العقل والوعي بين منظوري علم الاجتماع وعلم النفس

2018-10-23

العقل والوعي بين منظوري علم الاجتماع وعلم النفس

ندوة اقامها قسم الدراسات الاجتماعية


العقل والوعي بين منظوري علم الاجتماع وعلم النفس


أقام قسم الدراسات الاجتماعية الندوة العلمية الموسومة بـ(العقل والوعي بين منظوري علم الاجتماع وعلم النفس ) بتاريخ 23/10/2018
برئاسة الدكتور خليل إبراهيم رسول وبمقررية الجلسة الدكتورة هديل سعدي موسى ،وبحضور عدد من الباحثين والمهتمين بدأت الجلسة بكلمة للدكتور خليل إبراهيم رسول مشيراً فيها الى ما يعنيه مصطلحي العقل والوعي فالعقل (Mind) هو المجموع الكلي المنظم للعمليات النفسية المنطقية التي تمكن الفرد من التفاعل مع بيئته , وقد وصفه بعضهم بانه شيء وأنكر البعض الأخر أمره وقالوا: انه عمليات وليس شيئاً، وعلى كل فالعقل لم يعد بناءٍ سكونياً او شيئاً مادياً لكنه وحدة دينامية او ترابط في النشاطات او تتابع في الاستجابات الكيفية . انه ببساطة وظيفة وليس كياناً , وانه مصطلح ملائم يدل على العمليات . وهو خاصية لتكوين منظم بدرجة راقية للوظائف العقلية العليا ونموها , يرتبط بخلق أدوات سيكولوجية معينة تعدل الوظائف الأولية كالكلمات , والإرشادات والرموز الرياضية والخرائط والرسوم البيانية .
وأن العمليات العقلية تعتمد على عمليات تجري في الدماغ بما يسمى بفرضية " التبعية للدماغ " وهي فرضية لا يمكن البرهنة عليها بصورة نهائية ولكنها تلبي المتطلبات الضرورية وتنسجم مع جميع الحقائق التي تتم ملاحظتها .
إما الوعي ( Consciousness)
الوعي لغة يعني الإحاطة بالشيء وحفظه واستيعابه والتعامل معه او تدبيره، والوعي هو تلك الخبرة المباشرة للنشاط النفسي الذاتي للفرد الذي يعرف واقعه الخاص ويحكم على هذه المعرفة . اي انه حالة التبصر بأمور الذات وتقويم واقعي , وهو شرط مسبق لإدارة الذات واتخاذ القرار والخيار . ويعد فرويد الوعي احد معطيات التجربة الفردية التي تطرح ذاتها على الحدس المباشر , ويقول " اننا بصدد واقعة دون اي مكافئ لها لا يمكن تفسيرها ولا وصفها , وعلى الرغم من ذلك يعرف كل منا ومن خلال التجربة ما المقصود بالوعي , وعليه يكون الوعي هو الذات للعمليات الإدراكية التي تستوعب ما يصل الى الذهن من الميزات الخارجية والداخلية , ويعمل الوعي على إدراك الصفات والخصائص التي تعين الشيء المدرك وتصنفه , او تعطيه قيمته من خلال نشاط العمليات العقلية العليا .
للوعي وضيفتان هي المراقبة والتوجيه، اذ انه يراقب الذات والمحيط ويضبط الفكر والسلوك. إما وظيفة التوجيه , فأنها تسمح للشخص ان يهدئ أفكاره للوصول الى هدف ما. وتتكامل الوظيفتان المراقبة والتوجيه في التعامل مع الذات ومع الواقع ومع الوجود , والوعي كالعقل ليس بناء سكونياً او شيئاً مادياً بل هو وضيفة من وظائف العمليات العقلية العليا .
اما ما يراه كل من علم النفس وعلم الاجتماع فسأتركه للأساتذة المتحدثين الكرام
اولاً :- الأستاذ لؤي خزعل صبر من جامعة المثنىن ببحثة المعنون (العقل المكوَن والعقل المكون، رؤية نفسية- اجتماعية)
شهد المفهوم انقساما|ً بين التجريبين والعقليين استثمر تقسمه قدمَ اندريه لالاند في موسوعاته و محاضراته فقسم العقل المكون والمكوِن ( فاعل وسائد)
ذلك ميز بين العقل المكون السائد النشاط الذي يقرر المفاهيم والسائد الملكة التي يستطيع كل إنسانمن خلالها امتلاك العقل السائد وصولا الى القواعد النتائج ( الكون المتغير) .وان العقل في حقبة زمنية يكون عقل إحساسي من مرحلة زمنية الى ثقافة زمانية أخرى يختلف في النظام المعرفي لذلك الزمان والمكان بنيات التوازن تحدث الحاجة الى توازن العقل وتوازن المعرفة هنالك توازن بناء إنسان وهنالك حاجة أساسية لتنظيم العقل المكون الذي لا ينطوي على كل الناس بغض النظر عن عقيدتهم يشتغلون ضمن نسق أساسي اذ يرتب معتقداتهم عقلين العقل المخلوق المفتوح البياني والبرهاني والعرفاني كما يشير ( محمد اركون) ملامسة لمفهوم الدراسة التحليلية الإسلامية فلسفة العقل المغلق والمفتوح منظومتين كبيرتين المغلق  ( الإسلامي ) (الماركسي )  ( الاشتراكي ) نسق غير المعتقدات / نسق الذي يقبله ونسق الذي لايقبله / ومن مؤشراته الاتجاهات عند الانغلاق يحث صراع عقلنا المكون (الثقافي ) ويميل الى ان يكون مغلق ولم تجري دراسات لاستجلاء هذا النمط من العقل وكيفية اشتغاله وانساقة العليا وفي مجتمعاتنا ضمن مشروع يفتت الأزمات المجتمعية
ثانياً :- أ.م.د. رسول مطلق / جامعة بغداد / أزمة الوعي في المجتمع العراقي .
وضح الباحث ان العقل والوعي في اشارة الى  الوعي الماركسي بانه حالة البناء الفوقي الاتجاه وفيه ( البناء الفوقي ) ( البناء التحتي )اذ ان هيجل في جدله اشار الى الوعي ( الشقي – الانشطار ) ( العبد والسيد ).
•    الوعي الشقي يخرج من كابينة السعادة ( العبد السيد)
قوقعة ( محارة , حشرة ) مفهوم العقلي القومي
عبد الرحمن بدوي في ( الوعي العقلي )
تساءل الباحث هل نفهم بوجود ( أزمة وعي ) لأنه بعضنا يعلم ويعلم انه لا يعلم وبعضنا الاخر لا يعلم ولا يعلم انه لا يعلم.                 
 أكد الباحث إننا نعيش في مجتمع يعيش حالة من ضياع معايير الوعي في مقاربة ذواتنا مع الواقع .
بين الباحث ان الحقوق تنتزع ونحن ننتزع حقوقنا من مضامين الحياة ويرى الفرد هربرت ميد  ان الفرد يعيش ويعيش ضمن اليوم مع فارق ( جدلية هيجل )
الدولة المأزومة تتراجع فيها الى التخلف والوعي ويتراجع فيها  الحضاري وأن الأزمة الحضارية عنما يكون هناك غزارة أنتاج علمي مع حالة تخلف ( ازمة فهم المعلومة)
وكذلك أزمة وعي للنهوض بما عندنا من وعي تبعا للتنشئه الأسرية فضلا عن ان الحواس هي مغذيات الوعي والانتباه .


وفي ختام الندوة خرجت الندوة باستنتاجات وهي :-
1-    العقل هو المجموع الكلي المنظم للعمليات النفسية التي تمكن الفرد من التعامل مع المجتمع .وبذا يتطلب من المؤسسات الثقافية فتح المنافذ العقلية لدى افراد المجتمع.
2-    العقل لم يعد بناءاً سكونياً او شيئاً مادياً .وهو مصطلح ملائم يدل على العمليات والارشادات والرموز الرياضية انه ببساطة وهو وظيفة وليس كياناً .اي انه وظيفة للدفاع الذي ينبغي تنميته من خلال التنبيهات الكثيرة كي ينمو لدى الافراد .وهذه مهمة مؤسسات المجتمع كافة.
3-    الوعي يعني لغة الاحاطة بالشيء وحفظه واستيعابه والتعامل معه او تدبيره . وله ضيفتان هي المراجعة والتوصية على ادراك ما يحيط المجتمع من ازمات وامور لابد ان يدركها الناس ليكونو مواطنين صالحين.


 

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر