مستقبل علم الاجتماع / مراجعة نقدية
2021-08-24
ندوة علمية افتراضية اقامها قسم الدراسات الاجتماعية
(مستقبل علم الاجتماع / مراجعة نقدية )
عقد قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة الندوة العلمية الافتراضية الموسمة بــ ( مستقبل علم الاجتماع / مراجعة نقدية ) بتاريخ 5/8/2021 على برنامج ( ZOOM ) في الساعة التاسعة مساءً , وتألفت ادارة الجلسة كلاً من :
رئيس الجلسة: أ.م.د. خديجة حسن جاسم / كلية التربية المفتوحة
مقرر الجلسة: م.م. فراس عبد الجبار محمد سعيد /قسم الدراسات الاجتماعية – بيت الحكمة
وتضمنت الندوة ثلاث مشاركات بحثية عن ثلاث اختصاصات رئيسة منضوية تحت مضلة العلوم الاجتماعية الا وهي ( علم الاجتماع , الانثروبولوجيا , العمل الاجتماعي " الخدمة الاجتماعية" ) ووفقاً لما يأتي :
أولاً : أ.د. أفراح جاسم محمد / جامعة بغداد – كلية الآداب / واقع ومستقبل العمل الاجتماعي في العراق : أزمة الأعراف والأدوار المفقودة ( دعوة للعمل ) .
ثانياً : أ.د. علي جواد وتوت و د. حاتم راشد علي / جامعة القادسية – كلية الآداب / علم الاجتماع في العراق التأسيس الأكاديمي والهوية .
ثالثاً : أ.م.د. علاء جواد / جامعة القادسية – كلية الآداب / سؤالات ما بعد الحداثة في الانثروبولوجيا : مستقبل البحث والباحث والمبحوث في مجتمع تقليدي.
المشاركات البحثية :
أولاً : أ.د. أفراح جاسم محمد / جامعة بغداد – كلية الآداب / واقع ومستقبل العمل الاجتماعي في العراق : أزمة الأعراف والأدوار المفقودة ( دعوة للعمل ) .
تطرقت الورقة البحثية الى الهموم والأزمات والإخفاقات المجتمعية التي يمر بها مجتمعنا العراقي , التي أثرت على مسيرة فرع العمل الاجتماعي العراقي أو ما يسمى حالياً في الجامعات العراقية ( الخدمة الاجتماعية) ، وطرحت تساؤلاَ مهماً هو : (هل مات اختصاص العمل الاجتماعي في ألعراق ؟)
وأكدت ان طرح هذا التساؤل هو لما وصل اليه العمل الاجتماعي من تشوهات اكاديمية ذات مساس بتعليمهِ وممارستهِ، إذ مازال العمل الاجتماعي حبيساً اكاديمياً بين جدران قسم علم الاجتماع جامعة بغداد ، ومازالت هناك الكثير من المعتقدات الخاطئة المرتبطة بهذا التخصص بدءاً من المكان والانتماء والهوية وانتهاءً بالأطر والقوالب النمطية والنظرية.
وأضافت بان العمل الاجتماعي في اي مجتمع هو انعكاساً للوضع السياسي القائم وامتداداً لأوضاعهِ المختلفة ، وربما كان تاريخ العمل الاجتماعي في العراق مضطرباً في الكثير من الاوقات حيث غاب الاستقرار والنضوج عن تأريخهِ بسبب أزماته التي مر بها رغم مساعي الكثير للنهوض بهذا العمل الانساني، الا ان وويلات الحروب واصواتها كانت اعلى من أصواتهِ، ولكن بعد مرور تلك التقزمات والحرب على الارهاب والتطرف مروراً بجائحة كورونا، أصبح العمل الاجتماعي في العراق ضرورة ملحة وذلك لتفاقم المشكلات وما ترتب عليها من تأثيرات نخرت في جسد المجتمع العراقي وأدمته.
وكذلك استعرضت الباحثة نبذة عن التطور التاريخي للعمل الاجتماعي العراقي ، واهم المراحل التي تضمنتها ذاكرة العمل الاجتماعي في العراق .
وبعد ذلك تطرقت الى أهم الازمات والتحديات التي تواجه العمل الاجتماعي العراقي ، إذ مازال هذا التخصص حبيس عدد من المعوقات نذكر منها
1- المعوقات البيئية.
2- الاعتراف بالتخصص ، وادواره المفقودة في الكثير من المؤسسات الاجتماعية الحكومية او الاهلية .
3- تبني الاطر التقليدية في التعليم والممارسة وغياب التدريب الميداني.
ثانياً : أ.د. علي جواد وتوت و د. حاتم راشد علي / جامعة القادسية – كلية الآداب / علم الاجتماع في العراق التأسيس الأكاديمي والهوية .
تطرق الباحث في بداية ورقته البحثية عن ما يمثله البحث في أصل تطوَّر علم الاجتماع في العراق كونه يُعَدُ أمراً ضرورياً , لارتباط ذلك بجهود الباحثين المؤسسين ممن شكَّلوا إرثاً أكاديمياً ومعرفياً يُستدعى منه ضرورة ذكر ممارساتهم البحثية التي حوَّلت علم الاجتماع الى تخصصٍ جامعي ، يلتزم منهجية معينة ، وأنّ جهود المؤسسين كانت تُعدّ أصالة معرفية في علم الاجتماع ، وهذا مرتبط أيضاً بالتحصيل المعرفي للباحثين المؤسسين الوافدين من جامعات عالمية ،مع رصد السبَّق لهم في بحث مسائل ومشكلات ومقاربات نظرية تَعُد هي الاخرى تأسيسية، لكن قبل ذلك لا يمكن التغاضي عن التأثير الذي تركته بعض الدراسات ذات الطابع الاجتماعي مما لا يمكن عدَّه دراسات تخصصية سيتم ايرادها في البحث وهي بوادر ما قبل التأسيس يُلزم ذكرها، لذا يتضح هدف البحث في بيان التأسيس لحقل علم الاجتماع في العراق ، والتعرف الى جهود العلماء المؤسسين.
وانطلق البحث من هدف رئيس تمثل بــ: (التعرف الى تاريخ حقل علم الاجتماع ومؤسسيه في العراق) وهو ما يساعد في التعرف الى الآتي:
-التعرف الى خصائص الظروف السابقة على تأسيس علم الاجتماع في العراق.
-التعرف الى خصائص التأسيس الاكاديمي لعلم الاجتماع في العراق.
-التعرف الى خصائص رواد علم الاجتماع في العراق.
-التعرف الى خصائص الهُويَّة السوسيولوجية للمدرسة العراقية.
وتضمنت الورقة البحثية ثلاثة محاور رئيسة للبحث والتقصي عن المسيرة التاريخية لتأسيس فرع علم الاجتماع في العراق الا وهي :
• مرحلة ما قبل التأسيس الاكاديمي و بروز الدراسات الاجتماعية : أرتبط ظهور علم الاجتماع في العراق تأثراً مع دخوله الى الجامعات المصرية ، بدليل أن الدراسات الاجتماعية بدأت منذ وقت مُبَكِّر مع ظهور كتاب (مقدمة في الاجتماع) عام (1939) للمؤلف عبد الفتاح ابراهيم .
• التأسيس الاكاديمي .. بروز علم الاجتماع كمؤسسة : ،تسجل بداية مبكَّرة لتأسيس علم الاجتماع كفرع مهم من فروع المعرفة الانسانية ودخوله المؤسسة الاكاديمية العراقية من خلال بوابة كلية الآداب – جامعة بغداد عامي (1954- 1955) ،وبذلك عُدَّ قسماً مستقلاً له مجاله البحثي الخاص،ثم أُضيف اليه قسم الانثروبولوجيا في وقت تأسيسي متأخر عام (1979)
جدول يوضح التكوين الاكاديمي عند جيل المؤسسين في علم الاجتماع
ت
|
الباحثون
|
الجامعة
|
السنة
|
1
|
علي الوردي
|
تكساس/امريكا
|
1950
|
2
|
عبد الجليل الطاهر
|
شيكاغو /امريكا
|
1952
|
3
|
حاتم عبد الصاحب الكعبي
|
شيكاغو/امريكا
|
1954
|
4
|
شاكر مصطفى سليم
|
لندن/بريطانيا
|
1955
|
• مرحلة التوافق وملامح الهُويَّة(1950-1969/1970) .
تمثلت بأعمال ( علي الوردي , عبد الجليل الطاهر , حاتم الكعبي , شاكر مصطفى سليم ) أي منذ نهاية الستينيات من القرن المنصرم لغاية نهايته .
• المقاربات النظرية المعاصرة : تضمنت أعمال كلاً من :
أ- المرحوم أ.د. متعب مناف جاسم الذي تبنى دراسة إتجاه التحولات الاجتماعية وتجديد النسق النظري في علم الاجتماع من خلال تحوَّلات العلاقة بدءاً بتوافق وظيفي بين الجماعة الاكاديمية (باحثين) والمعرفة أو التنظير ،أي أنّ هناك تزامناً بين التحوَّل الاجتماعي وتجديد النسق النظري .
ب- المرحوم أ.د. كريم محمد حمزة في بدء دراسة علم الاجتماع في العراق عبر مراحل زمنية حدَّدت منذ سنة تأسيس قسم علم الاجتماع في كلية الآداب / جامعة بغداد, عند المرحلة الاولى التي امتدت أعوام (1950-1969/1970)
ت- أ.د. لاهاي عبد الحسين التي تبنت دراسة ابرز الادبيات في مجال علم الاجتماع للرواد الأوائل في معالجة العطاءات المعرفية فضلاً .
ثالثاً : أ.م.د. علاء جواد / جامعة القادسية – كلية الآداب / سؤالات ما بعد الحداثة في الانثروبولوجيا : مستقبل البحث والباحث والمبحوث في مجتمع تقليدي.
قدم الباحث مجموعة من الملاحظات الاساسية التي قد تسهم في فهم ( انثروبولوجيا ما بعد الحداثة ) بوصفها مستقبل الانثروبولوجيا هنا وماضي الانثروبولوجيا هناك, كونها ظهرت هناك في التسعينيات ولم تصل الينا بعد والى الان نحن نعتمد تصورات البنى والانساق والوظيفية والبنيوية , ويمكن أن نحصر هذه الملاحظات في ثلاث فقرات :
اولا : ان هذه النظرية بدأت بعد كتاب ليفي شتراوس ( مدارات حزينة ) ، وقد ذهب مؤسسيها الى ان الموضوعية والحقيقة الواقعية التي يطمح اليها، او تستحضر بواسطة الانثروبولوجيا التقليدية ما قبل الحداثي، كانت تنطوي وسيلة سرّية لفرض رؤية معينة على الانسان، رؤية تكبل اولئك الخاضعين للهيمنة ليرضوا بعملية اخضاعهم، وليس من الواضح تماما فيما اذا كان الانتهاك مجسدا في فرض رؤية معينة خاصة، تؤكد النظام القائم، على ضحاياه، أو اذا كانت الخطيئة الرئيسة هي فرض مثال الموضوعية ذاته ..
ثانيا: لقد كانت الانثروبولوجيا على الدوام علما ما بعد حداثي, كونها ما كانت لتنشغل بالنسق الاجتماعي على حساب ذاتانية الانسان ، فضلاً عن كونها لم تنشغل بالجماعة على حساب الفردانية، وبالخراب الاجتماعي وبالتصنيف الاجتماعي للأفراد على حساب التصنيف العقلي للبشر ، فالانثروبولوجيا هي العلم الذي قام على اساس اعادة التفكير بالإنسان نفسه وليس بالدولة ولا المجتمع ولا المؤسسات ولا الميتافيزيقيا.
ثالثا: جاهدت انثروبولوجيا ما بعد الحداثة في المجال الانثروبولوجي , على فضح او تعرية الفعاليات الايديولوجية السائدة في عمليات البحث في الدراسات الانسانية والاجتماعية على حد سواء، والكشف عن خطابات القوة والنفوذ والسلطة المسيطرة التي تضفي بعدا ايديولوجيا الغرض منه حماية او تثبيت شكل من اشكال نظام اجتماعي سائد، سواء على المستوى المحلي في مجتمعاتنا التقليدية، أو العولمي للمجتمعات الكبرى.
ابرز النتائج والاستنتاجات :
أولاً : فيما يخص علم الاجتماع :
1- إتضح أنّ ما أنتجه علماء الاجتماع من أدبيات مختلفة شَكَّل بداية نشوء مدرسة بهُويَّة عراقية, لما تمتَّعت به أبحاثهم من أصالة وتنظير ومواكبة للتحوَّلات الاجتماعية ، وهذا ما يعني أنّ هناك توافقاً واضحاً في هذه المرحلة بين النسق النظري والتغيَّر ، وكشَفَت المراجعة لتراث علم الاجتماع في جامعة بغداد ، أنه أزدهر بشكل واضح في المرحلة الاولى ،التي امتدّت ما بين (1950-1969/1970) بفضل جهود المؤَسِّسين مثل : الدكتور علي الوردي والدكتور الطاهر والدكتور الكعبي والدكتور شاكر مصطفى سليم ، وكانت بصماتهم في التنظير واضحة، كما في تراث الوردي والطاهر ، والبَراعة في تأسيس حقول جديدة ،كما لدى الكعبي في حقل السلوك الجمعي ومصطفى سليم في وضع لبنَات أساسيّة لتأسيس الانثروبولوجيا,
2- اما في مجال الترجمة فقد أجاد الطاهر والكعبي وشاكر مصطفى في تقديم ترجمات لمراجع رئيسية في علم الاجتماع والانثروبولوجيا ، كل ذلك أرتبط بفضل التكوين المعرفي – الاكاديمي لهؤلاء ، فجميعهم كما تَبيَّن تخرجوا من جامعات عالمية رصينة بفضل نظام البعثات.
ثانياً : فيما يخص الانثروبولوجيا ( علم الانسان ) :
1- تأخر الانثروبولوجي العراقي الذي لازال ضائعا في تصورات وظيفية وبنائية ونسقية ما عادت قادرة على الكشف عن اي شيء حقيقي ومهم ، ولذا نرى ان ملايين رسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه لا تنف لشيء اكثر من ان تركن في ركن مترب في المكتبة .
2- اننا بحاجة الى مئة سنة قادمة لنتمكن من التفكير بطريقة مؤسسي نظرية ما بعد الحداثة في الانثروبولوجيا او لولادة باحث عراقي حقيقي مهم وعميق يطارد حركة العالم الاجتماعي والثقافي المضطرب والمتداعي ويصل الى الامساك بالروح البشري .
3- يتوق مفكرو ما بعد الحداثة لدراسة كل شيء في الحياة بداية من نمط الانتاج وعلاقاته في المرحلة الرأسمالية المتأخرة مرورا بنظم المعرفة والخطابات وحتى عروض الازياء والمصارعة الحرة، من السهل تعميم فكرة انه ليس لتيار ما بعد الحداثة موضوعات بحثية بعينها .
4- والملاحظ ايضا في الانتاج الثقافي الما بعد حداثي غياب المباحث التقليدية المعهودة في الفلسفة ، وربما يكون مرجع هذا الى رفض فلاسفة ما بعد الحداثة لمفهوم النظرية ، لا توجد نظرية في الوجود والمعرفة والقيم ، هنالك فقط خواطر وتأملات ومفاهيم دون وعاء نظري شامل يجمعها في وحدة واحدة وهو ما أكد عليه ياوس في كتابه الأخير( مسالك الفهم: نموذجية العلوم الإنسانية في حوار التخصصات).
ثالثاً : فيما يخص العمل الاجتماعي :
1. ان العمل الاجتماعي في العراق عانى ويعاني من التدهور والتراجع المستمر، بسبب مجموعة من المعوقات والأزمات ، نتيجة ما مر به المجتمع العراقي من أزماتٍ وكوارث وحروب ، كل ذلك ادى الى تراجعِ كل شيء وبضمنة الاهتمام بالعلمِ وبالذاتِ العلوم الاجتماعية والإنسانية، التي اتخذت لها مرتبة متدنية في سلَّمِ العلوم وأخص بالذكرِ منها العمل الاجتماعي .
2. عانى العمل الاجتماعي من ازمة الاعتراف وغياب لأدوارهِ ، فالعديد لا يعرفوا شيئاً عن هذا التخصص ودوره في المجتمع ولا توجد نقابة تعمل على المطالبة بحقوق العاملين الاجتماعيين.
3. يُمارس العمل الاجتماعي اليوم من قبل العديد لكن ليس جميع هذه الممارسات وفق الاصول العلمية الصحيحة ولا تستعمل فيه الممارسات والنماذج الحديثة وهذا بحد ذاته يمثل ازمة .
4. لذا تطلب العمل على أحياء العمل الاجتماعي العراقي ليعمل على مساعدة الضحايا بالشكل الملائم، وإحياء مساهمته الاساسية لتعزيز العدالة الاجتماعية في الراهنِ العراقي من خلال مجموعة من الاليات المستقبلية لتفعيلهِ وإنقاذه من الوضع الذي هو فيهِ.
التوصيات والمقترحات
أولاً / فيما يخص علم الاجتماع العام :
1- الاهتمام بالتراجم للدراسات المجتمعية الغربية الحديثة لما فيها من معالجات مجتمعية معاصرة , إذ ما ميز الجيل الأول لمؤسسي علم الاجتماع في العراق هو اهتمامهم في تلك النظريات وتبنيها لمعالجة المشكلات والظواهر والأزمات المجتمعية في المجتمع العراقي بما يتوافق مع طبيعة مجتمعنا .
2- نوصي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالقيام ببعثات دراسية مكثفة التخصصية بعلم الاجتماع والانثروبلوجيا والعمل الاجتماعي الى الدول الغربية ( بريطانيا و فرنسا و ألمانيا ) والولايات المتحدة الأمريكية للدراسة في اكاديمياتها المختصة بالمجالات العلمية المذكورة للدراسة على يد العلماء المعاصرين والمحدثين في هذه المجالات .
ثانياً فيما يخص الانثروبولوجيا ( علم الانسان ) :
1- نوصي الجامعات والمؤسسات البحثية المختصة بالدراسات الأنثروبولوجية , باختيار عناوين بحثية موضوعية واقعية يمكن الاستفادة منها في رسم ملامح المستقبل المجتمعي لمجتمعنا , كونه يمر بأزمات وتصدعات كثيرة , فقد تسهم هذه الدراسات الموضوعية في التقليل أو الحد من هذه الأزمات المجتمعية .
2- الاهتمام بالمؤلفات والتراجم الخاصة بانثروبولوجيا ما بعد الحداثة وتوفيرها في المكتبات المركزية للجامعات العراقية , كي تساعد الباحثين في مجال الانثروبولوجيا للخروج من قوقعة البنائية الوظيفية والبنيوية والأنساق الاجتماعية الى دراسة انثروبوبولجيا ما بعد الحداثة المتحررة من قيود الماضي وسطوته التقليدية .
ثالثاً : فيما يخص فرع العمل الاجتماعي ( الخدمة الاجتماعية ) :
1. الاعتراف اجتماعياً بالمهنةِ لاستعادةِ العمل الاجتماعي الضروري ، ولا يتحقق الاعتراف إلا بعد ايجاد تنظيم يعمل على ادراجِ حقوق وواجبات المهنة بشكلٍ منتظم ويعمل على ضمانِ التسويق للمهنةِ بالشكلِ السليم داخل المجتمع، ويتمثل هذا التنظيم بنقابةِ الاخصائيين الاجتماعين.
2-نحن اليوم بحاجةٍ الى ان يحمل الاخصائي الاجتماعي ما يعكس هويته وجوهر عمله المُتمثل في مهنةِ العمل الاجتماعي، والمطالبة ان يحمل وفق المسمى الوظيفي ما يُشير لذلك وان يتلقى التدريب الميداني الكافي قبل التخرج واثناء العمل .
3- تطوير المناهج الدراسية الخاصة بالعملِ الاجتماعي بما يواكب ما يتم طرحه من ممارسات ومناهج ونظريات جديدة في العالم ، كما نحن بحاجة إلى تنظيمِ أنفسنا حول القضايا الاجتماعية الرئيسة وذات الصلة التي ترتبط داخل مهنتنا وعبرها، من اجل محو الأمية المعرفية حول تلك القضايا.
|