نحو رؤية موضوعية لمناهج التاريخ في الجامعات العراقية
2015-03-26
حلقة نقاشية عقدها قسم الدراسات التاريخية صبيحة يوم الخميس الموافق 26/3/2015 الساعة العاشرة صباحاً في قاعة بيت الحكمة
برعاية الأستاذ الدكتور إحسان الأمين رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة وبالتعاون مع دائرة البحث والتطوير في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبحضور عدد من الأساتذة والباحثين والأكاديميين والمثقفين عقد قسم الدراسات التاريخية في بيت الحكمة حلقة نقاشية بعنوان ((نحو رؤية موضوعية لمناهج التاريخ في الجامعات العراقية )). صبيحة يوم الخميس الموافق 26/3/2015 الساعة العاشرة صباحاً في قاعة بيت الحكمة.
برئاسة / أ.د. فلاح الاسدي/ رئيس الجامعة المستنصرية ورئيس لجنة تحديث مناهج التاريخ في وزارة التعليم العالي.
وبمقررية/ حيدر قاسم التميمي/ بيت الحكمة.
افتتح الحلقة النقاشية الاستاذ الدكتور اسماعيل الجابري- رئيس قسم الدراسات التاريخية في بيت الحكمة بالترحيب برئيس الجلسة الدكتور فلاح الاسدي – رئيس الجامعة المستنصرية، ثم تطرق في كلمته الى ضرورة مناقشة موضوع مهم الا وهو تطوير مناهج في الجامعات العراقية لان هذا الموضوع لم يؤكد على الثابت الوطني بل أصبح متغيراً مع تغير السلطة وحسب رؤية الوزير وهذه مشكلة كبيرة وعلى الاخوة المختصين ان يتداركوا هذا الامر ، ومن خلال هذه الحلقة النقاشية أوضح انه ستطرح بعض الافكار التي تدون وتلخص لكي تهيئ الى ورشة عمل على مدى يومين لكي تنضج الافكار.
بعدها قام الاستاذ الدكتر فلاح الاسدي رئيس الجلسة بالقاء كلمته جاء فيها: يعدّ موضوع الندوة أحد أهم المواضيع التي تشغل السادة المختصين وهو مناهج التاريخ . وفي هذه المسألة شكلت وزارة التعليم العالي ثلاث عشرة لجنة في هذا المجال لاعادة النظر بمناهج الدراسة كافة ولكن اصبح التركيز اكثر فاكثر على التربية الاسلامية والتاريخ الاسلامي والعلوم السياسية، ولان هذه من المواضيع الحساسة.
البحوث المشاركة:
1- أ.د. عماد احمد عبد الصاحب الجواهري/ رئيس جامعة القادسية الاسبق
تاريخ العصور الوسطى الاوروبية في أقسام التاريخ أنموذجاً، الرؤية الموضوعية
تناول الباحث في ورقته البحثية المادة التدريسية في الجامعات العراقية ثم أكد ضرورة تقويم الفرص المتاحة نحو رؤية موضوعية، وحيث ان الوصول الى الرؤية الموضوعية قابل للتأثير فقد عرض نماذج من الاتجاهات الفلسفية في 12 توصية ،
ومن ثم بيّن أن المدخل الصحيح لمعالجة المناهج يبدأ من اثارة اسئلة عدة ومحاولة الاجابة عنها، منها: متى ادخل التاريخ كمادة تدريسية في مناهج التربية، لا توجد اجابة محددة وان وجدت تعكس تأخره عن باقي حقول المعرفة.
هل لتأخر تعليم التاريخ علاقة بمصداقيته ؟ نعم بالتأكيد لانه حين تخصص هذا الحقل بالتدريس اختص باخبار الاحداث التاريخية القديمة بالانبياء والكهنة والحكام ونخبة معينة من البشر
هل من وسيلة علمية لتقويم هذه الاشكالية؟ لابد من تصحيح معنى التاريخ لانه حقل معرفي يتناول دراسة الماضي والحاضر ويستند على دلالات مصطلح التاريخ لانها اختصت بالماضي وتجاهلت الحاضر .
2- د. مرتضى النقيب/ استاذ التاريخ المتمرس/ كلية الاداب/ جامعة بغداد
منهجية العمل الكتابي بين الواقع الاكاديمي ومضاداته ماذا نكتب وماذا ندع؟
بيّن الباحث أن التاريخ حلم واسع متعدد الجوانب في التاريخ السياسي وفلسفة التاريخ وتاريخ الفكر وعلم التاريخ .. الخ.. ثم تطرق الى الكيفية التي نستطيع بها أن نجدد التاريخ في ضوء مسلمات المؤرخين العامة التي بدأت تتزعزع منذ زمن، ثم اشار الى اربع نقاط مهمة :
أ- فيما يتعلق ببعض المفاهيم العامة المستخدمة لدى طالب الدراسات التاريخية، هذه التعابير تمتلك جانبين مفهوم القطيعة في التاريخ الاسلامي و تعبير الفجوة الثقافية القائمة بين المؤرخين بعد نيل شهادتهم الجامعية.
ب- من هو الذي يكتب التاريخ.؟؟ هل هو السياسي أم الأستاذ الدكتور في الجامعة؟ حسب خبرتي ان الأستاذ هو الذي يوجه السياسي وهذا ما يجب ان يعمل به.
ج- انماط المؤرخين أو نوعية المؤرخ ، من الذي يجعل المؤرخ مؤرخ؟ هل هي الشهادة ؟ أم المؤسسة التي ينتسب إليها؟ لم يتقدم ولا باحث من جميع الاساتذة على حد معرفتي يتحدث عن موضوع فلسفة التاريخ .
د- إعادة تأهيل الباحثين في العراق بتفرغ لفترة زمنية يوفد بها خارج العراق لتعليم اللغة وإعداد البحث مع أساتذة أجانب.
3- أ. د. اسامة عبد الرحمن الدوري/ رئيس قسم التاريخ/ كلية الآداب / جامعة بغداد
التنسيق بين وزارة التربية والجامعات لوضع مناهج التاريخ
بيّن الباحث أن أول مشكلة نواجهها في التربية هي التاريخ الاسلامي ، حيث أننا نعيش بالماضي والشعوب الاخرى تتقدم وهذه مشكلة في كيف ننقل مجتمعنا العراقي لرؤية مساحة للمستقبل اكثر من الماضي.
ثم ذكر أن المشكلة الأساسية بعد ظهور داعش هو اننا سنواجه مشكلة اكبر منها بعد القضاء على هذا التنظيم وهي كيف نبني العراق الموحد وعدم ضياع الهوية الوطنية.
4- أ.د. جميل موسى النجار/ عميد كلية التربية الأساسية/ الجامعة المستنصرية
تدريس التاريخ ودراسته في الجامعات العراقية
أشار الباحث الى أن الفكر التأريخي العربي المعاصر يفتقر الى رؤية خاصة متميزة في البحث التاريخي، ذلك أن من الواضح لكثير من باحثينا في العلوم الإنسانية والإجتماعية، ومنها علم التاريخ، أن الأنظمة المعرفية التي تعتمدها هذه العلوم عندنا، وأساليب البحث العلمي وأدواته المتبعة فيها، مستمدة في مجملها مما توصل إليه الفكر الغربي في هذه المجالات خلال مسيرة تطوره التي بلغت ذروتها في أواخر القرن التاسع عشر، تلك المسيرة التي أنتجت، في مجال التاريخ، منهجاً متكاملاً للبحث التاريخي، وضع، لأول مرة، من قبل المؤرخين الفرنسيين شارل لانغلوا وشارل سنيوربوس في سنة 1898، لينتقل التاريخ بذلك الى مصاف العلوم، ويتميز كما تتميز هذه العلوم بمناهج خاصة بها، كالمنهج البرهاني أو الاستدلالي للرياضيات، والمنهج التجريبي لعلوم الطبيعة.
5- أ. د. طارق نافع الحمداني/ استاذ متمرس في قسم التاريخ / كلية الآداب / جامعة بغداد
نحو رؤية موضوعية لمناهج التاريخ في الجامعات العراقية
بيّن الباحث منذ فترة طويلة والعلوم الاجتماعية بعامة والتاريخ بخاصة تعاني من تراجع كبير في مستوى ادائها في الجامعات العراقية، فعلى الرغم من أهمية التاريخ وما يساعده في تاريخ الامم وتطورها إلاّ ان الاهتمام الذي يحظى بها في بلداننا لا يتناسب مع ما توليه الأمم المتقدمة له.
كثير من الامور التي دخلت حتى على مستوى التدريسيين والتي انعكست آثارها السلبية على التدريس فبدأ يتخرج كثير ممن ليست لديهم خلفيات تاريخية وبدأوا بتدريس اجيال جديدة واخذوا يدرسون التاريخ وكأنه مطالعة وهذا ما أضر التعليم العالي ولهذا يجب أن ننظر الى مسألة المناهج والتدريس وبما يمثله التدريسي في المجالات كلها.
ثم طرح الباحث تساؤلات عدّة حول أسباب ضعف مناهج التاريخ في الجامعات العراقية، هل هو ضعف المنهاج الدراسي أو مقررات الكتب المنهجية؟ والحقيقة أن المسؤولية المباشرة تقع في ضعف ما يدرسه طلبة التاريخ في الجامعات العراقية.
بعدها نوّه رئيس مجلس امناء بيت الحكمة الدكتور احسان الامين إلى نقطتين مهمتين وهما:
1- إنّ التاريخ الان يدرس في العالم كمنهج حياة ومصدر أساسي لمعرفة الحياة ولا يقتصر التاريخ على قسم التاريخ فقط بل لكل الجامعات العلمية بما في ذلك الطب والهندسة فهناك مواد تكون اختيارية من ضمن المناهج وعليه يجب أن تعدّ مادة التاريخ كمادة اساسية ضمن هذه المواد بعدّ ان البلد يحتاج نصف خبرة علمية ونصف خبرة إدارية. والتعامل مع المجتمع والتاريخ مصدر معرفي كبير وهذا يعطي فرصة كبيرة لخريجي التاريخ في الجامعات . لأن ما ندرسه في مجتمعنا هو تاريخ سياسة وفلسفة وما يدرسوه هم هو تاريخ فني ومعرفي وغيره وبالتالي فإن هذه الابواب التي تفتح على تدريس التاريخ وبما تخفف من ادلجة السياسية والطائفية .
2- تشكيل ذهنية الطالب الذي يدرس التاريخ، بحيث يجب أن يتقبل الطالب التعددية سواء في التاريخ القديم كمذاهب أو آراء وبالتالي التهيئة الى روحية التسامح أو التعددية في التحليل والنتائج ، اذا وجهنا الطالب بمخرجات مؤدلجة وجاهزة تجعله يتعامل مع الاخر ضمن افكار مسبقة. وان تتوجه الطاقات التعليمية باتجاه تلبية متطلبات العمل .
6- أ.م.د. حسين داخل البهادلي/ عميد كلية الاداب/ الجامعة العراقية
تدريس موضوعات التاريخ الاسلامي في اقسام التاريخ
وضح الباحث أن اقسام التاريخ في الجامعات العراقية منذ نهاية الربع الاول من القرن المنصرم تعتمد تقسيماً نمطياً في تدريس موضوعات التاريخ الاسلامي، إذ تم تقسيم هذا التاريخ الى ادوار أو حقب بحسب الدول التي ظهرت على المسرح السياسي، فقد اعتمدت منهجية تكاد تكون متشابهة في ادراج العناوين الرئيسة والفرعية من غير تحديث او ابتكار على الخصوصيات التي تنفرد بها كل دولة عن الاخرى، حيث اسهم هذا المنهج المؤدلج في صياغة كثير من مفردات التاريخ الاسلامي وايصالها الى الطلبة بصورة مشوشة وبذلك اصبحت الموضوعات التاريخية التي تدرس في اقسام التاريخ تعبر عن فلسفة نظام سياسي لا عن موضوعية مجردة، إذ تسربت ضمن هذا المفهوم انجازات كثيرة لعدد غير قليل من الخلفاء والولاة والقادة وعدّها موروثاً لابد من تمجيده بغية ربطه بالانجازات المزعومة لقادة هذه الأنظمة.
7- د. كريم مطر حمزة الزبيدي/ جامعة بابل/ كلية التربية للعلوم الانسانية
ملاحظات عن مناهج التاريخ في الجامعات العراقية
ذكر الباحث انه من خلال إطلاعه على مناهج التاريخ في الجامعات العراقية، و لسنوات طويلة، دوّن الملاحظات الآتية :
أ. تركز الغالبية العظمى لمفردات التاريخ ، و التي تدرس في الجامعات العراقية على الجانب السياسي فقط . فقلما نجد اهتماماً بالجوانب الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و هذه الحالة نجدها عندما نستعرض مفردات التاريخ الاسلامي ، أو مفردات التاريخ الحديث في أقسام التاريخ . لذا أوصى الباحث بزيادة الاهتمام بدراسة التاريخ الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي لمختلف الشعوب وجعله متوازناً في الاقل مع دراسة الجانب السياسي.
ب. من الضروري معرفة أكبر مساحة تأريخية في العالم بجوانبها المختلفة (سياسة ، اقتصاد ، مجتمع ، ثقافة ) و عدم التركيز على جوانب محددة ، مثلا يدرس تأريخ الوطن العربي الحديث في المرحلة الثانية ، و المرحلة الرابعة ، في حين لا يدرس تاريخ الامريكيتين أو استراليا ، أو يدرس التاريخ المحلي في المرحلة الرابعة و معه تاريخ العراق في المرحلة الثالثة في حين لا يدرس تأريخ افريقيا العام .وكذلك اغفلت مواد اخرى جديرة بالاهتمام والدراسة منها على سبيل المثال لا سبيل الحصر الاحتلال المغولي للعراق فضلاً على مادة الفكرالاسلامي التي تسمح للطلاب أن يحتضن لما يدور حوله من مشكلات أثنية وطائفية .
ج. لعل من المفيد جداً أن لا تكون دراسة التاريخ سرد فقط ، و انما تحليل و استنباط و نظرة علمية للمستقبل ، حيث ذكر الباحث من وجهة نظره أن معظم دراسات التاريخ سردية من دون تحليل و استفادة من دراسة التاريخ و هذا يعني ضروري مراجعة المناهج التاريخية و الاستفادة من قرائتها للمستقبل و الاجيال القادمة و تثبيت ذلك في محور الاستنتاجات و التوصيات .
د. يجب أن لاتكون مناهج التاريخ مرتبطة بالحالة السياسية للبلد ، و أنما تذكر بموضوعية للحقائق التاريخية وبما يستفاد منها في الدراسة و استخلاص العبر ، اي الابتعاد عن العاطفة في ذكر الاحداث ، و الاهتمام بالموضوعية عند دراسة التاريخ ، و لهذا يجب ان نتخلص من لعنة التاريخ و ان يكون تاريخنا حافزاً لنبني المستقبل لا أن يكون العكس .
ه. من الضروري أن نستقرأ التاريخ جيداً ، وأن نبني جيلاً يفهم التاريخ جيداً ، و يبدأ ذلك بمناهج مناسبة و أساتذة اكفاء في إيصال المادة التاريخية بموضوعية. وهذا يعني أنه يجب متابعة أساتذة الجامعات في مسألة التغيير الحضاري لفهم التاريخ وحثهم على العمل بأيجابية في هذا التوجه .فأغلب المناهج هي مناهج تقليدية لاتطرح فكرة جديدة تنسجم مع الواقع التأريخي الحالي وبذلك تكون إسهامة فاعلة في حل الكثير من الاشكالات المجتمعيةالتي أفرزها الاحتلال .
و. هناك كثير من الاحداث التأريخية من دون أن يتنبه لها المؤرخون ؟ هل هي صحيحة أم مخالفة للواقع ، و لذلك يجب مراجعة التاريخ و التأكد من الحقائق من دون نقل الآراء التي لا تمت للواقع بصلة ، واقترح الباحث على وزارة التعليم العالي و البحث العلمي أن تشكل لجان عليا من أساتذة مختصين لمراجعة مفردات دراسة التاريخ ، و إستحداث مناهج تاريخية ذات هدف بناء ، و استحداث مفردات جديدة و هذا كله بحاجة الى دراسة شاملة لمفردات دراسة التاريخ في الجامعات العراقية. ويجب التأكيد في المناهج الدراسية على العبر والدروس المتوخاة من دراسة الاحداث التأريخية وان توظف بشكل ايجابي في تجاوز الكثير من المعضلات التاريخية التي نعيشها اليوم .
ر. يجب أن لا يثير التاريخ الكراهية للآخرين و يتسبب في إثارة المشاكل ، أو يجدد مشاكل كانت قديمة كالطائفية أو العرقية أو العشائرية . وعلى مؤلفي الدراسات التاريخية ان ينتبهوا جيدا لما يكتبون ، لأن الذي يكتبوه له تأثير سلبي أو ايجابي على الأجيال القادمة ، وهذه مهمة تأريخية للأساتذة المختصين ليكتبوا بموضوعية ولأجل البناء لا ان تكون كتاباتهم معاول لهدم المجتمع والوطن على مدى العقود التالية .
ز. تفعيل مناهج البحث التاريخي في الدراسة الاولية بما يضمن لنا تأهيل العديد من الطلاب الى الدراسات العليا بمستوى لائق يسمح لهم بمواصلة الدراسة .
س. ان دراسة تاريخ المغرب و الاندلس هو جزء لايتجزأ من دراسة الحضارة العربية الاسلامية فلا يمكن أن ندرس هذا المنهج على سعته المكانية أو الزمانية خلال مرحلة دراسية واحدة . و انما يجب ان يفصل تاريخ المغرب عن تاريخ الاندلس و يدرس كل جزء في مرحلة دراسية كأن تكون المرحلة الثانية و المرحلة الرابعة بما ينسجم مع التاريخ الاسلامي .
ش. لا توجد مناهج دراسية تسلط الضوء على شعب تعرض للاضطهاد و عانى الامرين في سبيل الحفاظ على الاسلام و هو الشعب المونتسيكي الذي تعرض للاضطهاد من قبل الاسبان لأكثر من ثلاثة قرون من الزمان بعد ان سقطت الحواضر الاسلامية في الاندلس لا سيما اذ ما علمنا ان هذا الشعب كان يمثل صوراً مشرقة في الحضارة العربية الاسلامية التي اثرت على مختلف بقاع المعمورة و لا سيما أوروبا لذلك لابد من وجود منهج في الدراسات الاولية يمكن أن نسميه دراسات مونتسكية . وهذا اقل ما يمكن ان نقدمه لهذا الشعب لرد الجميل . مع العلم أن الاحصائيات تشير إلى أن اعداد المونتسكيين في العالم الان ثلاثون مليوناً هاجروا و هم يطالبون اسبانيا بالاعتذار و السماح لهم بالعودة كما فعلت مع اليهود .أو دراسة تاريخ الامازيغ في شمال افريقيا وتسليط الاضواء عليهم في مختلف الجوانب.
هذه ملاحظات عامة على مناهج التاريخ التي تدرس في الجامعات العراقية واوصى الباحث وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تشكيل لجنة عليا لتطوير مفردات الدراسات الاولية لأقسام التاريخ في الجامعات العراقية على وفق التطور العالمي وبما يخدم البناء والاستقرار وبما يخدم اجيالنا القادمة .
8- د. محمود القيسي / كلية الاداب/ جامعة بغداد/ قسم التاريخ
اشكالية القطيعة مع الماضي، محاولة للتأصيل
بيّن الباحث أن من أكثر المشكلات التي تعاني منها تواريخ الشعوب التي تشهد تحولات مفصلية والانتقال من الأنظمة الشمولية إلى الديمقراطية هي ظاهرة (القطيعة)، والمقصود بها الفصل بين مرحلتين تاريخيتين أو محو إحدى المراحل التاريخية من الذاكرة الجمعية. وهذه واحدة من المشكلات التي تعاني منها المناهج الدراسية في دول متعددة ومنها: فرنسا قبل الثورة الفرنسية عام 1789 وما بعدها ، أو ما أطلق عليه النظام القديم والنظام الجديد ، والمانيا قبل العهد النازي وما بعده ، وكوريا ما قبل الاحتلال الياباني وما بعده ، والصين ما قبل العهد الشيوعي في عام 1949 وما بعده، والعراق ما قبل العهد الجمهوري في عام 1958 وما بعده ، أو العهود الجمهورية الثلاثة : القاسمي والعارفي والبعثي، أو ما قبل عام 2003 وما بعده. إلى جانب إشكاليات القطيعة في التاريخ القديم والإسلامي والحديث للعراق ، على سبيل المثال إشكاليات تفسير التاريخ الإسلامي: السقيفة، العهد الراشدي ، وإشكاليات التأريخين الأموي والعباسي ، التي مازالت تشكل هاجساً يؤرق السياسيين والنخب العراقية ويطل برأسه في كل مشكلة تعاني منها الدولة العراقية المعاصرة . إلى جانب إشكالية مفهوم العراق بالنسبة للنخب السياسية الكردية وطريقة التعاطي معه ومع تاريخه المديد. وهي إشكاليات معقدة تعاني منها الأمم والشعوب ،وقد أفردت لها مؤتمرات ومنتديات وورش ولجان علمية وسياسية في محاولة للوصول إلى نتائج تحاول أن تردم هوة الشرخ الاجتماعي والسياسي والفكري. وقد نجحت أمم معينة فيما فشلت أمم أخرى.
9- أ.م.د. مفيد كاصد الزيدي/ مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية/ جامعة بغداد
المنهجية التاريخية: مراجعة علمية ومقترحات موضوعية
وضحّ الباحث أن منهج البحث التاريخي يعدّ ركيزة اساس في كتابة علم التاريخ لا يمكن تجاهلها في عملية تدوين التاريخ من حيث الاهتمام بخطوات يتم فيها وضع التاريخ في مساره العلمي من خلال دراسة منهجية تبدأ من اختيار الموضوع الى جمع المادة وتصنيفها ونقدها وصولا الى الاستنتاجات التأريخية التي تقدم التاريخ على انه علم الموعظة والدروس المستفادة والذاكرة التاريخية والانسانية الحية من خلال فهم التاريخ فهما صحيحا.
بعدها ذكر الباحث ان هناك كثيراً من الرسائل الجامعية الاكاديمية المتميزة في الجامعات العراقية بحيث تركت بصمتها في المدرسة العراقية وتحولت الى كتب منشورة في بغداد وبيروت وعمان والقاهرة اختصت بجوانب التاريخ الحديث والمعاصر المحلية والاقليمية والدولية في حين كانت قبل عقود من الزمن مسألة الاقبال على دراسة التاريخ المعاصر صعبة بحكم عدم توافر الوثائق الكافية العراقية والاجنبية.
ثم تناول حاجتنا الى موضوعات للدراسات التي الجامعية تحتوي الجديد من الافكار والمبتكر والمعالجات والمبدع من التحليلات بعيداً عن التدوين والنقل وتذييل الهوامش من دون وعي وادراك حقيقي.
10- أ.د. عماد نعمة العبادي/ رئيس قسم التاريخ/ كلية التربية الاساسية/ الجامعة المستنصرية
نحو رؤية موضوعية لمناهج التاريخ في الجامعات العراقية
بيّن الباحث أنه من الضروري وضع اطار عام لمشروع تحديث المناهج وتحديد الزوايا والاهداف والمخرجات لاقسام التاريخ في الجامعات العراقية بمختلف كلياتها مع مراعاة خصوصية ومخرجات كل كلية. ويجب الاخذ بعين الاهتمام تغيير بعض المقررات والمفردات المعتمدة حالياً واستبعاد الافكار الايديولوجية بمختلف اشكالها وان تكون المناهج ومفرداتها ذات طابع علمي يقترب كثيراً من الحقيقة التأريخية منه الى التأويل ، ومن الضروري الاطلاع على المناهج والمواد المقررة في اقسام التاريخ المماثلة في كليات الدول العربية المجاورة وحتى الدول المتقدمة لغرض الاستفادة من تجاربهم، كما يجب مراجعة الكتب المنهجية ومفرداتها المعتمدة حالياً من قبل خبراء متخصصين بعد دراستها ومراجعتها والتأكيد على عدم تكرار المناهج الدراسية ومفرداتها ومراعاة تسلسلها الزمني وأن يعهد تدريسها من قبل اساتذة متخصصين.
ثم ذكر الباحث مقارنة بين المناهج المصرية والعراقية في المناهج المدرسية الاولية أثارت انتباهه في ان المناهج المصرية تؤكد على حب الوطن وفي المقابل لا يذكر العراق مثل هكذا اوصاف في المناهج المدرسية
واخيراً اقترح الباحث انه يمكن الاستعانة بالتقنيات الحديثة في تدريس التاريخ واستخدام التكنولوجيا كشبكة المعلومات الدولية وعرض الافلام الوثائقية واستخدام السبورات الذكية وربط المادة النظرية في الكتب المنهجية.
11- أ.د. علاء فاضل احمد العامري/ كلية التربية المفتوحة / وزارة التربية
ما هو العراق ومن هم العراقيون؟ مسح تأريخي ورؤية نقدية (1921 - 2003)
كان هذا السؤالان عنوان بحث الباحث علاء فاضل إذ حاول الاجابة عنها : ما هو العراق ومن هم العراقيون؟ انه من خلال نظرة الدكتور علاء فاضل سؤالان تبدو الاجابة عنهما يسيرة في الوهلة الاولى لكن منذ قيام الدولة العراقية الحديثة عام 1921 مرا بتحولات كبيرة، لانهما ببساطة كانا وما زالا يأخذان طابعاً وايديولوجية او الاتجاه السياسي للسلطة الحاكمة، وهو ما أسهم بدوره في تشويش تشكيل الهوية العراقية الجامعة لابناء بلاد ما بين النهرين.
بغض النظر عن الميول والاتجاهات السياسية التي تأثر بها النظام التعليمي والمناهج العراقية ومن المنصف القول بانه كان هناك عقليات وشخصيات فذة اسهمت بتحقيق انجازات كبيرة وإرساء قواعد نظام تعليمي يمتلك العديد من عناصر القوة ، لكن يمكن القول أيضاً انه على الرغم من تلك النجاحات فشل النظام التعليمي في تحديد الاطار الواقعي للامة العراقية وتحديد الهوية النابعة من الارض والاطار الجغرافي
12- أ.د. قاسم شعيب السلطاني/ كلية العلوم السياسية/ جامعة النهرين
إشكالية العقيدة التعليمية في العراق بعد عام 2003
تناول الباحث في ثنايا بحثه عن موضوع السياسة التعليمية في العراق بنظرة بانورامية ابتداءً من عام 1921 وحتى الوقت الحاضر، ثم حاول الاجابة عن تساؤل مهم عن طبيعة الفلسفة التعليمية بعد التحول الديمقراطي الذي شهده العراق عام 2003 وبيان كيفية الاستفادة من الافكار الواردة في الدستور العراقي والقوانين الصادرة من وزارة التعليم العالي ووزارة التربية لصياغة مفهوم تربوي عراقي يخدم المشروع الديمقراطي.
|