تفاصيل الخبر
جائحة كورونا :- الابعاد .. التحديات والتداعيات والحلول المقترحة
2020-05-14
الندوة العلمية الدولية الالكترونية
جائحة كورونا :- الابعاد .. التحديات والتداعيات والحلول المقترحة
رئيس الجلسة :أ.د.خليل ابراهيم رسول
مقرر الجلسة : أ.م.د سهاد عادل جاسم
يوم الخميس 14 ايار 2020 الساعة التاسعة مساءا بتوقيت بغداد
ابتدأت الندوة على بركة الله بأفتتاحية مقدمة من رئيس الجلسة الاستاذ الدكتور خليل ابراهيم رسول مدير قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة وقد قدم استهلال مقتضب لجائحة كورونا ومخاطرها وتأثيرها على المجتمع وتغيير نهج الحياة خلال هذه الجائحة وقد اشاد بالجهود المقدمة من قبل الاستاذ المساعد الدكتورة خديجة حسن مدير تحرير مجلة دراسات اجتماعية وعضو الفريق الاستشاري للدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة .
ابتدأت وقائع الندوة في الساعة التاسعة مساءاً بتوقيت بغداد عبر المنصة الالكترونية ZOOM MEETING برئاسة الأستاذ الدكتور خليل إبراهيم رسول ومقررية الأستاذ المساعد الدكتور سهاد عادل القيسي وبمشاركة الأوراق العلمية التالية :-
المتحدث الاول :الاستاذ الدكتور ثامر الحلفي وقد شارك بورقة علمية (الواقع الوبائي لجائحة كورونا في العراق وعوامل الخطورة لدى المصابين بالامراض المزمنة) منظمة الصحة العالمية
تركزت في ثلاث محاور:-
*. نظرة عامة عن الجائحة وتسلسل الاحداث
تحدث فيها عن عائلة الفايروس وقال انه توجد ثلاث انواع من الكوفيد واكد على انتقالها من الحيوان الى الانسان وتطرق الى محطات ظهور الجائحة موكدا انها بدات في كانون الاول 2019 في الصين لتنتقل لبقية البلدان ومن ضمنها ايران مفسراً الاعراض السريرية للمرض.
*. العلاقة بين الامراض المزمنة والوفيات الناجمة عن الجائحة
تطرق الى نمط تطور المرض وقدرته على الفتك بأصحاب الامراض المزمنة كمرض السكري والسمنة والى خطر التدخين وهل ان الجهاز المناعي لذوي الامراض المزمنة قادر على التصدي للمرض وابقى الاجابة مفتوحة وتكلم عن طرق انتقال الفايروس والتداخلات الفعالة رغم التباعد المكاني وليس الاجتماعي واجراءات الحجر المنزلي.
*. الوضع الحالي لوبائية المرض من حيث الاصابات والوفيات (في العراق)
تطرق الى اللقاحات والعلاجات واستراتيجية مناعة القطيع والتجارب العالمية التي لم تصل الى الان لاجابة موحدة نتمكن من اعتمادها لمحاربة هذا الوباء، وآلية الخطة الوطنية التي ابتدأت في العراق خلال شهر اذار وضرورة الدعم النفسي والاجتماعي للاشخاص المصابين وغير المصابين وعن لقاح ستطرحه جامعة اكسفورد في نهاية الشهر التاسع وعن الاستخدام الغير الاخلاقي لمناعة القطيع وتجربة اللقاح واعتبره عملية تحريض للمجتمع والاتجاه به نحو الموت.
المتحدث الثاني:الاستاذ الدكتور علي اسعد وطفة من جامعة الكويت وقد شارك ببحثه الموسوم (من مركزية الانسان الى هامشيته في زمن الكورونا:الهوية الحضارية للانسان في مواجهة الكارثة).
تكلم عن صدمة الكارثة الجديدة وكيف انها هزت الوجدان الانساني والكثير من المسلمات المعرفية وكانت بمثابة صدمة للوعي وللاهلية المعرفية وركزكتلة محاضرته خلال تناوله للهوية والمصير الانساني على البعد التاريخي وعلى كتاب (الثورة الرابعة ..كيف يعيد الغلاف المعلوماتي تشكيل الواقع الانساني) وقد أشار مؤلفه لوتشيانو لوريدي
على اربع ازاحات كبرى توازي اربع ثورات ..الاولى حطمت مركزية الارض عند اكتشاف مركزية الشمس ليصبح الانسان ركنا هامشيا صغيرا في هذا الكون، والثانية قادها تشارلز دارون في 1859 عند نشر اصل الانواع ليعلن بأن الانسان ليس كيانا جوهريا منفصل عن الكائنات، ليأتي فرويد بالثورة الثالثة محطما اوهام تفرد العقل الانساني بالعقلانية المطلقة الكاملة بل انطوى على مساحات غير واعية لاشعورية تحكم سلوك الانسان وتصرفاته.
وتأتي الثورة الرابعة بالعقل والذكاء الاصطناعي والتكنولوجي لتؤكد بأن الذكاء لايختص بالانسان فقط يحدد مصير الانسان وهويته وعزز اينشتاين ماذهبت اليه التكنولوجيا من خلال نظريته النسبية التي لن تدحض تصورات الانسان والعلوم المطلقة.
وفي ثورة الكورونا اصبح الانسان مساحة فايروسية عابرة للاجسام الحيوانية فأتخذ الفايروس دور الفاعل والانسان موضوعا للفايروس فبات الانسان مملكة بين الممالك الحيوانية والنباتبة والجرثومية لافوقها وبدون التفاعل الوجودي الخلاق بين هذه الممالك لن نحقق التوازن او نحافظ على الحياة، فكانت كورونا وثورتها نتيجة لعدوانية الانسان للطبيعة والممالك الاخرى
ثم نقلنا الى فضاء معرفي ليصف الفايروس بامتلاكه للذكاء الهائل لانه نقلنا من (الانا) الى (نحن ) والانسانية برمتها تواجه هذا الفايروس واعادة الاحساس الكامل بالوجود الانساني والهوية الانسانية من جديد ودعى خلال مداخلته الانسان الى اتلعقلانية الاخلاقية في ادارة المصير تحت عنوان احترام الحياة واحترام الوجود وضرورة تحقيق التوازن للاستمرار بالحياة السليمة.
المتحدث الثالث :الاستاذ الدكتور وفاء جعفر المهداوي وقد شاركت بورقة عمل (كوفيد 19 من ازمة الى فرص نجاح جديدة) كلية الادارة والاقتصاد الجامعة المستنصرية
اعتبرت الازمة حالة اقصادية جديدة وبانها اصابت مايقارب 200 دولة وكانت التداعيات لغاية اعداد هذه الندوة مايقارب 300 الف حالة وفاة بهذا المرض وقالت اننا نشهد عولمة التباعد الدولي وجاءت هذه الازمة مختلفة في حالة من الترابط الاجتماعي غير المسبوق ازدهرت فيها الخدمات الرقمية بشكل كبير وسجلت حالات من العنف الاسري وتطرقت الى سياسات الهدر الغذائي واعتبرتها فرصة اقتصادية للدول الصناعية والتكنولوجية والزراعية ودعت الى تاليف منهج علمي يبحث في اقتصاد الازمات لاننا سنلحض تغيرا اقتصاديا عالميا غير مسبوق.
المتحدث الرابع: الاستاذ المساعد الدكتور كمال الخيلاني وقد شارك بورقة علمية ( الوصمة الاجتماعية لمصابي كورونا واليات التخفيف منها )
وقد تطرق الى الجوانب النفسية لمصابي المرض والتصاق هذه التهمة والصفة بهم اثناء اصابتهم او حتى عند شفاءهم وكيف ان مفردة وباء او جائحة تعني قتل ملايين من الناس وتتسبب في تحريك عجلة الخوف والرعب من المجهول وهذه العجلة الانسانية تؤدي الى تغيرات في الحالة النفسية والسايكولوجية من خلال ما ينقله الفايروس من عدوى غير مرئية تسمى بالعدوى الاجتماعية وهي الرعب وتكلم عن تقديس الاموات اكثر من الاحياء وعن رعب مابعد الموت وان اليات التخفيف هي تفعيل القواعد الاجتماعية السائدة بطريقة لاتاخذ الاسم المهول والمبالغ فيه بنظر الاعتبار معرجا على نظرية التسمية
المتحدث الخامس :رئيس باحثين اقدم قاسم عبود الدباغ وقد شارك بورقة علمية (المجتمع العراقي وصدمة كورونا)
اكد على ان فايروس كورونا قد الغى نظرية العولمة وان العالم قرية صغيرة وكيف ان هذه الجائحة سابقة خطيرة رغم كل التقدم والضمان الصحي الا اننا محبوسون وراء الجدران بانتظار الموت وكيف ان الحجر الصحي لم يتمكن من تطبيق تعليماته على الاعلام والمعلومات المغلوطة فبات الوباء المعلوماتي كما اسمته منظمة الصحة العالمية قائدا للرعب والخوف المجتمعي من خلال بث قصص وشائعات مغلوطة واخبار وهمية دون التاكد من مصداقيتها ومعرفة مصادرها واننا الان في عملية احتواء الفايروس قبل انتشاره من اجل السيطرة عليه من خلال الالتزام بالانظمة والتعليمات للخطة الوطنية 2020.
الاستنتاجات:-
1. الحل الامثل للمرحلة الحالية والتصدي للجائحة من خلال ترصين المناعة النفسية وارتفاع مستوى المرونة للتعامل مع الضغوط التي تسمح بالتكيف السلمي مع الظروف النفسية والاجتماعية والحياتية وايجاد حلول بديلة للتخلص من هذه الضغوط من خلال رفع مستوى الابتكار والابداع وتصحيح طريقة التفكير والابتعاد عن اللوم والمبالغة والكمالية والانفعالات وجلد الذات ونشر اغصان الزيتون بين العقل والقلب لانها العلاقة الاساس في تقوية المناعة النفسية.
2. الصحوة الانسانية البشرية العالمية تجاه معركة المصير مع الفايروس نقلت المجتمعات الى التكاتف والتعاضد ووالتفكير بمنطق الجماعة والمصير المشترك للفوز بهذه المعركة والابقاء على الجنس البشري .
3. الازمة صحية من جانب واقتصادية من جانب آخر فالعالم يشهد عولمة من نوع جديد تزدهر فيه الخدمات الرقمية وفرص عير محسوبة للدول الصناعية والزراعية والتكنولوجية وستمهد لاقتصاد جديد يسمى بأقتصاد الازمات بسبب التغير الاقتصادي العالمي غير المسبوق الذي سيشهده العالم.
التوصيات المقترحة:
1- الالتزام التام بتعليمات خلية الازمة للتصدي للوباء البايولوجي (كورونا) والتأكيد على التزام العزل المنزلي التام لاصحاب الامراض المزمنة والحجر المنزلي للافراد الملامسين للمصابين .
2- احتواء الفايروس قبل انتشاره من خلال تطبيق الخطة الوطنية التي ابتدأت شهر آذار والتي وفرت الدعم النفسي الكبيروالاجتماعي للمصابين وغير المصابين وابتعدت عن استخدام استراتيجية القطيع لحماية المواطنين وحمايتهم من الموت المحقق جراء انتقال الفايروس عبر الاختلاط.
3- ازمة الفايروس البايولوجية ولدت وباءا معلوماتيا كما اسمته منظمة الصحة العالمية تمكن من السيطرة على العقول والسير بها نحو عدوى الخوف والرعب الاجتماعي وكان المحرك الانساني الذي قاد المجتمع الى تغييرات في الحالة النفسية ادى الى تغيير ملحوظ في السلوكيات بحجة الخوف من المجهول، وكان لابد من تطبيق الحجر الصحي على الاعلام والمعلومات المغلوطة ايضا وليس على المصابين بالفايروس فقط.
4- لابد من التعايش وايجاد طرق جديدة للعيش مع وجود فايروس كورونا بيننا في المجتمع من خلال التكيف مع المحاذير الحياتية الجديدة واللجوء الى آليات التخفيف من الخوف من العدوى غير المرئية وتجنبها من خلال التباعد المكاني والتخلي عن بعض العادات الاجتماعية في السلام والتحية وترك التقبيل وغيرها من الامور التي تساعد على انتقال عدوى الفايروس.
ا.م.د.سهاد عادل جاسم
قسم الدراسات الاجتماعية
المزيد من الاخبار