ندوة قسم الدراسات الاجتماعية
2012-04-19
توجت باكورة أعمال قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة لعام 2012بعقد ندوة علمية موسعة بالتعاون مع كلية الآداب /الجامعة المستنصرية بعنوان (الإشكاليات المنهجية في المنتج البحثي الاجتماعي والانثروبولوجي)
يقيم قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة
ندوة (الإشكاليات المنهجية في المنتج البحثي الاجتماعي والانثربولوجي )
في الساعة العاشرة صباحا من يوم الخميس الموافق 19/4/ 2012في كلية الآداب / الجامعة المستنصرية .
((( تقرير عن اعمال الندوة )))
ندوة قسم الدراسات الاجتماعية
تحية طيبة.......
م/تقرير ندوة علمية
توجت باكورة أعمال قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة لعام 2012بعقد ندوة علمية موسعة بالتعاون مع كلية الآداب /الجامعة المستنصرية بعنوان (الإشكاليات المنهجية في المنتج البحثي الاجتماعي والانثروبولوجي) على قاعة كلية الآداب بالجامعة المستنصرية في الساعة الحادية عشر من يوم الخميس المصادف 19/4/2012 .وعلى الرغم من التفجيرات العديدة التي وقعت صباح يوم الخميس والتي أدت إلى تأخر موعد انعقاد الندوة لحوالي ساعة ، لكن الندوة كانت متميزة جدا بموضوعها الذي جذب اهتمام الجميع وبحضورها الفاعل وحواراتها المعمقة ،فقد حضر جمهور كبير متمثلا برئاسة الجامعة المستنصرية وعمادة كلية الآداب وبعض رجال الدين ومديري المراكز العلمية في عدد من محافظات العراق، فضلا عن رؤساء الأقسام والأساتذة من جامعتي المستنصرية وبغداد ،والصحفيون وطلبة الدراسات العليا والأولية. وقد توزعت وقائع الندوة على جلستين نظريتين بمحوريه الاجتماعي والانثروبولوجي وجلسة حوارية ثالثة (ورشة عمل) ترأسها وأدارها الأستاذ الدكتور متعب مناف جاسم.
افتتحت الندوة بكلمة موجزة من قبل مشرف قسم الدراسات الاجتماعية الأستاذ الدكتور كامل المراياتي رحب فيها بالحضور وفي مقدمتهم السيد عميد كلية الآداب والسيد المعاون العلمي وكذلك أساتذة وطلبة جامعتي بغداد والمستنصرية ، مشددا على أهمية موضوعة الندوة سواء على مستوى الدراسات الأولية أوالدراسات العليا ، بل وحتى على مستوى المهتمين بالبحث الاجتماعي عموما ، وفي نهاية كلمته أكد على دور وأهمية بيت الحكمة في رفد ودعم جميع الجهود العلمية التي تصب في تطوير المعرفة العلمية والنهوض بالبلد نحو مصاف البلدان المتقدمة. ثم اعتلى المنصة الدكتور علي زيدان رئيس قسم الانثروبولوجيا لتقديم التهاني والتبريكات للأستاذ الدكتور كامل جاسم المراياتي لمناسبة حصوله على مرتبة الأستاذ الأول في الجامعة المستنصرية وتكريمه من قبل السيد وزير التعليم العالي والبحث في يوم العلم 15/4/2012.
ونورد أدناه تفاصيل الجلسات
﴿ أولاً / وقائع الجلسة الأولى/المحور السوسيولوجي ﴾
عقدت الجلسة الأولى في تمام الساعة( 11،15) صباحاً , برئاسة الأستاذ المساعد الدكتور سلام عبد علي/ رئيس قسم علم الاجتماع/جامعة بغداد ،وبمعية مقررة الندوة الدكتورة فريدة جاسم لاستعراض أفكار البحوث التالية :-
1- (الجماعات البؤرية في الدراسات الاجتماعية ) أ.د. لاهاي عبد الحسين
2- (النتاج البحثي في قسم علم الاجتماع:دراسة تحليلية - إحصائية ) م.د. خالد حنتوش
3- (الدراسات النوعية وتطوير المعرفة السوسيولوجية) م.د. أسماء جميل
كان البدء ببحث الأستاذ الدكتورة لاهاي عبد الحسين التي أكدت على ماهية الجماعات البؤرية بوصفها طريقة للدراسة الاستطلاعية والاستكشافية التي تساعد الباحث على تطوير فكرة بشان قضية أو ظاهرة معينة ودراستها ، ثم تناولت نظرية الجماعات البؤرية وخصائصها وكيفية استخدامها فضلا عن تطرقها لنقاط القوة والضعف في هذه الطريقة.
أما الدكتور خالد حنتوش فقد بدا بحثه الاحصائي التحليلي بجملة من الأهداف منها،التعرف على الاتجاهات العامة في الدراسات العليا في قسم علم الاجتماع بعد مرور 40 عاماً من العمل البحثي والانجاز الدراسي ، في محاولة لإعادة توجيه بحوث الدراسات العليا في القسم باتجاه الموضوعات التي لم تدرس. أما تساؤلات الدراسة ،فتمثلت بماهية الموضوعات التي تم دراستها وماهية الموضوعات التي أهملت؟ وهل الموضوعات البحثية على مستوى الدراسات العليا كانت مواكبة للأحداث الاجتماعية أم لا ؟هل كان النتاج الكمي يرتبط بصورة جيدة مع نوعية ما ينتج ؟ أي هل رافقت الزيادة الكمية زيادة في نوعية ما ينتج ؟وأخير هل هناك توازن جندري في القبول على مستوى الدراسات العليا ؟
وقد توصلت هذه الدراسة إلى جملة من النتائج العلمية القيمة.
إما الدكتورة أسماء جميل فقد أشارت إلى أن المنجز المعرفي السوسيولوجي في العراق مازال بعيدا عن مستوى الطموح ، إذ أن مراجعة بسيطة لمجمل هذا المنجز تكشف عن غياب الرؤية النقدية للمناهج المستخدمة وندرة في المحاولات التي تعتمد النقد العلمي للتيارات والمدارس التقليدية المعتمدة في الجامعات العراقية والتي أنتجت بحوث تتسم بصيغة وصفية تتناول الظواهر من الخارج ، وتعمل على ترسيخ المقولات العلمية التقليدية أكثر منها محاولات لتقديم معرفة علمية مضافة ، والسبب يكمن بحسب وجهة نظرها بجملة عوامل منها أن مادة مناهج البحث لم تعط الأهمية والأولوية في جامعاتنا، إضافة إلى هيمنة المدرسة الوضعية على سياقات الدراسة في علم الاجتماع في العراق مع غياب التنوع في المدارس والتوجهات السوسيولوجية، كما أن السياقات المتبعة في الدراسات العليا توجه الطلبة قسرا نحو الدراسات الكمية، فضلا عن قلة الطلب الرسمي على البحوث الاجتماعية ومحدوديته،وتوجه خطط التنمية في سبعينيات القرن الماضي نحو الكم على حساب الكيف وغيرها من العوامل.
﴿ ثانياً / وقائع الجلسة الثانية/المحور الانثروبولوجي ﴾
ابتدأت الجلسة الثانية في الساعة (12،15) ظهراً ، برئاسة الأستاذ المساعد الدكتور علي زيدان/رئيس قسم الانثروبولوجيا/الجامعة المستنصرية ،وبمعية المقررة الدكتورة فريدة جاسم وقد نوقشت خلال هذه الجلسة ثلاثة بحوث هي كالأتي:-
1- (التداخل المنهجي بين دراسات علم الاجتماع والانثروبولوجيا ) أ.د كامل المراياتي
2- -(البحث الاجتماعي بين الاعتبارات الكيفية والانتكاسة المنهجية) أ.م.د مازن مرسول
3-(اشكالية اختيار المنهج في الدراسات الانثروبولوجية) م.م علاء حميد
افتتح الدكتور كامل المراياتي بحثه بتوضيح العلاقة بين علم الاجتماع والانثروبولوجيا كونهما حقلان متصلان ينتميان إلى مجموعة العلوم الاجتماعية وبحسب رأيه فان هذه العلاقة سببت خلط مفاهيمي وتداخل إشكالي ومنهجي بين حقلي الدراسة السوسيولوجية والانثروبولوجية وعليه من الضروري التمييز بين نمط المناهج ونوعها وبين المناهج والأدوات وفرز ما يصلح لهذا الحقل وما لا يصلح من مناهج وأدوات عمل . فالانثروبولوجيا حقل نوعي ولذلك فانه من اكبر الأخطاء المنهجية عد الإحصاء وسيلة انثروبولوجية لان الانثرو علم كيفي لا كمي ، ثم أن الانثروبولوجيين لا يفترضون فروضا دراسية إلا نادراً كون البحث الانثروبولوجي يقوم أساساً على مجموعة تساؤلات تنبثق من الميدان، وأن أهم أدوات البحث الانثروبولوجي هي الإقامة الحقلية والملاحظة بالمشاركة والاستعانة بالمخبرين وتحليل النصوص والأمثال والقصص والتراث الشعبي والأدب والفنون واعتماد بعض أساليب التحليل السايكولوجي في تحليل السير الذاتية ، كما تطرق الدكتور إلى الخطأ الجسيم الذي يرتكب في حقل السوسيولوجيا والمتمثل في تحيز اختيار مفردات عينة البحث بطريقة غير علمية مشوهة لا تعتمد الفهم الإحصائي السليم واعتماد المعادلات الإحصائية في تحديد حجم العينة والضبابية في تحديد حجم مجتمع البحث ،الأمر الذي يعني خطأ نتائج البحث .
أما الدكتور مازن مرسول فأوضح بأن إطلالته الفكرية تتضمن الحديث عن أهمية البحث العلمي كضرورة بنائية، ومن ثم تطرق إلى موضوعة الإشكالية في البحث الاجتماعي ، مع فسح المجال واسعاً للكلام عن جدلية العلاقة بين البحث الاجتماعي والنظرية ،وكتواصلٍ للموضوع أشار إلى إشكالية المنهج وأزمة التنظير في البحث الاجتماعي ،ثم بين أصناف الباحثين العاملين في البحث الاجتماعي والذين يساهمون في القصور المنهجي .
وكان أخر المتحدثين الباحث علاء حميد الذي أكد بان الانثروبولوجيا لم تنجز الحل المطلوب لتجاوز الآثار السلبية لإشكالية المنهج، فقد واجهت مشكلة انقسام العلوم الاجتماعية بشان أفضلية المنهج الكمي أو المنهج الكيفي في مجال البحث الاجتماعي. معللاً سبب الانقسام بالكيفية التي تتعامل بها تلك العلوم وبالذات الانثروبولوجيا مع مواضيع البحث ، وهل هي خارج إدراك الفرد والجماعة ؟ أم أنها داخله ومتشابكة مع سلوكه اليومي وفي تفاعله الاجتماعي . وبحسب اعتقاد الباحث فان تحديد الفارق النوعي بين المنهجين (الكمي/ الكيفي) يتم برصد الاختلاف العلمي ما بين الطبيعي/ الاجتماعي .
﴿ ثالثاً / وقائع الجلسة الثالثة ( الجلسة الحوارية ) ﴾
ابتدأت الجلسة الثالثة في الساعة (1،15 ) بعد الظهر وترأسها الأستاذ الدكتور متعب مناف جاسم وضبطت وقاعها الدكتورة فريدة جاسم والدكتورة عواطف علي ،وقد أثنى الدكتورعلى جهود بيت الحكمة وعلى الهمة العالية والجهد الكبير لقسم الدراسات الاجتماعية لإقامة مثل هذه الأنشطة العلمية كما أبدى إعجابه بموضوعة الندوة التي اسماها بالمناهجية (طريقة القولبة) كونها مجموعة مواد غير متجانسة نقوم بتصهيرها ومن ثم نقولبها ، و بحسب رأيه فأن مسالة المناهجية من المسائل المهمة في العلوم كافة وذلك لان عدد كبير من الباحثين في شؤون المجتمع يهتم بالاتفاق وليس بالاختلاف . فالمشكلة في بحوثنا أننا نبدأ بالمؤتلف وننتهي بالمختلف والصحيح هو أن نبدأ بالمختلف لكي نصل إلى المؤتلف، ذلك أننا كلما فتحنا المجال أمام المختلف كلما ازدادت مساحة الانصهار ومن ثم الاندماج وهذه نقطة القوة في الدراسات الاجتماعية والانثروبولوجية .فمشكلتنا في الدراسات الانثروبولوجية في العراق اليوم أن علم الاجتماع أصبح الوصي والمسيطر على الانثروبولوجيا، فبدا الباحثون وبسبب من خلفياتهم الدراسية يفكرون سوسيولوجيا ويكتبون انثروبولوجيا ، لذلك فقد آن الأوان لأهل الانثروبولوجيا أن ينطلقوا وحدهم ، وكذا هو الحال بالنسبة للسوسيولوجيا . وقد استعان الدكتور متعب مناف في طرحه العلمي بأفكار أميل دوركهايم ولاسيما في أطروحاته حول الانتحار والذي يعد بحق نتاجاً سوسيولوجيا وانثروبولوجيا متميزاً. وفي تعقيب للدكتور مناف على مااورده الدكتور كامل المراياتي في أجابته عن سؤال تقدمت به الدكتورة ثناء محمد صالح متسائلة عن كينونة المنهج السوسيولوجي ،وصف الدكتورمتعب تلك الحالة الدراسية بأنها حالة أوجدها المصريون لدراسة المجتمعات الخليجية كونها ليست مجتمعات سوسيولوجية لانعدام الطبقة الوسطى إلى حد كبير ، كما أنهم ليسوا بدائيين يعتمدون على أساليب الحياة البسيطة لكي ينتهج في دراستها النهج الانثروبولوجيا فأوجدوا لهم هذه التركيبة المختلطة . أذن الصعوبة تكمن في أننا تفكر سوسيولوجيا وتطبق انثروبولوجيا، والعكس هو الصحيح ، وحتى أن وجد ذلك التقارب بين الباحثين على مستوى التنظير لكنهم على مستوى الميدان والمنهج فهم يختلفون. وبعد هذا العرض الموجز للدكتور متعب فسح المجال للحضور لعرض وتقديم أسئلتهم ومداخلاتهم وحواراتهم وقد شارك فيها الجميع لاسيما كل من الدكتور مازن بشير والدكتور نعمة ألعبادي والدكتورة ثناء محمد صالح ورجل الدين محمد الموسوي والباحث احمد المبرقع ومحمد رزاق ومحمد إبراهيم وإبراهيم ألساعدي وإبراهيم السلطاني وغيرهم آخرين ، مؤكدين في حواراتهم على ضرورة استكمال هذا الجهود العلمية المتميزة بإقامة أنشطة علمية أخرى بالتعاون مع الكليات والجامعات والمراكز البحثية المتخصصة .
وفي ختام الندوة التي انتهت في الساعة (2،30) بعد الظهر وزع السيد رئيس قسم الانثروبولوجيا التطبيقية مجموعة من كتب الشكر مقدمة من السيد عميد كلية الآداب بالجامعة المستنصرية إلى الباحثين جميعاً والى مديري الجلسات والمقررين شاكرا لهم جهودهم في استقطاب الطلبة وأنجاح الندوة وضبط وقائعها وحوارتها ، ثم دعي الجميع إلى وليمة غداء أقامها السيد العميد تكريما للمشاركين .
|