المؤرخ صالح العابد..منهجيته واسهاماته الاكاديمية والانسانية
2012-09-18
انطلاقاً من اهتمام بيت الحكمة بدراسة وتكريم علماء وأعلام الفكروالتاريخ في العراق تم إعداد وتنظيم الندوة الموسومة اعلاه لتوثيق علم من اعلام مؤرخي العراق، وفي نية القسم الاستمرار بهذا المشروع لاهميته الحيوية والاكاديمية والعلمية
ندوة قسم الدراسات التاريخية/بيت الحكمة الموسومة
:(المؤرخ صالح العابد..منهجيته واسهاماته الاكاديمية والانسانية)
التي عُقدت في 17/9/2012بالتعاون مع قسم التاريخ في كلية الاداب/جامعة بغداد
مقرر الندوة:م.م.محمد جبارالجمّال
انطلاقاً من اهتمام بيت الحكمة بدراسة وتكريم علماء وأعلام الفكروالتاريخ في العراق تم إعداد وتنظيم الندوة الموسومة اعلاه لتوثيق علم من اعلام مؤرخي العراق، وفي نية القسم الاستمرار بهذا المشروع لاهميته الحيوية والاكاديمية والعلمية، وتم اختيار المرحوم أ.د.صالح العابد عرفاناً بدوره العلمي واسهاماته الاكاديمية التي قدمها طوال حياته.
في البداية تقدم أ.د.محمود عبد الواحد محمود القيسي رئيس قسم التاريخ/كلية الاداب بتقديم كلمة تعريفية باهداف الندوة المتوخاة وامله باستمرار هكذا ندوات مهمة، وشكر بيت الحكمة ممثلاً بقسم الدراسات التاريخية لريادته العلمية ومبادراته في حقل دراسات التوثيق التاريخي، وشكر الحاضرين لاهتماهم بهذه الندوة وبذلهم الجهود لحضورها.
ابتدأت الجلسة العلمية الاولى برئاسة(أ.د.صادق حسن عبدالله السوداني)الذي استهل كلامه بالثناء على موضوع الندوة، وطلب من الحاضرين قراءة سورة الفاتحة لروح المرحوم المؤرخ صالح العابد ثم تفضل مشكوراً بتعريف الحاضرين بحيثيات الندوة المؤلفة من جلستين.
استهل الباحث الاول أ.د.غانم رميض العجيلي بحثه الموسوم(صالح العابد وتاريخ الخليج العربي)باعطائه صورة تعريفية لملامح شخصية صالح العابد وبعض صفاته المنهجية من خلال استذكاره لانطباعاته الشخصية عنه اثناء دراسته الاكاديمية تحت اشرافه في مرحلة الدكتوراه، لاسيما جديته وصرامته في التعامل مع المصادر التاريخية ،التي يستعين بها الطالب اثناء شروعه بمرحلة الكتابة التاريخية.ثم عطف إلى توضيح اسهامات المؤرخ العابد في حقل دراسات الخليج للتاريخ الحديث، بعرض موجز ومكثف لاعماله البحثية ودراساته التاريخية والتي قدم فيها ابرز كتبه في هذا المجال(دورالقواسم في الخليج العربي1747_1820)و(موقف بريطانيا من النشاط الفرنسي في الخليج العربي1798_1800)وهما رسالته للماجستير(1974) واطروحته للدكتوراه (1978)على التوالي.واصفاً الثاني بالخالد، وانه لايحق لاحد ان يكتب عن القواسم بعده حسب رأيه.ووصف (د.العجيلي) العابد بالمؤرخ العالمي وانه يرتقي إلى مستوى المؤرخ(جون كيلي) حسب رأيه.
ثم تفضل الباحث(أ.د.محمود عبد الواحد القيسي)بألقاء بحثه المعنون(صالح العابد والتاريخ العثماني)الذي استهله بعرض تاريخي سريع للمحطات الاجتماعية وقنوات النمو الفكري والشخصي للعابد،مشيراً إلى ابرز صفاته المنهجية والاكاديمية والموقف الفكري والمنهجي الذي تبناه العابد خلال حياته.وقد وصف العابد بانه من المتأثرين أو القريبين من المدرسة التاريخية الانكليزية لاسيما فيما يخص في طريقة واسلوب التعامل مع النص التاريخي.
بعد ذلك قدم الباحث(د.نذير جبار حسين) بحثه القيم الموسوم(صالح العابد وتاريخ الجزيرة العربية)باستهلاله في المدح والاشادة المؤثرة بشخص العابد الانسان والمؤرخ والاستاذ،بعبرات فياضة وشجون اصيلة،وهو يستذكر مواقف المرحوم العابد معه الشهمة والطيبة لاسيما حينما احتضنه ورعاه .
انتهت اعمال ووقائع الجلسة العلمية الاولى لتبدأ المناقشات والمداخلات والتي شارك بها كل من(د.ابرهيم العبيدي،د.عبدالله شاتي،د.جعفر حميدي،د.ليث العبيدي)والذين أكدوا على الاخلاقية العالية التي اتسم بها المرحوم العابد ومواقفه الانسانية معهم ،مشيدين بهكذا مواضيع مهمة ومقترحين الاستمرار بها. وقد اقترح د.جعفر حميدي اقامة ملتقى ثقافي للمؤرخين، وقد ايده بحماس د.محمود القيسي الذي اكد إلى الحاجة لتتبع اجيال المؤرخين العراقيين وتوثيق اعمالهم وانجازاتهم واقامة برنامج سنوي لعدد معين من الرواد من الجيل الثاني من المؤرخين العراقيين.
بدأت اعمال الجلسة العلمية الثانية برئاسة(أ.د.هاشم صالح مهدي التكريتي)الذي استهلها بالتأكيد على اهمية موضوع الندوة.مبيناً صفات العابد المنهجية والعلمية والانسانية،من خلال مزاملته معه منذ العام 1953 عندما درسا معاً في دار المعلمين العالية والتي كانت رمزاً من رموز التاريخ العراقي. مستذكراً مثابرته وجديته حتى تخرجهما معاً سنة 1957 حيث عملا في المدرسة الغربية في باب المعظم،التي كان لايعين فيها الا الاوائل.وقد حرص د.هاشم التكريتي على الاستشهاد ببعض المواقف التي أكدت على نزاهة العابد وسلامة سريرته وسماحة قلبه وبمشاعر رقيقة ومخلصة ومؤثرة للحاضرين.
كان أول الباحثين بهذه الجلسة(أ.د,ابراهيم خلف العبيدي)استاذ التاريخ المعاصر في كلية الاداب/جامعة بغداد،الذي عطر اسماع الحاضرين بآيات من الذكر الحكيم.مستذكراً الفقدان الاليم للمرحوم العابد الذي صدم قسم التاريخ،مشيداً بموسوعيته التاريخية والثقافية واخلاصه في نشر المعرفة التاريخية منذ سنة(1959) السنة التي شهدت تتلمذه على يد العابد في مدرسة حديثة، وخلال تواصله معه في مرحلة دراسة الدكتوراه حيث زامله هذه المرة،وكذلك حينما عملا معاً في القسم عندما كان د.ابراهيم رئيس قسم التاريخ/كلية الاداب/جامعة بغداد،مشيداً بنشاطه وافكاره الساعية انذاك لتطوير القسم المذكور،مؤكداً على صبره وقدرته في تحمل مشاق العمل فهو ممن يوصف بانه(من الذين يُحيون الحياة ).
اما بحث (د.عدنان هرير)فقد تضمن معلومات فريدة ومثيرة للجدل،فعلاوة على تتبعه لاصول العابد العائلية ومراجعه المهنية والعلمية والاكاديمية.فقد اثار جدلاً غير قليل لاسيما فيما يخص احداث ومدة اعتقاله في الستينييات،وكذلك الذكريات الخاصة بالجانب الرومانسي من المرحوم واصول تأثر العابد بالرعيل الاول من المؤرخين العراقيين، فقد اوضح د.عدنان هرير بان المؤرخ(د.زكي صالح)كان من اكثر من تأثر بهم العابد،منهجياً وفكرياً،وقد قدم حقائق مهمة وقيمة لابرز الضوابط والاصول المنهجية التي تحلى بها العابد التي نبعت اساساً من د.زكي صالح وهي(وضع كل الحقائق امام القارىء،وعدم التأثر بالميول،وكذلك الاهتمام بالاسلوب والقدرة على توليف الحبكة التاريخية،وان الكلمة مسؤولية،وان البحث لايكتمل الا بعد قناعة تامة،والعلمية المجردة والابتعاد عن الاحكام الجاهزة،والتحلي بالشخصية القوية)وقد اكد د.عدنان هرير ان ما ورد هو ماكتبه العابد بنفسه عن تأثره ب د.زكي صالح.
ثم تداخل د.هاشم بمعلومة مثيرة اخرى عندما نوه للحاضرين عن محاولات العابد الالتحاق باحدى البعثات العلمية إلى الخارج وحينما حصل عليها سنة 1960 تنازل عنها أي تنازل عن مقعده الدراسي ذاك لاحد زملائه الموجودين في الحياة الان وحينما طلب منه(أي من د. هاشم) الحضورتعريفهم به رفض ذلك باصرار؟ .
بعد ذلك أبتدأت المناقشات والمداخلات من الاساتذة والحضور والتي شارك بها كل من د.صادق السوداني،د.نذيرالهنداوي ود.حمدان الكبيسي فضلاً عن د.مرتضى.
غير ان ابرز تلك المشاركات أو المداخلات كانت ل أ.د.صادق حسن السوداني الذي هاجم د.عدنان هرير مُشكلاً عليه وصفه غير الموفق لاحداث عام1963 ب "الثورة"؟الذي يُعّد انقلاباً دموياً بامتياز.
وتألم د.نذير وهو يستذكر بان راتب تقاعد العابد لايزيد عن مائتان وخمسون ألف دينار متسائلاً أهذا هو تقييم العابد؟؟
التوصيات:
1.طبع البحوث المشاركة في كتاب مستقل لكي يستفاد منه اكثر عدد من الباحثين والطلبة،وذلك لاهميته العلمية ولكونه يشكل استهلالاً لمشروع توثيق جهود واعمال اعلام التاريخ في الجامعات العراقية.
2.الاستمرار في عقد مثل هكذا ندوات والتوسع فيها إلى ملتقيات او مؤتمرات عن المؤرخين العراقيين.
3.انطلاقاً من اهتمام بيت الحكمة في تكريم العلماء والمؤرخين العراقيين ضرورة استحداث جائزة خاصة بالمؤرخ العراقي يمكن ان تسمى ب(جائزة الحكمة)وهو ابسط تقدير اعتباري ومعنوي لمؤرخي العراق الكبار.
4.الشروع في وضع موسوعة عن المؤرخين العراقيين منذ القدم حتى الوقت الحاضر.ويتولى بيت الحكمة انجاز هذا المشروع بالتعاون مع الجامعات ومراكز الابحاث العراقية.
5.ضرورة إعداد دراسة تقوم بتتبع اجيال المؤرخين العراقيين في القرن العشرين والحالي وتبيان مديات نشأة منهجية تاريخية عراقية خلال تلك الحقب أومدى صحة ما يطلق عليه ب"المدرسة التاريخية العراقية".على ان تقوم لجنة مشتركة من الباحثين العراقيين من اصحاب الخبرة والباحثين الشباب الكفوئين في انجاز العمل المذكور.
|