ورشة عمل :نحو بناء أفق حضاري مشترك
2015-04-30
عقدها قسم الدراسات الاجتماعية
بحضور عدد من الأساتذة والباحثين والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين عقد بيت الحكمة قسم الدراسات الاجتماعية ورشة عمل بعنوان ((نحو بناء أفق حضاري مشترك)) قراءة في دراسة (الصدام من اجل الحضارة) للكاتب انطوني كوردسمان. صبيحة يوم الخميس الموافق 30/4/2015 الساعة العاشرة صباحاً في قاعة الاجتماعات في بيت الحكمة.
برئاسة الاستاذ الدكتور حسن مجيد العبيدي وبمقررية الدكتورة خديجة حسن جاسم
بدأت الجلسة بكلمة للدكتور احسان الامين رئيس مجلس امناء بيت الحكمة بالترحيب بالحضور والمشاركين الكرام واثنى على قسم الدراسات الاجتماعية لاختيارهم هذا الموضوع ثم بيّن ان بيت الحكمة بدأ يتجه الى موقعه الحقيقي بالانتقال من دار نشر الى دار فكر وبهذا سيسهم في تقديم المساندة والتوأمة بين الجامعات والمفكرين وبين صناع القرار.
البحوث المشاركة:
- مرحلة الصفر الحضاري واشتعال حرائق التوحش
للباحث الاستاذ الدكتور متعب مناف جاسم
بيّن الباحث انه من الصعب الاتفاق على تعريف جامع للارهاب ولكن يمكن التوافق على ما يشعله من حرائق، لان لهيب حرائق الارهاب انما تكون منتجة على وفق مواصفات مخترقة قد تتجاوز الوصفات التقليدية التي عانى ويعاني منها عالمنا قبل ان يتهمنا الآخر (الغرب) بان وسط شرقنا العربي والمسلم هو البؤرة التي تنطلق منها هذه الجائحة التي اقضت واتلفت وعصفت ومزقت الهدوء العالمي الذي طالما تباهى بشبكته التحصينية أمناً ودفاعاً وآلة حرب ومعلومات لها القدرة على الاستباق والإجهاض. انه ثنائية (ارهاب/ضد الارهاب) قد اهتزت فتحولت في فعلها صوب الإرهاب مما وسع الفراغ بين العمليات الارهابية التي تضرب وبشكل مؤذٍ ودموي ومدمرّ تاركة جروحاً ونكبات في المكان الذي تجتاحه، ثم وضح الباحث ان بحث الكتاب لكوردسمان فيه نداء استغاثة من حرائق الارهاب التي وصلت وطالت اشد الدوائر قراراً وحساسية في الولايات المتحدة (البيت الأبيض ووزارة الدفاع البنتاغون) والكونغرس بشيوخه ونوابه، ووزارة الخارجية الامريكية.
ثم ذكر ان كوردسمان اراد ان يطرح صيغة الشراكة بين الغرب والعالم الاسلامي وذلك لان التقرير انما يكتب بالتعاون مع الادارة الامريكية في تنضيج قرارها وليس تقريراً مستقبلياً، وان الدولة التي تجمع المسلمين حول مصطلح الخلافة انما تتحول الى دار سلام واسلام وما حولها – العالم- دار حرب، لذا فهي تظل تستقطب وتعظم كل ما حولها من كيانات فهي غدة سرطانية.
- الطبقة الرثة والإستبداد الشرقي في العراق
للباحث الدكتور مظهر محمد صالح
وضح الباحث ان جُل المجتمعات التقليدية قد شُيدت على قاعدة صلبة مفادها الخوف من الندرة، وعلى رأس تلك الندرة كانت ندرة الغذاء سواء كان الحال في مصر القديمة أو بابل او اليونان أو حتى منغوليا. فقد حظيت الزراعة بحواضن بشرية استغرقت على الدوام 80% من السكان وهم منغمسون في انتاج الغذاء لاشباع الحاجات الغذائية المباشرة، وعلى الرغم من ذلك تظهر المجاعات بين الحين والآخر لعدم قدرة المزارعين على توفير الغذاء بشكل مستدام. فقد وجد توماس هوبز ان الانسان في مرحلة ما قبل المجتمع يتركز اهتمامه على مصلحته الذاتية مع وجود ندرة في الغذاء وغياب السلطة، مما يجعل الحياة صعبة التحمل وقاسية جداً ويصبح اللايقين حالة شبه مطلقة، لذلك فان هذه المرحلة تتضمن اسوأ الظروف التي يمكن العيش فيها، ولا سبيل من هذا المخرج الصعب إلا بالعيش تحت قوانين مشتركة عن طريق سلطة حاكمة.
- رؤية كوردسمان من منظور التاريخ الإسلامي
للباحث الاستاذ الدكتور مرتضى النقيب/ قسم التاريخ/ كلية الآداب- جامعة بغداد
بيّن الباحث ان نظرية صدام الحضارات التي دعا اليها أستاذ العلوم والسياسة بنيويورك صموئيل هنتيغتون التي تؤشر لوقوع صِدام فعلي بين عالم الإسلام والعالم الغربي لا محالة ، وأن الحضارة الغربية في تكوينها هي وحدة ثقافية تمثل أعلى مستوى للتجمع البشري في عالمنا اليوم ، وهي ليست بهوية ثقافية لتميز تلك المجتمعات بعضها عن بعض ،بمعنى أنه ينفي مسار أو تعدد الحضارات وانحسارها في ضوء المصير الذي تسير إليه بلا طائل.
ثم طرح الباحث تساؤلاً هل الحضارة بمثابة وحدة ثقافية مائلة للصدام كما لخصها هينتغتون أم أنها تمثل شراكة نتاج تعاوني لكثير من الشعوب والطبقات والأديان تجمع في مظاهرها بين عاملي الوحدة والتنوع في الحضارة كما دعا إليها كوردسمان.
ثم وضح إن الحضارة هي عبارة عن حلقات تاريخية متعددة الأصول ونتاج تعاوني لكثير من المجتمعات والشعوب والأديان إسلامية وغير إسلامية ، ونحن كشعوب عربية ممثلة للدول القائمة في عالم الإسلام علينا مداولتها وتطويرها والمساهمة فيها من خلال الثقافة والحوار واللقاءات الجامعية والنهوض بالعمران بعيداً عن الإرهاب والتصلب (hardening) الذي يعيشه عالمنا اليوم بأشكاله كافة.
- التاريخ،"صِدام الحضارات" و"الصِدام من أجلها" من منظور التاريخ الحديث
للباحث الاستاذ الدكتور محمود عبد الواحد القيسي/ قسم التاريخ/كلية الآداب-جامعة بغداد
وضح الباحث ان كتابات برنارد لويس كانت مرجعيات معرفية وتاريخية لكل من فوكوياما وهنتنغتون لصياغة نظريتيهما ، وكانت رائحة التاريخ تفوح منه بقوة بروح صهيونية محرضة ضد العرب والمسلمين، وقد أسهمت في توسيع التحريض ضدهم لاسيما بعد أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001، التي عمقت حجم الخشية من الإسلام والمسلمين وأدت إلى سلسلة من الأحداث المصيرية تناغمت مع تنامي خطر التطرف الإسلامي وتنامي دور القاعدة التخريبي في المجتمعات الإسلامية.
ثم بيّن ان نهاية الحرب الباردة أدت الى تهاوي الأنظمة الشمولية في شرق أوروبا والمناطق الإسلامية المحاذية للاتحاد السوفيتي بعد انهياره أواخر الثمانينيات وبداية عقد التسعينيات ، الأحداث التي تزامنت مع غزو العراق للكويت في آب 1990 وما تلاه من أحداث دراماتيكية ، الى تصاعد في الحملة الشعواء تجاه المجتمعات الإسلامية . فكانت نظريتا فوكوياما وهنتنغتون قد رسمت الإستراتيجية الأمريكية طيلة أكثر من عقدين ، وكانت هذه الإستراتيجية قد ركزت على ضرورة تحقيق ما توقعه الخبراء من انتصار الديمقراطيات الغربية ونجاح رأسماليتها بعد انهيار غريمها التاريخي، الإتحاد السوفيتي. وفي كل ذلك كان صوت "التاريخ" عالياً، وكان الماضي حاضراً بقوة في الواقع الرهن.
|