اللغة العربية تراث عظيم وتحديات كبيرة
2017-12-20
ندوة اقامها قسم الدراسات اللغوية والترجمية
(اللغة العربية تراث عظيم وتحديات كبيرة )
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية (لغة الضاد) اقام قسم الدراسات اللغوية والترجمية ندوة علمية بعنوان (اللغة العربية تراث عظيم وتحديات كبيرة) صباح يوم الاربعاء المصادف 20/12/2017 وفي قاعة الندوات في بيت الحكمة برئاسة أ.م.د. رضا كامل الموسوي مشرف قسم الدراسات الترجمية واللغوية ومقررية معاون رئيس مترجمين ميساء فلاح حسين وبحضور عدد من الباحثين والأكاديميين.
الباحثون المشاركون :
- أ.د. حسن عبد الهادي الدجيلي/ بحثه بعنوان (الصورة التشفيرية في الخطاب القرآني).
- أ. د. اسماعيل ابراهيم السعيد/ بحثه بعنوان (اهتمام الكرد بلغة الضاد وآدابها).
- أ.م.د. محمد اسماعيل شبيب/ بحثه بعنوان ( العربية والالمانية : علاقة فكر وادب).
- أ.م.د. عبد الخالق حسن / بحثه بعنوان (لغتنا اليوم... أيّةُ تحديات؟).
- أ.م.د.نعمة دهش فرحان / بحثه بعنوان (التنوعات اللغوية وطرائق استثمارها في تعليم اللغة العربية).
- أ.م.د. رحيم علي الفؤادي/ بحثه بعنوان ( الجوانب الخفية من مثاقفة اللغة العربية ودورها في الحفاظ على الثوابت العلمية).
- م.د. انتظار علي جبر/ بحثها بعنوان( الاستعراب في الحضارة الاندلسية وتأثيره في اللغات الاوربية الاسبانية انموذجا).
- م. اسيل عبد اليمة كاظم / بحثها بعنوان (اللغة العربية ومكانتها بين اللغات).
- د. مؤيد نعمة نصر الله/ بحثه بعنوان ( دراسات لغوية واجتماعية للغة العربية المستخدمة في المجتمعات الافتراضية).
- د. قصي الحسيني / بحثه بعنوان ( لغة الالخميادو، لغة الموريسكيين اواخر مسلمي الاندلس بعد تسليم غرناطة).
- م.م. حسام عبد الحسن / بحثه بعنوان ( اللغة العربية انوار بهية في الاشعار الفارسية).
- م. هدى رحيم / بحثه بعنوان ( المؤثرات الصوتية في لغة القرآن الكريم).
- استاذ صهيب الكمال / بحثه بعنوان ( استشراق الشاعر الامريكي ادغار الن بو : سحر الشرق الاوسط في قصيدة الاعراف).
- أ.م.د. اولغا آكينيا- جامعة موسكو- معهد بلدان اسيا وافريقيا/ بحثها بعنوان ( اللغة العربية في روسيا).
افتتح رئيس الجلسة الندوة قائلاً ( لغتنا هي هويتنا ومن خلالها تمكنّا من نشر الدين الاسلامي في العالم اجمع) وتخللت الافتتاحية كلمتين، الاولى للاستاذ فلاح المرسومي نائب رئيس التجمع البغدادي للتنمية المجتمعية بعنوان ( لغة الضاد مسك الختام في كتب الله ) والكلمة الثانية للدكتور مجيد الشمري عضو اللجنة الدائمة للحفاظ على اللغة العربية .
بدأت الندوة ببحث للأستاذ الدكتور حسن عبد الهادي المعنون (الصورة التشفيرية في الخطاب القرآني) تناول فيه موضوع التشفير بعدّه موضوعاً عالمياً بدأ في تسعينيات القرن المنصرم في امريكا وفرنسا ومّيز الباحث بين الرمز والتشفير موضحاً الفرق بينهما فالرمز له قرينة من الحقيقة اما التشفير فليس له قرينة ولكن بالبحث يتم الكشف عن دلالة المعنى. هناك من يقول ان اللغة العربية تفتقر الى الخطاب التشفيري ولاتتميز بالقضايا التي تؤهلها لهذا الشئ لكن هذه المقولة تخالف بشكل قطعي ماتتميز به لغتنا وبالاخص لغة القرآن حيث ان عند قراءة القران الكريم لاول وهلة يفهم من الايات القرآنية المعنى الاولي الذي يقصده الله سبحانه وتعالى ولكن عند قراءته لمرات متعددة يتم فهم المعنى الضمني للآيات القرانية.
واستند الباحث على ( سورة يوسف ) بعدّها تمتلك البعد التشفيري حيث انطلقت هذه السورة العظيمة من رؤية للنبي يوسف (ع) وتتلخص في ثلاث لوحات :1.لوحة الرؤيا
2. لوحة الذئب
3.لوحة السجن
فلوحة الذئب مثلا لم يذكر الذئب بحقيقته وقصده وإنما اشارت الآية الى ان الذئب كتشفير ودلالالة على اخوة يوسف فمكرهم كمكر الذئب.وتوصل الباحث الى دلالة التشفير ووجودها بشكل قطعي في اللغة العربية وليس كما يزعم الاوربيون بعدم وجود التشفير فيها .
وتناول أ.د. اسماعيل ابراهيم سعيد في بحثه المعنون ( أهتمام الكرد بلغة الضاد وآدابها) موضوع ارتباط الشعب العربي والكردي بالروابط المتينة التي تميزت عن الروابط الكردية بالأمم الاخرى والامر هذا يعود الى الدين الاسلامي الذي اعتنقه الكرد بقناعة تامة إذ كانت اللغة العربية بعدّها لغة القرآن الكريم تشكل الوسيط الذي انتقل من خلالها مبادئ الدين الى ابنائها ومنها بدأ اهتمام الكرد بلغة الضاد اهتماماً يفوق التصور .
واشار الباحث الى عدد من الفطاحل من الكرد باللغة العربية وادآبها منهم ( البيتوشي عبد الله بن حمد بن اسماعيل الكردي) من محافظة السليمانية ومن مؤلفاته ( الكافي) وهو منظوم نظمه في علمي العروض والقوافي ، فقد كان ضليعاً في علم الصرف والنحو والبلاغة والعروض.
وكذلك العالم الشاعر الشيخ ( محمد معروف النودهي ) الضليع في لغة الضاد وادآبها والعالم (قاسم امين بن محمد بك امين) الذي من كتبه ( اسباب ونتائج واخلاق ومواعض) . وهناك عدد كبير من الكرد الذين برعوا في لغة الضاد وكتبوا بها اجمل نتاجاتهم الأدبية.
ثم جاء البحث الثالث للأستاذ المساعد الدكتور محمد اسماعيل شبيب المعنون ( العربية والالمانية : علاقة فكر وادب) حيث تناول الحديث عن أثر اللغة العربية في الادب الالماني في بداية الامر وبروز ادباء بدت عليهم اثارها واضحة في حين انعكس الموضوع في الوقت الحاضر على تأثر الكثير من الادباء العرب باللغة والادب الالماني.
وقد ذكر الباحث عدد من الاسماء لأدباء بارزين ألمان في الادب العربي بدى عليهم التأثر باللغة العربية واضحاً.
ثم تناول بحث الأستاذ المساعد الدكتورعبد الخالق حسن المعنون (لغتنا اليوم..أيّةُ تحديات؟) قيمة لغتنا العربية ومعنى وجودها وماهي التحديات التي تواجهها لغتنا اليوم ؟ فعلى طول تأريخ اللغة العربية السحيق مرت اللغة باطوار من التحولات تبعاً لوضع العرب وموقعهم على خريطة العالم . وهذا الامر يجري ايضاً على اللغات الاخرى كافة .
وقد اشار الباحث الى نوعين من التحديات التي تواجه اللغة العربية اليوم وكل واحد منهما له تأثيره في متن اللغة، بمختلف مستوياتها وهما:
1. تحدي الحدود المغلقة : لقد وضع علماء اللغة العربية حدوداً للغة من اجل ضبط قواعدها ورسم معالمها ووضعوا معياراً يقيسون عليه قيمة القول وامكانية الوثوق به . ويجاهد هؤلاء العلماء بعدم كسر الحدود حفاظاً عليها من الاندثار لكن هذا التشدد يضيع الكثير من الاستبدالات الاسلوبية والصيغ التعبيرية التي يمكنها ان تثري اللغة وايضا تدفع الاجيال الى النفور من لغتهم.
2. تحدي الابواب المفتوحة : ان فتح بعض النوافذ لحدود اللغة المغلقة يمكن ان يدفع بالعربية ان تنطلق الى اماكن اعلى، وتكون سهلة عند اهلها قبل غيرهم. والتحدي الذي يقصده الباحث هنا ليس له معنى سلبي الا بقدر تردد اللغة وانعدام قدرتها على ان تواكب التحولات الهائلة من حولها.
وذكر الباحث الى ان الاطر العامة التي تأسست في ضوئها اللغة العربية واضحة ومستقرة، لذلك لايجب ان يخاف العرب ويقلقوا حين يكونون في اختبار التحدي الحداثي، فهذا التحدي ليس سوى محطة مهمة نستطيع من خلالها معرفة مدى قدرة لغتنا على الصمود والمناورة في تقبل الجديد .
واشار بحث( التنوعات اللغوية وطرائق استثمارها في تعليم اللغة العربية) للأستاذ المساعد الدكتور نعمة دهش فرحان الى ان معظم وضعيات اللغة العربية السائدة حالياً تؤكد مقولة ( ان العالم مصنوع من اللغة) فاللغة بهذا المعنى تنظيم اجتماعي عام، يرتبط اساساً بحركة الانسان الذي يشكل نواة المجتمع . وتوجه الباحث في بحثه الى شبكة التنوعات اللغوية في البلاد العربية وماتحدثه تلك التنوعات من آثار في تعلم اللغة العربية ذلك ان هذه الشبكة تزداد انتعاشاً في مواكبة التطور الحضاري كلما انتقل المتعلم من وضعية : التفرد اللغوي الى وضعية التعدد اللغوي.
وقد قسم الباحث بحثه الى مبحثين :
تناول الاول التنوعات اللغوية واقسامها وحركية المصطلح والمفهوم في البلاد العربية وتقسم هذه التنوعات الى ثلاث مستويات رئيسة وهي:
أ- التفرد اللغوي : ويعني ذلك الوضع اللساني المتميز باستعمال اهل البلد الواحد او بلدان اللغة الواحدة للتعبير بطلاقة ويسر.
ب – التعدد اللغوي : ويقصد به الوضعية اللسانية الخاصة والتي تتميز بان يكون في البلد الواحد لغة ما الى جانب اللهجة او اللهجات المنحدرة منها كاللغة العربية واللغة الكردية في العراق.
اما المبحث الثاني فركز على طرائق استثمار تلك التنوعات في تعليم اللغة العربية وذلك :
1. عن طريق النماء اللغوي المبكر قبل مرحلة التعليم الدراسي.
2. التنشيط المهاري.
3. التنشيط للأستعداد والحافز للتعلم.
اما بحث الاستاذ المساعد الدكتور رحيم علي الفؤادي المعنون ( الجوانب الخفية من مثاقفة اللغة العربية ودورها في الحفاظ على الثوابت العلمية) فقد اشار الى ان اللغة العربية هي لغة ذات بناء مستوياتي محكم بعلاقات بها تترابط العلاقات النحوية بطريقة ذات خصائص قوية إلا ان الجوانب الخفية من مثاقفة العربية وقدرتها على الحفاظ على الارجحية بقيت من دون دراسة فعلية، مما يتطلب دراسة جدية تكشف الجوانب الخفية في قدرة اللغة العربية على المثاقفة اللغوية.
فللعربية جوانب متعددة امتازت بها عن لغات العالم كافة ، وليس للغة اخرى مجاراتها في ذلك من حيث الدلالة الصوتية والمعلمات الصرفية والخصائص الاعرابية وترابط المستويات اللغوية التصاعدية مما يجعلها قادرة على المثاقفة بلا منازع.
واشار الباحث الى الجوانب الخفية للغة وهي كالآتي:
1. الدلالة الصوتية للصوامت الجذرية:تمتاز اللغة العربية بقدرتها على تميز دلالتها بالصوامت فترتيب الصوامت داخل الجذر يكسب حاملي العربية القدرة على تمييز الدلالة كما في (قَطَعَ، قَطَمَ ، قَطَفَ، قَطَشَ).
2. القوعدة الصوتية الصرفية: ويقصد بها الباحث قدرة الجذور العربية التصريفية على التغيرات الاشتقاقية من دون الحاجة الى اللواصق بخلاف الهندو- أوربيات.
3. القوعدة الصوتية العربية : وهي تفاعل المستوى الثالث مع المستويين الاول والثاني، فهو تفاعل صوتي صرفي مبني على ماتم في المستويين الاول والثاني ، فاذا كان المستوى الاول قد حدد صوامت الجذور الواضحة لدلالتها وقيمتها الصوتية مثل (قَطَعَ)، فان المستوى الثاني قد اكسبها صفاتها القواعدية مثل قاطع ،التي يمكن في ضوئها ان تتم عملية الاعراب في المستوى الثالث مثل (اشتريت القاطع).
4. المرونة الصرفية : ويعنى بها قدرة الاصوات الصامتة التي تحمل الدلالة الذرية على التغير الصوتي الكمي بتأثير الصائت .
وتحدث الباحث عن ملكة اللغة الام وفقاً لبنيتها ودلالاتها من دون مقارنتها بلغة اخرى، وذلك لكون الاعضاء الحسية لدى الانسان تبدأ بالنمو، وتلقي العادات والتقاليد المغلفة بمفردات هذه اللغة، ويسهم تكرارها برسوخها في المخ البشري فتكون راسخة فيه ثم يبنى ادراكه للمحيط الخارجي على وفق سمعه وبصره ، فتبدأ ملكته اللغوية بالتكون. ويمكن ادراك المثاقفة الفعلية عند تعلم لغة اجنبية او اثناء الدراسات اللغوية المقارنة التي تبرز الخصائص العلمية للغات ، فعند تعلم لغة اجنبية تبدأ عملية المقايسة والمقارنة البنيوية والدلالية والتي تظهر المثاقفة التي ترتسم على اساس القاعدة العلمية الارجح.
وأكدّ بحث الاستاذ المساعد الدكتور انتظار علي جبر المعنون ( الاستعراب في الحضارة الاندلسية وتأثيره في اللغات الاوربية الاسبانية انموذجا) على ان اللغة العربية لها وجود ملحوظ في بعض اللغات الاوربية، لاسيما تلك التي تسمى اللغات الكلاسيكية القديمة مثل اللاتينية و اليونانية واللغات الحديثة مثل الفرنسية والانكليزية والالمانية إذ ان اللغة العربية تركت بصمة في اللغات الاوربية هي حقيقة من السهل العثور عليها اليوم.
وهنا تحاول الباحثة ذكر الأثر الذي تركته اللغة العربية في اللغة الاسبانية، وتسليط الضوء على كبار الشخصيات التي بذلت جهودها في موضوع الاستعراب .
والاستعراب هو النظام العلمي الذي يختص بجانب منه بدراسة كل من اللغة والثقافة العربية المستخدمة في اللغات الاخرى . فاسهمت اللغة العربية في تشكيل اللغة الاسبانية منذ ان استوطن العرب المسلمون وتركوا آثارهم الفنية والثقافية واللغوية إذ اعطى التأثير العربي للغة الاسبانية لهجة ونبرة شرقية ، واغناها بفحوى معنوي ولفظي لبعض الاصوات والتعابير العربية.ومن العوامل التي ساعدت على انتشار العربية ان العرب الفاتحين سمحوا للشعوب المسيحية باعتناق الاسلام وتبنوا لغة الفاتحين وبمضي القرون تمكن الفاتحين من تعريب الجزيرة الاسبانية. وذكرت الباحثة بعض الاسماء لمن كرسوا جهدهم للبحث في اللغة العربية ومنهم المستشرق الفرنسي (غيوم بوستل ) الذي اعاد اهتمام الاوربيين باللغة العربية. وكذلك ألّف(دوزي وانجلمان) قاموس جمع فيه الكلمات الاسبانية والبرتغالية المستمدة من العربية .
واشارت الباحثة الى ان موضوع الاستعراب موضوعاً واسع النطاق لايمكن تحديده وان عملية الاستعارة العربية بتزايد لاسيما فيما يتعلق بالمفردات الدينية والسياسية بسبب الوضع الذي يعيشه العالم العربي.
ثم تطرقت المدرسة اسيل عبد اليمة كاظم في بحثها المعنون (اللغة العربية ومكانتها بين اللغات) اللغة بعدّها طريقة للتواصل بين الشعوب والناس من مختلف المنابت والاصول وإذ تختلف اللغة في تعريفها من شخص لاخر ومن منطق لاخر لانها ترتبط بشكل كبير بالعلوم مما يعطيها مجالات اوسع بكثير في تعريفه حيث يقول ابن جنّي في تعريفها : ( اللغة هي الاصوات التي يعبر بها الناس عن حاجاتهم وقال ابن خلون في حقها (هي عبارة المتكلم عن الذي يقصدّه) .
واشارت الباحثة الى نشأة اللغة العربية بعدّها من اقدم اللغات ويعود اصلها الى اللغات السامية ويعود اصل اقدم النصوص العربية الى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وهي نصوص شعرية جاهلية تتميز ببلاغة لغتها واسلوبها الراقي ووزنها الشعري المنتظم.
وتأتي اهمية اللغة العربية من انها احد مكونات المجتمع الرئيسة ومن اهم عوامل البناء في مختلف الحضارات والثقافات وهي السبب الرئيس في قيام الدول وانشاء المجتمعات المختلفة لان التواصل الذي يتم عن طريق اللغة هو البنية الاساسية في عملية البناء هذه . وحضيت اللغة العربية بما لم تحظ به اي لغة من الاهتمام والعناية وذلك لانها لغة القرآن الكريم وهذا بدوره اعظم شرف واكبر اهمية للغة العربية لان الله جل وعلا اختارها من بين لغات الارض ليكون بها كلامه الخالد.
تمتد اهمية اللغة العربية الى العلاقة الوطيدة بينها وبين الثقافة والهوية الخاصة بالشعوب فهي وسيلة التواصل بينهما والتي تعبر عن تفكير الامم وبما ان اللغة العربية هي المسؤولة عن كل هذه الامور فهي التي تشكل هوية الامة الثقافية التي تميزها عن باقي الامم.
ثم وضح الدكتور مؤيد نعمة نصر الله في بحثه المعنون ( دراسات لغوية واجتماعية للغة العربية المستخدمة في المجتمعات الافتراضية) الرؤية الاجتماعية اللغوية للاتصال اللغوي بين الانكليزية والعربية من خلال الانترنت كما يبحث في الاسس الاجتماعية اللغوية للتواصل الاجتماعي بين المجتمعات الافتراضية العربية من خلال الانترنت. واورد الباحث مقتبسات من اراء الدكتور علي الوردي التي طرحها في كتابه ( اسطورة الادب الرفيع) إذ كان يدعو الى تبسيط قواعد اللغة العربية ومراجعة الاركان التي تقوم عليها من نحو وقواعد .
وذكر الباحث ان هناك اتجاهين متعاكسين في المجتمع الاتجاه الاول رؤية الجيل الحالي المهووس بالجوانب المختلفة للعالم الافتراضي تم تقسيم الاجيال حسب العمر في البحث الى مجموعتين الاولى من (24-36) عام والثانية هي الشريحة الاكبر عمراً من 36 عاماً فما فوق. والاتجاه الثاني هو الاتجاه المحافظ الذي يعتقد ان هناك هجمة شرسة من اللغة الانكليزية التي تخفي اجندة تدميرية ضد لغتنا العربية لغة القرآن الكريم.
وقد اصبح هناك تحول في الولاءات وذلك :
1. لصعوبة استخدام اللغة الفصحى مقارنة باللغة المستخدمة في حياتنا اليومية بسهولة وسلاسة.
2. ادوات الكنولوجيا الحديثة.
3. تحول الولاء من مبادئ القومية العربية باتجاه الثقافات المحلية.
ان الانتقال بين استخدام لغة التخاطب من الفصحى الى اللهجات المحلية وبالعكس يمكن القول عنه انه انتقال تدريجي مستمر وليس قطبي كما موضح بالآتي:
فصحى عامية فصحى فصحى عامية فصحى فصحى عامية
ففي مصر والاردن يتم استعمال اللغة الانكليزية الى جانب اللغة العربية وبذلك اصبح هناك صراع وتصادم الهويات .
وتطرق بحث الدكتور قصي الحسيني المعنون ( لغة الالخميادو، لغة الموريسكيين اواخر مسلمي الاندلس بعد تسليم غرناطة) الى لغة الالخميادو ولغة الموريسكيين موضحاً مصطلح (الموريسكي) وهو اسماً لكل مسلم صار تحت السلطة النصرانية الكاثوليكية الاسبانية بعد التسليم ومن قبل كان يطلق مصطلح ( المدّجن) على المسلمين الذين كانوا تحت السلطة الاسبانية فبل تسليم غرناطة وبعد تسليمها صار جميع المسلمين في اسبانيا يطلق عليهم مصطلح ( الموريسكي ) وكان يراد به التقليل من شأن المسلمين والحط من مكانتهم. بينما تحول دلالة معناه اليوم الى الجهاد على التراب الاندلسي واثباتاً للهوية الحضارية للمسلم الاندلسي.
اما لغة الالخيمادو فقد أدت دوراً فائق الاهمية في الحفاظ على الاسلام واللغة العربية في حياة الموريسكيين لكن ملك اسبانيا اصدر امراً ملكياً اجبر من خلاله جميع الموريسكيين على ترك استخدام اللغة العربية في جميع المناسبات والاحوال الرسمية وغير الرسمية حيث تم التخلص من كل المواد المكتوبة باللغة العربية ولهذا لجأ الموريسكيون الى لغة الالخميادو وهي كتابة النتاج الفكري الموريسكي باللغة الاسبانية لكن بحروف عربية .
وقد حافظ الموريسكيون على رسم الايات القرآنية الكريمة برسمها العربي الصحيح فقد كانت (لفائف الالخميادو) محفوظة في جدران منازلهم إذ اصبحت شاهداً على الحفاظ على اللغة العربية ولغة القرآن الكريم.
اما معاون مدرس حسام عبد الحسن فقد تناول في بحثه المعنون ( اللغة العربية انوار بهية في الاشعار الفارسية) اللغة العربية وتأثيرها على الفرس فحينما اعتنق الفرس الاسلام تنورت قلوبهم بالالفاظ القرآنية العربية فتعلموا القرآن وحفظوه واجادوا دراسة علومه البلاغية والتفسيرية. فتفاعلوا معها وتعلموا الشعر وصاروا ينشدون الشعر الفارسي بتلك الالفاظ المقتبسة من القرآن الكريم او الحديث الشريف. واشار الباحث الى بعض الاشعار الفارسية التي تتضمن في مضمونها ومعناها ايات قرآنية كريمة مثل:
نصر من الله وفتح قريب
فتوح ونصرى كه ندارد قرين
هذا البيت تضمين لقوله تعالى ( واخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين).
وذكر الباحث في مجمل بحثه بعض الشعراء واقتباساتهم من اللغة العربية مثل الشاعر (سعدي الشيرازي) والشاعر( منوجهري).
ثم تحدثت المدرسة هدى رحيم بشكل مختصر عن اللغة العربية وكيف ان جزءاً من عظمتها يكمن في التناسق الصوتي والموسيقي في بحثها المعنون (المؤثرات الصوتية في لغة القرآن الكريم) إذ اشارت الى ان كل لغة لها موسيقاها الخاصة بها لكن اللغة العربية الموسيقى هي ابرز مميزاتها.
وذكرت الباحثة ان علماء اللغة الاوربيين ذهبوا الى ان اللغة اعتباطية ولاتوجد هناك علاقة بين الدال والمدلول ولكن العرب توصلوا للمقطع الصوتي والدلالة الصوتية وهناك كتاب يدعى (معاني الحروف) هو خير مثال على ذلك.
وتحدثت عن الاعجاز الموسيقي في القرآن موضحة الجزء الكبير من تأثير القرآن هو التفاعل بين القارئ والمتلقي فالقرآن قادر على خلق الموسيقى من خلال استعمال الاصوات التي تقارب الاصوات في الطبيعة.
ومثال على ذلك (سورة الشمس) فيها صورة موسيقية مبدعة ينقل من خلالها القارئ الى موقع الحدث وكأنه يشعر بما حصل انذاك.
ثم تناول الاستاذ صهيب الكمال في بحثه المعنون ( استشراق الشاعر الامريكي ادغار الن بو: سحر الشرق الاوسط في قصيدة الاعراف) صورة مختصرة عن مفهوم الاستشراق وجاء من مصطلح الشرق والمشرق . فكلمة الاستشراق هو مصدر العلوم والمعرفة وهو توجه المفكرين الغربيين الى الشرق ففي عقلية الباحث انها مصدر العلم.
ودرس الباحث دور القرآن الكريم والاستشراق إذ كان للالمان دور كبير في نقل اللغة العربية ودراسة القرآن الكريم. وتم ترجمة القرآن الكريم من قبل جون سيل عام 1974 ترجمة انكليزية كان لها تاثير كبير على الكتّاب الامريكيين واصبح بذلك مصدرا للاقتباس.
وذكر الباحث قصيدة الاعراف وكيف نقل الشاعر الامريكي في قصيدته معنى الاعراف فهو حاجز في الاخرة يفصل بين الجنة والنار ويقف عليه رجال بين الجنة والنار ويرغبون في دخول الجنة ولكنهم لايستطيعون، وواضح جدا في قصيدته الخوف والقلق والمشاعر وتأثره بالصور الكونية في القرآن ويستخدم كلمات عربية مثل كلمة (عزرائيل) دلالة على الموت والالم.
وتطرق الشاعر الامريكي الى علاقة القرآن الكريم بالكون في كتابه ( يوريكا) وتاثره بالكون والتوسع الكوني فقد اراد شيئاً بديلاً كمصدر للعلم فلجأ الى القرآن الكريم. ولديه كذلك قصيدة تدعى (اسرافيل) واستعار بعض الكلمات فيها مثل كلمة ( حوري) بعبارة صريحة.
وختاماً قدم الاستاذ مساعد دكتور رحيم الفؤادي بحث الاستاذ مساعد دكتور اولغا آكينيا من جامعة موسكو- معهد بلدان اسيا وافريقيا وبحثها المعنون ( اللغة العربية في روسيا) إذ تناولت الباحثة موضوع اللغة العربية الفصحى بعدّها لغة الدين الاسلامي والحضارة الاسلامية وهي احد مكونات الوضع اللغوي في روسيا لما لها من عظيم الاهمية في دراسة الأثر اللغوي العربي وتعزيز العلاقات بين روسيا الاتحادية والدول العربية إذ تهتم بها اكثر من ثلاثين جامعة روسية .
ولقد اثرت التطورات الاخيرة في الشرق الاوسط والدور الذي تؤديه روسيا لتعزيز الاستقرار في تعظيم دور اللغة العربية بوصفها لغة التواصل بين الشعب الروسي والشعوب العربية وظهرت الحاجة الملحة للغة العربية في التواصل الفكري والعلمي مما يسهم في تعزيز وتطوير الصداقة بين دولنا وشعوبنا.
وقد زاد الاهتمام باللغة العربية في روسيا فمن المعروف ان روسيا يعيش فيها قرابة 20 مليون مسلم فقد دخل الاسلام الى روسيا منذ اكثر من الف عام في عهد صحابة رسول الله (ص) ، فأصبحت اللغة العربية لغة العبادة وتلاوة القرآن الكريم وبذلك اصبح الاسلام في روسيا جزءاً لايتجزأ من تراثها الثقافي على مر السنين .
تهتم جامعات ومعاهد العلوم الانسانية الروسية بتدريس اللغة العربية اهتماماً كبيراً ، ومن ابرزها معهد بلدان اسيا وافريقيا بجامعة موسكو ومعهد العلاقات الدولية وجامعة الالسن بموسكو . فالاقبال على اللغة العربية منقطع النظير بخاصة في معهد بلدان اسيا وافريقيا.
التوصيات
خرجت الندوة بتوصيات اهمها :-
1. تشجيع التحدث باللغة العربية لطلاب المرحلة الابتدائية بعّدها القاعدة الاساسية لنشأة الطفل العلمية .
2. يجب تبسيط اللغة العربية الكلاسيكية لكي يتمكن الشباب من التفاعل معها والتحدث بها وإلاّ سوف نعاني من اندثار اللغة العربية والتحدث فقط باللهجات المحلية لكل الدول العربية.
3. إقامة العديد من الندوات والمسابقات العلمية لتشجيع التحدث باللغة العربية والاهتمام بها اولاً ولبث روح المنافسة ثانياً بين صفوف الشباب بوجه خاص.
4. أهمية تفعيل ودعم الترجمة للأعمال الفكرية بمختلف تخصصاتها من اللغات الاجنبية الرئيسة الى اللغة العربية.
|