المنظومة القيمية في الاديان وبناء المجتمعات
2021-03-22
ندوة افتراضية اقامها قسم دراسات الاديان
المنظومة القيمية في الاديان وبناء المجتمعات
عقد قسم دراسات الاديان في بيت الحكمة الندوة في الساعة8 مساءاً من يوم الاربعاء الموافق 17/ 2/ 2021 ، واقيمت الندوة بشكل افتراضي عبر المنصة التعليمية الالكترونية Meeting Zoom، ومن خلال الرابط : https://us02web.zoom.us/j/9724524363
اهداف الورشة هو التعريف بالمنظومة القيمية المتمثلة بالقيم الانسانية والقيم السماوية والمشتركات والمكملات لبعضها البعض في الاديان السماوية وبيان اثرها في بناء الحضارات قديماً وحديثاً.
رئيس الجلسة : أ. د. عمر عبد الله نجم الدين / عميد كلية العلوم الاسلامية / جامعة ديالى
مقررة الجلسة : أ. د. هدى عباس قنبر / تدريسية في كلية التربية ابن رشد / جامعة بغداد
• المحاضرين :
1. أ. د. رعد سلمان حسين / كلية العلوم الاسلامية / جامعة ديالى .
2. أ. د. وليد هاشم كردي/ كلية العلوم الاسلامية / جامعة ديالى .
3. أ. م. د . عادل عبد الستار عبد الحسن/ تدريسي في كلية التربية ابن رشد/جامعة بغداد .
4. م. د. نضال مالك سعدون / تدريسية في وزارة التربية – مدريرية التربية الرصافة الثانية .
• الحضور :
بلغ عدد الحضور الفعلي للندوة (54) تدريسياً من مختلف الكليات والجامعات العراقية .
• وقائع الندوة :
المحاضر الاول / أ. د. رعد سلمان حسين ، وكانت الورقة البحثية له بعنوان ( المنظومة القيمية في الاديان – العقيدة انموذجا ) ، وتناول فيها :
ان الله خلق الانسان لحكمةِ حددها سبحانه و تعالى ، والخلافة تكون بعبادة الله وحده والعبادة تعني الطاعة والخضوع الكامل لرب العالمين ، وهذا كله لايتم الا بعد يفهم الانسان مقدمات الغاية والتي هي :
المقدمة الاولى : معرفة الانسان لخالقه الله سبحانه وتعالى .
المقدمة الثانية معرفه الانسان ماذا يريد الله منه .
المقدمة الثالثة معرفة ما ينتج بالنسبة له على طاعته او عصيانه ماذا لو اطاعة ونفذ امر الله وماذا لو خالف و عصى .
هذه الاسئلة لابد ان يكون الجواب عنها واضحاً قد البدء بأي عمل وقد اجابت الديانات كلها بجواب شامل مقنع ، فملأت الكتب السماوية المقدسة غير المحرفة بالحديث عن الخالق وشرحت اسمائه وصفاته ، وهذه الاجوبة هي التي تكون ما نسميه بالعقيدة او التوحيد او باصول الدين في كل دين . ان الديانات السماوية غير منفضلة عن بعضها البعض وانما جاءت كل منها تكمل مسيرة من سبقها . فحين نتناول المنظومة القيمية للأديان بمعنى تاكيد الصلة بين مفردات هذه المنظومة وتكاملها وان العقيدة هي الاساس الاول في هذه المنظومة فلايمكن ان تتعدد وتتخالف هذه المنظومة والتي لم يختلف مضمونها منذ بعثة ادم عليه السلام الى بعثة خاتم النبيين محمد عليه الصلاة والسلام ، ومضمونها الذي تعاقب الرسل والانبياء كلهم على الدعوة اليه هو : الايمان بوجود الله ووحدانيته وتنزيهه عن كل ما يليق به من صفات .
المحاضر الثاني / أ. د. وليد هاشم كردي ، وكانت الورقة البحثية له بعنوان ( اثار القيم العليا في بناء الحضارات ) ، وتناول فيها :
ان للاسلام منظومة قيمية تجمع بين قيمة العدل والانصاف وقيمة التضامن في المجتمع ، وان الدين الاسلام منفتح على غيره من الاديان لوجود قيم مشتركة ، والمسلم متعاون مع جميع البشر من اجل تحقيق القيم الانسانية ، والقيم المشتركة موجودة ويزكيها العقل واللغة .
ويمكن تقسيم المنظومة القيمية الى نوعين: القيم الإنسانية، والقيم السماوية. وفي المفهوم الإسلامي تمتزج هذه القيم ، ويمكن ان نردها خمسة أصول والتي هي :
الاصل الأول : قيم التخلق بصفات الله والاقتداء بأفعاله.
الأصل الثاني : قيم التمثل بأخلاق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .
الأصل الثالث : قيم الأوامر والنواهي التي جاءت في القرآن الكريم .
الأصل الرابع : قيم العقل الذي هو أساس الاعتقاد .
الأصل الخامس : قيم التقاليد والأعراف .
المحاضر الثالث / أ. م. د . عادل عبد الستار عبد الحسن ، وكانت الورقة البحثية له بعنوان ( المشتركات القيمية واثرها في حوار الحضارات ) ، وتناول فيها :
ان المشتركات القيمية هي مجموعة القيم الأساسية التي يمكن أن توحّد بين الناس من مختلف الخلفيات الثقافية والسياسية والدينية والفلسفية. ، وان الشيء يكون له قيمة مشتركة عندما يكون له القيمة نفسها عند الجميع، أو معظم الناس. ويمكن لشيء ما أن يكون ذا قيمة مشتركة عند جميع الناس عندما يمتلكون الاعتقاد أو المسوغ الكافي بأنه يستحق هذه القيمة. فإن قيماً مثل: العدل، المساواة، الحرية، التعاون، المحبة، التواضع، رفض الظلم، رفض العنف... هي جزء من إنسانية كل إنسان؛ والجوهر الإنساني حاضر في كل التقاليد الثقافية والدينية لكل الشعوب. عبر التاريخ الطويل للإنسانية ، وللمجتمع الإنساني قواسم مشتركة هي: الاشتراك في المنشأ. والاشتراك في النهوض بتكاليف الخلافة. والاشتراك في وحدة المصير ، وينبغي ربط هذه القواسم بالمشتركات القيمية . ويمكن تحديد معالم استراتيجية المشتركات القيمية بالاتي:
أ- الالتزام بثقافة المسالمة واحترام الحياة،
ب- الالتزام بثقافة التضامن والنظام الاقتصادي العادل والمساواة.
ج- الالتزام بثقافة التسامح والاحترام المتبادل وبالصدق في الحياة.
واكد على أنه لا سبيل أمام البشرية للخروج من مأزقها الوجودي الذي تعيشه سوى تفعيل استراتيجية المشتركات القيمية، والذي يأتي دورها في العلاقة مع الآخر فعندما تكون العلاقة مع الآخر على أساس القيم الإنسانية يحصل الانتقال من دائرة صراع الحضارات الى حوار الحضارات وتقارب الثقافات لأن القيم الإنسانية هي القاسم المشترك بين كل الحضارات وكل الشعوب وكل الأديان.
المحاضر الرابع / م. د. نضال مالك سعدون ، وكانت الورقة البحثية لها بعنوان ( القيم الانسانية واقرارها بين الاديان والمجتمعات ) ، وتناولت فيها :
تمثل القيم الانسانية بأنها مجموعة من الاخلاق والعادات الاجتماعية والسلوكية والمبادئ والمثل التي ينشأ عليها الفرد منذ صغره وتبقى ملازمة له طيلة حياته وهي عفوية وطبيعية .
وان القيم الانسانية ثابتة لاتتغير بتغير الاوطان والازمان ، وقد خاطب القران الكريم الانسان ذلك المخلوق الذي انعم الله عليه دون سائر مخلوقاته بالعقل بالفاظ تدعو للوحدة والتسامح والتعايش ونبذ الخلافات والحرص على التواصل وصلة الرحم واغاثة الملهوف واطعام الجائع ونصرة المظلوم وغيرها من الاقوال والافعال التي اذا تمسك الانسان بها عاش بسلام وامان وابداع ووصل الى الكمال والرقي في تعاملاته مع ذاته والمجتمع.
وان الاخلاق سمة انسانية تبقى ولاتزول وهي مجموعة صفات وافعال واقوال وخصال توصف بالحسنة والسيئة وهي معيار الانسان بغض النظر عن دينه وهويته فالاخلاق تمثل صاحبها , لكنها تؤثر بالتصرفات الفردية على المجتمعات وبعض الاحيان تتصف المجتمعات بتصرفات افرادها اذا شاعت وتلتصق بالفرد ومجتمعه .
وان عجز الانسان بالعلم والعمل امام قدرة الله تعالى فالعقول الانسانية انتجت العقول الصناعية (الروبوتات) وشكلتها في بعض الاحيان بهيئة انسان الا انها قاصرة عاجزة عن الحركة والكلام الا بعقل صناعي لا تعمل الافعال الا ببرمجة وهنا عجزت العقول الانسانية بكافة قومياتها ولغاتها وهوياتها على التنافس في صنع عقل بشري يتحرك من ذاته .
• التوصيات التي خرجت بها الندوة :
1. الحث على التواصل الاجتماعي ولا سيما بعد التطور التكنولوجي الحاصل في العالم فالعلاقات الانسانية اكدت عليها الاديان فصلة الرحم والقرابة والصداقة والتواصل بين الجيران والاقارب يشعر بالامان والحماية فلا يبقى الانسان وحيدا بل يشدد عضده بالاخ والقريب قال تعالى : ﴿ سنشد عضدك باخيك ونجعل لكما سلطانا﴾ .
2. ان يلتزم المجتمع الاسلامي والغير الاسلامي بثوابت وقيم منظومة اخلاقية هي الاساس والنواة ولا استغناء عنها اذا تدخل الطقوس والعقائد والتقاليد في حياة الانسان فلابد ان تحترم وتدخل ضمن اطر انسانية ومواثيق وعهود دولية فاحترامها يمثل انفتاح وثقافة بين المجتمعات والافراد.
3. تعزيز القيم الانسانية في المجتمع وتعظيم دورها في الفرد من خلال البيت والمدرسة والمؤسسات التربوية فقيم كالعدل والسلام والتعايش السلمي والاخاء والمحبة والتعاون لاينبغي لها الا ان تعظم وتفعل لانها استمدت اصالتها من الاديان السماوية.
|