تفاصيل الخبر
الانزياح في الترجمة : بين انتهاك النص وجمالية التلقي
2018-02-15
الانزياح في الترجمة : بين انتهاك النص وجمالية التلقي
عقد قسم الدراسات اللغوية والترجمية ندوة علمية تحت عنوان ( الانزياح في الترجمة : بين انتهاك النص وجمالية التلقي) وذلك يوم الخميس الموافق 15/2/2018 في بيت الحكمة وذلك سعيا منه الى تناول المصطلحات الادبية والاسلوبية تحليلا ونقدا والتعريف بمضامينها وحقول استخدامها.
شارك في الندوة كل من :
1- ا.م.د. حسن سرحان ببحث تحت عنوان ( الانزياح في الترجمة وفق منظور النقد الترجمي ).
2- د. ستار جبار العبادي ببحث تحت عنوان ( الانزياح في الترجمة وانتهاك النص في ترجمة رواية العرس الوحشي .
3- ا.م.د. رضا كامل الموسوي ببحث تحت عنوان ( الانزياح في الترجمة وجماليات التلقي في رباعيات الخيام ).
ترأس الندوة الدكتور عبد الكريم محسن محمد الذي استهل الجلسة بتعريف موجز لمعنى مصطلح الانزياح ( والذي يعني التباعد عن الشيء والنزوح عنه ) مشيراً الى انواع الانزياح في الترجمة واختلاف الاراء حول المدى الذي يمكن للمترجم الوصول اليه في انزياحه الترجمي عن النص الاصلي وهل يمكن عدّ بعض الانزياحات نوعاً من الخيانة للنص ام هي اضافة جمالية لذلك النص .
البحث الاول :
تناول ا.م.د. حسن سرحان في بحثه الموسوم بـ ( الانزياح في الترجمة وفق منظور النقد الترجمي ) ، الانزياح لغةً واصطلاحاً . فالانزياح لغة يعني بُعد الشيء عن موضعه وبصفته مصطلحاً اسلوبياً واجرائياً فهو يعني التغييرات التي تطرأ على النص بُعداً او قرباً ، قُبحاً او جمالاً . وقد يكون الانزياح في بعض النصوص محدوداً ويبدو في اخرى غير محدود لكن بكل تاكيد هناك بعض النصوص تبدو فيها الحاجة الى الانزياح ملّحة اذ ان كل اختيار او تفضيل لمفردة او تركيب لغوي في الترجمة هو نوع من الانزياح.
ومن وجهة نظر الباحث فأن اساس وظيفة النقد الترجمي هو ايجاد ثوابت علمية لدراسة النص المترجم وبذلك يكون النقد الترجمي هو المعني بتحديد مدى انزياح الترجمة في النص الهدف عن النص الاصلي وتأثير هذا الانزياح على النص الاصلي . وكون المترجم هو قارئ اولاً وان القراءة هي اول اشكال تاويل النص المقروء فيكون التأويل شكلاً من اشكال الانزياح.
ان اختلاف البيئة الاجتماعية والفكرية والثقافية للمترجمين يؤدي الى الأختلاف في تلقي النص الاصلي وبالتالي الانزياح الترجمي وهذا ما لاحظه النقاد في ترجمة رواية متعددة المعاني يشير العنوان الرئيس فيها الى معنيين مغايرين احدهما ( الستارة ) والآخر هو ( الغيرة ) . ففي الترجمة الاولى للرواية ، اختار سعيد احمد الحكيم المعنى الشيئي او المادي للعنوان فجاءت الرواية تحت عنوان ( ستارة النافذة الزجاجية ) فيما اختار نصار عزيز نصار المعنى العاطفي للعنوان نفسه فحملت الرواية عنوان ( الغيرة). وهذا الانزياح في الترجمة اوجد عزوفاً عن اقتناء الرواية بترجمتها الاولى فيما كان الاقبال على اقتناء الرواية بترجمتها الثانية تعويضاً عن العزوف السابق .
البحث الثاني
قدّم م.د. ستار جبار العبادي بحثه تحت عنوان ( الانزياح في الترجمة وانتهاك النص في ترجمة رواية العرس الوحشي) .
في دراسة نقدية لترجمة السيدة ميسون ابو الحب لرواية العرس الوحشي ، وقد أثار الدكتور العبادي عدداً من التساؤلات والملاحظات حول معيار الحكم على الانزياح الترجمي وذلك على خلفية حذف السيدة ميسون ابو الحب لاحد مشاهد الرواية من النسخة المترجمة والذي يمثل ، حسب وجهة نظر الباحث ، لُب موضوع الرواية .
ان اغفال بعض العلامات والرموز الواردة في النص الاصلي كما حدث في الترجمة المشار اليها قد يجعل منه انزياحاً سلبياً وهو ما يثير تساؤلاً حول امكانية وحدود المترجم ببتر او رفع او اغفال بعض المفردات او العلامات او المشاهد التي قد تكون ضرورية في رسم الصورة المتكاملة والواضحة للنص الاصلي وما يودّ كاتب النص التعبير عنه وايصاله الى القارئ .
ويرى الباحث ان اسباب ذلك الانزياح سواء أكانت اسباباً اخلاقية او رقابية فهو ليس من حق المترجمة لان الانزياح السلبي قد ادّى دوراً سلبياً في اضاعة مغزى الرواية .
البحث الثالث :
اختار ا.م.د. رضا كامل الموسوي في بحثه المعنون بـ ( الانزياح الترجمي وجماليات التلقي في ترجمات لرباعيات الخيام ) البُعد الجمالي للانزياح الترجمي وذلك من خلال عرض نماذج لترجمات رباعيات عمر الخيام .وبيّن الموسوي ان الامعان في البُعد الجمالي عند تلقي الترجمة يجعل القارئ يتقبل الانزياح الترجمي ويبعده عن التفكير في ما يسمى بخيانة النص ليتمتع بشاعرية الترجمة دون التفكير في مطابقتها الحرفية او كون الانزياح الترجمي سلباً او ايجاباً .
وقد اشار الباحث الى ثلاثة من ألمّع مترجمي هذه الرباعيات وهم احمد رامي واحمد الصافي النجفي ومهدي جاسم الشماس كما عرض نماذج من الرباعيات من ترجمة احمد الصافي النجفي واحمد رامي الذي لم يخرج عن الاطار العام للرباعيات في ترجمته .
في معرض التعليقات والتعقيبات ، اشار د. حسن سرحان الى العلاقة بين الاصالة والترجمة اذ يظهر تأثير التناص في هذا المجال من حيث الحكم على عدم وجود النص المترجم هو الآخر نصاً اصلياً .
واشار د. عماد العباسي من كلية العلوم الاسلامية الى ان احمد الصافي النجفي قد ترجم الرباعيات على مدى ثلاث سنوات اثناء وجوده في ايران .
اما ا.د. برهان جلال حسين من الجامعة العراقية / قسم اللغة الروسية فقد اشار الى ان تأثير التباين اللغوي بين اللغة الاصل واللغة الهدف قد يكون سبباً في اضطرار المترجم الى الانزياح عن النص الاصلي ومثال على ذلك ترجمة القصة القصيرة ( السيدة وكلبها ) لتيشخوف التي تمت ترجمتها الى ( السيدة صاحبة الكلب ) وهذا الانزياح أثّر سلباً على عنوان القصة واظهر بوضوح تأثير التباين اللغوي بين اللغات المختلفة على عملية الانزياح.
وفي ختام التعقيبات ، قدّم رئيس الجلسة شكره وتقديره للباحثين على ما قدموه من معلومات تصب في مجملها في خدمة المسيرة العلمية في العراق.
المزيد من الاخبار