المنظمات الارهابية في العراق – قراءات تاريخية ومستقبلية
2014-10-30
بحضور الأستاذ عدي خير الله سفير جمهورية العراق في دولة الجزائر والاستاذ الدكتور احسان الامين رئيس مجلس امناء بيت الحكمة والاستاذ الدكتور محمد جواد الطريحي عميد كلية العلوم الاسلامية/جامعة بغداد والدكتور اسماعيل طه الجابري
بحضور الأستاذ عدي خير الله سفير جمهورية العراق في دولة الجزائر والاستاذ الدكتور احسان الامين رئيس مجلس امناء بيت الحكمة والاستاذ الدكتور محمد جواد الطريحي عميد كلية العلوم الاسلامية/جامعة بغداد والدكتور اسماعيل طه الجابري رئيس قسم الدراسات التاريخية في بيت الحكمة وعدد من الأساتذة والباحثين والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين عقد قسم الدراسات التاريخية في بيت الحكمة ورشة عمل بعنوان ((المنظمات الارهابية في العراق – قراءات تأريخية ومستقبلية)). صبيحة يوم الخميس الموافق 30/10/2014 الساعة العاشرة صباحاً في قاعة الحمراء / فندق المنصور.
برئاسة الاستاذ الدكتور عامر حسن فياض عميد كلية العلوم السياسية / جامعة النهرين، وبمقررية المدرس المساعد بلال كاظم الجوادي مقرر قسم الدراسات الاقتصادية.
تضمنت الندوة محاور عدة منها:
·المحور السياسي
العراق وتنظيم (الدولة الا إسلامية)
للباحث الاستاذ الدكتور فكرت نامق فتاح /كلية العلوم السياسية/ جامعة النهرين
بيّن الباحث إن ظاهرة الإرهاب من أخطر الظواهر التي تواجه المجتمع الدولي اليوم، وتتضح خطورة هذه الظاهرة في عدد ضحايا الارهاب وفي الخسارة المادية الناجمة عنه.
حيث ظهر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) للمرة الاولى في نيسان عام 2013 بعد اندماج تنظيم دولة العراق الاسلامية التابع للقاعدة وتنظيم جبهة النصرة السورية، وبدأ نشاطهم في سوريا وفي تطور مفاجئ في عام 2014 استطاع التنظيم من السيطرة على مدينة الموصل والرمادي ووسع التنظيم سيطرته الى محافظة صلاح الدين ومحافظة ديالى ومحافظة الانبار في محاولة منه للوصول الى بغداد.
إنّ أهم مصادر التمويل المادية للتنظيم هي الافراد والمنظمات الداعمة بالمال والمصدر الثاني هو النفط وبالاخص بعد استحواذه السيطرة على الموصل ومناطق عدة في شرق سوريا، إما المصدر الثالث فهو سرقة المصارف الحكومية عند دخوله الى المدن العراقية فضلاً على استيلائه على الاسلحة والمعدات في المناطق التي استولى عليها في سوريا والعراق.
لقد كان من أهم الاسباب التي أدّت الى توسع خطر الجماعات الارهابية في العراق هو عدم اكتمال جاهزية الجيش العراقي، فضلاً على العوامل الداخلية الاخرى التي أدّت الى اتساع قدرة تنظيم (داعش) وايجاد حواضن له احدها الاحتجاجات التي بدأت في المحافظات الغربية العراقية التي كانت في بدايتها سلمية.
·المحور الاستراتيجي
(المنظمات الإرهابية وأثرها في الأمن الوطني ((حالة داعش أنموذجاً)) دراسة في اتجاهات مكافحة الارهاب)
للباحث الدكتور حسين علاوي خليفة /كلية العلوم السياسية / جامعة النهرين
وضح الباحث ان الارهاب ليس وليداً ولكنه موجود في المنطقة ويتحرك منذ عام 2003، حيث بدأ يتحرك بصورة كبيرة داخل العراق وكان يستهدف المواطنين ومؤسسات السلطة والشخصيات السياسية، وفي عام 2011 ظهرت خريطة جديدة لتقسيم الدول تشمل العراق والسعودية ويستخدم الهويات الفرعية لاعادة دمج جديدة لتشكيل دولة جديدة.
لابد من دراسة البعد الامني لمكافحة المنظمات الارهابية في العراق وفي مقدمتها خطر ادارة التوحش لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) كون ان الزمن والبيئة والعالم لا يتحمل الخرافات الفكرية القائمة على الدم، بعدها بيّن الباحث ان تلاقي مصالح الاضداد من الدول الاقليمية المحيطة بالعراق مع اهداف داعش الارهابية كانت سبباً في توسعته وانتشاره.
·المحور الديني
(المبادئ الانسانية في الشريعة الاسلامية ومواجهة الارهاب الفكري)
للباحث المدرس المساعد الشيخ عماد موسى الكاظمي /العتبة الكاظمية المقدسة
بيّن الشيخ ان الحديث عن الاسلام حديث عن شريعة انسانية كاملة، تتحقق لها السعادة في الدنيا والآخرة، لو تمسك الانسان بنظامها التشريعي الذي سنّه الله تعالى، ففي نظامه الهداية للبشرية بصورة عامة، والبشارة للمؤمنين بصورة خاصة، وكل ذلك لان المشرّع هو الله تعالى الكامل المنزه من أيّ نقص، الغنيّ عن الخلق أجمعين، فأيّ نظام يضعه غير الله فهو يحتمل النقص والحيف، فالمجموعات التي نراها اليوم في الاماكن جميعها وبالاخص التي تتخذ من الاسلام شعاراً لها من أجل تحقيق مكاسبها وأهدافها بالقتل والاعتداءات على الاخرين انما هي منظمات ارهابية تريد تحقيق ذلك من خلال شعارات اسلامية ولكنها في الحقيقة بعيدة عن أبسط تعاليم الشريعة الاسلامية التي تدعو الى الرحمة والعفو والتسامح والحوار الهادف، وما يراه الجميع من الاعمال الوحشية تدل على بطلان دعواهم واهدافهم.
·المحور الاعلامي
(داعش والتحدي الاعلامي)
للباحث الاستاذ المساعد الدكتور عبد الامير الفيصل /كلية الاعلام/جامعة بغداد
وضح الباحث ان العراق يواجه اليوم واحدة من اشرس الهجمات الارهابية في تاريخه المعاصر، التي تضع مصيره ومنجزاته في محاولة بناء الدولة في مرحلة حساسة وحرجة. وبالتزامن مع تلك الهجمة الظلامية التي تضم اكثر من جهة ومسمى ومستوى، ساعية الى تقويض الحياة والعودة بنا الى أزمنة الانسحاق والتخلف والدكتاتورية، وتتضافر أجنحة أخرى من الاعلام المخرب لتمثل دعماً لتلك الهجمة العسكرية على الارض عبر مسالك تشويه الخبر وتحريفه، وكذلك تهويل وإرباك الجبهة الداخلية والتلاعب من خلال استراتيجيات مدروسة بوعي الشارع العراقي بغية ضرب الروح المعنوية كجزء من الحرب النفسية والاعلامية التي باتت معلنة في ظل الازمة الراهنة.
·المحور الامني
(الجانب الامني لداعش)
للباحث السيد قاسم كاظم /مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية
بيّن الباحث ان الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) هو تنظيم مسلح يوصف بالارهاب يتبنى الفكر السلفي الجهادي (التكفيري) ويهدف الى اعادة ما يسموه (الخلافة الاسلامية وتطبيق الشريعة)، يتخذ من العراق وسوريا مسرحاً لعملياته. ويضم مجموعة من المرتزقة من دول العالم كافة ويتخذ الاسلام غطاء له ويعمل لتحقيق مصالح اجهزة الاستخبارات الدولية في المنطقة.
وبعد ان رأى العالم خطورة التنظيمات الارهابية فكرياً على المجتمع من خلال تسليحه العسكري المتطور وامكانياته القتالية وطريقة استخدام الاسلحة، لاحظ اليوم ان تنظيم داعش يعدّ أخطر التنظيمات الارهابية التي تهدد مصالح الدول كافة. وان الخبراء العسكريين يؤكدون ان قوة داعش تعتمد على منظومة ادارية متمرسة تتكون من قيادات عسكرية سابقة تشرف على ادارة المواجهات العسكرية.
·المحور الاجتماعي
(الاسلام في أوربا أم إسلام اوربا: دراسة سوسيولوجية عن اوربيي داعش)
للباحث حميد ناصر ياسين/المعهد الثقافي الفرنسي/بغداد
وضح الباحث ان الدراسات عن الاسلام بدأت في اوربا مع تزايد موجات الهجرة في العقد الستيتي والسبعيني من القرن الماضي، ومع ظهور الجمعيات الاسلامية وازدياد عدد الجوامع بدأت مخاوف الاوربيين خصوصاً وان المهاجرين كانوا قد استقروا على شكل تجمعات وليس على طراز الفردية الاوربية.
المعقبون
·الدكتور محمد كريم / كلية العلوم السياسية/جامعة النهرين
بيّن ان هناك ثقافة لدى البشر هي الخير والشر .. والارهاب يلجأ الى ثقافة العنف لانه وسيلته للوصول الى مآربه لغايات غير اخلاقية وغير مشروعة وهي متعددة الفروع وهي بديلة للحروب القديمة لتكون فعالة في الصراع السياسي.
·الاستاذ الدكتور هاشم حسن / عميد كلية الاعلام
وضح ان تنظيم داعش مرّ بثلاث مراحل الاولى كانت الدعوة منذ الخمسينيات ثم تحولت الى حاضنات وبعدها الى خلايا.
·الاستاذة الدكتورة لاهاي عبد الحسين
عقبت عن المحور الاجتماعي وتسألت هل ان تنظيم داعش هو جزء من الاسلام السياسي؟ لان الاسلام السياسي هو حزب او حركة تدعو لفكر معين سواء أكانت ناجحة ام غير ناجحة. اذن تنظيم داعش هو جزء من الاسلام السياسي.
·الدكتور محمد كاظم الموسوي / دائرة الدراسات والتدريب/ جهاز الامن الوطني
من الاسباب التي أدّت الى تهيئة ارضية حاضنة للارهاب هي احتضان الحكومة السابقة قبل عام2003 للتنظيمات الاسلامية الارهابية، اما بعد عام 2003 كان بسبب ضعف القوة العسكرية والامنية وبالاخص في المناطق الغربية الملاصقة لدول الجوار ونقص مصادر المعلومات الاستخباراتية وضعف الامكانيات للاجهزة الامنية وكذلك عدم تعاون المواطن مع المنظومة الامنية.
·المدرس المساعد الدكتور اركان العتابي / كلية العلوم الاسلامية/ جامعة بغداد
اشار الى جانب مهم هو المناهج الدراسة وضرورة اعادة النظر فيها وذلك لما تزرعه في افكار الاجيال القادمة من افكار خاطئة، وبيّن ان الازمة هي ليست ازمة فكر في العقيدة الاسلامية.
·الدكتور زاهر عبد القادر / مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية
وضح ان استراتيجية تنظيم داعش مع القوات العسكرية سواء في العراق أو في سوريا يعتمد على الانسحاب العسكري، ولكن في المعركة الاخيرة في جرف الصخر (جرف النصر) حيث لم يستطع التنظيم الاستفادة من ممر الانسحاب مما سبب له خسارة كبيرة.
·الاستاذ عدي خير الله / سفير جمهورية العراق في الجزائر
بيّن انه إذا لم يكن لكل دولة إستراتيجية واضحة في مواجهة الاستراتيجيات المعادية بصورة صحيحة، ستكون مناقشة القضايا المهمة آنية لا تمتد الى المستقبل وهذا ما يسبب الضعف في الاستراتيجيات المدروسة وايضاً لابد من دراسة استراتيجيات الدول كافة لانها مرتبطة ومتداخلة مع بعضها، ودراسة جانب مهم هو الثقافة فالارهابي يمكن قتله بالسلاح اما فكرة الارهاب لا يمكن قتلها بالسلاح لكن تقتل بالثقافة التي تحارب فكرة الارهاب.
|