تقرير ندوة :إشكالية التحديث والعشائرية في العراق الحديث والمعاصر: مشكلة بناء الدولة
2014-05-29
بحضور عدد من الأساتذة والباحثين والمثقفين والطلبة الجامعيين ،عقد بيت الحكمة / قسم الدراسات التاريخية ندوة علمية بعنوان
((إشكالية التحديث والعشائرية في العراق الحديث والمعاصر: مشكلة بناء الدولة))
إشكالية التحديث والعشائرية في العراق الحديث والمعاصر: مشكلة بناء الدولة
بحضور عدد من الأساتذة والباحثين والمثقفين والطلبة الجامعيين ،عقد بيت الحكمة / قسم الدراسات التاريخية ندوة علمية بعنوان
((إشكالية التحديث والعشائرية في العراق الحديث والمعاصر: مشكلة بناء الدولة))
وذلك في صبيحة يوم الاربعاء الموافق28/5/2014 الساعة : العاشرة صباحاً على قاعة الدكتورة آمال شلاش في بيت الحكمة .
* افتتحت الجلسة برئاسة الاستاذ الدكتور محمود عبد الواحد محمود/ كلية الاداب/ جامعة بغداد وكان في مقرريتها المساعد المدرس محمد جبار الجّمال / مقرر قسم الدراسات التاريخية
بين رئيس الجلسة أهمية اختيار موضوع الندوة كون العشائر والقبائل العراقية لها دور في تشكيل الدولة، وان العراق من الدول التي تشكل فيها العشائر والقبائل البنى التحتية منذ اقدم العصور، وحاز هذا الموضوع على اهتمام الكثير من الباحثين والمؤسسات العلمية والاكاديمية والبحثية، اذ يعد الدكتور الراحل علي الوردي اول من كتب عن هذا الموضوع، وان ابن خلدون اهتم بالعصر العثماني لما له من اهمية في تاريخ العراق .
البحوث المشاركة :-
البحث الأول :- ((إشكالية التحديث والعشائرية في العراق الحديث والمعاصر: مشكلة بناء الدولة/ الحقبة العثمانية)) للباحث الاستاذ الدكتور جميل موسى نجار / عميد كلية التربية الاساسية/ الجامعة المستنصرية
تحدث الباحث عن المشكلة التي تخص تقاطع التحديث مع العشائر التي كانت منذ القدم ولاتزال قائمة، كما بين ان هذه المشكلة قبل ان تقام الدولة العراقية الحديثة اذ تناول هذه البنية التي قامت عليها الدولة العراقية ، والتي كانت هشه في حينها .
ان الدولة العراقية التي بنيت بعد نهاية الحرب العالمية الاولى كانت تفتقر الى اسس تكوين الدولة وتقاطع الفكر العشائري مع مفهوم الدولة اليوم حيث ينازع في الكثير من سلطاتها ويؤخر بناء الدولة وذلك لاسباب عدة هي (الارث الطويل للحكم العثماني ، عدم وجود تجانس اجتماعي بين الولايات الثلاث التي كانت في العراق وهي ولاية بغداد والبصرة والموصل، كذلك وجود تنافر بين سكان الريف والمدن حيث ان سكان المدن في 1915 يبلغ 27% اضافة الى ثقافة البداوة التي كانت سائدة في حينها. ان العراق بحدوده هو عثماني ثم بريطاني).
البحث الثاني :- ((إشكالية التحديث والعشائرية في العراق الحديث والمعاصر: مشكلة بناء الدولة/ الحقبة المعاصرة) للباحث حميد ياسين ناصر / معهد البحوث الاجتماعية – باريس والمعهد الفرنسي-بغداد
تساءل الباحث عن سبب ديمومة العشيرة الى يومنا الحالي على الرغم من مرور اكثر من عشرين سنة على سقوط النظام السوفيتي وانتشار العولمة حيث ان متطلبات التطور متواجدة في الدول المتقدمة والدول النامية على حد سواء.
ويعود السبب الى استمرار العشيرة هو الدولة التي عملت على اعادة انتاجها، اذ بدأت الدولة باللجوء الى العشيرة لتقاسم السلطات معها بسبب وجود اثنية قوية، والدولة لا تريد الغاء او نفي هذه الاثنية والتي تأتي من الانتماءات للمنطقة مثل الاكراد.
كما ان هناك عصبيات مناطيقية تعود للمناطق التي يسكنها الناس حيث عملت على اعادة هيكلة العشرية حسب المكان او المنطقة او المحافظة، وفي بعض الاحيان يفضل الشخص الانتماء المناطقي على الانتماء الاثني وظهرت فئوية جديدة وهذا ما جعل الدولة تدفع لتشجيع الانتماء المناطقي على الانتماء العشائري او الاثني.
وان الدولة تعمل دائما على اعادة تشكيل ديموغرافية المنطقة وتستخدم العشائر في ذلك ولم تكن الدولة اداة في يد العشائر والعكس هو الصحيح.
وفي ختام الجلسة فتح المجال امام الحاضرين للمناقشات والتعقيبات وجاء فيها :-
·للاستاذ الدكتور فلاح الاسدي / رئيس جامعة النهرين ، جاء في مداخلته ما يأتي:-
·اشكالية التحديث والعشائرية في العراق تعود الى الهويات وهي تحتاج الى دراسة وان العراق ليس الدولة الوحيدة التي كانت تحت الحكم العثماني، ولماذا ظهرت الدولة التركية التي هي بعمق الدولة العراقية؟ ولماذا لم تظهر في العرق؟
·نحن نتحدث عن ظاهرة وليس عن اسباب
·هل هناك تحديث؟ هل العشرية حافظت على قواها ، هذه مسألة نسبية
·ولابد من دراسة دور الدولة في بناء الدولة.
·مداخلة الاستاذ الدكتور محمود علي الداود/ مشرف قسم الدراسات السياسية في بيت الحكمة بين فيها :-
·ان الدولة العثمانية لم تكن دولة ضعيفة خصوصا في بدايتها وفي وسطها، وكيف كانت هذه الدولة وهي اكبر دولة اسلامية بعد الدولة العباسية، بالنسبة لهذه المنطقة ومنها العراق.
·كما بين ان تأسيس الدولة العراقية جاء من ثلاث عوامل ليس فقط من الانكليز، بل هو تسويات ما بعد الحرب والتي شملت العديد من دول البلقان وغيرها، ونلاحظ ان العراق عندما تأسس عام 1921، كان الفكر القومي العربي والوحدة العربية كانت موجودة عام 1919 في المؤتمر التأسيسي الاول في باريس من خلال كل مخاطبات الشريف حسين التي تشير الى استقلال العراق.
·واشار الى سؤال د. فلاح الاسدي الى ان سبب قيام الدولة التركية وعدم قيامها في العراق الى وجود قائد وطني في تركيا هو مصطفى كمال اتاتورك الذي اسس الدولة التركية.
·وبين ما يجب التركيز عليه الان هو تأسيس الدولة وان تكون العشيرة عامل قوة.
·مداخلة الدكتور احسان الامين/ رئيس مجلس امناء بيت الحكمة وجاء فيها :-
·هناك اشكالية مهمة وهي وجود تعارض بين الدولة والعشيرة ، بل ان هناك اعتزاز بالانتماء لطبقته بين وطنيته وهو موجود منذ القدم وهي موجودة في اغلب الدول، واقترح دراسة دولة سويسرا كانموذج لوجود فدرالية فيها بسبب انتماءاتهم المختلفة.
·كما اشار انه حتى في الانتخابات الامريكية الاخيرة كان هناك تحيز للانتماء وللاصول سواء كانت اصول ايطالية او عربية او غيرها.
·كما بين ان القضية ليست قضية تناقض وجود او طريقة التعبير عنها ولكن بطريقة التعبير السلمية او الديمقراطية
·وكذلك استمرار حالة العصبية البدوية في المجتمعات الحديثة سببت مشكلة كبيرة بسبب عيش البعض في المدن اذ مازالوا بطريقة التفكير البدوي مما شكل عصبية جديدة حيث لم يستطع التواصل في المجتمع الحديث، وقد اعطى لقيمه القديمة قيمة مضاعفة، وان الكثير من الجماعات المسلحة تميزت بالعنف والارهاب بسبب هذه القيم الحديثة.
مداخلة د. مزهر الخفاجي
·توصيف اجرائي ان الباحث دافع عن دور العشائر في تطور الدولة
·يعترض مع د. النجار ان الدولة ليست دولة مبتكرة وان اول دولة كانت في الوركاء في العراق، وان اول دولة غير اسلامية في زمن حمورابي في العراق.
·تحدث الباحث د. جميل موسى النجار عن الدولة واغفل المرجعيات ودورها في تأسيس الدولة.
·الدكتور محمود صالح الكروي/ كلية الطب/ جامعة بغداد ، اشار الى ان العراق من الدول المؤسسة لهيئة الامم المتحدة ولولا ان العراق لم يكن يملك مؤهلات الدولة لما كان من مؤسسي هذه الهيئة.
·الدكتور صبري فالح مزبان/ كلية التربية/ الجامعة المستنصرية ، معقباً على المسألة التي اشار لها الدكتور جميل بخصوص قيام الدولة في العراق، ان للاحتلال دورها في تشكيل قانون مجالس العشائر ، كما ان للعامل الجغرافي دوراً مؤثراً في تأسيس الدولة.
·الدكتور نجاح هادي كبة/ استاذ لغة عربية ، بينَ ان العشائرية ليست سبة في المجتمع ، والتجربة الاسلامية دليل على ذلك اذ ان الاسلام وحد العشائر تحت راية الاسلام، وان العشائر كانت تتعاون فيما بينها، كما تعاون السنة مع الشيعة في محاربة الانكليز،كما ان العشائر العراقية قد ساهمت في بناء المواطنة.
·الدكتور صبحي ناظم توفيق/ لواء متقاعد ، اشار في مداخلته انه عندما كانت الدولة العثمانية التي كما وصفتموها انها كانت من دون دستور وقوانين ، مقارنة بعدد الدول في حينها كانت تمتلك دساتير او قوانين .
وفي نهاية الجلسة اثنى رئيس الجلسة الاستاذ الدكتور محمود عبد الواحد محمود على دور بيت الحكمة في رفده للعلم والعلماء خدمةً لبلدنا العزيز .
كتابة التقرير : يسرى اسامة شكري
الصياغة الخبرية : ماجد ساجد
التصحيح اللغوي :علي حسين
الاخراج الفني : م.حسام خليل
|