المشكلات الاجتماعية والنفسية للمجتمع الموصلي لما بعد داعش : الواقع والمعالجات
2019-02-03
المؤتمر السنوي السابع لقسم الدراسات الاجتماعية
المشكلات الاجتماعية والنفسية للمجتمع الموصلي لما بعد داعش : الواقع والمعالجات
انطلاقاً من سعي قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة في متابعة ورصد ما يجري من إحداث وظواهر في المجتمع العراقي من اجل تقديم الرؤى والاستراتيجيات التي توجه عملية رسم السياسات في المجتمع , عقد قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة بالتعاون مع جامعة الموصل – كلية الآداب– قسم الاجتماع ,المؤتمر العلمي السابع للقسم الموسوم ( المشكلات الاجتماعية والنفسية للمجتمع الموصلي لما بعد داعش : الواقع والمعالجات )والذي عقد في 16 – 17 /1 / 2019 في رحاب جامعة الموصل, حضر المؤتمر السيد رئيس جامعة الموصل والسيد رئيس جامعة نينوى والسيد رئيس الجامعة التقنية وعدد من العمداء وأساتذة الكليات في جامعة موصل ونينوى والحدباء وممثل عن قيادة عمليات نينوى كما تميز المؤتمر بالحضور الإعلامي الفعال وعلى مدى يومي المؤتمر .
ابتدأت وقائع المؤتمر في الساعة العاشرة صباحاً بالجلسة الافتتاحية تضمنت تلاوة مباركة من القران الكريم ثم عزف النشيد الوطني وكلمة السيد رئيس جامعة الموصل أ.د سعيد الديوه جي ثم كلمة أ.د خليل إبراهيم رسول المشرف على قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة بصفته ممثلاً عن بيت الحكمة ثم كلمة كلية الآداب ألقاها المعاون العلمي أ .د حارث حازم بعد ذلك ألقى أ.م.د حسن جاسم راشد كلمة قسم الاجتماع في جامعة الموصل تلا ذلك عرض لبحث الجلسة الافتتاحية الموسوم (أسر بلا مأوى وتحديات البقاء ) للأستاذ الدكتور خليل محمد ألخالدي , أعقب ذلك استراحة, لتبدأ بعدها جلسات المؤتمر في يومه الأول في الساعة الحادية عشر صباحاً وقد كانت على النحو الآتي :-
اليوم الأول الأربعاء 16/ كانون الثاني / 2019
الجلسة الأولى ( قاعة الحكمة )
رئيس الجلسة / أ.د. خليل إبراهيم رسول
مقرر الجلسة / أ.م.د. خديجة حسن جاسم
المشاركون:
1. أ.م.د.رسول مطلق / التداعيات الاجتماعية لأزمة احتلال الموصل
2. م.د.سوزان محمد فرج/ الموصل بعد التحرير مقومات النهوض .... رؤية اجتماعية
3. أ.د.رباح مجيد الهيتي وم.د.ايمان عبد الوهاب / المشكلات الاجتماعية للنازحين العائدين
دراسة ميدانية مقارنة بين الرمادي والموصل
4. أ.م.د.بان غانم المصائغ وم.م.خير الله سبهان / آليات أعادة النازحين الى الموصل بعد هزيمة داعش
5. السيد فرحان عواد جاسم/ التأثيرات الاجتماعية والنفسية الناتجة عن تدمير المعالم
العمرانية في مدينة الموصل
الجلسة الثانية ( القاعة العلمية )
رئيس الجلسة / أ.د. خليل محمد الخالدي
مقرر الجلسة / أ.م.د.شلال حميد سليمان
1-أ.د. حارث حازم أيوب وم.د. ابتهال عبد الجواد / انعكاسات تأخر صرف التعويضات على إعادة الاستقرار في نينوى دراسة ميدانية في الموصل
2- أ.م.د.حمدان رمضان وأ.م.د.احمد عبد العزيز / تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات وعلاقتها في
تهديد امن المجتمع الموصلي – دراسة اجتماعية تحليلية
3- أ.م. يوسف حامد / الفساد الإداري معوقاً للتنمية الحضرية – دراسة تحليلية لواقع مدينة الموصل بعد التحرير
4- م.م. داليا طارق / التنظيمات والمشكلات التنظيمية بعد التحرير - دراسة اجتماعية – تحليلية
5- م.بيان فارس ناصر وم.م. فيان فارس ناصر/ الآثار النفسية للنزوح ألقسري في العراق بعد أحداث الموصل
اليوم الثاني الخميس 17/كانون الثاني /2019
الجلسة الثالثة ( قاعة الحكمة )
رئيس الجلسة / علي الشمري
مقرر الجلسة / م.د. إيمان عبد الوهاب موسى
1-أ.د. عقيل الاعرجي و أ.د. الاء عبد الله / الأمن النفسي لدى زوجات منتسبي القوات المسلحة العراقية في قضاء في قضاء الموصل ممن شارك في تحرير الموصل من التنظيمات الإرهابية
2-د. سعد معن إبراهيم و د. اكرم فرج الربيعي/ ظاهرة بروز غسيل الدماغ الالكتروني مع ظهور التنظيمات الارهابية . دراسة في توظيف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للتقنيات الرقمية في تجنيد الشباب والمراهقين
3- أ.د. حارث علي حسن/ ثقافة الاطفال في ظل مجتمع مأزم دراسة انثروبولوجية لواقع الطفل العراقي .
4- م. نور يحيى يوسف/ مشكلات الايتام في مؤسسة الرعاية الاجتماعية –دراسة ميدانية في مؤسسة دار الايتام في الموصل .
5- م. ريم عبد الوهاب /مشكلات التعليم في المدارس الابتدائية الحكومية دراسة –اجتماعية – ميدانية في مدينة الموصل .
6- السيد سعيد الجياشي/ دور المجتمع الموصلي في عملية تحرير نينوى
الجلسة الرابعة ( القاعة العلمية )
رئيس الجلسة / أ.د. شفيق إبراهيم صالح
مقرر الجلسة / م.د. ابتهال عبد الجواد كاظم
1-أ.م. فراس عباس فاضل و م.م. علياء احمد / جاسم الاكتظاظ الديموغرافي والتغير الاجتماعي دراسة تحليلية للمشكلات السوسيوديموغرافية لأسر الموصل بعد التحرير
2- م. نبال فوزي محمود / الأوضاع الاجتماعية لأسر الموصلية وانعكاساتها على الأطفال ما بعد التحرير
3- م. نجلاء عادل و م. علياء احمد /الفكر التطرفي وإبعاده على التنمية والتغير الاجتماعي من منظور سوسيولوجي
4-م.م. ليلى يونس صالح / معاناة النازحين النفسية لأثار داعش ( النساء والأطفال أنموذجا ) (دراسة استطلاعية للمخيمات )
5- م. ريم ايوب محمد و م. إيناس محمود عبد الله / المرأة الموصلية وتحديات الواقع بعد التحرير ( دراسة اجتماعية ميدانية )
6- أ.م. حاتم يونس محمد / الأسرة الممتدة في البيئة الحضرية الأسباب و الانعكاسات في الموصل بعد التحرير
ابرز الاستنتاجات التي خرج بها المؤتمر فهي :-
1- لا أعمار ولا تنمية دون إعادة الاستقرار في الموصل وضمان الأمن والطمأنينة لأفراد المجتمع وتمكينهم في خياراتهم الحرة ,ولا سيما بما يتعلق بتحقيق السلام المجتمعي والمصالحة الوطنية وتعزيز هيبة الدولة واحترام الحقوق الأساسية للإنسان
2- ان عملية إعادة الأعمار هي اكبر من بناء الجسور والطرقات والبنى التحتية وتوفير الخدمات .... ,فهي تعني بالدرجة الأساس بالإنسان المتضرر الأكبر من هذا النزاع وان التأهيل الاجتماعي والنفسي للمواطن الذي تعرض للإرهاب بشتى صوره ينبغي ان يمثل أولوية أساسية لمرحلة ما بعد داعش الإرهابي والأساسيات الأخرى يمكن إن تنتظم بجدول زمني ... مع التأكيد على ان الفراغ التنموي والسكاني الماثل حالياً قد يمثل فرصة لانتشار البؤر والجيوب الإرهابية مجدداً .
3- ان طرد التنظيم الإرهابي ربما لن يكون كافياً ما لم يتم التأسيس لنظام تشاركي يقوم على تمثيل الجماعات والطوائف والقوميات المختلفة وتبني مبادرات تضمن السلم الأهلي وبناء مؤسسات الدولة القوية المسلحة بالقانون والمحمية بالجيش والقوات الأمنية النظامية .
4- عملية المصالحة أمر حتمي حتى تتم عملية الأعمار وعودة النازحين وضمان الاستقرار وعدم تدهور الأوضاع من جديد وقيادة مرحلة جديدة تؤسس لما بعد الحرب ولا بد ان يكون هناك تمييز بين أولئك الذين انضموا الى داعش طوعاً وأولئك الذين اجبروا على القيام بذلك بحكم الظروف التي تشكلت .
5- ان التنمية والسلام والأمن وحقوق الإنسان أمور مترابطة يعزز كل منها الأخر وهناك حاجة إلى إتباع منهج منسق ومتكامل لبناء السلام والمصالحة في مرحلة ما بعد انتهاء داعش بهدف تحقيق السلام المستدام , ويصبح السلم الأهلي فعالاً باتجاه عدم ارتداد المجتمع للعنف مرة أخرى بعد الأخذ بالحسابات عدد من المعايير أهامها:-
*القبول المجتمعي *عدالة التسويات السلمية وتوازنها * اشتراك المجتمعات المحلية في بناء السلام
6- فيما يخص موضوع التعويضات : يواجه هذا الملف ثلاثة تحديات رئيسية أهمها :
*ضعف قدرة الدولة العراقية اقتصادياً بسبب تكاليف الحرب وهبوط أسعار النفط . *مشكلة الفساد المستشري الذي سيدخل هذا الملف . * مشكلة التأخير في صرف التعويضات نتيجة صعوبة حصر الإضرار وتقييمها .
7- ان مشاهد الموت والدمار والإعمال الوحشية التي مارسها التنظيم الإرهابي داعش وموجات النزوح قد أدى الى حدوث مشكلات وأزمات نفسية وزيادة أجواء انعدام الثقة بين الإطراف الاجتماعية مما يتطلب خطة طويلة المدى لمعالجة قضايا الصحة العقلية و (( اضطراب ما بعد الصدمة ))
8- أدى تصاعد حدة الصراع مع التنظيم الإرهابي داعش الى موجات نزوح كبيرة للسكان وتزايد حالات الفقر والتسول والبطالة واليتم والترمل والمخدرات مما يتطلب معها اعتماد سياسات وبرامج غير تقليدية لمواجهة هذه المشكلات .
9- هناك حاجة الى برامج ل ( نزع التطرف ) لكثير من الفئات لاسيما الناشئة والشباب الذين كانوا يعيشون تحت سلطة داعش وممن لا يمتلكون المناعة النفسية والفكرية ووضع خطط وسياسات تثقيفية واسعة ودائمة لمجابهة وتصحيح ما خلفه وما يخلفه تنظيم داعش الإرهابي من أفكار تخريبية عبر شبكة الانترنت .
اما ابرز التوصيات التي خرج بها المؤتمر فهي :-
1- تشكيل خلايا أزمة ( تربوية , اجتماعية , ثقافية , سياسية وأمنية ) من أبناء محافظة نينوى تعمل على وضع خطط مجابهة ومعالجة لما خلفه تنظيم داعش الإرهابي من دمار نفسي واجتماعي وكيفية تأهيل المواطن الموصلي للعودة الى الحياة الطبيعية والمساهمة الفعالة في بنا ء ما دمر من جديد .
2- حشد التمويل لأعمار مدينة الموصل وإنشاء صندوق أعمار الموصل عن طريق الدول والمنظمات الدولية التي أبدت رغبتها في مساعدة العراق بالمنح والقروض وما يتم تخصيصه بالموازنة العامة للدولة وفتح المجال إمام الاستثمارات الأجنبية , وهذا من شأنه التقليل من الثقل الواقع على عاتق الحكومة في أعمار المدينة , بل يمكن ان يمتد ذلك الى توفير الخدمات فيما تتوجه جهود الحكومة نحو هيكلة الجيش وفرض الأمن . ويمكن الاستفادة من تجارب الدول الأخرى ذات الظروف المشابهة في مسألة إعادة الأعمار مثل تجربة إعادة أعمار ألمانيا واليابان بعدا لحرب العالمية الثانية وتجربة رواندا وتجربة جنوب إفريقيا .
3- ان تتولى مسألة أعمار مدينة الموصل وتقدير المبالغ والإشراف على صرفها جهات مستقلة مشهود لها بالنزاهة بعيدة عن التنازع السياسي والحزبي وجعل ملف إعادة الأعمار والمناقصات تحت مراجعة دقيقة ومحسوبة من قبل لجان متخصصة وفنية مع التوصية بتوظيف شركات البناء العراقية ذات السمعة الجيدة والمشهود لها بالكفاءة والاستفادة من الخبرة العراقية ولتشغيل اكبر قدر ممكن من الأيادي العاملة العاطلة عن العمل سواء المهندسين او الفنيين او العمال كنوع من مقاومة عملية استغلالهم لصالح الأجندات الخارجية او لصالح المنظمات الإرهابية مستقبلاً , مع التأكيد على ان إعادة الأعمار وبناء المدينة من جديد وعودة النازحين سيعزز من هزيمة التنظيم الإرهابي داعش .
4- توفير قروض ميسرة للمواطنين الراغبين بإطلاق مشاريع او إعمال خاصة بهم لدعم الاستقرار الاجتماعي لاسيما أولئك الذين يعانون من الفقر والمتضررين من الإرهاب والنازحين العائدين إليها .
5- ينبغي توفير معالجات للهواجس والمخاوف والشعور بالظلم لمختلف المكونات القومية والدينية و المذهبية والعرقية والثقافية وتحقيق العدالة الانتقالية التي تسعى للانتقال بالمجتمع من خلال آليات منظمة من الحكم الاستبدادي الوحشي الذي مارسه تنظيم داعش الإرهابي الى الحكم الديمقراطي ألتعددي .
6- البدء بالمصالحة الوطنية بناء جسور الثقة بين مكونات المجتمع الموصلي ووضع الآليات والمقاربات التي تواكب توجهات التمركز القبلي والعرقي والمذهبي التي تشكل تحديات مؤثرة ضد المصالحة الوطنية وذلك بالبحث واستكشاف الفاعلين المحليين الذين بنوا وروجوا للمشروع الوطني العراقي لقيادة مبادرات المصالحة من خلال توسيع حضورهم السياسي والاجتماعي كما يمكن الأخذ بتجربة جنوب أفريقيا بالمصالحة الوطنية في هذا الصدد.
7- ايلاء المؤسسات التعليمية أهمية قصوى في إعادة أعمار المدارس والجامعات والمعاهد والتأكيد على أدراج مواد الفلسفة وعلم الاجتماع وتاريخ الأديان المقارن في المراحل الدراسية كافة ولكل التخصصات العلمية والإنسانية كجزء من عملية التحصين ومواجهة الفكر المتطرف مع التوصية بتفعيل عملية البحث العلمي الرصين في الجامعات والمراكز البحثية لدراسة المشكلات التي خلفتها عصابات داعش الإجرامية والعمل على وضع الحلول لها بشكل علمي موضوعي .
8- أنشاء مراكز ووحدات للعلاج والتأهيل النفسي والاجتماعي لإعادة تأهيل الناجين من الحرب و معالجة المشكلات النفسية والاجتماعية التي خلفها التنظيم الإرهابي في نفوس إفراد المجتمع نتيجة الممارسات الوحشية والإجرامية ومشاهدة حالات الموت والدمار وفقدان الأهل والنزوح والعيش في ظروف قاسية .
9- العناية بالآثار والمواقع الأثرية التي شهدت تخريب وتدمير مثل الأضرحة والمساجد والكنائس عند إعادة أعمارها والتأكيد على الحفاظ على هويتها ومعالمها التاريخية وهناك تجارب عديدة في العالم في قضية أعمار التراث الثقافي يمكن الاخذ بها في مدينة وارسو في بولندا , ومدينة درسدن في المانيا , وبيروت في لبنان .
10- تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في وضع إستراتيجية شاملة تتضمن جميع المجالات الحيوية التي يمكن ان تسهم في إعادة بناء الموصل كونها لديها القدرة في التقرب من هموم الناس وتقديم العون والمساعدة المادية والمعنوية وخاصة في جانبها النفسي فضلاً عن المنظمات الدولية ذات الطابع الإنساني .
|