفير أرضية متينة للالتزام بالمدونة الوطنية لتنفيذه. ومن هنا نحن نسعى إلى أن يحظى التعداد القادم بالقبول الوطني والاحترام الدولي. ولتحقيق ذلك لا بد أن نلتزم بالمبادئ التي وضعها صندوق الأمم المتحدة للسكان والمتمثلة بالآتي:
• الاعتماد على الوثيقة الدولية لمبادئ وتوصيات تعدادات السكان والمساكن، التنقيح الثاني والتنقيح الثالث.
• ضرورة أن يُعد التعداد المشروع الإحصائي الأكبر للحكومة طيلة فترة التعداد بمراحله
المتعاقبة.
• الالتزام بتجميد الحدود الإدارية في المستويات المختلفة قبل فترة مناسبة من تاريخ العدّ
• مراعاة تنفيذ فعاليات التعداد بطريقة تلبي احتياجات الجمهور وطمأنينته.
• الحماية الصارمة للبيانات واستخدام وسائل مأمونة لضمان السرية وتحقيق برنامج لضبط النوعية.
ويفترض الدكتور العلاق أن الالتزام بهذه المبادئ سيسهل من عملية الحصول على نتائج تساهم في تصويب مسارات التنمية في التعليم والصحة والمستوى المعاشي للسكان وهذا تؤكد عليه جميع تقارير التنمية البشرية الصادرة عن منظمة الـ UNDP التابعة للأمم المتحدة. ومن أجل النجاح في إنجاز هذه المهمة الوطنية، من الطبيعي لا بد من مقومات من أهمها الدعم الحكومي لتسهيل تنفيذ التعداد بالانسجام مع القرارات الصادرة في هذا الخصوص ومن أهم هذه المقومات:
1- تأمين الموازنة اللازمة لتنفيذ التعداد.
2- منح استثناءات واسعة لتأمين متطلبات التعداد.
3- إلزام الوزارات بأداء الأدوار المحددة لكل منها.
4- تسهيل التواصل مع صندوق الأمم المتحدة للسكان لدعم التعداد.
5- تأمين متطلبات العد الإلكتروني.
6- إقرار المدونة الوطنية لدعم ومناصرة التعداد.
هذا ما يتعلق بالجانب الحكومي العراقي، في حين أننا، والكلام للدكتور للعلاق، نأمل من صندوق الأمم المتحدة للسكان أن يدعمنا في مجالات بعينها ومنها:
- دعم القدرات الفنية للعراق في ضوء التجارب الدولية في هذا المضمار
- انتداب عدد من الخبراء الدوليين لمراجعة الخطة التفصيلية
- تسمية مستشار وطني لشؤون التعداد
بعد ذلك انتقل الدكتور العلاق في حديثه الى الجوانب الفنية، إذ أشار الى ان التعداد سوف يتبنى العد الالكتروني وهو تحول نوعي يتطلب جهود كبيرة. كمنظومة المعلومات الجغرافية، وبناء مركز البيانات، وضمان تناقل الكتروني آمن، وكفاءة برمجية، وكادر نوعي مؤهل. وأن الجهاز المركزي للإحصاء لديه من الكفاءات ما يمكنه من انجاز هذه المهمة. علما أن النتائج النهائية لتعداد عام 1997 لم تظهر إلا في العام 2001 وهذا يعد نقصاً كبيراً سيتم تلافيه في هذا التعداد إذ من المأمول أن تظهر النتائج ضمن مدة ثلاثة أشهر.
ومن جانب آخر أكد الدكتور العلاق على المزايا التي يوفرها التعداد إذ أنه يوفر فرصة المطالبة بالحقوق بالاستناد الى دليل رقمي وأن نتائج التعداد ستكون متاحة للجميع بعيدا عن الممارسات البيروقراطية، مع التأكيد على سرية البيانات، ومما يبعث على الاطمئنان في هذا الشأن أن أفراد القطاع التربوي في العراق لهم دور كبير وهم موضع احترام وثقة من جميع المواطنين. ونحن هنا نعول كثيراً على الوعي المجتمعي العراقي لأهمية التعداد فقد أظهرت المسوحات التي أجريت على مدى السنوات السابقة درجة استجابة عالية من المواطنين تفوق مثيلاتها حتى في الدول المتقدمة.
وأضاف الدكتور العلاق إن هذه الميزات برغم أهميتها إلا أن التحديات موجودة ومن أهمها:
1- الدعم الحكومي المتمثل بالتخصيصات المالية.
2- إبعاد التعداد عن التسييس.
3- إجراء التعداد في ظل جائحة كورونا.
4- التوازن بين الإمكانات البشرية والفنية من جهة مع الإمكانات المالية من جهة أخرى.
5- ضرورة أن يتوفر إعداد ناجح وتنفيذ سليم للحصول على نتائج دقيقة.
أهم المداخلات:
أ- السؤال عن موعد التعداد
ب- السؤال عن مدى إمكانية الجهاز المركزي للإحصاء في شمول مناطق العشوائيات بالتعداد سيما وأنها غير مدرجة ضمن الخرائط البلدية لمدينة بغداد.
وفي معرض اجابته عن هذين السؤالين ذكر الدكتور العلاق أن موعد التعداد مرتبط بقرار الهيئة العليا للتعداد المرتبطة بوزير التخطيط وبالتأكيد أن الموعد النهائي يتم تحديده بعد الانتهاء من عملية التهيئة. وأن مشكلة المناطق العشوائية وعدم شمول الخرائط لها يمكن التغلب عليها من خلال الصور الملتقطة عن طريق الأقمار الصناعية المتوفرة لهذه المناطق.
المزيد من الاخبار