محاضرة : نماذج من الوثائق العثمانية المتعلقة بتأريخ العراق
2015-04-21
محاضرة عقدها بيت الحكمة قسم الدراسات التأريخية بالتعاون مع كلية الآداب في جامعة بغداد
بحضور الدكتور فلاح الاسدي رئيس الجامعة المستنصرية وعدد من الأساتذة والباحثين والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين وطلبة الدراسات العليا عقد بيت الحكمة قسم الدراسات التأريخية بالتعاون مع كلية الآداب في جامعة بغداد محاضرة بعنوان ((نماذج من الوثائق العثمانية المتعلقة بتأريخ العراق )) صبيحة يوم الثلاثاء الموافق ٢٠١٥/٤/٢١ الساعة العاشرة صباحاً في قاعة كلية الآداب/ جامعة بغداد.
ألقى المحاضرة الاستاذ الدكتور فاضل مهدي بيات / خبير في معهد إرسيكا / اسطنبول .
عرض الباحث نماذج عدة من الوثائق العثمانية المتعلقة بتأريخ العراق وبيّن تفاصيلها ومضامينها
وكما يأتي :
- وثيقة دفاتر التحرير والطابو : وهي التي تدوّن فيها نتائج عمليات التحرير (أي مسح الاراضي واحصاء السكان لتثبيت الضرائب) التي كانت تجرى بعد ضمّ العثمانيين اراضٍ جديدة إلى ممتلكاتهم. وتُسجّل في هذه الدفاتر التي تكون عادة خاصة بلواء من ألويّة الولاية مصادر الدخل واسماء المكلفين بدفع الضرائب. وتوجد بضمن هذه الدفاتر دفاتر تتعلق بمعظم ألويّة العراق. ومعظم هذه الدفاتر محفوظة في دائرة الطابو في أنقرة .
- كما عرض الباحث وثيقة دفتر تحرير البصرة وايضا وثيقة دفتر تحرير كركوك وعرّف الباحث عن الدفاتر المهمة التي كانت تدوّن فيها القرارات المتخذة في الديوان الهمايوني الذي كان يعد أرفع مرجع رسمي في الدولة العثمانية، وكانت هذه القرارات التي اطلق عليها اسم الأحكام السلطانية تحظى بمصادقة السلطان، واتبعت في كتابتها طريقة خاصة تكون على شكل رسالة موجّهة باسم السلطان إلى أحد المسؤولين في المركز او الولايات. ويوجد من هذه الدفاتر في الأرشيف العثماني باستانبول 419 دفتراً يغطي المدة الممتدة بين 961 هـ 1333 م – 1333 هـ 1915م.
وعرض الباحث أيضاً ترجمة لوثيقة الإشادة بجهود بكلر بكي بغداد في فتح منطقة الجزائر بجنوب العراق والاستفسار عما يتعلق بالمنطقة وإمكانية تحويلها إلى بكلر بكية (ولاية)، والأمر بإعمارها وإحيائها .
- وعرض كذلك وثيقة الإبلاغ عن فتح منطقة الجزائر(الأهوار) بجنوب العراق والأمر بتحويل المنطقة إلى بكلر بكية (ولاية)، وتجهيزها بكل المستلزمات اللازمة وحمايتها، والعمل على إحيائها، وتكريم من وقف إلى جانب الدولة .
وقدم الباحث ترجمة وثيقة تكريم شيخ بني أخلاف بمنطقة الجزائر بجنوب العراق ، لإسدائه الخدمة للدولة ومساهمته في بناء قلعة الجزائر ووثيقة تبيّن الأمر بعدم التدخل في شؤون أهالي الجزائر بجنوب العراق وتمكينهم من المحافظة على ممتلكاتهم ومصادرة ما يمتلكه ابن عليان ووثيقة اخرى جاء فيها إرادة السلطان بزرع الاطمئنان في نفوس الأعراب في منطقة الجزائر بجنوب العراق ، ونزع الخوف من قلوبهم وتمكينهم من التصرف بممتلكاتهم.
وتطرق الباحث الى خط همايون - أي الخط السلطاني - معرفا ويطلق خط همايون على ما يكتبه السلطان بخط يده من رأي أو تعليق على ما يُعرض عليه من تلخيص من الصدر الاعظم أو الولاة حول أمر من الامور بعد اطلاعه عليه.
وعرف ايضا الإرادة السلطانية وهي أمر السلطان وفرمانه ورغبته، وكان كلما يتطلب الحصول على رأي السلطان في أمر من الامور، كان يجري عمل خلاصة لهذا الأمر من قبل الصدر الاعظم لتقديمها إلى السلطان. وهذه الخلاصة تسمى «تذكرة العرض» أو «تلخيص». ويقوم السلطان بتسجيل رأيه عليها بعد قراءتها. واستمر هذا الاسلوب حتى سنة 1832م ، وتمّ تعديله بحيث يقوم رئيس الكُتّاب بقراءة التلخيص للسلطان ثم يقوم بتسجيل رأي السلطان في اسفل التلخيص وبشكل مائل، واستمر هذا النهج إلى اعلان المشروطية حيث أُكتفي بتصديق السلطان على قرارات مجلس الوكلاء.
- وقدّم الباحث نماذج من وثائق تبيّن الإرادة السلطانية منها : إرادة سلطانية بتحويل كربلاء إلى لواء مستقل مثلما كانت في السابق بعد تحويلها في العام الماضي إلى قائممقامية ملحقة بلواء الحلة لأسباب مالية سنة 1876، ووثيقة اخرى تبّين محضر المجلس - المجلس العالي للأحكام العدلية - وأوصى فيه باعفاء التاجر (هوجه حنا) من دفع الرسوم والكمارك لمدة خمس سنوات.
وكان الجواب بعرض وثيقة إرادة سلطانية جاء فيها : إرادة سلطانية بالموافقة على توصية المجلس حول اعفاء التاجر هوجه حنا من دفع الرسوم والكمارك لمدة خمس سنوات لقيامه بتصدير الحرير الذي ينتجه في حديقته بعد قيامه بغرسها بأشجار التوت واستقدامه مختصين من اماسيا لهذا الغرض وذلك تشجيعا له ولغيره من أهالي الموصل الذين سيقتدون به، 26 تموز 1855م،
- وختمت المحاضرة بوثيقة اخيرة عرضها الباحث هي وثيقة إرادة سلطانية بتلبية طلب أهالي مقاطعات المدينة وبني منصور ونهر عنتر ونهر صالح والخاص بفك ارتباط هذه المقاطعات من سنجق المنتفك واعادة ربطها بالقرنة وذلك بعد انكسار سد الجزائر الذي من أجل ادامته أتخذ قرار ربطها بالمنتفك.
|