تعزيز التماسك المجتمعي والعمل على ادماج النساء الناجيات من العنف في المجتمع
2024-03-05
ندوة علمية اقامها قسم الدراسات الاسلامية
( تعزيز التماسك المجتمعي والعمل على ادماج النساء الناجيات من العنف في المجتمع )
عقد قسم الدراسات الإسلامية في بيت الحكمة وبالتعاون مع جامعة الموصل وكلية الآداب وكلية العلوم الإسلامية وكلية التربية للعلوم الإنسانية في قاعة الندوات الكبرى الندوة العلمية الموسومة (تعزيز التماسك المجتمعي والعمل على ادماج النساء الناجيات من العنف في المجتمع) يوم الثلاثاء الموافق 5 آذار 2024 ، وبحضور وفد رسمي من بغداد بيت الحكمة برئاسة عضو مجلس الامناء الأستاذ الدكتور عبد الباقي بدر الخزرجي وعضوية كل من الأستاذة المساعدة الدكتورة مياس ضياء باقر مشرفة قسم الدراسات الإسلامية والدكتورة هديل سعدي موسى مقررة قسم الدراسات الفلسفية والدكتور مهدي محمد موس من جامعة الإمام الصادق(ع) والست بان محسن من شعبة الحسابات والسيد حيدر غالب من وحدة الانتاج الفني في بيت الحكمة واعتذار الأستاذ عزت عبد الله هادي من ديوان الوقف الشيعي لظرف طارىء .
بدأت أعمال الندوة بقراءة آيً من الذكر الحكيم تلاها عزف النشيد الوطني وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق ، وعرض فلم وثائقي مصور عن بيت الحكمة والأقسام العلمية فيه .
افتتحت أعمال الندوة العلمية بكلمة رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة ألقاها نيابة عنه الأستاذ الدكتور عبد الباقي الخزرجي عضو مجلس الأمناء، حيث قدم الشكر والعرفان لرئاسة جامعة الموصل ولعمادات كليات الآداب والعلوم الإسلامية وكلية التربية للعلوم الانسانية لتعاونهم وحضورهم في هذا النشاط، موضحاً رؤية العمل في بيت الحكمة وأقسامه العلمية كمؤسسة فكرية علمية تابعة لمجلس الوزراء الموقر ، ومشيراً الى الانجازات في المؤتمرات والندوات والمحاضرات والإصدارات من الكتب والمجلات العلمية المحكمة ، ودور باحثي بيت الحكمة في إحياء التراث العربي الإسلامي والدراسات المعاصرة والمستقبلية .
تلتها كلمة عميد كلية الآداب جامعة الموصل الأستاذ الدكتور محمد علي عفين مرحباً بوفد بيت الحكمة، ومثمناً جهود هذا التعاون العلمي والتلاقح الفكري بين جامعة الموصل وبيت الحكمة، متمنياً التوفيق للباحثين المشاركين في الجلسة العلمية وأهمية وضع توصيات لإعمال الندوة .
جاءت بعدها كلمة الأستاذ الدكتور طه حماد مخلف عميد كلية العلوم الإسلامية في جامعة الموصل الذي أكد السعي الحثيث لعقد مؤتمر في رحاب جامعة الموصل للتبادل الفكري والمعرفي مع أساتذة الجامعات من كافة أنحاء العراق خدمة للعلم والفكر وللوقوف على وضع إستراتيجيات مهمة في معالجة المشاكل والظواهر التي يعاني منها المجتمع العراقي، لاسيما بعد عمليات التحرير التي قامت بها قواتنا المسلحة بجميع صنوفها من جرائم تنظيم داعش الإرهابي .
بدأت أعمال الجلسة العلمية برئاسة الأستاذ الدكتور صدام محمد حميد من جامعة الموصل كلية التربية للعلوم الإنسانية قسم العلوم التربوية والنفسية، وقررتها الأستاذة المساعدة الدكتورة مياس ضياء باقر مشرف قسم الدراسات الإسلامية في بيت الحكمة .
بدأت أعمال الجلسة العلمية التي قدم خلالها الأستاذ الدكتور خليل محمد حسين الخالدي من جامعة الموصل كلية الآداب قسم الاجتماع بحثاً عنوانه (الخطاب الإسلامي المعاصر بين التطرف والاعتدال وتداعياته على السلم المجتمعي ) وضح إن مسألتي التطرف والاعتدال من المسائل التي أخذت حيزاً كبيراً في النقاش والتداول بين الكتاب والمفكرين الإسلاميين منهم والعلمانيين أيضاً، وخاصة في المجال الدينيّ بعد ظهور تنظيم القاعدة والعديد من فصائلها كداعش والنصرة، والكثير من الفصال الجهاديّة التي راحت تؤول وتفسر النص الدين وفقاً لمصالح وأجندات لا تخدم في حقيقتها جوهر الإسلام ولا المسلمين معاً .
بعدها جاءت ورقة الأستاذ المساعد الدكتور ياسر محفوظ حامد من جامعة الموصل كلية التربية حملت عنوان ( دور الخطاب الديني في تعزيز التماسك المجتمعي) أشار إلى إن الخطاب الديني جزء لا يتجزأ في مجتمعاتنا الإسلامية وهو بحاجة الى التطوير ومواكبة التغيرات الثقافية والاجتماعية خصوصاً مع تطور الحياة وتقدم العلم وأكد على أهمية مناهج النقد والقويم لأي خطاب في قراءة المخرجات والنتائج وملاحظة انعكاس هذا الخطاب على المجتمع سلباً وإيجاباً .
فيما كان بحث المدرس الدكتور مهدي محمد موسى من جامعة الإمام الصادق (ع) كلية الآداب قسم علوم القرآن بعنوان (المرأة بين سماحة الشريعة الإسلامية وظلم التقاليد الاجتماعية) اعطى صورة واضحة وموجزة لمكانة المرأة في الإسلام وبيان الحقوق التي كفلها لها في كافة مجالات حياتها في أجلى صورة تزيل الجمود وتخجل الواقعين على الإسلام من المثقفين الداعين للمساواة المطلقة بين الجنسين. فلتحقيق الأهداف السابقة أوردنا معلومات عن حقوق المرأة للحياة في الإسلام، وحقوقها في التكاليف الشرعية. ومن ثم البيان عن حقها في الإقامة بالأدوار في بناء المجتمع والدولة،أن الإسلام أعطى للمرأة كامل الحقوق والواجبات التي تليق بطبيعة حالها.
كما وقدمت الدكتورة هديل سعدي موسى من الجامعة المستنصرية كلية الآداب قسم الفلسفة بحثاً معنوناً ( فلسفة التأهيل الفكري للنساء المعنفات )تطرقت الى مفهوم (فلسفة التأهيل) لغةً واصطلاحاً من خلال تحليل لكلمتي الفلسفة وضعت عدة مجالات للخوض في فلسفة التأهيل المنهج للتدريب ولإعادة النسا وهذه المجالات هي (تأهيل المجتمع من الجانب النفسي والاجتماعي والمهني) مؤكدةً على إن التأهيل له أهمية في عملية الحساب وتنمية المهارات والقدرات لدى الفرد بعد ان عانى من العنف بكل أنواعه فالبرنامج التأهيلي هو برنامج فكري تنموي عقلي يهدف الى بناء منظومة قيمة تنهض بالفرد ولاسيما النساء المعنفات لإعداد كوادر ايجابية تنخرط في بناء إنسان جديد ولبناء وطن وهذا هو جوهر وهدف هذه الورقة البحثية رغم ان هذا الملف يعاني من التحديات المختلفة ( الأمنية والاقتصادية والاجتماعية ) وأكدت هذه الورقة على دور الشرطة المجتمعية ودورها الايجابي لحماية المرأة المعنفة اسرياً خرجت هذه الورقة بعدة توصيات أدرجت في توصيات الندوة بصورة عامة.
ختاماً قدم الأستاذ عبد الباقي بدر الخزرجي عضو مجلس أمناء بيت الحكمة درعاً تكريماً للسيد رئيس جامعة الموصل الاستاذ الدكتور قصي الاحمدي وللسيد المساعد الإداري الدكتور وحيد محمود الابراهيمي وللأستاذ الدكتور سالم البدراني مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية .
كما وأقيم معرضاً للصور الفوتوغرافية على هامش الندوة عَكَسَ صوراً لمجموعة من النساء المعنفات من تنظيم داعش الإرهابي تم إعدادهُ من قبل الأستاذة الدكتورة فاطمة محمد صالح من كلية العلوم الإسلامية جامعة الموصل .
التوصيات:
1- على الحكومة العراقية وضع برنامج لإعادة تأهيل البنى التحتية المحطمة والتي دمرت بفعل الجرائم الداعشية او بفعل معارك عمليات التحرير .
2- عمل برنامج توعوي وتثقيفي من ورش ثقافية وإرشادية لإدماج هذه الفئات المعنفة في مدارس خاصة تقام في مناطق الايلاء.
3- ضمن البرنامج الحكومي التأكيد على توفير فرص ليكون الفرد معتمداً على نفسه اقتصادياً لان البطالة السبب الرئيسي والجوهري للولوج في تجمعات داعش الارهابي .
4- وضع برنامج لتقوية الأطر القانونية التي تضمن وضع تدابير تشريعية وإجرائية تساهم في توفير الحماية للنساء المعنفات من خلال وضع قانون مشروع ( قانون حماية الأسرة) >
5- يجب ان يكون عملية الاندماج عملية مستمرة تستهدف قضية تأهيل المرأة الناجية نفسياً واجتماعياً وقانونياً وتمكينها اقتصادياً مع ضمان عودتها الى البيئة الأصيلة لها.
6- العمل على توفير عدد كافي من الأخصائيات النفسيات والاجتماعيات المدربات للتعامل مع النساء المعنفات من خلال الزيارة الميدانية لهن في المخيمات .
7- تفعيل دور الحملات الإعلامية لزيادة الوعي الفكري حول محاربة العنف ضد المرأة وآثاره السلبية على المرأة والطفل والأسرة والمجتمع ودعم المشاريع السلام والمصالحة .
8- تأهيل ثقافة السلم المجتمعي وثقافة السلام في مناهج الدراسات العليا للدراسة الميدانية لعملية التأهيل وما هي التحديات التي تواجهها في عملية التأهيل لوضع تشريعات للحد من ظاهرة العنف في كل إشكاله .
وفي ختام التوصيات نرفع برقية احتجاج لمجلس الأمن نشجب فيه الدول العربية لما يتعرض له شعبنا الصامد في فلسطين المحتلة.
|