ترجمة الشعر بين الضرورة والتحديات _ نماذج ودراسات
2016-07-13
ندوة اقامها قسم الدراسات اللغوية والترجمية
اقام قسم الدراسات اللغوية والترجمية الندوة الموسومة (ترجمة الشعر بين الضرورة والتحديات – نماذج ودراسات- ) برئاسة م. ربيع عامر صالح ومقررية المترجم اقدم ميساء فلاح حسين وبحضور عدد من الباحثين والأكاديميين.
الباحثون المشاركون :
- أ.م.د. عدنان شبيب جاسم/ بحثه بعنوان ( الباعث الديني في الشعر العبري الحديث ).
- أ. د. مهدي الغزالي/ بحثه بعنوان ( توظيف استراتيجية التعويض قي ترجمة النصوص الشعرية الانكليزية).
- أ.م.د. حسن سرحان/ بحثه بعنوان ( مأزق الترجمة ورهانات المترجم .. نظرة نقدية على ترجمة ادونيس لشعر سان – جون بيرس).
- أ.م.د. سداد انور محمد/ بحثه بعنوان (قراءة ترجمية لقصيدة الدعوة الى السفر للشاعر(شارل بودلير) ).
- الاستاذ حسام الربيعي/ بحثه بعنوان (ايجابية الميول خير وصول لترجمة نماذج من الشعر الفارسي ).
افتتح رئيس الجلسة الندوة بحديثه عن تجربته الشخصية في ترجمة شعر الحطيئة الى اللغة الانكليزية فهي قصيدة قصيرة تتميز بمميزات لغوية هائلة ومهمة فهي تلخص المجتمع العربي قبل الاسلام واختيار المفردات للموضوع وتدفق موسيقي عالي.
ثم بدأت الندوة ببحث للأستاذ المساعد الدكتور عدنان شبيب جاسم بعنوان ( الباعث الديني في الشعر العبري الحديث) حيث استخدم في بحثه هذا ثلاثة شعراء في بداية الادب العبري الحديث وفي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كما ان القصائد التي انتخبها هي تناصا لنص من التوراة وإقتباس لفكرة قصة من التوراة ومفردات وردت في القصيدة قد اخذت من التوراة. وقد ارتأى الباحث تحليل تلك القصائد لتبيان الهدف منها وماهو قصد الشاعر ومدى تأثيرها في القارئ.
يعتبر الباعث الديني من العوامل المهمة التي ينتهجها بعض الشعراء للتاثير على القاريء ولايصال فكرتهم بشكل لا يواجه معارضة ذهنية من قبل القاريء او المتلقي. ولذلك ينتهج كثير من الشعراء بادخال مفردات او تناصا في قصائدهم او يقتبسون افكارا من الكتب المقدسة التي لها موقعا روحيا في نفسية القاريء وبذلك يتمكنون من توجيه القاريء صوب الهدف الذي يريدون الوصول اليه فالنص الديني من الصعب ان يعترض عليه احد او ان نسبة المعترضين تكاد ان تكون ضئيلة جدا وحتى المعترض فانه لا يستطيع الاعتراض على حكم ديني او نص ديني لانه يفوق قدرته من ناحية ويسبقه في القدم من ناحية اخرى وكذلك فان هذا النص يحضى بالقبول والتاييد من ناحية ثالثة. لذلك فان كثير من الشعراء يقتبسون النصوص الدينية او الافكار او انهم يطعمون قصائدهم بمفردات دينية او ذات دلالة دينية وهذا يعود الى امرين وهو الباعث الديني الذي يتأتى من الخلفية الثقافية والتعليمية والتوجاهت الفكرية لذلك الشاعر وايضا فللامر علاقة بالتربية البيتية والاجتماعية وحتى ان الضغط السياسي ازاء فئة معينة في المجتمع قد يولد انعكاسا لدى الشعراء في خطابهم للجماهير ليسهل تويجيههم وقيادتهم لما يصبون اليه حيث ان الدين يعتبر عاملا روحيا وموجها نفسيا عند الانسان.
هنا يأتي دور المترجم الذي يجب ان يتعامل مع المفردات التي وردت او الفكرة. لقد وردت هنا فكرة وعليه ان يترجمها بنفس دينيه ويعطيها صبغة دينية ولا يخرج من الترجمة بتصرف اكثر من التقديم والتاخير فهنا عليه ان يحافظ على المفردة التي ترد وكذلك الفكرة.
في الختام استنتج الباحث ان الشاعر الذي يقتبس نصا دينيا بحرفيته او فكرته هو يعتبر تناصا وبذلك عليه ان يختار مفرداته التي تتناسب دلاليا مع موضوع القصيدة وبذلك يتوجب على المترجم ان يكون ملما بالديانة والثقافة للغة المصدر لكي ينقلها بإتقان تام الى اللغة الهدف وبذلك يحقق مطلبه وهو الوصول الى فكر الشاعر الذي اورده في النص الشعري وعند ذاك يمكن ان يصل الى الهدف الذي يرومه الشاعر من قصيدته. اما في ما إذا وردت مفردات ذات دلالة دينية فعلى الشاعر اولا ان يوظف تلك المفردات بما يتناسب مع المفردات الاخرى وان يحافظ على دلالتها الدينية.
ثم جاء البحث الثاني اعتبر الباحث الدكتور مهدي الغزالي في بحثه (توظيف استراتيجية التعويض قي ترجمة النصوص الشعرية الانكليزية) ان ترجمة الشعر الاصعب من بين كل الأجناس الأدبية الأخرى فالشعر مزيج من الخيال والمجاز والموسيقى يسعى لخلق مؤثرات معينة لدى المتلقي حيث جرت محاولات لترجمة المعلقات السبعة لكنها لم تنقل بصورة صحيحة وكأنها اعادة صياغة. من هنا تأتي صعوبة ترجمة الشعر لأن التضحية بجانب معين من جوانب النص الشعري يجعله يفقد وظيفته المتمثلة في خلق تأثير ما على المتلقي . وتناول الباحث ترجمتان لشعر شكسبير احداهما ترجمة شعرية وترجمة نثرية كمثال لهذه الاستراتيجية وهناك امثلة عديدة لمترجمين عرب برعوا في نقل التراجم الشعرية الغربية في تمثيل الموسيقى الشعرية والخيال والوزن . يرى الباحث هنا ان استراتيجية التعويض في ترجمة النصوص الشعرية الانكليزية قد تساعد على الحد من فقدان عناصر ومكونات النص الشعري على صعيد الشكل والفحوى من اللغة الاصل الى الهدف، فضلا عن الحفاظ على نسبة من التوازن بين النص المصدر والنص الهدف وخلق التأثير في النص الهدف مقارنة بالنص المصدر.
وتناول أ.م.د. حسن سرحان في بحثه بعنوان ( مأزق الترجمة ورهانات المترجم .. نظرة نقدية على ترجمة ادونيس لشعر سان – جون بيرس) الجدال حول ترجمة الشعر اشكاليتين كبيرتين تتعلق أولاهما بمدى قابلية الشعر للنقل من لغة الى أخرى وتمس ثانيهما الصعوبات التي تفرضها ترجمة الشعر دون النثر. بالنسبة للاشكالية الأولى، ينقسم المنظرون وأهل الصنعة الى فريقين رئيسين يرى الأول (يمثله الجاحظ) في الشعر اعجازاً ويبني على تصوره هذا فرضيته القائلة باستحالة ترجمة الشعر دون أن يفقد هذا الأخير ميزاته الأساسية التي له في لغته الأصل. اما الفريق الثاني فيميل الى قبول ترجمة الشعر وإن أثّرت الترجمة سلباً على ثوابت النص الشعري وماهيته وأبعاده عند نقله الى لغة أخرى.
يرى الباحث جواز ترجمة الشعر مع اقراره ان نقل هذا النوع من الفن يفرض تحديات نوعية قد لا يستطيع تجاوزها كل المترجمين الأدبيين. تبدأ هذه العوائق بصعوبة نسخ البنى الصوتية لمفردات اللغة المصدر ومشقة ايجاد مكافئات لها في اللغة الهدف ولا تنتهي عند امكانية نقل الايقاع والاحساس والنسق الموسيقي وتتناول هذه الورقة البحثية تجربة مهمة من تجارب ترجمة الشعر الغربي قام بها شاعر عربي هو أدونيس الذي تصدى لنقل أشعار الشاعر الفرنسي سان- جون بيرس الى اللغة العربية. ان ترجمة بيرس الى العربية مغامرة غير محمودة العواقب دوماً ذلك ان شعره صعب ولا يستجيب بيسر للترجمة.
بعد أن ثبَّت الباحث بعض الملاحظات المتعلقة بالترجمة التي اقترحها أدونيس لقصائد سان-جون بيرس، عمد الى مراجعة سريعة لتلك الترجمة في ضوء التاويلية المعاصرة بشكلها المتزن الذي افرزه بول ريكور وعززه ياوس وذلك بهدف ايضاح تجربة ادونيس كمترجم وقارئ لشعر بيرس. تنظر التأويلية المعاصرة الى الترجمة على انها- قبل ان تكون فعلاً لغوياً بحتاً- مقترب نقدي يتضمن اعادة بناء عالم القصيدة أثناء الترجمة. يعني هذا ان من المستحيل اسقاط الجانب النقدي من العمل الترجمي، فإذا تضمنت الترجمة نظرة نقدية، تحليلية أصبحت، بالضرورة، خطاباً على خطاب وهنا لن تعود القصيدة سبباً للترجمة بل نتيجة لها لأنها (الترجمة) هي التي تقدم القصيدة بشكلها الجديد وهي التي تمنحها حياة أخرى غير تلك التي كانت لها في لغة المصدر. بهذا الوصف الذي تنمحي فيه الحدود بين النص المترجم والنص الأصل وتلغى فيه المسافة بين المترجم والمؤلف، تصير الترجمة نشاطاً كتابياً مستقلاً يقترب في ممارساته من حدود كتابة الشعر ذاتها وينطوي على "رؤية للعالم" للمترجم كل المشروعية في أن يتبناها ويدافع عنها حاله في ذلك حال المؤلف. من هذه النظرة، التي تحفظ للترجمة كل هويتها وتشرعن لها الحق في تملّك النص الأصل وإعادة صياغته وفق سياقات ثقافة اللغة الهدف وطبيعة تركيبة أنساقها النحوية والبلاغية والمعجمية وتبعدها عن أن تبقى ظلاً وصدىً ضعيفاً للأثر الذي تترجمه وتجعل من الترجمات مؤلفاتٍ حقيقيةً تهيمن على المنبع وتساويه بل وتتفوق عليه، تستمد ترجمة أدونيس لأشعار سان-جون بيرس مشروعيتها ومسوغات وجودها وتتلمس لنفسها العذر في الاسراف بالتأويل وإعادة الكتابة.
ويعتبر الباحث ان الترجمة تمتلك خاصية أحسبها من أكثر خواصها كشفاً لحقيقتها ودلالة على جوهرها تتمثل بأن فعلها (فعل الترجمة) يسمح بالولوج الى الذات بأشكال متفاوتة من مترجم لآخر. ففي لحظة تحقق هذا الولوج، يتحول النص من كلام قيل على لسان المؤلف الى ملفوظ يجري على (لسان) المترجم. عندها لن يعود مهماً من كتب النص أولاً.
البحث الرابع للأستاذ المساعد الدكتور سداد انور محمد بعنوان (قراءة ترجمية لقصيدة الدعوة الى السفر للشاعر ( شارل بودلير) ) متناولة قراءة في ترجمتين لقصيدة الدعوة إلى السفر للشاعر الفرنسي شارل بودلير، أولاهما للدكتور عبد الغفار مكاوي وردت ضمن الفصل الذي خصصه للشاعر بودلير في كتابه ثورة الشعر الفرنسي. والثانية ترجمة الشاعر خليل الخوري الذي نقل ديوان بودلير أزهار الشر كاملا. وتكمن إشكالية البحث في كيفية تلقي هذه القصيدة من قبل القارئ العربي، فإضافة إلى الإشكالية الأزلية لترجمة الشعر، يعتمد النص اعتمادا كليا على الرؤى والخيال والدال من الأشياء ؛ عبر عنه بودلير باللجوء إلى الأوزان القصيرة والموسيقى الداخلية التي تصور جمال البلد الذي يدعونا إليه. حيث إن لقصيدة الدعوة إلى السفر خصوصية كونها إحدى النصوص التي مهدت إلى الرمزية وتعد بمثابة النموذج للفن الشعري الحديث. فهل تم نقلها إلى اللغة العربية على هذا الأساس وتبيان خصوصيتها التي تتمثل باستدعاء لبلدان بعيدة تعكسها مرآة عيون المرأة التي أحبها الشاعر وبمقاطع ذات تفعيلات قصيرة و قواف مفردة وموسيقى داخلية تتمثل بالجناس والطباق.
وتتألف الدراسة من ثلاثة محاور أساسية . يتم في أولها دراسة تفصيلية لقصيدة الدعوة إلى السفر من حيث الشكل والمضمون الأمر الذي يساعد الباحثة في طرح إشكالية البحث ؛ يختص المبحث الثاني بعرض الترجمتين ومطابقتهما مع النص الفرنسي وتبيان ملاحظات الباحثة حول الترجمتين. أما المبحث الثالث فهو قراءة نقدية للترجمتين من ناحية المفردات والقواعد والمؤثرات الصوتية : التفعيلات والقافية والإيقاع.
وتشير نتائج البحث إلى أن ترجمة قصيدة الدعوة إلى السفر تمت حرفيا أي بطريقة النقل والتقليد. فقد قام المترجمان باستبدال المفردات الفرنسية بأخرى عربية دون مراعاة قواعد اللغة العربية في اغلب الأحيان. وعلى الرغم من كون الخوري شاعرا فلم ينقل النص شعرا وإنما بطريقة التقطيع وهذا ما يفعله المترجمون على حد السواء في ترجمة الشعر الغربي و الذي أشارت إليه الشاعرة نازك الملائكة في كتابها قضايا الشعر المعاصر في موضوع ترجمة الشعر الغربي.
وجاء بحث (ايجابية الميول خير وصول لترجمة نماذج من الشعر الفارسي ) للاستاذ حسام الربيعي معتبراً ترجمة الشعر من اصعب الترجمات، التي ?ثرما تقف حائلا دون وصول المترجم الی المعنی الحقیقي الذي اراده الشاعر في ابیاته. غیر ان الذي یخفف تل? الصعوبة، هو المیول الایجابي الحقیقي الذي یمتل?ه المترجم، فأذا أحب المترجم ، تل? الابیات وعانقها، واخذ یتمتم بها، بلسانه وخلجات قلبه، زاد في عشقه إیاها، الامر الذي یدفعه لایجاد المعادل اللغوي ل?ل مفردة من الفاظ تل? الابیات بدون اضطراب وشتات بل بارتیاح واستقرار معتمدا علی ثقافته ومخزونه اللغوي .
الباحث یمیل میولا ایجابیا الی ترجمة الابیات الشعریة الفارسیة الدینیة والعرفانیة والموعضیة الح?میة التي احبها وعشق مفرداتها ، مما جعله ، ان یختار لها ترجمة تلیق بعلو قدرها ورفعة شأنها ، من قبیل النموذج ادناه مع شرح ?یفیة الوصول الی الترجمة النهائیة : البیت الفارسي : از مجازاة عمــل غافل مشو گندم از گندم بروید جو ز جو) مولوي(
الترجمة اللفظیة : لا ت?ن غافلا من مجازات العمل فالحنطة تنمو من الحنطة والشعیر من الشعیر. فحینما یقرأ المتلقي هذه الترجمة ، نوعاً ما ، یری فیها الجمود. ول?ن حینما یتناول المترجم مفردات ذل? البیت ویتأملها بعمق ، یری ان هذا البیت مستلهم من حقیقة قرآنیة : {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ }الزلزلة7 ، الاشارة اصبحت الآن واضحة ، من هنا ترجم الباحث البیت بصیغة ادق مستفیدا من قرینة قرآنیة آخر) . َمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ ( البقرة261 اذ فعل الفاظ منها ، للوصول الی الترجمة اللائقة ادناه ، مع اعطائها شئ من موسیقی الالفاظ ولیس ترجمة شعریة :لاتغفلنَّ مــن مجازاةِ العمل لَسنبلة من حبةٍ نموها اتصل واقعا الباحث لم یترجم البیت سابقا، ول?ن الفاظه العرفانیة جعلته یتفاعل معها مستندا علی الآیات المبار?ات لیأخذ من مفاهیمها ما یوصله الی ترجمة ایجابیة ملئها حب ذل? البیت وعشق مفرداته . اتبع الباحث المنهج الوصفي ، اذ قسم بحثه الی ثلاثة مباحث : 1- المعنی اللغوی والاصطلاحي ل?لمة المیول . 2- ترجمة الشعر بین الرفض والایجاب . 3- نماذج من ترجمة الشعر الفارسي.
ثم في الختام شاركت الباحثة فوزية غانم وهي باحثة واديبة بتقديم قراءة نقديةعن قصيدة مايسمى بالومضة ( وهي القصيدة المكثفة بالصور الشعرية ) حيث ركزت الباحثة في قراءتها على (المترجم والنص والمتلقي) وحللت قدرة المترجم ومهارته في نقل النص وثقافته كذلك. ونوهت الى ان بعض الشعراء يتحفظون من عملية الترجمة لاشعارهم خوفا من عدم اعطاء المترجم حق القصيدة. وتخللت الجلسة تعقيبات جاءت على لسان الباحثين وكانت كالتالي:-
1. عمَد الدكتور صادق الموسوي على تعريف الشعر بالاعتماد على ابيات شعرية لاحد الشعراء. وقال بأن ترجمة الشعر لاتختلف عن كتابة الشعر من حيث الاحساس بالابيات الشعرية كما هو الحال في قصيدة ( البحيرة) حيث ترجمها المتحدث بترجمة ذات احساس موسيقي عالي .
2. اثنى الاستاذ الدكتور سامي الربيعي على موضوع الجلسة والباحثين وتساءل عدة تساؤلات للباحثين منها
أ. هل هناك فلسفة شعرية غزلية وصفية عبرية ام فقط شعر ديني؟ اجاب د. عدنان بان الشعر العبري يضم كل الانواع الشعرية وذكر ابيات شعرية كمثال على ذلك لكنه اراد المشاركة بهذا الجانب فقط وهو الباعث الديني.
ب. هل استراتيجية التعويض هي نفسها المعادل اللغوي؟ وهذ السؤال موجه الى أ.د. مهدي الغزالي الذي اجاب بأن استراتيجية التعويض تختلف كليا عن المعادل اللغوي فالتعويض هو للفقدان الحاصل عند الترجمة من قبل المترجم وليس وضع كلمة معادلة له او مكافئة لمعناه.
3. اما استاذ مصطفى نعمان من كلية اللغات تحث عن الشعر باعتباره احساس يجب ان ينقل الى اللغة المترجم اليها الشعر وطرح تساؤلات منها هل الترجمة الامينة للنص مستحيلة ؟ واتفق الحاضرون على اجابة واحدة وهي ان اشكالية ترجمة الشعر تكمن في نقل الجمالية بذلك فان معظمها مستحيل ان تكون امينة .
التوصيات:
1. حث المترجم على ترجمة مفردات الشعر بما يتناسب ودلالتها في اللغة المصدر فينقلها او يترجمها بذات الدلالة الى اللغة الهدف وبذلك عليه ان لا يبتعد كثيرا في التصرف في اعطاء معاني المفردات اي ان لا يقع تحت تاثير الشاعر او الموضوع العام للقصيدة من خلال المشاركة في ندوات وورش عمل بهذا الخصوص للاطلاع على الترجمات الشعرية المختلفة .
2. يتوجب على المترجم ان يكون ملما بالديانة والثقافة للغة المصدر لكي ينقلها بإتقان تام الى اللغة الهدف وبذلك يحقق مطلبه وهو الوصول الى فكر الشاعر الذي اورده في النص الشعري وعند ذاك يمكن ان يصل الى الهدف الذي يرومه الشاعر من قصيدته وهذا يتحقق بالحث على الاطلاع والتثقيف العام والقراءة والمشاركة في الندوات وكذلك السفر .
3. حث المترجم بالاحاطة بالنظريات والمكافئات والبنى الصوتية للمفردات والمصطلحات اللغوية وعدم اعتماد الترجمة الحرفية واستخدام نظرية التعويض في الترجمة الشعرية فتظهر بالشكل القريب للنص الاصلي.
4. الحث على نشر التراجم الشعرية من اللغة الاجنبية الى العربية وبالعكس الكترونياً وورقياً ليتسنى للباحثين والمترجمين دراستها ونقدها والاستفادة مما هو جديد في الاوزان والقافية وتجاوز الاخطاء اللغوية وكذلك اقامة فرق ترجمية من مترجمين عراقيين لمناقشة الصعوبات والاشكاليات للوصول الى حلول من حيث المعنى والوزن والقافية.
لتحميل التقرير العلمي
|