مؤتمر :العراق قرن من تحديات البناء وارادة الوجود
2015-04-16
المؤتمر السنوي لقسم الدراسات التاريخية في بيت الحكمة والموسوم - العراق قرن من تحديات البناء وارادة الوجود
العراق قرن من تحديات البناء وإرادة الوجود
بمناسبة الذكرى المئوية لخروج العراقيين لمقاومة الاحتلال البريطاني عقد قسم الدراسات التأريخية في بيت الحكمة مؤتمره العلمي السنوي تحت شعار (( العراق قرن من تحديات البناء وإرادة الوجود )) بالتعاون مع جامعة البصرة ، يوم الثلاثاء الموافق 15/ ٤ /2015 ، الساعة العاشرة صباحاً في قاعة المؤتمرات في بيت الحكمة ، بحضور عدد من الباحثين والأكاديميين والإعلاميين .
افتتح المؤتمر بتلاوة معطرة من آيات الذكر الحكيم، بعدها وقف الحاضرون لقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهدائنا الإبرار.
- كلمة المؤتمر الافتتاحية لرئيس مجلس أمناء بيت الحكمة الدكتور إحسان الأمين جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة والسيدات / الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
يسرني أن أرحب بكم باسم بيت الحكمة وأن أعبّر عن جزيل شكري واعتزازي لمساهمتكم في هذه التظاهرة العلمية التي تقام بالتعاون مع جامعة البصرة الغراء وهو أمر دأب بيت الحكمة عليه تأكيداً وتأصيلاً لعرى التعاون مع الجامعات ومراكز الابحاث من أجل التكامل العلمي والتواصل المعرفي .
وهو أمر يتطلب نهضة كبيرة ويحتاج ذلك الى إمكانات وجهود حثيثة، إذ يؤسفنا القول أن معدل الانفاق على البحث العلمي عالمياً هو بحدود 3% ومعدل الانفاق عربياً هو 2 بالألف وبهذا يعرف السبب وراء الهوة الكبيرة بين عالمنا النامي والعالم المتقدم .
الحضور الكريم ،،،
إن البحث العلمي في الحقول الانسانية لا يقل أهمية عن البحث العلمي في سائر الحقول الأخرى ، وللدراسات التأريخية خصوصية متميزة، بينها إذ يمكن من خلالها ان تعرف السنن التأريخية التي تكمن وراء الاحداث وحركة الأمم لتشخّص أسرار النهضة وأسباب إرتقاء الحضارات وعلل سقوطها .
وكما يكتشف عالم الفيزياء قوانين الطبيعة ويدرس حركة الأجسام والنظم التي تحكمها كي يستطيع أن يحاكيها ويسخّرها لمكتشفاته في صناعة السفن والطائرات والمركبات الفضائية وغيرها ، كذلك عالم التأريخ فإنه حينما يتعرف على سنن التأريخ وقوانين الحياة الاجتماعية والقيم المؤثرة في تقدمها وارتقائها ... يستطيع ان يبين لنا طريق النهضة ويرسم خارطة المستقبل لبناء مجتمع راقٍ وحضارة سامية ..
من هنا نتشرف ونفتخر أن القرآن الكريم ، كان كتاب فلسفة حياة قد شكّل التأريخ جزءاً كبيراً من بياناته ومعطياته ، وكما قال تعالى: (لقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ) يوسف/111 .
وكان الهدف هو معرفة السنن والاعتبار من وقائع التأريخ (فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًاۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) فاطر /43
وقد بيّن المفكر الكبير السيد محمد باقر الصدر والذي نحتفي هذه الايام بذكرى شهادته في كتابه المدرسة القرآنية " بأن من أهم مقاصد التفسير ودراسة القرآن الكريم ... هو معرفة السنن والقوانين التي تحكم حركة الأمم نشوءاً وارتقاءاً " .
وذلك كله من أجل أن لا يتكرَر التأريخ بمآسيه ونقاطه المظلمة ، وسواء أكان التأريخ يعيد نفسه أو لا يعيد ، فأن الساسة والقادة في العراق لو أنهم درسوا حادثة إحتلال العراق مطلع القرن العشرين وهو الأمر الذي تدور عليه أبحاث هذا المؤتمر الكبير واستفادوا من دروس تلك التجربة، لربما لم نكن نشهد احتلال العراق مرة اخرى مطلع القرن الحادي والعشرين ...
إن الفلاسفة والعلماء والعظماء الذين يُنَظِّرون اليوم لحوار الحضارات أو صراعها إنما ينطلقون من دراسة التأريخ وهم يعدّون اليوم المخططون الستراتيجيون للدول وللسياسات الحاكمة في العالم والمتنبئين بمسارات الصراعات في مستقبله.
أخيراً كلنا أمل ونحن نمتلك في العراق نخبة متميزة من علماء التأريخ وأساتذته أن نشهد تطوراً كبيراً في مجال البحث العلمي ومناهج دراسة التأريخ والذي ينبغي أن لا يقتصر تدريسه على أقسام التأريخ ، بل يعمم ليشمل سائر الفروع العلمية والإنسانية الأخرى لما فيه من أثر كبير في بناء الشخصية وتنورها ، وأن لا تقتصر كتب التأريخ على دراسة الأحداث السياسية والعسكرية بل تتوسع لتدرس تأريخ سائر العلوم والفنون والمعارف ... لتكون بذلك دراسة لتأريخ الحضارة ومسيرة المعرفة وتطور العلوم وارتقاء الفكر الانساني .
أسأل الله تعالى أن يبارك في هذا الجمع الكريم وأن ينفعنا به بما يسهم في بناء العراق ومجده وتعاليه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
ثم تلتها كلمة رئاسة جامعة البصرة ألقاها الدكتور حميد أحمد حمدان ممثلاً عن الجامعة.
ثم كلمة رئيس قسم الدراسات التأريخية في بيت الحكمة الدكتور إسماعيل طه الجابري تحدث قائلاً :
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس مجلس امناء بيت الحكمة الدكتور احسان الامين المحترم
السيد ممثل رئيس جامعة البصرة الاستاذ الدكتور حميد حمدان التميمي المحترم
السيدات والسادة الحضور الكريم والباحثين الأفاضل.
السلام عليكم....
يأتي انعقاد مؤتمر قسم الدراسات التأريخية هذا العام استذكاراً لحدث تأريخي مهم مضى علية قرن من الزمان ، ذلك الحدث هو معركة الشعيبة التي وقف فيها العراقيون صفاً واحداً للدفاع عن العراق ملبين فتوى المرجعية الدينية في النجف الاشرف عام1914 والتي جاءت استجابة لنداء اهل البصرة المستنجدين بها بالقول(( ثغر البصرة، الكفار محيطون به، الجميع تحت السلاح، نخشى على باقي بلاد الاسلام، ساعدونا بأمر العشائر بالدفاع).
فنهض علماء المدن المقدسة ورجال الدين في النجف وكربلاء والكاظمية وفي بغداد وغيرها مستجيبين لتلك النجدة ومحشدين العشائر لها.
إن الاحتفال بهذه المناسبة التأريخية ليس لاستذكارها بوصفها حدثاً مهماً فحسب، بل لاستلهام دروسها والاتعاض من تجارب رجالاتها لنجد لها انعكاساً على واقعنا الحاضر واستشرافاً لمستقبلنا.
إن معركة الشعيبة وبرغم انها لم توقف زحف القوات البريطانية لاكمال احتلال البصرة ومواصلة الزحف نحو بغداد، الا انها تفرز لنا العديد من الحقائق المهمة التي اجد ان اهمها الحقيقتين الآتيتين :
اولاً: إن الفاصلة الزمنية المتمثلة بمائة سنة بكل متغيراتها الاجتماعية والسياسية والجغرافية ، لم تغير من نظرة المرجعية الدينية في العراق من ان الخطر الذي يهدد البلد هو واحد مهما اختلفت مسمياته او تنوعت المواقع التي يضربها على طول جغرافية الوطن، فبالامس كان الخطر يهدد الجنوب فكانت فتوى الجهاد،واليوم اضحى الخطر يهدد غرب العراق وشماله فكانت الفتوى نفسها في معناها واهدافها، لتعكس لنا ان العراق هو العراق واحد في جنوبه وشماله وفي شرقه وغربه.
اما الحقيقة الثانية: ان العراق واحد لا يتجزأ، فقبل مائة عام لبت نداء الجهاد عشائر الوسط والجنوب مثلما لبى عشائر من الغرب والشمال، عشائر من هماوند والجاف وقراغول والسعدون، كما لبته عشائر آل فتلة آال رباط وبني حسن والشويلات وآل ياسر والمكوطر وغيرهم.
واليوم نجد الصورة نفسهاحيث الخطر الارهابي الداعشي المحدق بالبلاد والذي احتل ولا يزال يحتل عدداً من المدن في غرب البلاد وشماله، فالتحمت عشائر الجنوب والوسط لتدافع عن تكريت والرمادي وديالى والموصل، متجاوزة كل المسميات الإثنية والعرقية واضعة امامها صورة العراق الواحد الموحد. ولعمري هذه واحدة من اهم الدروس المستفادة من هذه المعركة، كما انها تشكل هدفاً رئيسياً لمؤتمرنا هذا.
الحضور الكريم:
لقد وردت الى المؤتمر سبعة وعشرين بحثاً من جامعة بغداد والمستنصرية وذي قار وبابل والكوفة ، فأُرسلت جميعها الى الخبرة العلمية على وفق استمارة خاصة للتقييم، فأجازت منها سبعة عشر بحثاً وردت الباقي ،ففي الوقت الذي نشكر فيه الاخوة الباحثين الذين يلقون بحوثهم في هذا المؤتمر فأننا نتوجه بالشكر ايضاً لاؤلئك الذين لم تحضى بحوثهم بالقبول فحسبهم انهم لبوا دعوتنا للكتابة ومحاولة المشاركة، فلهم منا تحية وشكراً.
وفي الختام لا يسعني الا ان اتقدم بالشكر الجزيل لرئاسة جامعة البصرة واخص بالذكر الاستاذ الدكتور حميد احمد حمدان على الجهود التي بذلها معنا وتحمله عناء السفر، والشكر موصول الى السادة اعضاء اللجنة العملية للمؤتمر الذي اعانونا في شوط مهم من اشواط المؤتمر. كما اكرر شكري وامتناني للسيدات والسادة الباحثين وللسيدات والسادة الضيوف الذين لبوا دعوة الحضور.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعدها عرض فلم تسجيلي من إنتاج بيت الحكمة بعنوان دجلة حكاية وطن من اخراج الدكتور حكمت البيضاني تناول فيه نهر دجلة منذ بدء الخليقة ومدى تأثر الحضارات العراقية بمسيرة جريانه التي واكبها عبر الأزمان والعصور .
- الجلسة العلمية الأولى :
( قاعة المؤتمرات / 11 صباحاً )
رئيس الجلسة : الأستاذ المتمرس الدكتور حميد أحمد حمدان/جامعة البصرة
مقرر الجلسة: الدكتورة خديجة كاظم حسن / بيت الحكمة
البحوث المشاركة:
1- الجيش العراقي .. منطلق لفهم الدور التأريخي وإعادة التكوين والبناء/
للباحث الأستاذ الدكتور إبراهيم سعيد البيضاني/ كلِّية الآداب/ الجامعة المستنصرية.
بيّن الباحث ان الأمن الوطني مسألة وطنية وهدفاً أسمى اثبت من خلاصة تجربة مائة عام في تأريخ العراق ، وإنَّ هذا الأمن لا يتحقَّق إلاَّ من خلال بناء مؤسَّسةٍ عسكريةٍ وطنية ومهنية وتُعد تجربة إنهيار الموصل أخطر تحدي هدَّد أمن ومستقبل العراق، وإنَّه لولا فتوى المرجعية العليا فإنَّ العراق كان يمكن أن يتعرض إلى إنهيار كبير. إنَّ المُنطلق لبناء مؤسَّسة عسكرية تتجاوز الأزمة النفسية التي تركتها نكسة الموصل وبناء جيش وطني، لابدَّ أن تنطلق من انتصار على الأرض يرفع المعنويات ويُجسِّد ويُرسِّخ الروح الوطنية والقتالية، يكون قاعدة لإنطلاق مشروع بناء مؤسَّسة وطنية عسكرية مقتدرة.
2- النفط ودوره في إحتلال بريطانيا للعراق
/ للباحث الاستاذ الدكتور أسامة عبد الرحمن الدوري/ قسم التاأيخ / كلِّية الآداب/ جامعة بغداد.
وضح الباحث ان المؤرِّخين والسياسيين ركزوا على أسباب الاحتلال البريطاني للعراق منها: موقعه الإستراتيجي بعدّه همزة وصل بين الشرق والغرب، وخصوبة أراضيه وإنتاجه الزراعي الوفير إضافة إلى وفرة المواد الأولية وحاجته للمصنوعات البريطانية، مثلما اهتم البريطانيون بآثار العراق ودراسةِ اللغة العربية والأدب العربي ليعرفوا مكنونات التراث العلمي والأدبي العربي.
والسبب الآخر هو نفط العراق، حيث أكَّد الجيولوجيون غزارة نفط العراق منذ أواسط القرن التاسع عشر، وبالمقابل فمنذ أواخر القرن التاسع عشر بدأ التبشير باستخدام النفط بدل الفحم الحجري لتوليد الطاقة. ولهذا أصبح العراق مطمعاً للاستيلاء على نفطهِ.
3- دور العشائر العراقية في مقاومة الغزو البريطاني للعراق في الحرب العالمية الأولى (1914-1918)
للباحث الدكتور هادي علَّو / المركز الجمهوري للبحوث الإستراتيجية .
بيّن الباحث ان السلطات العثمانية عندما شعرت بالنوايا الاستعمارية البريطانية باحتلال العراق تبعاً لتنوع مصالحها السياسية والإقتصادية والإستراتيجية في العراق، وتنفيذاً لهذا المُخطَّط وتزامناً مع اندلاع الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، شعرت السلطات العثمانية في العراق إلى ضرورة الإسراع بالاستجابة لمتطلبات الحرب الطارئة باستمالة وكسب تأييد المرجعيات الدينيَّة ذات التأثير الكبير والقدرة على تحريك وكسب تأييد العشائر العراقية وهو ما سيجعل من تلك العشائر ظهيراً وشريكاً فعالاً في مواجهة قوات الغزو البريطانية التي هاجمت جنوب العراق في تشرين الثاني 1914م، نظراً لقدرة العشائر العراقية في تنظيمها السياسي والقبلي وإمكاناتها المادية والبشرية.
وقد بيّنا الدور الذي نهض به الشعب العراقي في صدِّ ومقاومة الغزو البريطاني في الحرب العالمية الأولى، وذلك من خلال إلقاء الضوء على دور العشائر العراقية ومشاركتها في دعم العمليات العسكرية التي خاضتها القوات العثماني في العراق للتصدِّي للغزو البريطاني.
- الجلسة العلمية الثانية :
قاعة المؤتمرات (12:00 ظهراً)
رئيس الجلسة: الأستاذ المتمرس الدكتور طارق نافع الحمداني/ جامعة بغداد.
مقرر الجلسة: حسين غازي/ بيت الحكمة .
البحوث المشاركة :
1- العرب والكُرد وأماني تقرير المصير في مؤتمر باريس 1919م /
للباحث الاستاذ الدكتور عماد أحمد الجواهري .
بيّن الباحث أنَّ الانتلجنسيا الكردية قد نمت نمواً بطيئاً بسبب طبيعة المجتمع الكردي العشائري، إلاَّ أنَّ الشبان الكُرد كان لهم حضورهم في الوسط السياسي والثقافي العثماني في استانبول. وقد استطاعت هذه النخبة الصغيرة أن تشغل الحيِّز الذي تركه الشبان الذين ينتمون إلى أصلٍ كردي لكنهم انخرطوا في العمل السياسي مع الاتحاديين ولا شكَّ في أنَّ النشاط الثقافي – السياسي ساعد على نحوٍ تدريجي في إبراز الكُرد بوصفهم أمة لها خصائصها الإثنية وفي مقدمتها لغتها وتأريخها وثقافتها التي تميزها عن غيرها من الأمم وكذلك بوصفهم شعباً يعيش على امتداد أرضٍ تقتضي متطلبات المرحلة التأريخية وضع الحدود لخارطتها على أساس الأغلبية من السكان، وأنَّ هذه الأرض التي تشاركهم في أجزاء منها أقلياتٍ إثنية أخرى كالأرمن والترك تتوزع في أكثر من دولة أهمها الدولة العثمانية والدولة الفارسية وروسيا.
2- خصائص الثقافة السياسية وتحديات بناء الهوية الوطنية في العراق بعد عام 1921م/
للباحثة الاستاذ الدكتورة ابتسام محمد العامري/ مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية/جامعة بغداد.
وضحت الباحثة ان الثقافة السياسية العراقية تميزت في العهدين الملكي والجمهوري بكونها ثقافةً سياسية خاضعة، لأنَّ المجتمع العراقي هو مجتمع أبوي يتكوَّن من خليطٍ من البُنى التقليدية، وبُنى حديثة تترابط فيما بينها لتُنتج بُنية إجتماعية جديدة، وتسود في ظلِّ هذهِ البُنية قِيَم الخضوع والطاعة والعلاقات الهرمية، بينما تبقى الحرية والمساواة والتعاون قيماً لفظية فاقدةً للمفعول على الصعيدين الإجتماعي والنفسي مما سيولِّد أشخاصاً في هذا المجتمع يخافون السلطة مثلما يخافون الحياة، الأمر الذي سيُمكِّن الفئة الحاكمة من السيطرةِ على هذا المجتمع وإخضاعهِ لسلطتها.
3- المرجعية الدينيَّة واستفتاء تشكيل الدولة العراقية الحديثة بين مقاومة الاحتلال البريطاني وإرادة تشكيل الدولة /
للباحثة الاستاذ المساعد الدكتورة سؤدد كاظم مهدي/ مركز المستنصرية للدراسات العربية والدولية/ الجامعة المستنصرية .
بيّنت الباحثة ان موضوع موقف المرجعية الدينيَّة من الاستفتاء العام لتشكيل الدولة العراقية الحديثة في تشرين الثاني 1918 – كانون الثاني 1919، ضمن سلسلة دراسة تأريخ الحركة الإسلامية الحديثة في العراق، عندما كثر النقاش عن طبيعة تنظيمها وإطارها الفكري وعلاقتها بالسلطة منذ مطلع القرن العشرين، عندما عرف رجال الدين دخول المجال السياسي في وقتٍ مبكِّر، فكانت أقدميته بالنسبة لنظرائه بالمنطقة العربية الأسبق بين التيارات الإسلامية في الدول العربية ككل.
4- التطورات السياسية والقانونية التي طرأت على مشكلة الأراضي في العراق (1932-1938) /
للباحث الاستاذ المساعد الدكتور أحمد عبد الواحد عبد النبي/ كلِّية التربية للبنات / جامعة بغداد .
وضح الباحث ان قانون تسوية حقوق الاراضي الزراعية الذي هو بالأصل تعديلاً لقانون التسوية رقم 50 لسنة 1932 فقد ذكرت مصادر ان التجارب اثبتت نتيجة تطبيق القانون آنف الذكر، وان بعض احكامه تحتاج الى اصلاح يؤمن الغايات المبسوطة سابقاً، بأبسط اسلوب واعدله، مع مراعاة التعامل الذي لا يعارض قواعد التشريع العامة. وبينّت ان قانون تسوية حقوق الاراضي لسنة 1938 قد قسم الاراضي الزراعية في العراق الى اربعة اصناف هي: اراضي مملوكة، اراضي موقوفة ، وتقسم الاخيرة الى صنفين : أولها اراضي موقوفة صحيحاً، وثانيها اراضي موقوفة وقفاً غير صحيح، والصنف الثالث هو الاراضي الاميرية : وهي اراضي اميرية مفوضية بالطابو و أراضي اميرية ممنوحة بالأزمة و اراضي اميرية صرفة ، والصنف الرابع هو الاراضي المتروكة.
5- معركة الشعيبة 12-14 نيسان 1915م، ودور هبة الدين الشهرستاني فيها.. قراءة في وثائق المعركة /
للباحث م.د. إسماعيل طه الجابري /رئيس قسم الدراسات التأريخية / بيت الحكمة .
بيّن الباحث ان أهمية وثائق معركة الشعيبة التي احتفظت بها هبة الدين الشهرستاني تتجسد في أنَّها ذات عمق تأريخي كبير يمتد إلى مائة سنة. وأنَّ مدوِّنها هو أحد قادة المعركة الفاعلين والمؤثرين. وأنَّها مكتوبة بخطِّ يده قبل بدء المعركة وأثنائها، وهذا مما يعطيها المصداقية التي لا يرقى إليها الشك. اما أنواع الوثائق فقد تضمَّنت وسائل وأساليب هبة الدين الشهرستاني في الاستعداد والتحشيد للمعركة، فكانت رسائله إلى شيوخ العشائر وأجوبتهم إليه. ورسائله التحذيرية إلى معسكر الجيش البريطاني. ورسائله إلى الموظَّفين البصريين العاملين في الجيش البريطاني. وخطبه المُحذِّرة من مغبَّة التقاعس عن الجهاد والدفاع عن الأرض. وخطبه المُحفِّزة على الجهاد والمُشجِّعة عليه بوصفهِ أحد الفرائض الواجبة على المسلم والتي ينال عليها الأجر الكبير والثواب الجزيل وهو الفوز بالجنَّة.
6- الأحوال التعليمية والصحية في مدينة الناصرية خلال فترة الإحتلالين العثماني والبريطاني /
للباحث مساعد الدكتور تحسين جاسم السهلاني / كلِّية التربية للعلوم الإنسانية/ جامعه ذي قار .
وضح الباحث ان مدينة الناصرية مرت بمراحل تأريخية متعاقبة، فالمدينة لا تبقى جامدة بل هي في حالة تغير وتبدل مستمرين انعكاساً لدائمية الإنسان، وهذا التبدل يؤثِّر في الجانب البشري، وعلى البناء الوظيفي للمدينة, وقدم الباحث الخصائص السكَّانية لمدينة الناصرية خلال فترة الاحتلالين العثماني والبريطاني مع فترة الحكم الملكي. وكذلك نشأة مدينة الناصرية مع التركيز على الخدمات التعليمية والصحية خلال الاحتلالين العثماني والبريطاني مع فترة الحكم الملكي ومتابعة مقدار التطور الحاصل فيها.
7- دور بريطانيا في تدويل القضية الآشورية /
للباحث مساعد الدكتور حيدر عبد الجليل عبد الحسن/ كلِّية التربية للعلوم الإنسانية/جامعة ذي قار .
بيّن الباحث ان آثار المرحلة الاستعمارية قد انعكست على مُجمل منطقة الشرق الأوسط منذ القرن التاسع عشر، وقد شكَّل العراق والمنطقة عموماً موقع جذب للقوى الكبرى لأسبابٍ سياسية واقتصادية، ولمَّا كان من الصعب الفصل بين تطور الحياة السياسية والإجتماعية العراقية وسياق العلاقات الدولية الذي تركَّز في الغرب سابقاً بظهور ما سُمِّي في حينها بـ"المسألة الشرقية" تلك المسألة التي انطوت على تدخلاتٍ غربية تحت شعار حماية المسيحيون في الشرق الذي كان خاضعاً للدولة العثمانية وما تبعها من حروبٍ وتداعيات. ومع فتح العثمانيون أبواب الشرق أمام البعثات التبشيرية الغربية منذ القرن الثامن عشر، لتبدأ سلسلة من التعقيدات والذي ساهم في إشعال حرب القرم (1853-1856) بين روسيا القيصرية من جهة والدولة العثمانية وفرنسا وبريطانيا من جهةٍ أخرى، ولتتفاعل تلك المواقف والتدخلات الدولية مع الأوضاع الإجتماعية والديموغرافية للمسيحيين في الشرق وخاصةً لدى الآشوريون الذين انقسموا كنسياً إلى طوائف عدّة منهم الكلدان والسريان والموارنة. وتمَّت تسوية المسألة الشرقية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وبما يتوافق مع مصالح الدول المنتصرة (روسيا وفرنسا وبريطانيا) وتقسيم منطقة الشرق الأوسط إلى دولٍ عدّة بموجب اتفاقية سايكس – بيكو، ولذلك كان من الطبيعي أن تتفاعل المسألة الآشورية مع تطور الأحداث في شمال العراق وجنوب شرق تركيا.
- الجلسة العلمية الثالثة :
قاعة المؤتمرات (12:30 ظهراً )
رئيس الجلسة: الأستاذ المتمرس الدكتور جعفر عباس حميدي/ جامعة بغداد .
مقرر الجلسة: مهند عبد الحسن/ بيت الحكمة .
البحوث المشاركة :
1- أثر الحرب العالمية الأولى على الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية للموصل (1914-1918) /
للباحثة الاستاذ المساعد الدكتورة صبا حسين مولى/ مركز المستنصرية للدراسات العربية والدولية .
بيّنت الباحثة ان مدينة الموصل هي مركز محافظة نينوى، وتقع شمال العراق على ضفاف نهر دجلة، وهي ثاني مدينة في البلاد من حيث السكان بعد بغداد. ولمدينةِ الموصل تأريخٌ عريق يرجع إلى قرون عدة قبل الميلاد.
أمَّا عن تسميتها فتُشير المصادر بأنَّها عرفت بـ(الحدباء) نسبةً إلى منارةِ الجامع النوري المائلة، والبعض يقول أنَّ تسمية (الحدباء) جاءت من إحداب نهر دجلة وإعوجاج مجراه عند مروره بشمال المدينة. وينسب آخرون هذه التسمية إلى إنحداب أرضها المرتفعة في (تل قليعات). في حين يرى المستشرق (جانمور يسالدومنيكي)، وهو من أكثر المهتمين بالموصل وتراثها وتأريخها ولغتها ومعالمها، وأنَّ أول أسم للموصل كان (ماشپل) وهو أسم بابلي بمعنى المُخرَبة عندما خُرِّبت بسبب الحروب، ولمَّا احتلها اليونانيون بدلوا حرف الشين بالسين فأصبحت (موسپل)، ثمَّ تطور هذا الأسم إلى (موصل) لكثرة استعماله وتوافق حرفي السين والصاد. أمَّا زينفون الذي مرَّ بالموصل في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد فقد سمَّاها (موسيلا). وأكثر المؤرِّخين يتفقون على أنَّ تسمية الموصل جاءت من وصولها بين منطقتين أو مكانين، إلاَّ أنَّهم اختلفوا فيما بينهم في المكانين اللذين وصلت بينهما، فالكثير منهم يرجع تسميتها بالموصل لأنَّها وصلت بين دجلة والفرات، ويرى البعض الآخر لأنَّها وصلت بين العراق والجزيرة، ويرى آخرون أنَّها وصلت بين الشرق والغرب والشمال والجنوب. كما لُقِّبت بـ"أمِّ الربيعين" لاعتدال وعذوبة جوَّها في فصلي الربيع والخريف وتشابههما، وتُسمَّى أيضاً "الخضراء" لإخضرار سطح تربتها وجماله، وسمَّاها البعض "البيضاء" لأنَّ دورها مبنية بالرخام والجص الأبيض آنذاك.
2- سوق الشيوخ خلال الاحتلال البريطاني (1914-1918) /
للباحث الاستاذ المساعد الدكتور عماد جاسم حسن/ جامعة ذي قار .
وضح الباحث ان مدينة سوق الشيوخ تعد من أقدم وأهمِّ المدن العراقية الحديثة في جنوب البلاد، وشهد تأريخها الكثير من عوامل الإزدهار والحضارة، وقد ورد ذكرها في العديد من المؤلَّفات وكتب الرحلات التي تناولت تأريخ المنطقة خاصةً والعراق عامة, وما يدل على أهميتها التي اكتسبتها بفضل موقعها الجغرافي ومساحتها الواسعة ومميزاتها الإقتصادية التي جعلتها تتميز بتراثها وتقاليدها الثقافية. وظهور العديد من الشخصيات البارزة والمؤثرة في مجالات الحياة المختلفة من أبناءها الذين نبغوا في صنوف العلم والمعرفة وكذلك مشاركاتهم السياسية.
3- الموقف الأمريكي من قيام الحكم الجمهوري في العراق في العام 1958م /
للباحثة الاستاذ المساعد الدكتورة كوثر عباس الربيعي/ مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية/جامعة بغداد .
بيّنت الباحثة ان بعد عقودٍ من علاقاتٍ تطورت ونمت بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية منذ قيام الحكم الملكي في العراق في العام 1921م، وشهدت عقد الكثير من الاتفاقيات في المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية وحتَّى الأمنية، وتبادل الزيارات والوفود المختلفة، وصولاً إلى قيام حلف بغداد في العام 1955م، الذي ضمَّ العراق وتركيا وإيران وباكستان وقادته بريطانيا في الظاهر والولايات المتحدة الأمريكية في الواقع، وقد جاء قيام الحكم الجمهوري في العراق في الرابع عشر من تموز / يوليو 1958م، على أيدي مجموعةٍ مُنظَّمةٍ من القوات المُسلَّحة العراقية، ونجاحها في قلب نظام الحكم الملكي، ليُصيب العلاقات العراقية – الأمريكية بما يمكن وصفه بالنكوص، ولم تبقَ على ما هي عليه، بعد أن اختلف الحُكَّام واختلفت توجهاتهم السياسية.
4- من الاستبداد إلى مخاوف الطائفية في الشرق الأوسط.. العراق أنموذجاً /
للباحثة م. د. رغد نصيف جاسم/ كلَِّية العلوم السياسية/جامعة بغداد .
عرّفت الباحثة الى ان الطائفية: هي تلك التنوع الديني الذي يهدف إلى: تحقيق أهدافٍ سياسية أو إقتصادية أو ثقافية, مثل المحافظة على مصالح مُكتسبة أو النضال من أجل تحقيق أهدافٍ مُحدَّدة: كالمزايا لزعماء أو أبناء طائفةٍ معينة في مواجهة طوائف أخرى, وعادةً ما تُستخدم الطائفية (الدين) كوسيلةٍ لتحقيق أهداف دنيوية.
وترتبط الطائفية بمعادلةٍ عكسية مع مفهوم (المواطنة)، وهذه المعادلة محكومة بالعقد الإجتماعي من ناحية، والفطرة الإنسانية المُرتبطة بثقافة الاحتماء من الخوف من ناحيةٍ أخرى، ومن المعروف أنَّ ضعف مؤسَّسات الدولة يؤدِّي إلى: تقدم البُنى التقليدية في المجتمع لتأخذ دورها، وعندئذٍ تأتي الفرصة إلى الطائفية والقبلية والعشائرية، وبذلك تكون الطائفية نقيضاً للمواطنة ورديفاً للمصلحة.
5- موقف النُخبة العسكرية العراقية من الإحتلالين العثماني والبريطاني /
للباحث م.د. صلاح خلف مشاي / كلِّية التربية للعلوم الإنسانية/ جامعة بابل .
وضح الباحث ان دراسة تأريخ العراق المعاصر لابد ان يتناول الأهمية والدور الذي أداه الجيش العراقي، إذ كان المحور الأساس الذي تكونت حوله معظم أحداث وتداعيات ذلك التأريخ، فشكَّل ضباطه أغلب الوزارات العراقية وأنجحها، فضلاً عن قيامهم بإحداث تغييراتٍ جوهرية بالوزارات التي شغلوها، ومن هذه التغييرات هي:
1. قيام ضباط الجيش العراقي بإحداث تغييراتٍ وتحولاتٍ كبيرة في مسار بناء العراق وبناء تطورهِ السياسي.
2. إنَّ الجيش كان من المؤسَّسات السياسية التي أحدثت تغييراتٍ جوهرية ومهمة كان لها صداها وإنعكاساتها على الواقع السياسي والإقتصادي والإجتماعي في العراق.
3. يجب أن يتشكَّل الجيش من مختلف طبقات المجتمع ليكون عاملاً أساسياً من عوامل التقدم الإجتماعي.
4. إنَّ الضباط العراقيين في الجيش العثماني كانوا ضباطاً مؤثِّرين وفاعلين بالرغم من ممارسات الاحتلال العثماني التي تهدف إلى تغييب للشخصية العربية، إلاَّ أنَّ الضباط العراقيين لم ينسوا هويتهم الوطنية والعربية، فشاركوا في الثورة العربية الكبرى وتشكيل الحكومة العربية في دمشق.
5. إنَّ أغلب الشباب اللذين يلتحقون بالجيش العثماني من ولايات البصرة وبغداد والموصل كانوا من أبناء الطبقات الإجتماعية الميسورة الحال وذات الأصول العثمانية.
6. إنَّ الجيش العراقي منذ تأسيسه عام 1921م كان عاملاً مهماً في رفد السياسة العراقية بشخصياتٍ كان لها ثقلها في الشأن السياسي العراقي.
6- الإدارة البريطانية في العراق وقوات الشرطة غير النظامية.. الشبانة أنموذجاً /
للباحث الدكتور معتز محيي عبد الحميد/ مدير المركز الجمهوري للبحوث الأمنية والإستراتيجية .
بيّن الباحث ان بعض المؤرخين لعصور ما قبل التأريخ أكدوا أنَّ نوعاً من الإنسان العاقل كان يعيش في أفريقيا أو آسيا قبل مائتين وخمسين ألف سنة في الأقل، والظن الغالب أنَّه كانت هناك هيئة تضطلع بمسؤولية الحفاظ على الأمن وقد تمثلت هذه الهيئة في المجتمعات البشرية الأولى بربِّ الأسرة إذ كان هو مسؤولاً عن حفظ النظام في نطاق مجتمعه الصغير. فان نشب خلافاً بين أفراده استدعى ربَّ الأسرة طرفي النزاع أمامه واستمع إليهما ثم ينطق بحكمه. ومع بداية ظهور المجتمعات المُنظَّمة وظهور الحُكَّام ظهرت الحاجة إلى أعوانٍ لهؤلاء الحُكَّام ليعاونوهم في إدارة دفَّة الحكم، وممارسة بعض السلطات، كجباية الضرائب وحماية المدن من غارات الأعداء وغير ذلك. ثمَّ بدأت المدن الكبيرة بعد ذلك تظهر وقد كانت المناطق الشرقية أولى ما ظهرت فيها هذه المدن والتي شهدت مجتمعاً منظماً أوجد نوعاً من القوانين والقواعد، ولعلَّ أول هذه المدن هي المدينة السومرية التي أقامها السومريون في النصف الجنوبي من بلاد ما بين النهرين.
|