ادمان الاطفال على الانترنت
2019-02-27
ندوة اقامها قسم الدراسات الاجتماعية
ادمان الاطفال على الانترنت
عقد قسم الدراسات الاجتماعية الندوة العلمية الموسومة ( ادمان الاطفال على الانترنت) وذلك يوم الاربعاء الموافق 27/2/2019 على قاعة الندوات في بيت الحكمة. حيث ترأس الجلسة الاستاذ الدكتور سلام عبد علي العبادي وقررها السيدة فاطمة حامد.
بدأت الجلسة بكلمة للدكتور سلام عبد علي مشيراً فيها الى تقرير البنك الدولي لعام 2017 ان حوالي 50% من سكان العراق أقل من 19 عاماً وهذا الواقع الديمغرافي يتطلب منا الاهتمام بهذه الشريحة الواسعة من سكان العراق ، فالاطفال هم النواة الاولى لقيام مجتمع سليم ومتقدم، ورعايتهم تقع على عاتق كل من الاسرة والمجتمع والدولة.وقد كشفت دراسة نشرت في مجلة الاكاديمية التركية للهلال الاخضر((اديكتا)) ان المراهقين يندرجون تحت مجموعة كبيرة من مخاطر الادمان على الانترنت والتكنولوجيا فهم معرضين لخطر الادمان حيث تشير النتائج الى ان استخدام الانترنت اصبح منتشرا جدا بين المراهقين والشباب ، مما يعني ان الاثار السلبية للتكنولوجيا قد تزداد مع زيادة استخدام الانترنت والاجهزة اللوحية .
الورقة البحثية الاولى للاستاذ المساعد الدكتورة زينب هاشم عبود المعنونة (الاسباب المؤدية الى أدمان الانترنت لدى الاطفال وسبل الوقاية منها) والتي من خلالها عرفت الباحثة ادمان الانترنيت بأنه اضطراب يظهر حاجة سيكولوجية قسرية نتيجة عدم الاشباع من استعمال الانترنيت فالمصاب بهذا الاضطراب يعاني من اعراض نفسية وجسمية عند انقطاع الاتصال مصحوبة بالاكتئاب والقلق،وأيضاً عرف بأنه سلوك نمطي سلبي يصاحب استعمال الفرد لشبكة الانترنيت ويدفعه على ممارسة التعامل معه لفترات طويلة يقضيها مع مواقع ذات جاذبية خاصة والافراط في الاستمتاع الذي يوفره الانترنيت .
ومن اهم الأسباب المؤدية إلى ادمان الانترنيت لدى الأطفال :
- التنشئة الاجتماعية :
يولد الطفل مجرد كائن بايولوجي لايدرك حقيقة الاشياء، لكنه مزود بمجموعة من الاستعدادات الفطرية تبدأ في الظهور مع نموه البطيء الى ان تكتمل قدراته ، لذا تعد مرحلة الطفولة من بين اهم المراحل التي يمر بها الفرد لما لها من اهمية في تكوين شخصيته يتم فيها نموه الجسمي والعضلي والانفعالي والاجتماعي فهي تؤثر تأثيراً عميقاً في حياة الطفل المستقبلية ، وتتوقف طبيعة هذا النمو المتفاعل والمستمر على طبيعة المحيط الاسري ،إذن الأسرة هي من أهم العوامل والمؤثرات الاجتماعية التي تلعب دورا ًفي تربية الطفل وتنشئته.
كما أشارت اليها النظريات السوسيولوجية ، منها نظرية اميل دوركهايم اذا عرف التنشئة الاجتماعية بأنها عملية توجيه السلوك حيث القواعد الاخلاقية ويرى بانها عملية تعتمد على الايحاء لتعويد الطفل على الحياة الجماعية والتدريب على النظام واحترامه ويقول دوركهايم ان عملية التنشئة الاجتماعية تستهدف ان تفرض على الطفل اساليب الفكر والعاطفة والفعل .ونظرية تالكوت بارسونز: استخلص افكاره من طرح دوركهايم وفرويد فاشار الى اهمية التنشئة الاجتماعية باعتبارها عملية مستمرة ، ولاتتم هذه العملية تلقائياً بل يدرب عليها في مواقف معينة تبدأ من الاسرة ويكون الدافع في تلك المواقف الاسرية الاشباع المباشر للطفل وتنشئته على مجموعة القواعد والمبادئ العقلية والاجتماعية السائدة في المجتمع .
في ضوء ما تقدم يمكننا توضيح علاقة ادمان الانترنيت لدى الاطفال بأساليب التنشئة الاسرية الخاطئة باعتبارها من الاسباب المهمة للادمان عل
وقد تطرقت الباحثة الى عدة نقاط عدتها بمثابة أبرز واهم سبل الوقاية من ادمان الانترنيت لدى الأطفال:
1- ضبط الذات من خلال تعويد الاطفال على قمع الغضب واحترام خصوصيتهم وخصوصيات الاخرين.
3- تنشئة الاطفال على القيم الروحانية من خلال التنشئة الاسرية والتعاون مع الاخرين.
4- تنمية معنى الصداقة في نفوس الأطفال من خلال اللعب مع الاطفال الاخرين ممن هم في نفس اعمارهم .
الباحث الثاني الاستاذ المساعد الدكتور سهاد عادل المعنون (جيل المستقبل ...ادمان جديد) مشخصةً في البدء المشكلة التي تواجه اولادنا بالانغماس في العوالم الافتراضية الوهمية بحثًا عن التسلية الواهية، حيث تجلب التبدد ثم الضياع “. فالعيش في عزلة تامة، نتيجة لقوة التدفقات التكنولوجية التي بدأت تحيطه من كل جانب، وفي ظل حضور أشكال التواصل غير المتناهية، فإنّ الإنسان المعاصر، يحس باليتم والانعزال، حيث ان التعامل مع الهواتف النقالة ومواقع التواصل الاجتماعي يفرز مادة كيميائية تدعى ((الدوبامين)) التي تشعرهم بالسعادة فعندما يقرأوم رسائلهم يشعرون بالفرح وعندما يحبطون يرسلون مسجات منتظرين الرد ليفرحوا بالاستجابة والرد .
أما الباحث الثالث، فكان المدرس المساعد سعد ابراهيم الذي قدم ورقة بحثية تناول موضوع (ما سر ادمان الاطفال على الانترنيت وتداعياته. نموذج كيوسي للسلام) مبينا ان هذه الدراسة انما تهتم بمناقشة وقع الانترنيت وتأثيره على حياة الاطفال صغارا ومراهقين وتداعياته الايجابية والسلبية ، خاصة ظاهرة الادمان على استخدامه التي اصبحت محيرة لدى جميع المربين والمسؤولين . واستخدم الباحث "نظرية الكيوس " هي مفهوم سيكولوجي يعني منظومة ديناميكية كيوسية مكونة من ثلاثة نظم كيوسية جزئية هي : العقل والنفس والجسد . وكل منها تحتاج الى مدخلات (تغذية) وتعطي مخرجات (سلوكيات) .كطريقة لمعالجة الظاهرة كمشكلة وكوسيلة سلام تربوية ثقافية.
حيث يؤثر الانترنيت على الطفل باتجاهين : آني وتراكمي . والاثنان معا يؤثران بالأشكال التالية :
1. تغيير الموقف او الاتجاه .
2. تغيير معرفي .
3. التنشئة الاجتماعية .
4. الاثارة الاجتماعية .
5. الاثارة العاطفية .
6. الضبط الاجتماعي.
الاطار النظري
وتطرق البحث الى معالجة ادمان الصغار على الانترنيت و ماهية العلاقةبين الطفل والانترنت.وقد اثارت تساؤلين ،هما:
هل الانترنيت وسيلة ام هدف ؟ وهل هو عنصر في الفضاء التربوي ؟
اما الانترنيت فهو وسيلة الكترونية صنعت ليستخدمها الناس بكافة الاعمار من البالغين ودون البالغين . ونستنتج من هذه النظرية ان الانترنيت وسيلة اعلامية شاملة وتربوية وثقافية .المزايا السلبية هي نسبية لانها تعتمد على من يحسن استخدام الانترنيت .ادمان الاطفال على الانترنيت كظاهرة لا تأتي من الانترنيت انما من عدم وجود رقيب ومرشد اضافة الى غياب الفضاء الاجتماعي من عناصره الجاذبة .فعلى الوالدين ان يقوما بالتنسيق مع المدرسة لتنفيذ البرنامج التربوي في متابع اولادهم فأنه خلاف ذلك تبقى الاضطرابات في حياة الابناء .
من خلال ورقتها البحثية المعنونة (أثر الألعاب الالكترونية على تفاعل الأطفال مع بيئتهم الداخلية) ، شاركت السيدة كريمة شافي جبر كاخر باحثين هذه الندوة العلمية مبينة أثر الالعاب الالكترونية السلبية على الاطفال الذين يجلسون امام شاشاتهم لفترات طويلة دون انقطاع على الاداء المدرسي اولا، اذ تقوده هذه الالعاب لاهمال واجباته المدرسية وتدفعه كذلك للتسرب من المدرسة وكذلك تدفعه الى السهر لفترات طويلة مما يؤثر على تركيزه وتفكيره والاستيقاظ مبكرا للذهاب للمدرسة ، وان حصل وذهب فانه سيستسلم للنوم عوضا عن التركيز والاستماع والمشاركة في الدرس مما يؤثر على تحصيلهم العلمي هذا بالاضافة الى الضرر الجسدي والبصري الذي يلحق به . هذا اضافة الى الضرر الاجتماعي لما تحويه بعض هذه الالعاب على مواقع مخلة بالاخلاق ومحرمة شرعا لا تتوافق مع مجتمعنا تساهم في خلق طفل يمتلك مهارات الاحتيال والاجرام . فتصبح ممارسة هذه الالعاب بمثابة ادمان له .وقد استهدف البحث التعرف على مضار الالعاب الالكترونية على الاطفال من الناحية الجسدية والنفسية والصحية والاجتماعية والحلول والسبل التي تقع على الابوين للحد من هذه الظاهرة والسيطرة عليها ، وكذلك وجوب اشراف الوالدين على نوع هذه الالعاب لتحديد مدى افادتها او ضررها على الطفل .وتكمن اهمية البحث ان الطفل الذي يقضي في ممارسة الالعاب الالكترونية ساعات كثيرة دون ادنى تواصل مع الاخرين سيخلق منه طفل انطوائيا وغير اجتماعي بعكس الالعاب الشعبية التي تتميز بالتواصل ، من هذا الجانب تأتي اهمية بحثنا هذا لما لهذه الالعاب الالكترونية من مضار حيث ان الطفل يسرف في قضاء الوقت الطويل امام شاشته منعزلا عن العالم الحقيقي فيفتقد مهارة التعامل الصحيح مع الاخرين واقامة الصداقات مما يحوله الى طفلٍ انطوائي لا يستطيع التعبير عن نفسه .لذلك فان للألعاب الالكترونية اضرار من الجوانب النفسية والاجتماعية الصحية والسلوكية على الطفل .
وقد خلصت الندوة الى التوصيات الاتية:
1- تعزيز دور الاسرة في تحديد نمط سلوك الاطفال وعادات استعمالهم للانترنيت من خلال وسائل الاعلام.
2- ضرورة انشاء مراكز للتوجيه الاسري من خلال وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ضمن برنامج خدمة مجتمع لتبصير الاسرة بالطرق التربوية الصحيحة في التنشئة الاسرية .
3- تكثيف الدراسات الاجتماعية في كل مؤسسات المجتمع للبحث والتوجيه لاجراء المزيد من الدراسات حول ظاهرة ادمان الانترنيت لدى الاطفال وانعكاساته السلبية .
4- فتح مراكز تنموية في وزارة التربية لتنمية الوعي لدى التلاميذ حول الاثار السلبية الناتجة عن ادمان الانترنيت .
5- تكثيف الندوات والدورات الاجتماعية والدينية التثقيفية لأجل توعية افراد المجتمع بأضرار الانترنيت ومخاطره على الاطفال بصفة خاصة والمراهقين والشباب بصفة عامة .
6- متابعة استخدام الابناء للانترنيت من حيث الفترة والمدة والمضمون مع ضبط الوقت واستخدام بعض برامج الحماية لمنع دخولهم الى المواقع التي تشكل تربة خصبة للادمان على الانترنت.
7- تحديد وقت معين للعب بوجود ضوابط مختلفة .
8- اختيار الالعاب المفيدة التي تحفز على الابداع وتطوير القدرات .
9- الحرص على الحديث مع الطفل بشكل مستمر ومناقشته بكافة امور حياته .
10- الهائه ببعض الامور الايجابية كالخروج مع الاهل للنزهة او للعب مع غيره من الاطفال بالشكل الطبيعي .
11- تشجيع وتنمية مواهب الطفل الفنية بأشغاله بالرسم والموسيقى وكذلك تشجيعه على ممارسته للألعاب الرياضية مع رفقائه .
12- رفع توصية الى مجلس النواب العراقي لوضع استراتيجية وطنية لحماية الاطفال من الانترنت بالتنسيق مع الاجهزة الامنية المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات ومكتب مكافحة جرائم المعلوماتية في قوى الامن .
13- وضع الضوابط في المقاهي المخصصة للأنترنت لحماية الاطفال ومراقبتها.
|