الشخصية العراقية .. سوسيولوجيا تمكين فعل الاداء
2015-09-07
ورشة عمل اقامها قسم الدراسات الاجتماعية
((الشخصية العراقية .. سوسيولوجيا تمكين فعل الاداء))
بحضور عدد من الأساتذة والباحثين والأكاديميين والمثقفين عقد بيت الحكمة قسم الدراسات الاجتماعية ورشة عمل بعنوان ((الشخصية العراقية.. سوسيولوجيا تمكين فعل الأداء)) صبيحة يوم الاثنين الموافق 7/9/2015 الساعة العاشرة صباحاً في قاعة الاجتماعات في بيت الحكمة.
رئيس الجلسة الاستاذ الدكتورة لاهاي عبد الحسين وبمقررية رئيس باحثين اقدم قاسم عبود الدباغ
بحث للاستاذ الدكتور متعب مناف جاسم تمهيداً لاستئناف المشروع الاستراتيجي
(دراسة الشخصية العراقية)
بيّن الباحث ان الوجوه ( Faces ) قد تتشابه في مظهرها الفيزيقي / البايولوجي إلا أنها تختلف عندما يندمج – أصحاب الوجوه في تجمع نوعي هو المجتمع ( Society) .
هذا الفرق بين الفرد ووجهه ( المتشابه ) خارج المجتمع والفرد الذي يصبح عضواً – بوجهه المختلف – داخل المجتمع , هو الجذر التكويني للشخصيَة.
إن ما يضفيه ويوضيفه المجتمع على عضوتكوينة (الفرد) القناع Personal ) ) حيث يقوم المجتمع – وقد تدخل الدولة معه – في تكليف الثقافة وهي ( عالم من الكتل الكلية الشاملة ) ( آرنست غيليز ) (ص122 , وما بعد الحداثة والعقل والدين ,ت2001 )
بتصميم وإنتاج أقنعة ( Musks ) ترتديها وجوه أعضاء مجتمع بذاته لتؤطر الأدوار الممارسة سلوكياً في المجتمع نفسه ودولته راسمة النمط التصرفي الغالب أو ما يسمى بالمنوالية تتميز بها مجتمعات عالمنا : قديماً ووسيطاً وحديثاً وراهناً .
وهناك محطات خاصة بالوجوه والأقنعة وإرتباطها كفواعل مثل المجتمع والثقافة والدولة ويمكن إيرادها كما يلي :
• إن المجتمعات في عالم اليوم – وبرغم من انقسامها إلى تلك التي يتقاعس فيها الحراك الرأسي (vertical Mobility ) كما في المجتمعات الأقل حضاً في التنمية والحضور في الدوائر الأفضل للقرار الحضاري التي يتقاعس فيها الحراك الرأسي مما يزيد من تدوير الثروة والسلطة في المجتمع ويوسع قاعدة المشاركة الجماهيرية .
• ويقود هذا الحراك الرأسي إلى التراتب الاجتماعي بفعل حجم وتأثير الطبقة الوسطى ( Midclass ) . ينتج عنه أن الأقنعة التي تلبسها الوجوه وهي تؤطر وتؤدي أدوارها في المجتمع – وبالأخص في الطبقات الواطئة والمحدودة الدخل والتي يضطر المنتمون – لهذه الطبقات – لبسها لأداء الأدوار الهامشية أو المهمشة , بظل يتوارثها الأبناء وأبناء الأبناء عن أسلافهم إلى حد تحولها إلى (وصمة) كما في طبقة الأخدام أو الخمس في المجتمع اليمني أو العبيد وأقنان الأرض في المجتمع الموريتاني), وفي المجتمع الليبي حيث يطلق على ذوي البشرة البيضاء بأنهم نظاف).
• الثقافة هي الأخرى فاعلة ايضاً في توزيع الأقنعة بين أهل الحاجة وأهل التخمة وبالأخص إذا كانت الثقافة تبقى في حدود المتوارث وقد تعتمد على الجاه والدين والملكية, مما يترتب عليه محدودية في عدد ( المفردات الثقافية ) ويحتجز توليد وإنتاج أو استعارة مفردات ثقافية جديدة أو مغايرة وربط ذلك كله بالمنع والتحريم والمسكوت عنه أو الخوف من (الاختراق الثقافي) مما يبقى مفرداتنا الثقافية تطل دائرة (درء المفاسد خير من جلب المنافع) إلى حد غربتنا عن عالمنا أو تمسكنا بالنزعة الشعبية في الثقافة .
وهذا يجعل من أقنعتنا مقيدة لسلوكنا نكره عندها التغيير وقد يدفعنا العنف المحبط إلى الثورة التي تتحول إلى (فورة) لأنها لاتقرن بالتغير وقد يعود بنا إلى تبني ما ثرنا ضده من (أقنعة) أجهدنا لبسها وهذا ما حدث في ثورات الربيع العربي .
• الدولة هي الأخرى لها نصيب في تصنيع وتوزيع هذه الأقنعة – عن طريق الثقافة – وبالأخص إذا تحولت الدولة إلى سلطة تعد الأقنعة – الأفضل تميزاً وتشريفاً وتكريماً ومنحه من السلطة بعيداً عن أقنعة الدولة التي يتم إنتاجها ثقافياً وتوزيعها على المواطنين وليس التابعين والقطعيين والمغالبين والمهمشين عن طريق ربط قيمة القناع بالإنجاز وبذلك تكون الأقنعة ( المميزة ) حقاً وليس منًة أو تسولاً.
لتحميل البحث كاملاً
|