الجماعات الهامشية : الواقع والمعالجات
2022-12-11
ندوة اقامها قسم الدراسات الاجتماعية
ضمن فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب دورة ( هادي العلوي ) عقد قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة الندوة العلمية الموسومة بــ( الجماعات الهامشية : الواقع والمعالجات ) يوم الأحد الموافق 11/12/2022 في قاعة الندوات الكبرى / معرض بغداد الدولي الساعة الثالثة مساءً , وتألفت ادارة الجلسة كلاً من :
- رئيس الجلسة : أ.د. خليل ابراهيم رسول / مشرف قسم الدراسات الاجتماعية – بيت الحكمة.
- مقرر الجلسة : م.م. فراس عبد الجبار /قسم الدراسات الاجتماعية – بيت الحكمة .
وتضمنت الندوة ثلاث مشاركات بحثية ووفقاً لما يأتي :
أولاً : أ.د. سلام عبد علي العبادي / جامعة بغداد – كلية الآداب / الجماعات الهامشية بين الجدل المفاهيمي والتوظيف الايديولوجي .
ثانياً : د. شيرين محمد كاظم / جامعة بغداد – كلية الآداب / الجماعات المهمشة والامن المجتمعي : سكان العشوائيات أنموذجاً .
ثالثاً : د. محمود حسين / مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية / الجماعات الهامشية : الحلول والمعالجات .
افتتح رئيس الجلسة أ.د. خليل ابراهيم رسول مشرف قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة مرحباً بالحضور الكريم الذي تضمن مجموعة كبيرة من نخبة ومثقفي المجتمع العراقي , ومن ثم قدم مجموعة من التعريفات المتعلقة بموضوع الندوة
المشاركات البحثية :
أولاً : أ.د. سلام عبد علي العبادي / جامعة بغداد – كلية الآداب .
اول المشاركات البحثية كانت للدكتور سلام العبادي بورقته البحثية الموسومة بــ (الجماعات الهامشية بين الجدل المفاهيمي والتوظيف الايديولوجي ) أذ تناول الباحث مفهوم الجماعات الهامشية وفق آراء مفكرون سوسيولوجيون عدة لعل ابرزهم كان أنتوني غدنز و كارل ماركس الذي يفضل تسمية الجماعات الهامشية بالبروليتاريا الرثة وهي الجماعات التي تعيش خارج الاشكال السائدة للعملية الانتاجية ، وكذلك يعد اصطلاح الجماعات الهامشية قريباً من اصطلاح جيوب الفقر وفي احيان اخرى أحزمة الفقر أو كما يطلق عليه في علم الاجتماع الحضري اصطلاح الغيتو وهو المكان المعزول المحاصر في السياق الاجتماعي .
ثم تناول الباحث مسألة الجماعات الهامشية واللامعيارية من وجهة نظر كلاً من العالم الفرنسي (أميل دوركهايم ) و العالم ( روبرت ميرتون) إذ وضعوا توصيفا دقيقت لمفهوم اللمعيارية (الانومي) ( Anomie) ، بأنه تعطل المعايير والمقاييس التي تحكم طموحات وسلوك الأفراد .
وأخيراً استعرض الباحث أبرز ما توصلت اليه دراسته ووفقاً لما يأتي :
- إن الإنسان في عالمنا المعاصر يعيش صوراً متعددة من الحرمان بفعل انعدام القدرة على الإشباع النسبي للحاجات الكثيرة التي أفرزتها عملية التغير التي طالت مختلف جوانب الحياة ، وبالتالي فان الشعور بالتهميش أو الاستبعاد الاجتماعي بفعل البطالة أوالفقر ، وبفعل فقدان متطلبات الحرية الفردية.
- إن بعض الأفراد يتمردون على واقعهم وأوضاعهم ، كون أن الحرمان قد ينعكس أو يرتد سلباً على ذات الإنسان وعلى سلوكه في مواقف الحياة المختلفة ، وقد يكون اللجوء الى العنف والتخريب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة أحد أبرز أنماط الاستجابة لصور الحرمان .
- عندما تعم اللامعيارية مجتمعاً ما ينتاب العلاقات والقيم الاجتماعية الصراع والتناقض بشكل تصبح فيه المتطلبات والواجبات الاجتماعية التي يصادفها الفرد في حياته اليومية متناقضة.
- يمكن القول ان الظروف والمتغيرات العديدة التي طرأت على واقع المجتمع العراقي قد ساهمت الى حد كبير في فرض تراتبية جديدة لشرائح وفئات هذا المجتمع ، اذ ان صور التفاوت القائم على العوامل الاقتصادية قد تغيرت في اجزاء مختلفة من العالم لاسيما في شكل توزيع الدخل .
ثانياً : د. شيرين محمد كاظم / جامعة بغداد – كلية الآداب .
أما ثاني مشاركة بحثية فكانت للدكتورة شيرين محمد بورقتها البحثية الموسومة بــ(الجماعات المهمشة والأمن المجتمعي : سكان العشوائيات أنموذجاً ) إذ تطرقت فيها الباحثة الى البحث والتقصي عن واقع الجماعات المهمشة في المجتمع العراقي من طريق تسليط الضوء على ثلاثة مفاهيم رئيسة الا وهي :
- الجماعات الهامشية .
- الامن المجتمعي .
- سكان العشوائيات .
وركزت الورقة البحثية على جوانب عدة لعل أبرزها :
1- توصلت الدراسة الى أن سكان العشوائيات يشكلون 16% من مجموع الوحدات السكنية في العراق حسب إستراتيجية التخفيف من الفقر 2017 .
2- الحاجة الى الامن المجتمعي بوصفه اشباع حاجات الافراد الأساسية وحمايتهم من المخاطر التي تواجههم من تهديدات اجتماعية او طبيعية ، وذلك عبر تبادل الأثر حول احتياجات الجماعات الهامشية للأمن المجتمعي أو ما تفرزه تلك الجماعات من تهديد مجتمعي .
3- افرزت تلك الجماعات خصائص اجتماعية وثقافية جديدة ناتجة من أسباب وعوامل الاقصاء والتهميش المجتمعي ، التي تنبع من نظرة سكان المناطق الحضرية أو القانونية إزاء هذه الجماعات المتجاوزة في السكن .
4- إن المنظومة الاجتماعية والثقافية لسكان العشوائيات شكلت لهم هوية اجتماعية متخيلة بأذهانهم أي بمعنى : إن المتجاوزون في السكن يتخيلون انفسهم اجتماعياً بأنهم مجتمع كامل ، وذلك من طريق تحديد هوية خاصة بهم يتخيلونها هوية اجتماعية ، وثقافية ، وسياسية ، والتي تعيد ترتيب أولوياتهم وحياتهم الاجتماعية حسب احتياجاتهم ، ووفق آليات وقيم متعارف عليها داخل سكنهم العشوائي ، وبهذا يكونون هوية اجتماعية داخلية خاصة بهم تختلف عن المجتمع الذي همشهم .
ثالثاً : د. محمود حسين / مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية :
آخر المساهمات البحثية كانت للدكتور محمود حسين بورقته البحثية الموسومة بـ( الجماعات الهامشية : الأسباب والمعالجات ) إذ تضمنت هذه الورقة محورين رئيسين الا وهما :
1- انواع الجماعات الهامشية .
2- اسباب نشوء الجماعات الهامشية.
استعرض الدكتور انواع الجماعات المهمشة ووفقاً لما يأتي :
1- ساكني العشوائيات والاحياء الفقيرة والمتجاوزين على املاك الدولة
2- اطفال الشوارع والمتسولين والمشردين
3-النساء فاقدات المعيل الذين يعملون باعمال خطرة
4-النساء والشباب والاطفال الذين يعملون بفرز النفايات (النباشة )
5-الاقليات الدينية والعرقية الذين يشعرون بالاقصاء والتهميش
6- ساكني مخيمات النزوح من المهجرين وعوائلهم نتيجة فقدانهم لمساكنهم الاصلية الذين اجبروا على مغادرتها .
ومن ثم قدم الباحث أبرز الاسباب والعوامل التي تؤدي الى ظهور الجماعات الهامشية أو المهمشة وهي:
1- عوامل ذاتية فردية ومجتمعية :وهي عوامل ركزت على عوامل القلق والاستياء الذي يشعر به من يجد نفسه غير قادر على تحقيق طموحاته الشخصية
2-عوامل سياسية :ركزت على غياب ثقافة المشاركة والديمقراطية لاعتبارها المسؤولة على عمليات تحديد مستويات ادماج الافراد والجماعات في المجتمع
3-عوامل اقتصادية :تولد وتنمو بأن الاقصاء يولد مع الفقر والافقار والاقصاء الاقتصادي
4-عوامل ثقافية : تشير الى انه عندما تحدد الجماعات البشرية انتماءاتها من خلال الرجوع الى بعض الاطر الثقافية الخاصة واقصاء كل من لا ينتمون الى تلك الاطر
5- عوامل اثنية ودينية : توضح ان الاقصاء يرتبط احيانا بواقع الاقليات الاثنية والدينية نتيجة لافتقار العديد منها للحقوق الاساسية .
التوصيات والمقترحات
1. ضرورة ان تتجه الجهات الحكومية الى المناطق الفقيرة وإشراكهم بخطط التنمية الوطنية من خلال وزارات الدولة متمثلة بوزارة التخطيط والصحة والتربية والعمل والشؤون الاجتماعية
2. اعادة النازحين والمهجرين من مخيمات النزوح الى بيئاتهم الاصلية ومساعدتهم اقتصاديا واجتماعيا .
3. اعادة ترحيل المهجرين الى مناطق اخرى خارج مدينة بغداد (الهجرة المعاكسة ) من خلال انشاء مشاريع زراعية نموذجية .
4. سن وتشريع القوانين المتعلقة بتمليك وتحويل الارض الزراعية الى سكنية وادخالها في خطط التنمية .
5. التعليم للجميع والقضاء على ظاهرة التسرب الدراسي وتنفيذ قانون التعليم الالزامي والمجاني للجميع .
6. ضرورة ان تأخذ الشرطة المجتمعية دورها في القضاء على ظاهرة التسول وإعادة وتأهيل المتسولين في الدور الإيوئاية التابعة للدولة لغرض تأهيلهم وإدماجهم وإعادتهم الى اسرهم الاصلية .
7. الرجوع الى الدستور وتطبيق القوانين العراقية فيما يخص حقوق الاقليات واشراكهم في القرارات السياسية والاجتماعية .
|