قراءة معاصرة في السيرة النبوية حادثة الإسراء والمعراج (أنموذجاً )
2017-10-30
ندوة اقامها قسم الدراسات التاريخية
قراءة معاصرة في السيرة النبوية.. حادثة الإسراء والمعراج أنموذجاً
عقد قسم الدراسات التاريخية في بيت الحكمة يوم الاثنين المُصادف 30/10/2017م في الساعة العاشرة صباحاً، ندوته العلمية المعنونة: قراءة معاصرة في السيرة النبوية.. حادثة الإسراء والمِعراج أنموذجاً على قاعة الندوات. وقد ترأس الجلسة الأستاذ المساعد الدكتور إسماعيل طه الجابري وبمقررية الباحث الأقدم في قسم الدراسات التاريخية سلوى محمد جاسم، وكان المشاركون في هذهِ الندوة العلمية هم كلٍّ من:
1. أ.د. عبد الكريم عز الدين صادق الأعرجي. أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية. جامعة بغداد / كلية التربية للبنات) محاضراً).
2. أ.د. سامي الحاج حمود. الجامعة المستنصرية –كلية التربية (معقباً).
3. أ.م.د. داود سلمان الزبيدي. جامعة بغداد –كلية التربية / ابن رشد (معقباً).
أفتتح السيد رئيس الجلسة وقائع الندوة ، مشيداً بدور بيت الحكمة في الاستمرار على صبِّ جُلَّ اهتمامه لمعالجة أبرز وأهم القضايا التاريخية والفكرية والدينية، وإذ جاءت سيرة النبي مُحمَّد (ص) من المدونات التاريخية المهمة التي كثرت فيها الكتابات منذ البدايات الأولى كتجربة إسحاق بن هشام وحتى تاريخنا المعاصر لمحمد حسين هيكل من جهة وكتابات المُستشرقين من جهة أخرى.
ألقى الباحث الدكتور الأعرجي ورقته البحثية التي أعدها لموضوع الندوة، مُستفتحاً كلامه بقول الله (سبحانه وتعالى) في سورة الإسراء، الآية (1): سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ . مبيناً أنَّ هذه الحادثة المهمة في السيرة النبوية الشريفة لها عواملها ومظاهرها، وهنالك الكثير من التساؤلات المطروحة في صدد هذه الحادثة، منها: أن متى حدثت من الناحية الزمانية ؟ وسبب وجود اختلاف كبير في الآراء حول زمن الحدوث ؟ وهل أن الإسراء ومن بعده المعراج كان بروح النبي (ص) فقط، أم بروحه وجسده معاً ؟ ثم لماذا الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم العروج بعد ذلك إلى السماء العليا ؟... مبيناً في بحثه جملةً من آراء المؤرخين والمفسرين للقرآن الكريم والفقهاء والكُتاب المعاصرين، فضلاً عن آراء المستشرقين في هذا الميدان.
أولاً: زمان ومكان الحادثة: أشار الباحث إلى ارتباط هذه الحادثة بحالتين، الأولى (الإسراء) والثانية (المعراج). إذ يطلق كثير من العلماء كلمة الإسراء على رحلة النبي (ص) من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، ويطلق المعراج على رحلته من بيت المقدس إلى السموات العليا، مشيراً إلى أن ابن الأثير كان قد تطرق إلى هذا الموضوع بقوله :اختلف الناس في وقت المعراج، فقيل قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل بسنةٍ واحدة، ومنهم من يعتقده قبل الهجرة بستة أشهر، وبعضهم قال في السنة الثانية عشرة للبعثة، أو في الحادية عشرة أو في العاشرة... أما مكان انطلاق هذه الرحلة فقيل بأنه كان نائماً بالمسجد في الحِجر فأُسري بهِ منه وقيل كان نائماً في بيت أم هاني بنت أبي طالب. كما طرح الباحث رأي ابن كثير القائل بأن حادثة الإسراء إنما حدثت بعد النبوة بخمسة أعوام، وقيل بعام ونصف، وقيل بعد البعثة بستة عشر شهراً.
ثانياً: الروح والجسد: اختلفت الآراء حول رحلة الرسول مُحمَّد (ص) إلى الملأ الأعلى، من أنها هل كانت بروحه فقط، أم بروحه وجسده؟ فكان للشعراوي اعتقاد بأن يجوز أن يكون الرسول محمد (ص) قد تعرض لحدث الإسراء أولاً مناماً، ثم تعرض له روحاً، ثم تعرض له يقظةً. أما الرأي عند الإمام الرازي فيتمثل من خلال ما جاء في تفسيره، ناقلاً قول أهل التحقيق الذي يدلل على أنه (ص) أسرى بروح مُحمَّدٍ (ص) وجسده من مكة إلى المسجد الأقصى. وكان رأي محمد جواد مغنية في تفسيره حول هذا الموضوع أن قدم أدلته على تحقيق الروح والجسد في الإسراء.
ثالثاً: المسجد الأقصى: يرى الزُهري؛ من خلال ما أورد الباحث؛ بأن كل المناطق المحيطة بمركز مكة تُسمَّى بالمسجد الحرام، ومنها بأن كل المناطق المحيطة بمركز مكة تسمى بالمسجد الحرام، وما في ذلك رواية إسراءه من بيت أم هانئ، وهنالك من يرى بأن الرسول مُحمَّد (ص) كان نائماً في بيته، فأتاه جبرائيل وميكائيل فقالا: انطلق إلى ما سألت الله، فانطلقا بهِ إلى ما بين المقام وزمزم، فأُتي بالمعراج. أما ابن هشام فيشير إلى أن المسجد الأقصى، هو بيت المقدس، مبيناً ذلك بقوله: "أن الرسول (ص) قد أُسري بهِ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو بيت المقدس من إيلياء". أما الشيخ محمد الغزالي فيرى أن هذه الرحلة كانت مباشرة من مكة إلى السماء العليا دون المرور ببيت المقدس؟ حيث تتجلى الحكمة الإلهية في هذا الصدد، معتقداً بأن النبوات ظلت دهوراً طوالاً وقفاً على بني إسرائيل، وظل بيت المقدس مهبط الوحي ومشرق أنواره على الأرض، ثم كان مجيء الرسالة المحمدية انتقالاً بالقيادة الروحية في العالم من أمةٍ إلى أمة ومن بلد إلى بلد. أما من الكتاب المعاصرين الآخرين فكان كذلك الدكتور يوسف زيدان صاحب رواية (عزازيل) المشهورة، الذي شكك في حادثة المعراج، وقال بأن الحادثة من الإسرائيليات والتراث الفارسي، وأن القصاصين في القرون الأولى مثل جالسي المقاهي في هذا العصر، هم من أشاعوا وروجوا قصة المعراج، وأن لا أساس لها في الدين، وأن الثابت في القرآن الكريم فقط رحلة الإسراء، مبرراً ذلك بأن الرسول (ص) حين لاحقه قوم قريش غادر إلى الطائف، وعلى الطريق كان هناك مسجدان (الأدنى) و (الأقصى)، وهذان المسجدان معروفان آنذاك وهما قرب الطائف، وأن الأقصى في القدس لم يكن موجوداً يومها، وأن المسجد الأقصى يمثل لعبة سياسية قام بها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. ليُعقب الباحث على هذا الرأي الأخير (المُشكِّك) باعتماد رأي السيد أبو القاسم الخوئي، الذي يتلخص بقوله: "المعروف بين المسلمين عدم وقع التحريف في القرآن، وأن الموجود بأيدينا هو جميع القرآن المنزل على النبي الأعظم (ص)،ليؤكد النظرية المتفق عليها بين عموم الباحثين والمؤرخين أن بيت المقدس كان موجوداً في عهد الرسول (ص)، وحقيقة وقوع الحادثين.
أما المؤرخ ابن الأثير والشيخ الطبرسي والشيخ المجلسي فيذهبون بالقول إلى أن الناس في تلك الفترة الزمنية كانوا يعلمون ببيت المقدس وكذلك يعلمون بالمسجد الحرام، ومنهم من ذهب إلى بيت المقدس، ومنهم من يعرف الطريق إليه، وعندما طلبوا من الرسول مُحمَّد (ص) أن يصف لهم بيت المقدس فإنه بادر إلى وصفهِ بما في ذلك الأجزاء الدقيقة، وهم يدركون علم اليقين بأن الرسول (ص) لم يزر البيت ولم يشاهده في حياته سابقاً وإلا لما سألوه وطلبوا منه وصفه.
رابعاً: المعراج: هي حادثة عروج الرسول مُحمَّد (ص) إلى السماء، وفي هذا الموضوع هنالك أيضاً أكثر من إشكالية أثارها بعض الكتاب المعاصرين والمستشرقين، والتشكيك في هذه الواقعة. فبعد أن نزل رسول الله (ص) في بيت المقدس، وزار المسجد الأقصى، وتفقد مواضع متعددة من المسجد، وتفقد بيت لحم مسقط رأس السيد المسيح ومنازل الأنبياء وآثارهم ومحاريبهم، وصلَّى عند كل محراب من بعض تلك المحاريب ركعتين، ثم بدأ بعد ذلك في القسم الثاني من رحلته حيث عرج من ذلك الموقع إلى السماوات العلى، وشاهد النجوم والكواكب وأطلع على نظام العالم العلوي متحدثاً مع أرواح الأنبياء. ولعل أبرز إشكالية في هذا الموضوع عند هؤلاء المعاصرين قولهم بأن الإسراء قد ذكر في القرآن الكريم ولكن المعراج لم يُذكر، وبالتالي فإنهم يعتقدون بأن المعراج هي حادثة مخلوقة ومُنتحلة من قبل القصاص والمؤرخين، إلا أن المشهور عند العلماء المسلمين هو صحة حادثة المعراج المقترنة بالإسراء. ليذكر الباحث في المقابل شواهده الداعمة لهذه الواقعة لما أكده المؤرخ ابن هشام والشيخ المجلسي وغيرهم كثير، بأن المعراج والإسراء حقيقتان واقعتان والتشكيك فيهما أو إنكارهما تكذيب للقرآن والسُنَّة النبوية.
كما وتطرق الباحث إلى المحطة الأخيرة من رحلة الإسراء والمعراج، وهي الوصول إلى السماء التي انتهت إلى العروج للسماوات العلى، إذ شاهد الرسول (ص) النجوم والكواكب، وأطلع على نظام العالم العلوي، وتحدث مع أرواح الأنبياء والملائكة السماويين، واطلع على مراكز الرحمة والعذاب (الجنة والنار)، ورأى درجات أهل الجنة، وأشباح أهل النار عن كثب، وبالتالي تعرف على أسرار الوجود، ورموز الطبيعة، ووقف على سعة الكون، وآثار القدرة الإلهية المطلقة، ثم واصل رحلته حتى بلغ إلى سدرة المنتهى، كما وقد أشار الباحث إلى أن المرويات التاريخية التي تطرقت إلى رحلة الرسول مُحمَّد (ص) لم تدون بصورة تفصيلية ودقيقة، معتقداً بأن ذلك يعود إلى الإرادة الإلهية التي تتناسب مع العالم الإلهي الآخر الذي لا يمكن أن يطلع عليه الجميع، بل أننا نرى العكس من ذلك، فإن الرحلة إلى السماء قد رافقتها الكثير من الخرافات والروايات الدخيلة، وكذلك المرويات الإسرائيلية حتى أن هنالك كتيب يعرف بـ(الإسراء والمعراج) يُنسب إلى عبد الله بن عباس (رض)، فيه تفاصيل كثيرة عن وصف السموات السبع، والحقيقة أن هذا الكتاب يحتوي أغلبه على الخرافات والأكاذيب، وبالتالي فهو (كذب محض وافتراء ظاهر).
وقد أختتم الباحث ورقته بذكر دور المستشرقين بحادثة الإسراء والمعراج ورأيهم فيها، حيث كان لهم اهتمام واضح في هذا الموضوع الحساس في الفكر والعقيدة الإسلامية، فيرى المستشرق الايطالي فرانشيسكو غابرييلي بأن الاعتقاد والإيمان بمعجزاته (الرحلة الليلية) من مكة إلى القدس ومن ثم إلى السماء، التي أستند إليها الكثير من الإيمان بالأُخرويات كالبعث والحساب مظهراً هنا التشكيك بالإسراء والمعراج وعاداً إياه نوع من أنواع الأحلام. كما وذكر الباحث عدد من المستشرقين الآخرين وآرائهم التي تختلف بين مستشرق وآخر ما بين أن تكون حادثة الإسراء والمعراج رواية أو أحلام أو رؤيا أو تجربة روحية ونفسية حدثت أثناء نوم الرسول مُحمَّد (ص).
المعقب الأول كان الأستاذ الدكتور سامي الحاج حمود، الذي بيَّن بأن حادثة الإسراء شيء والمعراج شيء ثاني، معززاً ذلك بالإشارة إلى الإسراء في سورة الإسراء، في قوله (سبحانه وتعالى): سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى... ، وهي واضحة لا تقبل التأويل، أما المعراج فلم يرد في القرآن الكريم، ولكنه استدل عليه من آيات سورة النجم: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (سورة النجم، الآيات: 1-4). منبهاً إلى أن النص القرآني إنما يتحدث عن حادثتين منفصلتين لا حادثة واحدة، مستدلاً على ذلك أيضاً بسير الأحداث في السيرة النبوية الواردة في المصادر التاريخية.
أما المعقب الثاني فكان الأستاذ الدكتور داود سلمان خلف الزبيدي، الذي أكد على أن السيرة النبوية إنما تمثل ركناً مهماً في دراسة تاريخ المسلمين، وأن رواة الإسراء والمعراج في سيرة ابن إسحاق قد أوردوا الرواية عن آل أبي بكر عن عائشة وعن أم هانئ بنت أبي طالب وعن يونس بن بكير بن إسحاق وعن إسماعيل الأسدي وعن موسى بن عقبة عن الزُهري وعن موسى بن عقبة عن الزُهري وعن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة وعن جابر وعن ابن عباس وعن عبد الله بن مسعود...، وكل هؤلاء الرواة تختلف مروياتهم ولا تتفق في تحديد زمن الإسراء والمعراج، في هل كان في السنة الخامسة من المبعث أم في السنة الأخيرة قبل الهجرة أم قبل الهجرة بستة عشر شهراً، مبيناً أن ثمة خلط في المرويات المنسوبة إلى السيدة عائشة (رض) في كون الرسول (ص) قد أُسري بروحه وليس بجسده، وهل يعني هذا أن الإسراء حصل بعد زواج الرسول (ص) بالسيدة عائشة أم قبله، ومعروف أنه بنى بها بعد الهجرة بسنتين، وهذا تناقض واضح في الرواية. وكذلك ما يروى عن تساؤل السيدة عائشة (رض) من كثرة تقبيل النبي (ص) لابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام) وقوله لها أنه يشم فيها رائحة الجنة، ومعروف أن ولادة الزهراء كانت سنة خمس بعد المبعث، وأن وفاة السيدة خديجة كانت لثلاث سنوات قبل الهجرة، فهل يعني ذلك أن الإسراء كان سنة أربع من المبعث ؟.
كما طرح المعقب الاختلافات التي كانت حول فرض الصلاة خلال المعراج، ومن أين أسري برسول الله (ص) من قرب السيدة عائشة، أم من بيت أم هانئ، أم من المسجد الحرام، وكذلك أسئلة أخرى تُثار حول هذه القضية، هل أسري بالرسول مُحمَّد (ص) بروحه دون بدنه... ليختم المعقب ورقته بأنه يجب عرض مرويات السيرة النبوية على القرآن الكريم والسنة الصحيحة وماروي عن أهل البيت عليهم السلام لمحاولة الوصول إلى سيرة صحيحة عن الرسول الكريم (ص).
وأخيراً، فقد تميزت هذه الندوة العلمي بحضور عدد كبير من الأكاديميين من مختلف الجامعات والمؤسَّسات العلمية العراقية، فكانت لهم مشاركة فعالة بإغناء الندوة بمداخلاتهم القيمة. ومن أبرز المداخلين والمعقبين على موضوع الندوة الشيخ عامر البياتي (ممثل دار الإفتاء العراقي)، الذي بيَّن بأن مسألة الإسراء ثبتت في السُنَّة بأنها كانت بالجسد والروح، اعتماداً على رواية داعمة لهذا الرأي تنقلها المصادر التاريخية والحديثية عن أم المؤمنين عائشة (رض).
كذلك كان للدكتور إحسان الأمين (رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة) رأيٌ في الموضوع مدار البحث، فبعد أن أثنى على الباحث وما جاء بهِ من معلومات قيمة وشاملة، مستوعباً أصل الموضوع. أوضح بأن الإسراء والمعراج جزء من إيماننا بالله (سبحانه وتعالى) وكتابه. مستشهداً بقوله (جل جلاله): ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ) (سورة البقرة، آية: 2). مبيناً أنه في عالم الروح والغيب تعد هذه المسائل بسيطة عند من خلق الإنسان وخلق المسافات... وقد شهدنا في عصرنا هذا أقل القليل من قدرة الله (سبحانه وتعالى)، كما يجب التفريق بين السُنَّة والسيرة، وأن أكثر ما يروى من السيرة وليس من السُنَّة، وإن اعتمدوا قول أحمد بن حنبل: "ثلاث لا أصل لها، التفسير والملاحم والمغازي"، بمعنى أن لا أسانيد لها، أي أنها قابلة للبحث العلمي ولا يخل باعتقاد الإنسان أن لا يؤمن بها، في مقابل أن يؤمن بالأصل كما أخبر الله بكتابه، ولا يسأل الناس عنها في حياتهم أو آخرتهم.
ولعل من أبرز وأهم نقاط الالتقاء التي توصل إليها الباحث والمعقبين خلال هذه الندوة العلمية، هو ما يمكن إيجازه في النقاط الآتية:
1. أن حادثة الإسراء والمعراج هي حادثة قد اقترنت مع ذكرها في القرآن الكريم.
2. أن رحلة الرسول (ص) كانت من المسجد الحرام في مكة حتى المسجد الأقصى في بيت المقدس، ثم تم العروج بهِ إلى السماء.
3. صعود الرسول (ص) إلى السماوات السبع حتى وصل عند سدرة المنتهى، فكان قاب قوسين أو أدنى، ملتقياً قبل ذلك بالأنبياء والرسل.
4. أن هنالك الكثير من الروايات المنسوبة والملفقة على حادثة الإسراء والمعراج، وهي في الحقيقة دخيلة على هذا الموضوع ولا صحة لها.
5. تبين أن أغلب المستشرقين لهم آراء قاسية وسلبية بشأن هذه الحادثة، ووجد بأن أراءهم لا ترتقي إلى أسلوب البحث والتدقيق، بل أنها أقرب إلى الاستنتاج والحكم المسبق.
|